الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما تزال الأمّة ضائعة ما أضاعت بوصلتها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما تزال الأمّة ضائعة ما أضاعت بوصلتها

 

 

الخبر:

 

ضجّت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني فضلا عن الشارع في العراق بسبب اضطرابات في إعلان رؤية هلال شهر شوال، وذلك لانتشار خبر مفادُه أنّ هناك أيادي حاولت التأثير على قرار اللجان القائمة على مسألة مراقبة الهلال، وهو رئيس ديوان الوقف السني الدكتور مشعان الخزرجي، الذي اجتمع بهيئة الرأي من الفلكيين والشرعيين يوم الخميس الماضي لأجل الاتفاق على إعلان عدم إمكانية رؤية الهلال ومن ثمّ إعلان يوم الأحد متمماً لعدّة شهر رمضان والاثنين الأول من شوال.

 

وفي السياق ذاته، كشف الشيخ أحمد حسن الطه كبير علماء المجمع الفقهي في العراق في خطبة العيد تدخُّل رئيس ديوان الوقف السنّي من خلال طلبه من العلماء إعلان العيد يوم الاثنين بغضّ النظر عن رؤية الهلال من عدمها. كما أشار إلى أنّ قرار الفلكيين بعدم إمكانيّة رؤية الهلال أصبح موضع شكّ لأنّه قد يكون متأثّراً بطلب الخزرجي.

 

التعليق:

 

بغضّ النظر عن صحّة قول الفلكيين وأهل الاختصاص بإمكانية رؤية الهلال من عدمها، فإنَّ ما حدث يُعدُّ مؤشراً خطيراً يؤكّد استخفاف القائمين على شؤون المسلمين بشعائر الله سيما وأنّهم حاولوا تزوير الحقيقة وعدم الاكتراث بمصير الناس في عبادتهم والتعمّد في تزوير حقيقة دخول الشهر.

 

بينما تم الإعلان عن إكمال العِدّة في العراق، وأنّ يوم الأحد متمم لشهر رمضان، زعماً منهم تقليد القول المعتمد عند الأئمة الشافعية بأنّ العبرة باختلاف المطالع، وأنّ رؤية الهلال في بلدٍ تلزم أهل ذلك البلد وحسب، على الرغم من أنّ البيان الذي صدر من ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي ذكر بأنّ الرأي الذي عليه جمهور علماء الأمّة هو القول بوحدة المطالع، ولم يتم ذِكر المبرر لاختيار الرأي الآخر!

 

ثمّ بعد أن رأوا اختلاف الناس وكثرة اللغط والاتهام لهم طالبوا الناس بدرء الخلاف وضبط النفس وشددوا على وحدة الصف وعدم إثارة الفتنة.

 

وهنا نتساءل؛ إذا كانت وحدة الصفّ غاية من غاياتهم؛ فلماذا لم يتم الأخذ برأي الجمهور الذي يوحّد صفّ الأمّة جمعاء في عبادتها ومشاعرها وشعائرها؟ بل لماذا يوهِمون النّاس بأنّ رؤية أهل كل بلد للهلال ضمن الحدود التي حدّها المستعمر تلزمهم وحدهم ولا تلزم ما جاور ذلك البلد من البلاد الإسلامية؟ أليس فيما ذهبوا إليه تكريس للاستعمار؟ ثمّ أليس في ذلك تدليس على النّاس؟ وهل قال أحدٌ من الأئمّة المعتبرين من أهل المذاهب بهذا؟

 

أيها المسلمون: إنّ هذه صورة من صور التفرق والضعف وضياع الأمّة وتضييعها لبوصلتها! فلا يريد المستعمر لأبناء الأمّة أن يشعروا بأنّهم جزءٌ من أمّة عظيمة، فلا يراد للمسلم في باكستان أنْ يتحد في شعوره مع أخيه من تونس ومع أخيه من العراق وإخوته من سائر بلاد الإسلام، بل يبذل المستعمر وأذنابه كل ما يمكن بذله في سبيل تكريس الفرقة وتشتيت كلمة المسلمين، ومن ذلك التفريق بينهم في العبادات.

 

وليس لذلك حلٌّ سوى ما أنزل الله من وجوب وحدة الأمّة وتحكيم شرعه تحكيماً كاملاً شاملاً خالصاً، ولا يتأتّى ذلك إلّا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي يدعو لها حزب التحرير ويعمل ليل نهار لأجل إقامتها وتحقيق وعد الله سبحانه وتعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وأمّا علماء الأمّة، فإنّ الأمّة لا غنى لها عنهم، إلا أنهم يجب عليهم تبيين الحقّ بشجاعة وإيمانٍ للناس والتأثير في الواقع لا التأثر به، وأن يقولوا الحقَّ لا يخشون في الله لومةَ لائم ولا سطوة حاكم، وليكن لهم في سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام خير أسوة.

 

﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ‌لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال زكريا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع