الأربعاء، 04 شوال 1446هـ| 2025/04/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا أحد يدافع عن المسلمين الأويغور

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لا أحد يدافع عن المسلمين الأويغور

 

 

الخبر:

 

فرضت الولايات المتحدة عقوبات تأشيرية على مسؤولين تايلانديين بسبب ترحيلهم 40 من الأويغور إلى الصين، حيث يواجهون الاضطهاد. وتهدف وزارة الخارجية الأمريكية إلى مكافحة ضغوط الصين على الحكومات لإعادة الأويغور، الذين يواجهون خطر التعذيب والاختفاء القسري. وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء الأمميين، قامت تايلاند بترحيلهم في شباط/فبراير الماضي.

 

رحّب مشروع الأويغور بالعقوبات، لكنه انتقد فشل النظام الدولي في حماية المحتجزين. وكانت الولايات المتحدة وكندا قد عرضتا إعادة توطين 48 من الأويغور، لكن تايلاند خشيت من إثارة غضب الصين. وتهدف العقوبات إلى ردع عمليات الترحيل المستقبلية ومحاسبة المسؤولين. (abc.net.au)

 

التعليق:

 

لا يزال مسلمو الأويغور يعيشون في حالة من انعدام الأمن الدائم، سواء داخل الصين أو خارجها. محلياً، يواجهون قيوداً صارمة على حريتهم الدينية. فخلال شهر رمضان، يراقبون عن كثب لمنعهم من الصيام، كما احتجز أكثر من مليون منهم فيما يُسمى بمعسكرات إعادة التأهيل، حيث يُجبرون على التخلي عن الإسلام وأحكامه واستبدال القومية الصينية والشيوعية به.

 

أما خارج الصين، فلا يجد الأويغور ملجأً آمنا، ففي البلاد التي تربطها علاقات قوية بالصين، ومنها البلاد الإسلامية، غالباً ما يُحرمون من الحماية. يفر العديد منهم من الصين بحثاً عن الأمان لأنفسهم ودينهم، لكنهم يواجهون الترحيل القسري إلى الصين. وتظهر حوادث الترحيل القسري التي وقعت في مصر والسعودية والإمارات أنه حتى البلاد الإسلامية لا تقف إلى جانبهم. ويمكن فهم ذلك في سياق العلاقات السياسية والاقتصادية لهذه الدول مع الصين.

 

أما أمريكا، التي تبدو وكأنها تدافع عن قضية الأويغور، فهي لا تفعل ذلك بدافع الاهتمام الحقيقي بحقوقهم الإنسانية، بل تستخدم قضيتهم كأداة سياسية في إطار المنافسة العالمية بينها وبين الصين. فهي تستغل قضية الأويغور لتشويه صورة الصين والإضرار بسمعتها الدولية. ولو لم تكن هناك منافسة جيوسياسية معها، لما أبدت اهتماماً يُذكر بمحنتهم. ويمكن ملاحظة هذا التناقض في موقفها تجاه اضطهاد المسلمين في ميانمار والهند، حيث لم تتخذ أي إجراء جاد للدفاع عنهم.

 

في الوقت الحاضر، أصبح الإسلام والمسلمون مجرد أدوات سياسية تستخدمها مختلف الأنظمة العالمية. فحكام المسلمين يقدمون مصالحهم الوطنية على أي شيء آخر، ويسعون للحفاظ على علاقات جيدة مع القوى الكبرى مثل الصين وأمريكا، بينما يغضون الطرف عن معاناة المسلمين الذين يُضطهدون ويُقتلون على يد أعداء الإسلام، دون أن يتخذوا خطوات جادة لمساعدتهم.

 

إن هذا الوضع يكشف في نهاية المطاف عن عيوب القومية، وهي الفكرة التي هيمنت على البلاد الإسلامية منذ هدم عام 1924م. لقد أدت القومية إلى تفتيت الأمة الإسلامية، ما جعلها عرضة للضعف المادي والفكري، وسهل على القوى العالمية الكبرى التلاعب بها وإضعافها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله أسوار

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع