المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 14 من صـفر الخير 1445هـ | رقم الإصدار: 1445هـ / 003 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 30 آب/أغسطس 2023 م |
بيان صحفي
فرنسا تحظر على المسلمات لبس العباءة في المدارس
مواصلة لحربها على كل ما يمتّ للإسلام بصلة!!
أعلن وزير التعليم الفرنسي غابريال أتال، الأحد، أنه قرر حظر ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية "والمقصود بها الثوب الواسع الطويل الذي يعرف باسم الجلباب أيضا"، وقال أتال خلال مقابلة مع تلفزيون "تي إف 1" الفرنسي إن "ارتداء العباءة في المدرسة لن يكون ممكنا بعد الآن". وشدد على سعيه لوضع "قواعد واضحة على المستوى الوطني" لاتباع مديري المدارس لها قبل بدء العام الدراسي الجديد في جميع أنحاء فرنسا اعتبارا من 4 أيلول/سبتمبر المقبل. ويأتي القرار الذي كشف عنه وزير التعليم الفرنسي بعد شهور من الجدل حول الأمر ودعوة اليمين المتطرف لإصدار قرار الحظر، كما يأتي أيضا بعد تقارير تحدثت عن ازدياد انتشار تلك الظاهرة في المدارس، ووجود توترات بين المعلمين وأولياء الأمور بهذا الشأن. وصرّح أعضاء في الحكومة الفرنسية الاثنين تعقيبا على الإجراء وتأييدا له "أنّ حظر ارتداء العباءة في المدارس في فرنسا يستجيب لضرورة الاتحاد في مواجهة هجوم سياسي"، حتّى إنّ المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران أعلنها صريحة "إنه هجوم سياسي، إنها إشارة سياسية فلبس العباءة شكل من أشكال التبشير". هذا ودعا وزير التعليم إلى تشكيل جبهة موحدة ضدّ ما يقوّض العلمانية ووعد بتدريب 300 ألف موظف سنوياً حتى عام 2025 وتدريب جميع الموظفين الإداريين البالغ عددهم 14 ألفاً بحلول نهاية عام 2023.
نعم هكذا أعلنوا الأمر بكل صفاقة وبلا مواراة حربا سياسية بل حربا وجودية يضعون فيها الإسلام موضع التهديد الحقيقي فيستنفرون الجميع ويدعونهم للوقوف معهم في وجه ما يرونه تبشيرا بالإسلام.
نعم لقد ازدادت أعداد الملتزمات بالعباءة في المدارس والمعاهد والجامعات في الأعوام الأخيرة ومردّ ذلك إقبال المسلمات على الالتزام بأحكام ربهنّ، وإقبال الكثير من الفرنسيات على الدخول في الإسلام؛ فرغم التضييق الذي تمارسه الحكومة بمنعها الحجاب داخل المدارس منذ سنة 2004، فإنّ ذلك لم ينجح في صهر المسلمات وسلخهنّ تماما عن دينهنّ وجعلهنّ نسخة طبق الأصل من المرأة الغربية السافرة التي تكشف من جسدها أكثر ممّا تستر؛ فأقضّ ذلك مضاجعهم فباتوا يربطون بين اللباس الساتر الطويل فضفاضا كان أم ضيقا بالإسلام ويعتبرونه رمزا دينيا، ولذلك حاربوا البوركيني وخمار لاعبات كرة القدم والآن العباءة. في تشرين الأول/أكتوبر 1989، تم طرد 3 طالبات في المدرسة الإعدادية لرفضهن خلع الخمار، فيما عرف بـ"قضية حجاب كريل". ورغم أنّ المحكمة الإدارية العليا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، قضت أن حمل الطلاب رموزا تكشف عن انتمائهم الديني لا يخالف العلمانية، إلاّ أنّ قضية الحجاب بقيت مثارة حتّى سنّ القانون عام 2004 الذي أقرّ حظر استخدام الرموز الدينية في جميع المدارس الابتدائية والثانوية العامة. ليتضح بجلاء في تلك الفترة أنّ المسألة سياسية بحتة بل هي تخالف الحريات الفردية التي طالما صدعوا رؤوسنا بها.
ثمّ تمّ حظر النقاب في الأماكن العامة عام 2010، كما قضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي عام 2021 بمنح أصحاب العمل الحق في منع الموظفين من ارتداء الحجاب في مواقع العمل. أيضا أعلن مجلس الدولة الفرنسي أواخر حزيران/يونيو الماضي تأييد قرار حظر ارتداء لاعبات كرة القدم الخمار، وها هم الآن يحظرون العباءة داعين لشحذ الصفوف والوقوف في خندق علمانيتهم معلنين الأمر صراحة أنّه حرب سياسية على الإسلام، فعن أيّ علمانية يتحدثون؟! هل عن العلمانية التي يدعون أنّها ضامنة للحقوق والحريات وهي على أرض الواقع تسلب حق فتيات صغيرات في التعليم لأنهنّ اخترن وضع الحجاب والعباءة، في حين تغض الطرف عن قلادات الصليب وقبعات اليهود رغم انتشارها؟! أم عن العلمانية التي يدعون أنّها تحترم القانون وتمنع خروقاته، والقائمون على السلطة يخرقونه مرارا وتكرارا خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، وما حادثة المخابرات وإحصاء قوائم الغائبين في عيد الفطر ببعيدة؟! أم أنّ العلمانية التي ينادون بها ويحيكونها على قياسهم كما يشاؤون كما قال أتال "العلمانيّة هي حرّية تحرير الذات من خلال المدرسة"، المهمّ فيها أنّها حرب على الإسلام وكلّ ما يمتّ له بصلة.
لقد كان حريّا بوزير التعليم الفرنسي أن ينشغل بالمشاكل الجديّة التي يعاني منها التعليم والمدارس في فرنسا من انتشار للفساد وسوء التربية وانتشار العلاقات الجنسية والمخدرات بين الأطفال بالإضافة إلى تقهقر جودة التعليم ونقص الإمكانيات في المدارس وعدم كفاية الإعانات المدرسية للعائلات محدودة الدخل وغيرها من المشاكل التي لم تعد خافية على الأولياء في فرنسا، ولكن لا، تلك القضايا تنتظر حسب رأي الوزير! وحزمه الآن وجب صرفه لمسألة العباءة والقمصان الطويلة وحسب!
إنّ ساسة فرنسا ماضون في غيّهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، وهم لن يدخروا في حربهم على الإسلام والمسلمين أيّة إمكانيات؛ ولذلك سيبقى المسلمون في فرنسا مستهدفين في دينهم حتّى يأذن الله وتقام دولة الإسلام فتكون ملاذا للمستضعفين وحامية لهم من كيد الكائدين.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |