الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما هكذا تورد الإبل يا حكام الضرار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما هكذا تورد الإبل يا حكام الضرار

 

 

الخبر:

 

قال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي السبت إن بلاده لن تتفاوض تحت ضغط "البلطجة" وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه بعث إليه برسالة يخيره فيها بين التفاوض حول البرنامج النووي أو مواجهة عمل عسكري، وفي مقابلة مع قناة فوكس بيزنس قال ترامب "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريا أو إبرام اتفاق"، وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية وجاء في تصريحات ترامب "بعثت إليهم برسالة قلت فيها إنني آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا اضطررنا إلى الهجوم عسكريا فسيكون ذلك أمرا فظيعا بالنسبة لهم".

 

وفي المقابل نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع مسؤولين إيرانيين كبار إن العرض الذي تقدمت به واشنطن لبدء المفاوضات يهدف إلى "فرض توقعاتها"، وأضاف "إصرار بعض الحكومات التي تمارس البلطجة على المفاوضات ليس لحل القضايا بل للهيمنة وفرض توقعاتها". وتابع "بالنسبة لهم المحادثات وسيلة لغرض توقعات جديدة، ولا يقتصر الأمر فقط على قضية إيران النووية. وإيران بالتأكيد لن تقبل بهذه التوقعات". (الجزيرة نت، 2025/03/08م)

 

التعليق:

 

يبدو أن حكام المسلمين لا يتعظون من دروس الماضي القريب بل إنهم يلدغون من الجحر ذاته مرات عديدة، إذ تفاوض حكام إيران مع دول 5+1 في زمن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتم توقيع الاتفاق سنة 2015، وجاء بعدها دونالد ترامب إلى الحكم سنة 2017 وألغى ذلك الاتفاق، ولأن حكام المسلمين لا يهتدون بهدي الرسول ﷺ: «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ»، ولأنهم لا يجعلون العقيدة الإسلامية أساسا لأفكارهم، والحلال والحرام مقياسا لأعمالهم، بل يجعلون شرعة الطاغوت حكما في علاقاتهم الدولية المبنية على أساس فصل الدين عن الدولة، ولا يحتكمون إلى نظام الإسلام الذي يحرم موالاة الكافرين بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، لذلك نراهم يلدغون من الجحر ذاته مرات ومرات، مع أنه سبحانه وتعالى أمر المسلمين بإعداد القوة لغرض إرهاب العدو، قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾.

 

ورغم أن كيان يهود قام بقتل العلماء الإيرانيين القائمين على البرنامج النووي إلا أن النظام الإيراني لم يرد عليه هذه الإهانة بينما كانت مليشياته تقتل المسلمين في العراق وسوريا خدمة لأمريكا، وأمريكا نفسها قامت باغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على أرض العراق، وكذلك ما قام به كيان يهود من قتل قادة حزب إيران في لبنان وعلى رأسهم زعيم الحزب حسن نصر الله، فبالرغم من كل ذلك لم ترد إيران عليه الرد المناسب الذي يقتلعه من جذوره، بل كان ردا شكليا خجولا، في الوقت الذي تدعي فيه "أنها مع محور المقاومة والممانعة"! ولكن الله يريد أن يميز الخبيث من الطيب، قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.

 

أيها المسلمون: اعلموا أنه لا عزة لكم حتى يكون شرع الله هو الحاكم بينكم، وهذا لا يتم إلا بقلع حكام الضرار الأذلاء، ومبايعة خليفة على الحكم بما أنزل الله.

 

وها هو حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يعمل بينكم ومعكم وقد أعد دستورا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، يدعوكم أفرادا وجماعات، وأهل قوة ومنعة، لتبنيه وجعله موضع التطبيق في العلاقات الداخلية بينكم، والعلاقات الخارجية بين دولة الإسلام وغيرها من الدول، فيسعدوا بتطبيقه ويسعدوا غيرهم من الأمم الأخرى، فتعود الخيرية لكم، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الحميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع