المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 25 من رمــضان المبارك 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 23 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 25 آذار/مارس 2025 م |
بيان صحفي
المقترح المصري.. هل أصبح دم أهل غزة سلعة في صفقات التفاوض؟!
وسط أهوال المجازر في غزة، ومعاناة أهلها تحت القصف والحصار، يخرج علينا مقترح مصري جديد يقضي بالإفراج عن خمسة أسرى أحياء، بينهم مواطن أمريكي، مقابل إدخال المساعدات إلى غزة ووقف إطلاق النار لأسابيع. للوهلة الأولى، قد يبدو هذا المقترح كخطوة نحو تهدئة الأوضاع، لكنه في جوهره يعكس واقعاً مريراً، حيث تحوّلت القضية إلى بازار سياسي تفاوضي، يُباع فيه دم المسلمين ويُشترى، في حين يبقى العدو الغاصب في مأمن من العقاب!
إن الرؤية الحقيقية لهذا المقترح لا تخرج عن إطارها الثابت: أن المفاوضات مع كيان يهود، أياً كان شكلها، ليست إلا تكريساً لوجوده وتثبيتاً لاحتلاله، وإطالة لأمد جرائمه. فأي مهزلة هذه التي يُشترط فيها إدخال الطعام إلى أهل غزة بإطلاق سراح حفنة من الأسرى؟ وأي خزي هذا الذي يجعل دماء آلاف الشهداء قابلة للمساومة على طاولة تفاوضية تُدار بإرادة أمريكية ورضا يهود؟!
إن إدخال المساعدات إلى أهل غزة (وإن كان ليس هو الحل لمأساتهم) إلا أنه ليس مِنّةً ولا تفضُّلاً من كيان يهود أو من يسمون الوسطاء، بل هو حق أصيل لهم فوق واجب نصرتهم وتحرير كامل أرض الإسلام، وإن حصار أهل غزة وحرمانهم حتى من تلك المساعدات جريمة بكل المقاييس؛ جريمة من يهود وشركائهم من حكام الأمة الخانعين الخاضعين ومن مالأهم من النخب والقادة ومن قعد عن نصرتهم رغم قدرته على ذلك.
إن النظام المصري هو عنوان الخيانة، وقد رأينا كيف كانت مصر، التي يُفترض أنها تمتلك مفتاح المعابر، تمنع دخول الغذاء والدواء لأشهر، بينما تصرّ على أن يتم ذلك فقط وفق "تفاهمات سياسية". أي خزي هذا؟! ألم يكن الواجب أن تُفتح المعابر دون قيد أو شرط، وأن يُكسر الحصار بالقوة لا بالتفاوض؟ ألم يكن الواجب هو كسر هذا الحصار واقتلاع هذه الحدود ونصرة أهل غزة المستضعفين؟ إن تصريحا واحدا يخرج من جيش الكنانة كفيل بأن يوقف تدفق الدماء داخل عروق كيان يهود فضلا عن إيقاف ما يرتكب من مجازر، وإن بعضا من جيش الكنانة قادر على تحرير كامل فلسطين في سويعات من نهار، والقادر الذي لا يفعل لا عذر له أمام الله يوم القيامة.
إن الدور المصري في هذه الأزمة لا يخرج عن كونه تنفيذاً دقيقاً لتوجيهات أمريكا ويهود، فمصر لم تتصرف كبلد إسلامي يقف في صف أهل غزة، بل كوسيط وظيفته "ضبط الأمور" وفق الرؤية الأمريكية.
- • لماذا لم تتحرك مصر لفرض واقع جديد بالقوة، وإجبار يهود على رفع الحصار بلا شروط؟
- • لماذا لم تتعامل مع غزة على أنها جزء من جسد الأمة الإسلامية، بدلاً من التعامل معها كملف تفاوضي؟
إن اختزال الأزمة الفلسطينية في ملف الأسرى هو جريمة كبرى. فالقضية لم تبدأ عندما أُسر هؤلاء، ولن تنتهي بإطلاق سراحهم، لأن أصل المشكلة هو وجود كيان يهود في فلسطين، واغتصابهم لها، واستمرار جرائمهم ضد المسلمين.
إن الرؤية الشرعية واضحة تماماً:
• القضية ليست قضية "أزمة إنسانية" بل قضية جهاد وتحرير.
• كل فلسطين، من البحر إلى النهر، هي أرض إسلامية يجب أن تُطهَّر من الاحتلال، وليس هناك أي شرعية لأي تفاوض مع كيان غاصب.
• الحل ليس في الهدن المؤقتة، بل في تحرك جيوش الأمة الإسلامية لتحرير الأرض المباركة، كما فعل صلاح الدين.
فمتى تتحرك الجيوش؟
إننا نسأل قادة الجيوش، وخصوصاً في مصر، هذا السؤال:
• إن كان جيش مصر يمتلك القوة العسكرية الكافية، فلماذا لا يتحرك لتحرير فلسطين؟
• كيف ينام قادة الجند، وإخوانهم في غزة يذبحون؟
• هل مهمة الجيوش حماية الأنظمة فقط، بينما الأمة تُباد؟
إن كل هذه المفاوضات، وكل هذه المقترحات، ليست إلا محاولات يائسة لإبقاء كيان يهود جاثماً على أرض الإسراء والمعراج. ولن يكون هناك حل حقيقي إلا بتحرك الأمة الإسلامية، وقيامها بواجبها الشرعي في الجهاد لتحرير فلسطين كاملة.
يا أهل مصر، يا جند الكنانة، أنتم لستم وسطاء! أنتم أصحاب القضية! فإما أن تتحركوا اليوم قبل الغد، وإما أن يسجلكم التاريخ في خانة المتخاذلين الذين أضاعوا حق الأمة في لحظة كان يمكنهم أن يصنعوا فيها الفرق.
﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |