الخميس، 10 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن

التاريخ الهجري    8 من جمادى الثانية 1446هـ رقم الإصدار: 1446 / 09
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 10 كانون الأول/ديسمبر 2024 م

 

 

بيان صحفي

سقط طاغية الشام... فالحذر الحذر من علمانية فاسدة

تسعى إليها أمريكا وأتباعها

 

 

بعد 14 عاماً من التضحيات الكبرى التي قدمها أهل سوريا في ثورتهم المباركة، حيث كانت الأمة الإسلامية طرفاً في الصراع مع قوى الظلم والطغيان الكونية الاستعمارية بدءاً بأمريكا وروسيا وكيان يهود، ومروراً بإيران وحزبها في لبنان، وتواطؤ الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، أسقطت هذه الثورة وحاضنتها الشعبية نظام آل أسد الوحشي الحاقد بعد 54 عاماً من الاستبداد والقتل والتشريد، وعمت الفرحة أهل سوريا، بل عموم البلاد الإسلامية، وأشفت صدور قوم مؤمنين، وذهل أهل الشام وهم يحررون النساء والرجال والأطفال من السجون الوحشية.

 

لم تنقطع حناجر أهل الشام عن الصدح بصيحات الله أكبر منذ انطلاقة الثورة عام 2011 وحتى دخولها دمشق محررة لها من براثن حكم أسد والبعث، فهذه الحاضنة الشعبية كان هدفها تطبيق الإسلام، وليس إسقاط نظام أسد وتدوير الوجوه بوجوه فقط، بل كانت في تضحياتها ومظاهراتها واشتباكاتها مع قوى الظلم والعدوان والمتواطئين معها، واضحة تصدح بأنها تريد خلافة راشدة تنفذ أحكام الإسلام كاملة، وتطرد من الشام كل المتآمرين عليها وعلى الأمة الإسلامية، ففرحتها بالنصر لن تكتمل إلا بتحقيق هذه الغاية التي انطلقت الثورة من أجلها.

 

حري بهذا الإنجاز العظيم للثورة أن يكون عبرة للأمة الإسلامية فلا تيأس من العمل للتغيير الجدي لعودة دولتها الإسلامية على منهاج النبوة، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وتتخذها قضية حياة أو موت، فهي قد باتت على يقين، من تواطؤ وتخاذل حكام المسلمين جميعا عن نصرة أهل فلسطين، وتواطؤهم في توفير غطاء شرعي لجرائم الطاغية بشار، عندما قررت الجامعة العربية استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعاتها بعد غياب 11 عاماً، ودعوة المجرم أسد للمشاركة بأعمال القمم العربية و(الإسلامية)، ومن مفارقاته العجيبة أنهم لم يستمعوا له وهو يتحدث إليهم بلسان حاله في قمة الرياض الطارئة من أجل غزة في 11/11/2024م، وقبل أقل من شهر من فراره إلى موسكو، واصفاً اجتماعهم: "أرجو أن نوفق في اتخاذ القرارات الصائبة، كي لا نكون كمن يتحدث مع اللص بلغة القانون ومع المجرم بلغة الأخلاق ومع السفاح بلغة الإنسانية، وكي لا تكون النيات الحسنة مرة أخرى منطلقاً وحافزاً للمزيد من الموت".

 

ولكن أنى لهؤلاء الحكام وأعوانهم من المجرمين في أجهزتهم الأمنية أن يتعظوا، وهم يفعلون أفعاله، وهم يظنون أنهم مانعتهم أمريكا وروسيا وأجهزتهم الأمنية من انتقام الله؟! ألا يرون سرعة تخلي هؤلاء المستعمرين الكفار أعداء الله عن عملائهم الأذلاء وكيف يسارعون في رميهم كالكلاب في مزبلة التاريخ، عندما تستدعي مصالحهم التخلي عنهم؟! ألا يعتبرون ويتعظون ممن سبقهم من الحكام؟! أم أنكم ظننتم أنه إن طال زمن مكوثكم على كراسي حكمكم نجيتم من حكم الله ومن بطشه ومن انتقام شعوبكم؟ ولعلكم أجدر من يجب أن يطلع على كيفية انتقام الناس من إرث عائلة أسد المجرمة، ﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾.

 

إن التغيير الحقيقي الذي يسعى له أهل الشام هو التغيير الذي يقصي النظام الساقط بأركانه جميعها من قيمٍ ودستورٍ ورجال، وهو الذي يقطع علاقاته مع كل القوى الاستعمارية الغربية، ولا يسعى لتكريس الدولة المدنية العلمانية حتى ينال رضا الغرب ويسكت عن حكمه، هو التغيير الذي به تقام الدولة الإسلامية ويوضع نظام الحكم الإسلامي مكان النظام العلماني، هذا هو مطلب أهل الشام، من أجله ثاروا على نظام أسد، لو كانت قوى الثورة المتمكنة هي كما تقول إنها سترضى بما يريده الشعب.

 

فالحذر الحذر من أن تنخرط الثورة في دوامة الحكم الانتقالي لتهيئته للحكم العلماني، أو الملطف باسم الحكم المدني، الذي يتبناه نيابة عن أمريكا أردوغان تركيا، والأنظمة العربية المحيطة التي تعمل لتثبيت كيان يهود وتسكت عن بطش بعضها بشعوبها، وليعتبر أهل الثورة في الشام بما آلت اليه الثورات التي حققت نصف انتصار فأقصت الوجوه واستبدلت بها وجوها أبقت على عمالتها ودساتيرها العلمانية كمصر وليبيا وتونس واليمن، التي تعيش في أوضاع أسوأ مما كانت عليه من ارتهان للمستعمر الكافر وحكام عملاء وضنك العيش وتمكين كيان يهود، الذي لا يزال مستمراً في إبادة أهل غزة.

 

فإلى الثلة التي اكتوت بظلم النظام الساقط والأنظمة الموجودة في بطشها، والواعين على ألاعيب أمريكا ومن ورائها أتباعها في تركيا وغيرها من حكام الإذعان والتبعية، أن يعملوا لإسقاط الحلول السياسية العلمانية التي يروج لها بعبارات منمقة معسولة من مثل الحكم المدني الذي لا يختلف عن أنظمة الحكم القائمة في بلاد المسلمين، وأن يتشبثوا بما ثاروا من أجله وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن ينصروا العاملين من أجلها، فهي التي تتوق إليها شعوب الأمة الإسلامية جمعاء.

 

﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-jordan.org/
E-Mail: info@hizb-jordan.org

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع