- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
لن تتحقق الوحدة إلا إذا توقف جيش بنغلادش عن خدمة الدول الاستعمارية
والدفاع عن مشروع الخلافة
الخبر:
ليس كل شيء على ما يرام في بنغلادش، إن جيش بنغلادش الذي هندس الانقلاب ضد حكومة الشيخة حسينة وجلب محمد يونس كدمية أصبح الآن عند مفترق طرق مع النظام الحالي، حيث أصدر قائد جيش بنغلادش واكر الزمان تحذيراً صارخاً للقادة السياسيين في البلاد، مشيراً إلى أن صراعهم الداخلي المستمر يعرّض سيادة الأمة للخطر، كما أعرب عن انزعاجه من العداء المتزايد تجاه الجيش، متسائلاً عن سبب مواجهة القوات المسلحة للنقد على الرغم من خدمتها للأمة، وقال: "أرى غضباً وكراهية متزايدين تجاه الجيش ورئيس الجيش، ولا أستطيع أن أفهم هذا، ويعمل الجيش والبحرية والقوات الجوية من أجل الشعب، ونحن لسنا هنا للانحياز لأي جانب". وفي نداء أخير للوحدة، حث قائد الجيش جميع الفصائل السياسية على التكاتف وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية على الصراعات على السلطة. (المصدر)
التعليق:
أدت الاضطرابات القوية التي اندلعت على مدى السنوات الست عشرة الماضية من الحكم القمعي لحسينة المخلوعة إلى انتفاضة جماهيرية في بنغلادش عام 2024. ومع ذلك، سرعان ما شعر الناس بالإحباط لرؤية الصراع السياسي نفسه المتعطش للسلطة بين بقية الفصائل السياسية العلمانية. ومن الواضح أن تصريحات قائد الجيش حول التنافس بين الفصائل السياسية تردد صداها في عقول الناس. وقد أدى الصراع الداخلي المستمر بالفعل إلى تعريض سيادة البلاد للخطر، لأنه كلما تفتتت الأمة بسبب غنائم وثروات السياسة، تسلل الأعداء الأجانب للاستفادة الكاملة من هذا الصراع الداخلي. وفي هذا السياق بالذات، نستطيع مشاهدة أن أمريكا تحاول بشكل يائس الحد من نفوذ الجيش ورئيسه في السياسة العامة، وذلك لأن من المفترض أن الجيش لا يتعاون بشكل كامل مع الحكومة المؤقتة الموالية لأمريكا بقيادة الدكتور يونس. لذلك، فإن بعض الجهات التي تعمل على خدمة المصالح الأمريكية في بنغلادش تدعو قائد الجيش إما إلى إظهار الولاء الكامل للحكومة أو الاستقالة. وتحاول هذه الجهات إثارة الناس ضد قائد الجيش من خلال الزعم بأن بعض المتعاونين مع حسينة والذين لديهم سجلات جنائية شنيعة ظلوا سالمين بسبب التدخلات المباشرة لقائد الجيش، وبعض الادعاءات الأخرى. ويعتقد أن قائد الجيش السابق إقبال كريم بهويان يقود هذه الجهات المؤيدة لأمريكا. إن المناورات السياسية المتأثرة بالخارج هي وحدها المسؤولة عن عدم الاستقرار والانقسام المستمر في بنغلادش. وبكل الوسائل، يحتاج أهل بنغلادش إلى التخلص من هذه العناصر الأجنبية وتأثيرها على السياسة، وهذا هو الشرط الأول "للوحدة الوطنية".
إن النفوذ الأجنبي خنجر ذو حدين ويجعلنا ننزف في كلا الاتجاهين، لقد أنشأت أمريكا من خلال التدريب واللوجستيات والمال، أنشأت كتيبة التدخل السريع لقمع الإسلام السياسي. ولكن بعد أن أصبح الرأي العام ضد هذه القوة بسبب عمليات القتل والتعذيب خارج نطاق القضاء، فرضت أمريكا عقوبات على كتيبة التدخل السريع وجعلتها أداة أخرى للتأثير على السياسة في بنغلادش. والمفارقة هي أن الناس لا يرون الجاني الرئيسي، أي أمريكا. حيث إن كل جذور الانقسام بين الناس مرتبطة بشكل مباشر بهؤلاء المستعمرين الكفار. إنهم يخططون باستمرار لإبقائنا منقسمين، حتى يتمكنوا من البقاء في السلطة مستغلين العداوة الداخلية. لذا، أصبح من شروط "الوحدة الوطنية" أن يتم إعلان الدول الاستعمارية الكافرة كتهديد للأمن القومي، ومن ثم تتحد الأمة بأكملها تلقائياً وتتجمع ضد هذا التهديد المشترك.
سيكون من الحكمة أن يتخلى الجيش وقائده عن الفكرة العبثية التي أطلق عليها "نحن لسنا هنا للانحياز لأي جانب"، إن وجودهم وقَسَمهم يمليان عليهم الانحياز إلى الجانب الصحيح. إن الشخصية الشريرة للسياسيين العلمانيين، والاختلالات المالية، والجشع والفضائح معروفة جيداً. فكيف إذن تتولى قوة كريمة ومنضبطة مثل القوات المسلحة حماية هؤلاء الأفراد؟! كيف تتولى هذه القوات بكل جدية تمهيد الطرق أمام هذه النفوس الشريرة للوصول إلى السلطة؟! هذا عار على الجيش لاعتبارات عديدة. ويجب على الجيش أن يرفع هذا الدعم والحماية المخزيين على الفور، ويجب أن يسحب نفسه من الولاء والتبعية للدول الاستعمارية الكافرة، أمريكا وبريطانيا. وفي الوقت نفسه، يجب على القوات المسلحة أن تبدأ على الفور في الدفاع عن مشروع الخلافة وإيجاد السبل لتنفيذ هذا المشروع في أقصر وقت ممكن، من أجل جعل بنغلادش نقطة ارتكاز القوة العظمى القادمة. إن مشروع الخلافة هذا في الواقع هو مخطط القوة العظمى القادمة مع أكثر من ألف عام من السجلات المثبتة، التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية بأكمله. هذا هو الجانب الصحيح من التاريخ ويجب على القيادة العسكرية أن تعترف بالحقيقة. إن انحيازهم إلى هذا الجانب سيجعلهم أبطالاً وستمجد بطولاتهم، ليس فقط من أهل الأرض بل أيضاً من ملائكة السماء، ورضوان من الله أكبر ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ريسات أحمد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش