- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
رفض السفارة الأمريكية مذكرة حزب التحرير/ ماليزيا
بشأن غزة يشعل عزيمة المسلمين
(مترجم)
الخبر:
نظم حزب التحرير في ماليزيا احتجاجا خارج السفارة الأمريكية في كوالالمبور يوم 28 شباط/فبراير 2025م، وأعرب فيه عن معارضته الشديدة لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزعومة لضم غزة وتسهيل التطهير العرقي بحق الفلسطينيين. وتوجت المظاهرة التي حضرها مئات النشطاء بتقديم مذكرة تدين المخططات. لكن مسؤولي السفارة رفضوا قبولها.
التعليق:
إن رفض السفارة الأمريكية لمذكرة حزب التحرير/ ماليزيا هو أكثر من مجرد ازدراء دبلوماسي. إنه انعكاس للغطرسة التي باتت تعني تراجع القوة العظمى. إن التاريخ مليء بأمثلة على الإمبراطوريات التي انهارت تحت وطأة غطرستها، ويبدو أن أمريكا تتبع مسارا مماثلا. فمن دعمها الثابت لكيان يهود الغاصب إلى طموحاتها الاستعمارية في مناطق مثل غزة، تكشف تصرفاتها عن محاولة يائسة للتمسك بهيمنتها العالمية المتضائلة. إن خطة ترامب المزعومة للاستيلاء على غزة أو ضم كندا أو غرينلاند ليست مجرد أهواء شخصية، إنها أعراض لأجندة غربية أوسع للهيمنة والاستغلال. ومع ذلك، فإن مثل هذه الطموحات محكوم عليها بالفشل، فإن الوعد القرآني ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ﴾، هو بمثابة تذكير بأن العدالة الإلهية أمر لا مفر منه. فالاضطهاد، مهما كان راسخا، سيقابل دائما بالتدخل الإلهي.
إن عودة الخلافة ليست مسألة إذا، بل متى. هذا النظام الإلهي، الذي يتجاوز الحدود والأنظمة السياسية التي من صنع الإنسان، سوف يقضي على هياكل الاستعمار ويعيد العدالة للشعوب المضطهدة، بما في ذلك أهل فلسطين. وستحاكم الخلافة الطغاة وفقا للشريعة الإسلامية، ما يضمن محاسبة ترامب وأمثاله على أفعالهم. وكما هو الحال مع كثيرين قبله، سوف يتعلم دروس التاريخ: أنه لا يمكن لأي قوة أن تقف ضد إرادة الله سبحانه.
إن الاحتجاج خارج السفارة الأمريكية في كوالالمبور ليس حادثا معزولا، بل إنه جزء من صحوة أوسع داخل الأمة الإسلامية. وبينما تتصارع القوى الغربية مع الانقسامات الداخلية والمشاحنات الجيوسياسية، يتحد المسلمون في جميع أنحاء العالم على يقين من أن تدبير الله سبحانه وتعالى يتجاوز مخططات الإنسان. إن غزة ترمز إلى هذه الحقيقة، إذ لا يمكن لرفض السفارة، ولا تهديدات ترامب، ولا أي قدر من المناورات السياسية أن يوقف عودة الخلافة الحتمية. وكلما كانت مقاومة أمريكا أكثر شدة، اقترب زوالها. تعد معركة الخندق بمثابة مثال تاريخي مؤثر: فكما تفككت الأحزاب ضد الإسلام بأمر الله سبحانه، كذلك سيجد الظالمون في العصر الحديث مخططاتهم تتفكك. إن عودة الخلافة ليست مجرد تحول سياسي، إنه حساب روحي، واستعادة للنظام الإلهي في عالم يعاني من الظلم، وسوف تضع حدا لعصر الاضطهاد وتبشر بفجر جديد للعدالة والإنصاف. وأما أولئك الذين رفضوا بغطرسة أصوات المظلومين، مثل دونالد ترامب، فسيشهدون تحقيق وعد الله سبحانه وتعالى، ويتعلمون الدروس التي هم في أمس الحاجة إليها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا