الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علمانيات فيصل القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

علمانيات فيصل القاسم

 

 

الخبر:

 

كتب الإعلامي فيصل القاسم مقالا نشره موقع القدس العربي بعنوان "العلمانية المفترى عليها؟"، ومما ورد في المقال:

 

"من أكثر المصطلحات التي يُساء فهمها واستخدامها هو مصطلح العلمانية، فالإسلاميون يعتقدون أنها معادية للدين لأنها تفصل بين الدين والدولة، بينما هم يعتبرون أن الإسلام دين ودولة، لا بل إن البعض يعتبر العلمانيين بأنهم ينتمون إلى معشر الملاحدة غير المؤمنين بالأديان أو بالله. وهذا طبعاً غير صحيح في كل الحالات، فهناك زعماء وسياسيون كثر في العالم يحكمون بلداناً علمانية، لكنهم مؤمنون ويذهبون إلى المعابد والكنائس ودور العبادة الأخرى، وبالتالي ليس هناك علاقة بين العلمانية والإلحاد إلا في بعض الأنظمة البائدة. لكن مع ذلك، فهناك التباس كبير لدى الغالبية العظمى من الشعوب حول مفهوم العلمانية".

 

ويقول في نهاية مقاله: "وفي الختام دلوني على نظام ديني ناجح في العالم. إيران مثلاً؟ السودان؟ أفغانستان؟ العراق؟ خلينا ساكتين!"

 

التعليق:

 

يرى فيصل القاسم أن هناك "التباساً كبيراً لدى الغالبية العظمى من الشعوب حول مفهوم العلمانية، فهو مصطلح ملعون مطعون في الثقافة الشعبية العامة في العالمين العربي والإسلامي".

 

ويعتبر أن الوحيد الذي أنصف العلمانية هو علي عبد الرازق قبل قرن من الزمان في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" والذي نفى فيه أصلا وجود نظام حكم في الإسلام!

 

ويقدم فيصل في مقاله تفريقا بين ما سماها "أنواع العلمانية"، حيث يعرض سبعة أنواع تختلف فيما بينها "بناءً على أسلوب تطبيقها ومدى تأثيرها على الحياة العامة والخاصة". ويقصد بأسلوب التطبيق والتأثير هو مقدار انخراط الدين في الحياة العامة. فهي تتراوح بين العلمانية "الإلحادية" كالأنظمة الشيوعية والتي تعادي الأديان وتشيطنها وصولا إلى العلمانية "المتكاملة" والتي برأيه "تدمج بين القيم الدينية والقيم العلمانية بطريقة تسمح بالتعايش بينهما، كما تُفسح المجال للمؤسسات الدينية للعمل ضمن النظام العلماني بشرط الالتزام بالقوانين العامة، كبعض الدول الإسكندنافية". مرورا بالعلمانية "الجزئية" التي تركز على "فصل الدين عن الدولة فقط في الأمور السياسية والقانونية" ضاربا تركيا كمثال عليها.

 

ظاهر أنه يتلاعب بالألفاظ من أجل تلميع مفهوم العلمانية في جوهره والذي يقوم على فصل الدين عن الحياة أي عن الدولة والحكم، مع أنه يستشهد بـ"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وهو أصل بغض عموم المسلمين للعلمانية كما أبغضوا الاشتراكية والشيوعية. فمطلب المسلمين بتطبيق الإسلام في كافة نواحي الحياة وعلى رأسها الحكم والسياسة لا تخطئه العين، ولهذا وجدنا من يحاول التلبيس على المسلمين بعلمانية جزئية والتي هي تحايل على المسلمين واستغفال لهم ليقبلوا بهذا المسخ باسم الإسلام، خاصة مع وجود من يسمون "مفكرين إسلاميين" يروجون لفصل الدين عن الحياة بجعل الواقع مصدرا لتفكيرهم ومحاولاتهم اليائسة لشرعنة أخذ نظام الحكم من غير الإسلام.

 

ولكن مع تبلور الوعي في الأمة وانكشاف عداء هذه الأنظمة العلمانية للإسلام سواء في الغرب أو في بلاد المسلمين، بل حتى دوسها لمتعلقات العلمانية التي صدعت بها رؤوس المسلمين كحرية الرأي مثلا. ما ترك مسوقي فكرة فصل الإسلام عن الحياة في حيص بيص، منعزلين كليا عن حس الأمة ووعيها، ويبحثون عن أساليب تسويقية رخيصة لتلميع بضاعة الغرب المزجاة.

 

أما عن سؤال فيصل القاسم عن ذلك النظام الديني الناجح في العالم ضاربا مثالا كالسودان وإيران وغيرهما، فهو دليل واضح على أن لديه أزمة فكرية وسياسية عميقة - إن أحسنا الظن - ذلك أن القاصي والداني يقطع بأن تلك الأنظمة لا علاقة لها بالإسلام بصفته عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام ينظم كل نواحي الحياة.

 

وهذا النظام يا أستاذ فيصل مغيب منذ قرن وأكثر من الزمان بعد أن هدمت دولة الإسلام وجيء بأنظمة شيطانية لتحل محل نظام الحكم في الإسلام حتى الساعة. وهذه دعوة لك ولغيرك أن تطلعوا على شكل نظام الحكم في الإسلام المستنبط من الشريعة الإسلامية وطبق قرونا طويلة وعاش المسلمون وغيرهم في كنفه فوجدوا العدل والعزة والكرامة والعيش الرغيد. فكانت لهم دولة مرهوبة الجانب يضرب بها المثل ويخطب ودها الشرق والغرب.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع