بيان صحفي

لم ينتفض المجتمع الدولي ولن يفعل

فأين جيش الكنانة من نصرة إخواننا يا وزير الخارجية؟!

قال وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية عقد الثلاثاء 2024/1/9م: "لو جرح طفل واحد، فالأمر كان يقتضي أن يهب المجتمع الدولي لنصرته والحفاظ عليه، 10 آلاف طفل فقدوا أرواحهم، وعدد منهم ما زال تحت الأنقاض، ويعجز المجتمع الدولي عن المطالبة الصريحة بوقف إطلاق النار ثم التعامل مع القضايا الأخرى"، وقال إن "الاستماع إلى الأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل ومعاناتهم، ترقى لنفس المرتبة الإنسانية التي يجب التعامل معها كما يتعامل العالم مع قضية الأسرى". (بوابة الشروق)

المجتمع الدولي الذي يتكلم عنه الوزير هو شريك فعلي لجرائم كيان يهود، وهو يعلم هذا جيدا، بل إن الأنظمة العربية التي يدعم وجودها المجتمع الدولي جزء من المؤامرة وشريكة للكيان في جرمه وهي الحارس والحامي لهذا الكيان من غضب الشعوب والجيوش، وأمريكا على رأس المنظومة تؤكد ذلك. (قالت وزارة دفاع يهود، الأربعاء 2023/12/6م، إن الطائرة رقم 200 ضمن الجسر الجوي الأمريكي، وصلت إلى (إسرائيل) وهي محملة بالعتاد والسلاح والمركبات المصفحة الأمريكية، وأضافت الوزارة، في تغريدة على موقع إكس، أنها استلمت منذ بداية الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة، أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات الأمريكية، بما في ذلك: مركبات مدرعة، وأسلحة، ومعدات حماية شخصية، ومعدات طبية، وذخيرة وغيرها، ومنذ بداية الحرب، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة متلفزة، وقوف بلاده التام إلى جانب (إسرائيل)، مبديا استعداده لتقديم كل ما تحتاجه من دعم عسكري). (الجزيرة نت، 2023/12/06م)

هذه أمريكا رأس المجتمع الدولي الذي يتحدث عنه الوزير أقامت جسرا جويا بينها وبين الكيان الغاصب وأمدته بكل أسباب الحياة إما بنفسها أو بعملائها من حكام بلادنا، وهي التي تبعد عن الكيان آلاف الأميال وتفصلها عنه بحار ومحيطات، فأين جيش الكنانة ودعمه ونصرته لأهل فلسطين أيها الوزير، وهو المجاور الأول للأرض المباركة، وهو المنوط به تحريرها بما أوجبه الله عليه لكون فلسطين كلها أرض خراجية ملك للأمة، واجب تحريرها على كل الأمة، وهو أوجب ما يكون على دول الطوق وعلى رأسها مصر وجيشها الأقوى في المنطقة، وقد استغاثت بكم حرائر فلسطين وأطفالها وشيوخها، فأين أنتم وأين جيوشكم وعتادكم الذي صدئ؟!

لم ينتفض المجتمع الدولي يا وزير الخارجية ولن ينتفض، فما الذي يؤخر انتفاضة جيش الكنانة وأين هم من قول هذا الفلسطيني لحفيده "أخبر رسول الله ﷺ أن المسلمين خذلونا"؟! نعم فقد خذلتهم جيوش الأمة التي لا تتحرك إلا لقمع الشعوب الثائرة وحماية لعروش الحكام التي نخر فيها السوس، أما دماء أهل فلسطين فلم تحركهم، ولم تغل الدماء في عروقهم لما تنقله الشاشات من مشاهد مروعة تسجل أمامها مواقف خذلان من الأمة وجيوشها يندى لها الجبين!

إن الواجب الحقيقي هو دعم أهل الأرض المباركة بكل أنواع الدعم وإزالة الحدود التي تفصل بين مصر وقطاع غزة بل وكامل فلسطين، وإعلان النفير العام وتحريك جيش مصر لنصرتهم وحمايتهم والذود عنهم، هذا هو الواجب يا وزير الخارجية ولا شيء أوجب ولا أولى منه، وإن لم يتحرك جيش الكنانة فعلى أهل مصر جميعهم الخروج للساحات وتحريض جند الكنانة وحثهم على القيام بما أوجبه الله عليهم من نصرة لأهلنا في الأرض المباركة وتحرير لكامل أرض الإسلام، وقبل هذا إزالة كل ما من شأنه أن يمنعهم من هذا ويحول بينهم وبين تحرير أرضنا المباركة واقتلاع كيان يهود.

يا أجناد الكنانة! كيف تنامون ومسرى نبيكم ﷺ يدنسه يهود؟! كيف تنامون وتأكلون وتشربون ونساء فلسطين يستغثن بكم ويوجهن لكم النداء تلو النداء؟! أليس في وجهكم ماء أو في عروقكم دماء؟! أين دينكم أو حتى رجولتكم ونخوتكم؟! والله إن صمتكم جريمة وعار وستحاسبون أمام الله على هذا الصمت وتلك الدماء وحجيجكم دونهم رسول الله ﷺ فكيف ستجيبون؟! والله إن متاع الدنيا كلها لا قيمة له أمام غمسة واحدة في نار جهنم فكيف بالخلود فيها؟! فانجوا بأنفسكم براءة من هذا النظام الذي يحول بينكم وبين اقتلاع الكيان المسخ ونصرة أهلنا في الأرض المباركة.

يا أجناد الكنانة، يا خير أجناد! إن خيريّتكم ترتبط بقيامكم بما أوجب الله عليكم من حماية للإسلام وعقيدته وأحكامه وأرضه ومقدساته، فكونوا حقا خير أجناد، واستعيدوا سيرة أجدادكم العظام صلاح الدين وقطز، وابدأوا عملكم باقتلاع هذا النظام الذي يلحق العار والذل بكم ويسخّركم لحماية أمن يهود، وأعلنوها غضبة لله تقتلعه من جذوره بكل أدواته ومنفذيه وسياساته وما تفرع عنه، وأقيموها دولة للإسلام؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة تعلن النفير لتحرير كل أرض الإسلام ونصرة المستضعفين في كل مكان وليس في الأرض المباركة وحدها وإن بدأت بها.

ألا فلتغضبوا يا أجناد الكنانة وليكن غضبكم آية تحق الحق بكلمات الله وتقطع دابر المجرمين.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر