الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

اليمن في ظل النظام الحالي على شفا جرف هار

من قبل الإسلام واليمن يمثل التقاء صراع فارسي روماني (حبشي) لأهميته بمقدراته وموقعه، وبعد أن دخل اليمنيون في الإسلام كان لهم السبق في نشر الإسلام في كل مكان، فانهارت فارس والروم تحت وقع سيوف جنود الله. فبالإسلام تحول اليمنيون كغيرهم من المسلمين من ضعفاء أذلاء تبطش بهم قوى الاستعمار إلى أسياد أعزاء للعالم يهابهم من لم يصلوا إليه. وكذلك اليوم فبعد سقوط دولة الخلافة التي مزقها أعداء الإسلام عدنا ضعافاً كما كنا قبل الإسلام، ليظهر الصراع الإنجلو أمريكي في واحدة من صوره البشعة المنتشرة في بلاد المسلمين، يقوده عملاؤهم وسفراؤهم ورجالهم الذين يجوبون البلاد طولاً وعرضاً باحثين عن إثارة الفوضى وسفك الدماء وقد نجحوا.


ففي شمال البلاد دارت رحى حروب صعدة وحرف سفيان الستة التي انطلقت أول شرارة منها عام 2004م والتي أهلكت الحرث والنسل وخلفت الهلع والدمار والأرامل والأيتام فقد استعمل النظام وبلا هوادة كل أصناف المعدات والأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً فقتلت الآلاف وشردت مئات الألوف ودمرت آلاف المنازل وما زال المسلسل مستمراً بتباشير الموسم السابع، كل هذه الجرائم الشنعاء قامت بها قوى الصراع الإنجلو أمريكي بأيدي أهل اليمن وآل سعود ويا لها من شناعة كنا نتمناها تجاه المغتصبين لفلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها من بلاد الإسلام .


أما جنوب البلاد فقد وجه الاستعمار شعور الناس فيه بالتهميش والاضطهاد والظلم والفساد الذي لا يخفى على كل من له عينان تبصران، للمطالبة بالانفصال كحل لإنهاء معاناتهم، مع أن الانفصال يحرمه الشرع تحريماً واضحاً!


وفي باقي أنحاء البلاد كالمعجلة في أبين التي قصفتها طائرات النظام فقد نشرت اليمن تايمز في عددها 1371 في العاشر من يونيو "حزيران" في صفحتها الأولى صور بقايا صاروخ توما هوك ذي التصنيع الأمريكي والذي لا يمتلكه إلا أمريكا وكذلك صور قنبلة عنقودية لم تنفجر، فكيف يستخدم النظام مثل هذه القنابل بين المسلمين، فيسفك دماء الأبرياء من النساء والأطفال والرجال؟ أفلا كانت فيمن يقتل المسلمين؟؟ أما المحفد في شبوة وعبيدة في مأرب فقد تم القصف بطائرات بدون طيار "أمريكية" أريقت فيهما الدماء بدعوى مكافحة الإرهاب وإرضاء أمريكا التي لا تنفك تدعم النظام بمئات الملايين من الدولارات، ومؤخراً قام النظام في عدن ثاني أهم مدن اليمن سياسياً واقتصادياً وبلا مبالاة بإطلاق النار الحي على متظاهرين في مظاهرات سلمية مناهضة للفساد المستشري في البلاد أسفرت عن العديد من القتلى والجرحى والمعتقلين، ومثل هذا العمل ليدل على أن الفوضى، وبتوقيع النظام لإرضاء أمريكا، قد عمت البلاد، وكان جديراً بقوات النظام اليمني أن تواجه قوى الاستعمار في أوكارها لا أن تسير بتوجيهاتها في السير بالبلاد والعباد إلى الهاوية والدمار!


