المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 13 من صـفر الخير 1439هـ | رقم الإصدار: 1439هـ / 003 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 م |
بيان صحفي
استجداء سكان الغوطة الشرقية بالمحافل الدولية
كالمستجير من الرمضاء بالنار!
استهدفت قوات النظام الغاشم يوم الأحد الفائت سوقاً شعبياً ومدرسة للأطفال في الغوطة الشرقية بقذائف مدفعية عدة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين بينهم أطفال ونساء.
فها هي الغوطة الشرقية كغيرها من المحافظات السورية تدفع الثمن باهظاً، إذ تم إحصاء قتل أكثر من 18 ألفاً بينهم نحو 6 آلاف طفل وامرأة، بالإضافة إلى تعرضهم يوم 21 آب 2013 لمجزرة فظيعة بالأسلحة الكيميائية. وما زالت صور الهياكل العظمية لأطفال رضع تتواتر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني لتنقل هول المعاناة التي يعيشها حوالي 400 ألف شخص من قاطنيها.
يعيش المحاصرون في الغوطة الشرقية صراعاً مع الجوع والمرض حيث لا تصلهم المساعدات الإنسانية سوى بكميات قليلة، كما يعانون نقصاً شديداً في الطعام والأدوية التي لا يقوون على شراء ما يندر توافره منها، في حين إن آخر قافلة مساعدات أممية دخلت إليها بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر الماضي لإغاثة 25 ألف شخص تقريبا محاصرين في مدن شرق حرستا ومسرابا ومديرة، رغم قرار مجلس الأمن 2254 بشأن تجديد السماح بعبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
فأنّى لمجلس الأمن والذي أنشئ لتحقيق مصالح الدول الاستعمارية الطامعة في بلاد المسلمين، أنّى له أن يرفع ظلم هذا النظام الوحشي ويزيل الغمة عن أطفال المسلمين!! ولكن العجب العجاب عندما نرى حكومات بلاد المسلمين تهرول إليه لتطلب منه العون والمساعدة والتحقيق في الجرائم، وكأنه يحفل بنصرة المظلوم أو بتحقيق العدالة!!
هذا عدا عن إحصائيات المنظمات والجمعيات والتي كان آخرها تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن أكثر من ألف طفل في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد، لنتساءل: ماذا نتج عن مثل هذه التقارير التي اعتدنا عليها في إحصاء قتلى وجوعى وجرحى المسلمين المكلومين في كل مكان؟ هل أوقفت هذه التقارير التحالف عن غاراته الجوية والنظام عن مجازره!! وهل تحركت الدول القائمة في العالم الإسلامي عندما قرأت هذه التقارير أو حتى عندما رأت فظاعة الصور لأطفال شبه هياكل عظمية؟!! أم تحولت هذه الأخبار المؤلمة وفداحة الكارثة الإنسانية في الغوطة الشرقية إلى أمر طبيعي وقابل للاستمرار بل وحتى التصعيد، كغيرها من المصائب التي تُلم بالأمة الإسلامية؟!!
لقد صنّف القانون الدولي الجرائم المرتكبة في سوريا بأنها الأشد خطورة منذ آذار/مارس من العام 2011، وها نحن على أعتاب نهاية العام 2017 والأوضاع الإنسانية الكارثية والجرائم بحق المدنيين العزل مستمرة بل متفاقمة بفعل القصف المستمر والحصار الدائم واتباع سياسة التجويع المقصودة بحق المدنيين في المناطق الثائرة والتي تعتبر وسيلة من وسائل هذه الحرب الهمجية، كل ذلك يثبت تواطؤ الجميع في التآمر على هذه الثورة منذ اندلاعها، كما يثبت تخاذل حكام المسلمين وعلى رأسهم أردوغان الذي هُرع لدخول إدلب منفذاً توصيات المفاوضين في أستانة دون تردد، بينما الآلاف يعانون ويستغيثون من جوعهم ومرضهم ولا مغيث لهم ولا ناصر إلا الله عز وجل الذي نسأله الفرج القريب للمسلمين عامة ولأهل سوريا خاصة، الذين لهم البشرى من حديث رسول الله ﷺ: «إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ، إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ، مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ».
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |