المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان
التاريخ الهجري | 5 من شوال 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 12 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 03 نيسان/ابريل 2025 م |
بيان صحفي
﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾
الدعوة للتطبيع مع كيان يهود المجرم خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وإرضاءٌ لمن حادَّ الله ورسوله!
في سابقة لافتة للنظر، لا يرضاها الله عز وجل ولا المسلمون، قام النائب عن منطقة عكار وليد البعريني بنشر تغريدة على حسابه على منصة إكس جاء فيها: "التطبيع لا يحل بالمزايدات والعنتريات. نعم للتطبيع إذا كان يحمينا من الاعتداءات، نعم للتطبيع إذا كان يسترجع أرضنا ويضمن عدم احتلالها، نعم للتطبيع إذا كان يمنح لبنان سلاماً وازدهاراً نفتقده منذ سنوات. نعم للتطبيع ولا لمعاندة المسارات العربية وعلى رأسها المسار الذي تقوده السعودية"!... إنها تصريحات أقل ما يقال فيها: إنها منكرٌ من القول وزور، ولا يرضاها المسلمون، ولا تمثلهم في شيء. لا يرضاها إلا من كان يريد تزلُّفاً مقيتاً على أعتاب سفارات الأنظمة، التي ذكر بعضها النائب وأعرض عن ذكر بعضها الآخر!
تأتي هذه التصريحات الشاذة مع تصاعد الأخبار منذ وقف إطلاق النار في ٢٧/١١/٢٠٢٤م، عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين كيان يهود والسلطة اللبنانية، ليس فقط ترسيماً للحدود البرية، بل أكثر من ذلك، كما نقلت جريدة الشرق الأوسط في ١٤/٣/٢٠٢٥م، عمن أسمته مسؤولاً سياسياً (إسرائيلياً) مقرباً من نتنياهو قوله: (إن المفاوضات مع لبنان حول الحدود البرية، هي جزء من "خطة واسعة وشاملة"، وأن (إسرائيل) معنية بالتوصل إلى "تطبيع علاقات مع لبنان". وزعم المسؤول نفسه، أن "سياسة رئيس الحكومة قد غيّرت الشرق الأوسط، ونحن نريد مواصلة الزخم والتوصل إلى "تطبيع علاقات مع لبنان". ونحن والأمريكيون نعتقد أن هذا ممكن بعد التغييرات التي حدثت في لبنان")!.. ولئن كان هذا غير مستغرب من يهود ومن ورائهم أمريكا سعياً لدمج هذا الكيان المحتل الغاصب وجعله وكأنه أمرٌ طبيعي في بلاد المسلمين؛ لكن أن تصدر مثل هذه التصريحات الفجَّة عن نائب مسلم، فإن في هذا لخيانة للمسلمين الذين يفترض أنه يمثلهم.
إنَّ المسلمين في لبنان، وهم جزءٌ من الأمة الإسلامية، مثلهم مثل غيرهم من المسلمين في أصقاع الأرض، ينظرون لهذا الكيان - مهما طال بقاؤه - على أنه الكيان المجرم الذي لم يتوقف إجرامه على المسلمين في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين، وأنه كيان الغدر والخيانة، ولا صلح ولا تفاوض ولا سلام معه، بل إن اللغة الوحيدة معه هي القوة حتى يقضى عليه، هذا ما يفهمه المسلمون ويعلمونه لأبنائهم. ومن يخرج عن هذا من أبناء المسلمين حاكماً كان أو نائباً أو سياسياً، فهو خارجٌ عن فهم هذه الأمة ومعتقدها في هذا الأمر، وقد عبرت الأمة مراراً وتكراراً عن مقتها وغضبها على من يقوم بهذا منذ أولى خطوات التطبيع التي قام بها الهالك أنور السادات في الثمانينات من القرن الماضي حتى اليوم. وإنَ على الأمة عموماً وعلى المسلمين في لبنان خصوصا أن ينبذوا أمثال هؤلاء من أوساطهم، ويعبروا عن ذلك في كل مجلس وساحة أو موقف يحاول فيه أمثال هؤلاء المتخاذلين المطبعين طرح تلك الأفكار المسمومة الشاذة.
وإننا نؤكد أنَّ ما يعتقده المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، من أن ما توعد الله عز وجل به يهود في قوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾، وما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم عن رسول الله ﷺ: «تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ»، هو حق سيتحقق، ولعل عملية طوفان الأقصى تكون فاتحة الخير لمجيء وعد الآخرة في استئصال يهود.
فحذارِ أيها المسلمون في لبنان، من هذه الريح الخبيثة التي تنتشر في المنطقة ينفثها يهود ومن ورائهم أمريكا وأذنابها من الحكام وأذناب أذنابهم من أتباعهم في السلطة، وكونوا مع عباد الله المخلصين حتى يقام شرع الله في أرضه، وتقام خلافته الموعودة، التي أصبحت وحدها هي أمل الأمة في اجتثاث كل هؤلاء وما ذلك على الله بعزيز. وفي هذا يبشرنا رسولنا الكريم ﷺ أنه بعد هذا الزمان الذي نحن فيه وهو زمن الحكم الجبري: «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
وإننا لندعو المسلمين عامة، وعلماءهم خاصة، أن لا يسكتوا على هذا المنكر، وأن يتصدَّوا لمثل هذه الدعوات ولأصحابها مهما كانت مراكزهم السلطوية أو مناصبهم السياسية، وأن يشاركونا في التصدي لهم، فقضية فلسطين عند المسلمين هي فوق كل مساومة، ومعاداة يهود هي فوق كل اعتبار، إنها مسألة عقيدة والتزام، ولا يخرج عنها إلا أهل التخذيل والنفاق. قال تعالى عن يهود في محكم تنزيله: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية لبنان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +961 3 968 140 |
فاكس: +961 70 155148 E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com |