إن النظام اليمني لم يعد له شغل شاغل غير تنغيص حياة المسلمين في اليمن فقراً ومرضاً وجوعاً وخوفاً ورعباً فلا أمان، فالقذائف والطائرات والمجازر تفاجئ الناس!، ولا طعام، والاعتماد على الفتات الذي يأتي من خارج البلاد يورث الذل والفقر، حيث لا يسمن ولا يغني من جوع، بل ذل وهوان!، ولا كهرباء، وإذا وجدت فالانقطاع يعم كافة المدن اليمنية، ولا ماء، وإن وجد فملوث يسبب الأمراض وينشر الأوبئة، ولا طرقات، وإن وجدت فهي ضيقة مليئة بالحفر والمطبات، حتى إنه انعدم وجود بضعة أمتار منها سليمة، ولذلك فهي تسبب مقتل وإصابة ما لا تسببه أعتى الحروب في الأنفس والممتلكات، وفق تقارير في هذا الشأن تُذهل الجميع.


إن كل هذا وذاك ليثبت تعمد النظام اليمني إهلاك الناس واللامبالاة بهم .


يا اهل الإيمان والحكمة ويا مشائخ اليمن، ألا تعلمون أن الله سائلكم عما تعلمون ولا تعملون؟ فهل أنتم عاملون ليرضى الله عنكم ويغفر لكم ما قد سلف؟ إن واقع حالكم يغني عن مقالكم، أفلا تحاسبون أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتستغفروا ربكم وتتوبوا إليه، وتقفوا مواقف أهل الحق في وجه الباطل، من ثم ترجون أن يخفف الله عنكم شيئاً من العذاب؟ فأدناكم ساكت وأشدكم مشارك تبللت يداه بالدماء الزكية!


يا أهل القوة في أرض اليمن من ضباط في الجيش، ألا ترون أنفسكم لا تقتلون إلا إخوانكم، في الوقت الذي فيه عدوكم يسفك الدماء ويلعب بمقدرات البلاد وثرواته ويشيع الفوضى والمنكرات؟؟ فقد قال الله تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) (البقرة: 120) أما يكفيكم أن يطول سكوتكم؟؟ ماذا قدمتم لأمتكم وإلى متى تتفرجون على الدماء الزكية وهي تسفك بغير حق، بدل أن تمنعوا ذلك وتقفوا في وجه الظالمين؟ ألم تتطلع أبصاركم إلى دور أجدادكم في إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله نشراً لدينه ودفاعاً عن حرماته؟؟ ألا تعلمون أن أجدادكم كان لهم النصيب الأوفر في فتح فارس والروم والأندلس وشمال أفريقيا والهند والسند؟.. ألا تسارعون إلى عز الدنيا والآخرة، فتقيموا دولة الإسلام، الخلافة الراشدة، فتفوزوا في الدارين، وذلك الفوز العظيم؟ ألستم بالمسلمين والعزة لكم فكيف تكون لأعداء الله عليكم؟ أين غيرتكم على دينكم ودماء وأعراض إخوانكم في الدين؟ والله إن الله لسائلكم فماذا تجيبون؟؟ أليست الدنيا فانية فماذا أعددتم غير القعود للباقية؟


إن حزب التحرير فيكم ومنكم يدعوكم لإقامة دولة الخلافة التي وعد الله بها فقال سبحانه (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) ( النور: 55 ) وبشر بها رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ( ...... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) رواه أحمد. فلا تتقاعسوا عن القيام بواجبكم خشية الظالمين، وعدوانهم عليكم، فإن من ينصر الله فلا غالب له قال تعالى (إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران: 160) وإن الله لناصر الذين آمنوا، وقاهرٌ أعداءه، قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7)


إن حزب التحرير يستنهض هممكم لنصرة الحق دون أن تخشوا في الله لومة لائم، فاستجيبوا لدعوة الحق، وانصروا الحزب في عمله لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة، حيث عز الدنيا والآخرة.

(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم....)

التاريخ الهجري :11 من شـعبان 1431هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 23 تموز/يوليو 2010م

حزب التحرير
ولاية اليمن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع