المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 29 من ربيع الثاني 1445هـ | رقم الإصدار: 1445هـ / 014 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 م |
بيان صحفي
أهلنا في غزّة يبادون والحكّام الخونة يتفرّجون
فأين من أمّة الإسلام المخلصون؟!
في اليوم الخامس والثّلاثين من حربه على قطاع غزّة، دفع كيان يهود قوّاته بدبّاباته إلى محيط مربّع المستشفيات في وسط مدينة غزّة والذي يضمّ 4 مستشفيات "الرّنتيسي والنّصر والعيون والصّحّة النّفسيّة". وحاصرت قوّاته تلك المجمّعات وسط تردّي القطاع الصحي بشكل كبير أساسا إثر الحصار المطبق الذي فرضه على كامل قطاع غزّة منذ السّابع من تشرين الأول/أكتوبر.
رغم ما نصّت عليه المواثيق والقوانين الدّوليّة من تجريم مهاجمة المؤسّسات والوحدات الصّحّيّة، بما في ذلك المستشفيات إلا أن هذا الكيان الغاشم قد تمادى في غيّه وجبروته واستهدف مربّع المستشفيات في غزّة. لقد خصّصت اتّفاقيّة جنيف الرّابعة في المادّة 18 منها، حماية خاصّة للمستشفيات، فلا يجوز - بأيّ حال من الأحوال - استهداف المستشفيات المدنيّة التي تقدّم الرّعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنّساء، ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات. كما تنصّ الاتفاقيّة في بندها الـ19 على "عدم جواز وقف تلك الحماية للمستشفيات المدنيّة". وتمتدّ هذه الحماية لتشمل الجرحى والمرضى وكذلك الطّاقم الطّبّي ووسائل النّقل.
بهذه القوانين والاتّفاقيّات لم يلتزم كيان يهود ونقض العهود، بكلّ عنجهيّة وتكبّر، وهذا الأمر لم يكن يوما عنهم ببعيد فتلك عادتهم وبها عرفوا، ولم يرقبوا في المرضى والأطفال إلّا ولا ذمّة، وحاصروا تلك المستشفيات التي تضمّ الآلاف من المرضى والطّواقم الطّبّيّة والنّازحين الذين يحيون حياة تفتقر لكلّ المقوّمات الأساسيّة فلا ماء ولا طعام... كما تضمّ تلك المنطقة العديد من المدارس والمباني السّكنيّة.
هذا الكيان اللّقيط يتذرّع بكلّ الحجج ويدّعي أنّه يرمي من وراء عمليّاته هذه القضاء على "الإرهابيين" وحركة حماس، ويروّج أنّ مقاتلي هذه الحركة يستخدمون عددا من المستشفيات في غزة، كقواعد لقياداتهم تحت الأرض.
ولعلّه بذلك يريد جعل ما يقوم به من إجرام ينضوي تحت ما أطلقت عليه اتفاقيّاتهم "استثناءات" كاستخدام المرافق الطّبيّة من قبل أحد أطراف النّزاع لارتكاب "عمل ضارّ بالعدوّ"، خارج نطاق مهامّها الإنسانيّة. فحتّى القوانين التي يسنّونها والاتّفاقيّات التي يعقدونها يجعلون منها منافذ ومداخل حتّى يتملّصوا من خلالها من الإدانة، وإن كان هذا الكيان المجرم لا يعير اعتبارا لإدانات ولا عقوبات، فهو مدعوم من الغرب يوالونه في حربه على أهل فلسطين والمسلمين عموما.
فيا أمّة الإسلام! إلى متى الهوان؟ أهل الباطل يوالي بعضهم بعضا ويتّحدون لمحاربة الإسلام والمسلمين، وأنتم يا أهل الحقّ غثاء كغثاء السّيل؛ تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها؟! أهل غزّة يبادون وأمّة الإسلام ترقبهم من بعيد، وأقصى ما تقوم به دعاء عريض وبكاء طويل؟! هم يوالونه بالطّائرات والجنود وينصرونه بالعتاد، ونحن أمّة الإسلام نحاول إرسال بعض المؤن والأدوية؟! أهكذا يكون نصرنا ودعمنا لهم؟!
هذا وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكوميّ في غزّة يوم الجمعة العاشر من تشرين الثاني أنّ كيان يهود قصف القطاع بنحو 32 ألف طنّ من المتفجّرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسّط 87 طنّا من المتفجّرات لكلّ كيلومتر مربّع. وأضاف أنّ أكثر من 50 في المئة من الوحدات السّكنيّة في غزّة تضرّرت جرّاء الغارات والقصف في حين هُدمت كلّيّا 40 ألف وحدة سكنيّة.
فيا جيوش أمّة الإسلام! ألا يحرّككم ما يرتكبه هؤلاء المجرمون في حقّ أبناء أمّتكم؟! ألا تغلي الدّماء في عروقكم لتهبّوا لنجدتهم وتكونوا عونا لهم وتردّوا عنهم هذا العدوان الغاشم؟! ألا تتحرّك فيكم النّخوة لتمنعوا هذه الإبادة التي ترتكب في حقّ أطفال الأمّة ونسائها؟!
وفي بيان لها أعلنت وزارة الصّحّة خروج 18 مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة منذ بدء عدوان كيان يهود في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي وقالت إنّ هذا الكيان ينفّذ "جريمة مركّبة بحقّ المستشفيات والطّواقم الطّبّيّة، بدأتها بمنع إدخال الوقود والمستهلكات الطبّيّة إليها، واليوم تختمها باستهداف المستشفيات بالنّار والقصف بشكل مباشر". فأين حكّام المسلمين ممّا يحدث للأطفال الأبرياء والمرضى وأهل غزّة وفلسطين؟! لقد سقطت أقنعتهم وبانت عمالتهم وولاؤهم للعدوّ وتطبيعهم معه؛ وقفوا معه ضدّ أمّتهم وباعوا أنفسهم مقابل كراسي وعروش. فماذا ترقبين يا أمّة الإسلام من هؤلاء؟ هل لتحرير الأقصى ونصرة غزّة وفلسطين سيحرّكون الجيوش؟!
يا أمّة الإسلام: إلى متى الصّمت؟ إخوتنا يبادون والحكّام يتفرّجون والجيوش في الثّكنات مكبّلون! ألم يئن الأوان لتحطيم العروش وتحريك الجيوش؟! يا أمّة الإسلام: السّلطان بيدك، فارفعيها عاليا ثورةً لله نصرةً لدينه، واستبدلي بالخونة الصّادقين حتّى يسيروا بك في الطّريق القويم ويخرجوك من ظلمات النّظام الرّأسماليّ العلمانيّ إلى نور نظام ربّك المنبثق عن عقيدتك.
وإنّنا في القسم النّسائيّ في المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير نناشد كلّ مخلص في هذه الأمّة أن ينادي أهل القوّة والمنعة ليتحرّكوا عاجلا لمنع هذه الإبادة الجماعيّة التي يرتكبها هذا الكيان المجرم، ويعملوا مع أبناء أمّتهم لقلع هذا النّظام العلمانيّ واجتثاثه واستئناف الحياة الإسلاميّة في ظلّ أحكام الله التي أنزلها رحمة للعالمين، فقد وعد الله سبحانه أن ينصر من ينصره فأعلنوها لله، ﴿إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |