المكتب الإعــلامي
هولندا
التاريخ الهجري | 16 من جمادى الأولى 1430هـ | رقم الإصدار: 029 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 11 أيار/مايو 2009 م |
سوء التفكير السياسي
إنّ "سوء التفكير السياسي هو الذي يدمر الشعوب والأمم، وهو الذي يهدم الدول أو يضعفها". (عن كتاب التفكير من إصدارات حزب التحرير، للشيخ تقي الدين النبهاني). ومن علامات سوء التفكير السياسي الذي بدأ يسيطر على الوسط السياسي في هولندا كمية المقترحات والحلول المنحطة التي يروّج لها بعض الساسة. فهذه المقترحات والحلول، وإن كانت في ظاهرها سطحية، ولكنها في باطنها تدلّ على مفاهيم الأعماق الخطيرة المترسخة في عمق أصحابها. ومفاهيم الأعماق هذه التي تطفو على السطح من حين إلى آخر، تنذر بأنّ هتلر لم يكن ظاهرة شاذة، فهو يتخفى وراء أقنعة كثيرة وسيبرز من جديد طال الزمن أو قصر.
ومن أراد أن يطعن في كلامنا هذا، ويرميه بهرطقة التطرّف أو يصفه بالاستفزاز، فليفسّر لنا معنى أن يقترح بعض الساسة في هولندا إطلاق النار على المشاغبين، أو فليفسر لنا معنى أن يقترح بعض الساسة خصاء ما يسمى "بالبيدوفليين"؟ أليست هذه في عرف العقل الغربي الذي يتبجّح بحقوق الإنسان بربرية وحشية كامنة في نفوس هؤلاء؟
ثمّ ما معنى أن يقول جمع من الساسة والمثقفين: يجب طرد المهاجرين من أصل مغربي إلى بلدهم الأصلي إذا ثبتت مخالفتهم للقوانين حتى ولو كانت جنسيتهم هولندية؟
فإذا كان جمع كبير من الساسة، وقسم غفير من عامة الشعب، ينظرون إلى الأجنبي رغم تجنّسه كأجنبي، فما معنى أن يطالَب الأجنبي بالاندماج والولاء للدولة والمجتمع؟ بل ما معنى التجنّس إذا بقي الأجنبي الدخيل في نظر الهولندي الأصيل مجرّد أجنبي يحمل جواز سفر هولندي لا غير، أما النظرة إليه فمختلفة، والقوانين التي تطبق عليه مختلفة، والحقوق التي تعطى له مختلفة، والواجبات التي يطالَب بها مختلفة. فهل هذه هي المساواة أم هو التمييز؟
إنّ ما ذكرناه من أمثلة هو غيض من فيض، ولكنه يكفي للدلالة على سوء التفكير السياسي المسيطر على الوسط السياسي، ويكفي للعقلاء من أجل التفكير في المستقبل واستشراف العواقب.
أوكاي بالا
عضو ممثل لحزب التحرير - هولندا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl |
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl |