الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ترامب يُريد توسيع أمريكا لتصبح أقوى  وحكامنا يريدون بلادنا أصغر وأضعف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ترامب يُريد توسيع أمريكا لتصبح أقوى

وحكامنا يريدون بلادنا أصغر وأضعف

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 13 آذار/مارس 2025، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، كرّر الرئيس دونالد ترامب عزمه ضمّ غرينلاند، قائلاً: "أعتقد أنّ ذلك سيحدث". وشدّد على الأهمية الاستراتيجية للجزيرة قائلاً: "نحن بحاجة إلى غرينلاند لضمان الأمن الدولي".

 

التعليق:

 

تعود رغبة ترامب في الاستحواذ على غرينلاند إلى ولايته الأولى عام 2019، عندما اقترح شراء الجزيرة من الدنمارك، مشيراً إلى موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية. ورغم رفض الدنمارك القاطع، جدّد ترامب اهتمامه في كانون الأول/ديسمبر 2024، واصفاً السيطرة على غرينلاند بأنها "ضرورة مطلقة" للأمن القومي الأمريكي. وفي كانون الثاني/يناير 2025، زار ابنه، دونالد ترامب الابن، نوك، عاصمة غرينلاند، ووزّع قبعات كُتب عليها "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، مُشيراً إلى استمرار الاهتمام. ولم تستبعد الإدارة اتخاذ تدابير اقتصادية أو عسكرية للاستحواذ على الإقليم، ما يُؤكد جدية نواياها.

 

لأمريكا تاريخ في محاولات شراء غرينلاند. ففي عام 1868، أعرب وزير الخارجية ويليام سيوارد، بعد الاستحواذ على ألاسكا، عن رغبته في شراء غرينلاند وأيسلندا لتوسيع نفوذ أمريكا في القطب الشمالي. في عام 1946، عرضت على الدنمارك 100 مليون دولار من سبائك الذهب مقابل غرينلاند، معتبرةً إياها أصلاً عسكرياً استراتيجياً خلال فترة الحرب الباردة المبكرة. رُفضت هذه المقترحات، لكنها تُبرز المصلحة الاستراتيجية طويلة الأمد في الجزيرة. وعلى مدار تاريخها، وسّعت أمريكا أراضيها من خلال عمليات استحواذ مختلفة. فقد ضاعفت صفقة شراء لويزيانا عام 1803 حجم الدولة من خلال الاستحواذ على أراضٍ من فرنسا. وفي عام 1819، أسفرت معاهدة آدامز-أونيس عن تنازل إسبانيا عن فلوريدا لها. وأضاف ضم تكساس عام 1845 ومعاهدة غوادالوبي هيدالغو عام 1848، التي أنهت الحرب المكسيكية الأمريكية، مساحات شاسعة في الجنوب الغربي. واشترت ألاسكا من روسيا عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، وهي خطوة انتُقدت في البداية ولكنها قُيّمت لاحقاً لمواردها. وفي عام 1898، ضمّت هاواي واستحوذت على بورتوريكو وغوام والفلبين عقب الحرب الإسبانية الأمريكية، مُعلنةً بذلك بروزها كقوة عالمية.

 

ما يجب أن يُثير قلق المسلمين ليس انتقاد رغبة أمريكا في التوسع، بل التناقض بين ذلك وبين حكام المسلمين المُستعبَدين، الذين رغم حكمهم لشعوبٍ ذات عقيدة وثقافة واحدة وتاريخٍ مجيد على الساحة العالمية، يكتفون بالبقاء مُقسّمين إلى سبعٍ وخمسين مزقة، ويشاهدون بلادهم وهي تُهاجَم عسكرياً وثقافياً واقتصادياً واحدة تلو الأخرى!

 

ورغم وعد الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، فإنّ حكام اليوم العملاء يُعرضون عن سبيل الله، ويتنافسون على أن يكونوا أكثر استعباداً وخيانة للغرب الكافر، أملا في كسب ودّه بينما يهلك المسلمون بسببهم. يا أيّها المسلمون، في ظلّ هؤلاء الحكام البائسين من يتخيل اتحاد بلدين إسلاميين فقط؛ ناهيك عن أن تصبح الدول السبع والخمسون دولةً واحدة، وتنشر نور الإسلام في أراضٍ جديدة. سيحدث ذلك، ولكن كم جيلاً سيضيع حتى ذلك اليوم؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع