- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الكويت تمنع توثيق عقد الزّواج لمن لم يبلغ من العمر 18 عاما
الخبر:
رفعت الحكومة الكويتيّة سنّ الزّواج في البلاد من 15 عاما إلى 18 بعد تعديلها لقانون الأحوال الشّخصيّة. ووفقا لمرسوم رسميّ نشر في الجريدة الرّسميّة "الكويت اليوم" عدّلت المادّة 26 من قانون الأحوال الشّخصيّة ليتمّ "منع توثيق عقد الزّواج أو المصادقة عليه لمن لم يبلغ من العمر 18 عاما وقت التّوثيق". (سكاي نيوز عربيّة)
التّعليق:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» وتقديره من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه - وهي مؤن النّكاح - فليتزوّج، ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه، فعليه بالصّوم، ليدفع شهوته، ويقطع شرّ منيّه، كما يقطعه الوجاء.
هذا ما حثّ الرّسول ﷺ الشّباب عليه حتّى يحصنوا أنفسهم ويبتعدوا عن المحرّمات. فالمسلم - ذكرا كان أو أنثى - له أن يتزوّج، وقد شجّع الإسلام على ذلك حرصا على العفَّة والسّلامة في المجتمع، فالواجب على مَن استطاع أن يُبادر بالزّواج، وألّا يتخلَّف عن ذلك. فإنّ في تركه نشراً للفساد وانتشاراً للفواحش.
وُجّه الخطابُ إلى الشّباب الذين كلّفهم الله وسيحاسبون وفق هذا التّكليف. فكلّ من صار مكلّفا سواء أكان ذكرا أو أنثى له أن يتزوّج. فلا نتحدّث عن قاصر أو طفل حين يبلغ سنّ البلوغ حتّى لو لم يبلغ سنّ الـ18، السّنّ التي حدّدتها القوانين الوضعيّة وصادقت عليها المجتمعات الدّوليّة فعرّفت الطّفل كلّ شخص لم يبلغ هذا السّنّ.
فما تحثّ عليه الشّريعة لا يتوافق مع ما تتسابق دول الضرار لسنّه من قوانين تحدّد سنّ الزّواج، فَتحْت إملاءات غربيّة واتّفاقيّات دوليّة تصادق عليها (كاتّفاقيّة سيداو). فدول كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولبنان والأردن والسعودية تتنافس لتنفيذ هذه الاتّفاقيّة الفاسدة المفسدة. وأخرى بعد أن صادقت عليها تقوم فيما بعد بسنوات بتعديل موادّ قوانينها حتّى تلتزم أكثر بما تنصّ عليه هذه الاتفاقيّة؛ فقد عدّلت الكويت من المادّة 26 من قانون الأحوال الشّخصيّة وبحسب التّعديل "يمنع توثيق الزّواج ما لم يبلغ الزّوجين ثمانية عشر عاما، استنادا إلى دستور دولة الكويت الذي يؤكّد حماية الأسرة والأمومة والطّفولة، وبما يتوافق مع أحكام الشّريعة الإسلاميّة". فعن أيّ توافق يتحدّثون؟ أم تراهم يقصدون توافق مع القوانين الدّوليّة؟
يدّعون حماية الطّفل من الزّواج المبكّر فهل حموه من الزنا؟!
يقولون إنّهم يحمون الفتاة ويضمنون لها حقوقها في إطار اتّفاقيّة القضاء على جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة، التي تضمن الموافقة الحرّة والكاملة لكلا الزّوجين، فهل ضمنت لها عيشا تحقّق به بناء أسرة وتحقّق به حلم الأمومة؟ وثّقت إحصائيّة نشرتها صحيفة القبس الكويتيّة عام 2019 وصول عدد الفتيات غير المتزوّجات في الكويت إلى 13534، وجميعهنّ بلغن سنّ الأربعين وأظهرت الإحصائيّة أنّ نسبة العاملات الكويتيات العزباوات في القطاع الحكوميّ بلغت 90%، بعدد 4794 موظّفة، مقابل 503 يعملن في جهات غير حكوميّة. فهل سعت الحكومة لحلّ هذه المشكلة؟
أم أنّ هذه الدويلات لا همّ لها إلّا أن تتفانى في تنفيذ الاتّفاقيّات التي يفرضها الغرب ضمن حربه على المسلمين وفرض حضارته ومفاهيمه الفاسدة عليهم بالحديد والنّار؟!
﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت