الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ترامب يسعى لإيقاف الحرب في أوكرانيا مُتجاوزاً أوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ترامب يسعى لإيقاف الحرب في أوكرانيا مُتجاوزاً أوروبا

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءه مكالمة طويلة ومثمرة جداً استغرقت 90 دقيقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث اتفقا على بدء مفاوضات فورية لإنهاء الحرب، وقال: "اتفقنا على العمل معاً بشكل وثيق للغاية، بما في ذلك زيارة كل منا لدولة الآخر"، وأضاف: "اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس الأوكراني زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة"، وكشف عن أنّه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه جون راتكليف ومستشاره للأمن القومي مايكل والتز ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قيادة هذه المفاوضات.

 

وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قد أكد أنّ واشنطن لن ترسل قوات إلى أوكرانيا بموجب أي اتفاق سلام، وشدّد على أنّ استعادة كييف لكل أراضيها أو انضمامها إلى الناتو "ليسا هدفين واقعيين"، وتحدّث أمام وزراء دفاع مجموعة من الدول الداعمة لكييف، بينهم نظيره الأوكراني: "رسالتنا واضحة، إراقة الدماء يجب أن تتوقف ويجب أن تنتهي هذه الحرب"، واعتبر أن محاولة استعادة حدود أوكرانيا إلى ما كانت عليه قبل عام 2014 هو "هدف غير واقعي" من شأنه أن يطيل أمد الحرب.

 

من جهته أعلن الكرملين بشكل منفصل أنّ المكالمة بين بوتين وترامب استمرت ساعة ونصف ساعة، وأنّهما اتفقا على أنّ الوقت قد حان للعمل معاً. وأنّ بوتين أبلغ ترامب أنّ التوصل إلى حل بعيد المدى للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن، وأنّه دعاه إلى زيارة موسكو.

 

التعليق:

 

من الواضح أنّ الرئيس الأمريكي بدأ يعمل في السياسة الخارجية بتجاهل تام للدول الأوروبية، فاتصاله مع الرئيس الروسي بوتين واتفاقه معه على البدء بالعمل مع روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وتكليفه لوزيري الدفاع والخارجية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ومستشار الأمن القومي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط بقيادة هذه المفاوضات كل ذلك يؤكّد على أنّ ترامب يريد القيام بأعمال في السياسة الخارجية بشكلٍ جدي وبمنأى عن الأوروبيين الذين اعترضوا بشدة على استبعادهم من المفاوضات، خاصة وأنّ الموضوع الأوكراني هو موضوع أوروبي بالدرجة الأولى.

 

وترامب في سعيه هذا قد تخلّى عن أمور مهمة لطالما كانت تُعتبر من الثوابت الأمريكية في عهد الرئيس السابق بايدن، ومنها المطالبة بانسحاب القوات الروسية من كافة الأراضي الأوكرانية، كما تخلى عن ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، وهو بذلك قد أزال أهم عقبتين من أمام المفاوضات كانت روسيا لا تُساوم عليهما.

 

ولم يكتف ترامب بذلك بل طالب أوكرانيا بدفع ما عليها لأمريكا من ثرواتها النادرة، فقد صرّح في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أنّه طلب من أوكرانيا تقديم معادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار كتعويض عن المساعدات المالية والعسكرية التي قدّمتها الولايات المتحدة لها.

 

فظهر ترامب بذلك وكأنّه مُنحاز بشكلٍ تام في موقفه من التفاوض إلى جانب روسيا على أوكرانيا وضد أوروبا التي تجاهلها تماماً، بل إنّه طالب الصين بالتدخل في المفاوضات لمساعدته في التوصل إلى اتفاق لوقف النار ولم يطالب الأوروبيين بذلك وهم أصحاب القضية الأصليون.

 

وما يؤكد على وجود علاقة أمريكية جديدة وقوية مع روسيا هو السماح لها بالتفاوض مع السودان على بناء قاعدة روسية على البحر الأحمر، والسماح على إبقاء قاعدتين لها في سوريا.

 

وبينما تسير العلاقات الأمريكية الروسية بانسجام ووئام تضطرب العلاقات الأمريكية مع أوروبا فيفرض ترامب على الأوروبيين ضرائب باهظة على صادراتهم من الصلب والألمنيوم بنسبة 25%.

 

تُرى هل انقلاب أمريكا هذا على أوروبا، يقابله تقاربها مع روسيا، يعني أنّ ترامب بات يرى في روسيا شريكا مفيدا لأمريكا أكثر من الأوروبيين الذين هم الشريك التاريخي التقليدي لها؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الخطواني

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع