المكتب الإعــلامي
روسيا
التاريخ الهجري | 21 من صـفر الخير 1439هـ | رقم الإصدار: 04 / 1439هـ |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 م |
بيان صحفي
العلاقات المبنية على أساس الإسلام هي فقط ما سيحمي الشعوب الإسلامية من الاضمحلال!
(مترجم)
كفاح التتار للمحافظة على لغتهم الأم في برامج التعليم المدرسي الإلزامي وصل إلى تسوية مع الكرملين. فقد صرح رئيس الجمهورية رستم مينخانوف أن الحل الذي تم التوصل إليه للمحافظة على اللغة التتارية في التعليم الإلزامي تم باختصاره إلى ساعتين أسبوعيا، بهذا خرجت السلطات من المأزق الذي وقعوا فيه بعد التعليمات التي أعطاها فلاديمير بوتين لأجهزة المراقبة للتفتيش على مادة دراسة اللغة القومية في مدارس تتارستان.
إلا أن حماية اللغة لا تستوي مع حماية الهوية، أي أن اللغة بحد ذاتها لا تعني شيئا إن لم تحمِ الأسس القواعدية للشعب. لذلك فإن كل شخص يسعى لحماية هوية التتار يجب عليه الالتفات إلى الخلف للنظر في تاريخ شعبه والاعتراف أن نقطة انطلاق التطور كانت هي اعتناق الإسلام، والذي بواسطته تشكلت التطلعات الصحيحة ومرجعيات السلوك. وهذا يعني أن اللغة التتارية تحتاج للحماية لأنها تساند حماية أسس الإسلام لهذا الشعب وذلك لأن التتار يدرسون دينهم بهذه اللغة. أي أنه لكي تُحفظ هوية التتار يجب أن تحفظ العلاقات الفكرية المبنية على الإسلام، وإلا فإن اللغة التتارية ستكون أساساً للقومية، والتي بحد ذاتها ستوجه الناس إلى الاضمحلال ولا يمكن أن تكون علاقة لتطورهم.
مثال واضح لهذا الاضمحلال هو الشيشان، حيث إن لغتهم محفوظة وكذلك العادات أيضا، إلا أن العلاقة الفكرية على أساس الإسلام قد ضاعت، لقد رأينا بأم أعيننا كيف أن هذا الشعب الشجاع المحب للحرية حولوه إلى الخنوع بالرغم من أن هذه الصفة لا تتناسب مع عقليته. هذا كله كان نتيجة الالتزام بالقومية وفي المرتبة الثانية أسس الإسلام، لذلك فإنه بتدمير أسس المقاومة على أساس العقيدة ومن ثم إيصال شخص إلى رئاسة الجمهورية يستطيع أن يجعل الناس يعيشون في خوف، استطاعت السلطة أن تغير في عقلية هذا الشعب. الكثير من الشيشان إلى الآن لا يستطيعون أن يتقبلوا أن هنالك خِسة وجُبناً وغيرهما من الصفات في شعبهم. فماذا يقال عن حقيقة وجود شاذين جنسيا في هذا الشعب؟! إيقاف هذا الهبوط ممكن فقط إذا ما بنيت علاقات الناس على العقيدة واللغة، والعادات تكمل هذه الأسس، ولكن ليس العكس. أهل قريش كانوا أيضا قبل الإسلام متميزين بالشجاعة والخير، وأحد الأمثلة لتلك الحقبة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العزة بغير الإسلام أذله الله".
بالعودة إلى اللغة من الممكن أن نأخذ مثالاً وهو الشعب الروسي، في وقت من الأوقات كان حتى الروس لديهم عائلات مترابطة بقوة وامتازت بالعزة وخاضوا مبارزات للحفاظ على الشرف والكرامة، أي أن أبناء هذا الشعب كانت لديهم مثل هذه الصفات والتي يمكن أن نراها الآن فقط في كتب الأدب. اليوم وبغض النظر عن الاحتفاظ باللغة الروسية فإنه شعب مختلف، والذي تغير مباشرة بعد أن ترك أسس النصرانية وما زال إلى الآن يتحول تحت ضغوط الرأسمالية، حيث أصبحت المصلحة هي المعيار الأساسي للتصرفات، وأصبحت العلاقات الجنسية الشاذة أمراً طبيعياً، أي أن اللغة الروسية لم تستطع أن تساعد الشعب على الحفاظ على هويته أو قيمه، التي كانت متأصلة فيه.
إلا أن الإسلام وبخلاف النصرانية فهو لا يزال وسيبقى دينا حياً ولا يحتاج سوى استئناف تطبيقه لكي يدفع الشعوب للنهوض ويعزز تطلعاتهم، وكذلك يؤمّن تلك العادات التي ستكون حماية يعتمد عليها من تدخل الأفكار والقيم الغريبة.
قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير روسيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-russia.info |
E-Mail: mail@hizb-russia.info |