بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون! إلى متى ستبقون تقدمون الدعم إلى من "يملك ولا يحكم"؟
في الوقت الذي تقوم فيه دولة يهود وفي شهر رمضان الكريم بارتكاب مجزرة دموية في غزة متذرعة بقتل الشبان الثلاثة والتي لم تتردد حتى في قتل أطفال كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ البحر، قامت بالأمس بعملية اجتياح واسعة أمام صمت العالم كله وخصوصا حكام المسلمين!
وكما بيَّن الله تعالى فإن اليهود هم أكثر الناس خوفاً، إذ إنهم لا يشعرون بالقوة والأمان إلا بحبل من الله - إذ هم اليوم ليسوا كذلك - وحبل من الناس. إن الذي جرَّأَهم على ارتكاب هذه المجازر بهذه البشاعة هو تشبثهم بدول العالم وعلى رأسها أمريكا وأوروبا. إلا أن القضية ليست قضية مساندة دول الكفر لبعضها البعض أو قتل المسلمين، إذ إن هذا الأمر هو طبيعي جدا لا غَرابة فيه. إلا أن الأمر الذي لا يمكن قبوله هو الدعم الذي يقدمه حكام المسلمين لدولة يهود وصمت الأمة الإسلامية وخصوصا أهل القوة منها أمام هذه المجازر.
والسؤال هو من الذي يمكن أن يقدم الدعم لفلسطين؟ آلسلطة في مصر التي تقتل شعبها في الساحات وتصدر أحكام الإعدام بحق المدنيين العزل وتحاول تجميل صورتها في العالم العربي باسم الوساطة؟ أم النظام الملكي في الأردن العاجز حتى عن حماية نفسه والمرتمي بأحضان دولة يهود منذ أمد بعيد والذي قدم أراضيه هدية لها؟ أم النظام السوري الاستبدادي الذي أعلن الحرب على شعبه منذ ثلاثة أعوام وقام بتدمير بلده بنفسه وأصبح أكثر دموية حتى من دولة يهود؟ أم النظام الإيراني المتقلب الذي كان يدعي بالأمس أنه حامي المسلمين والمسجد الأقصى ويدعم المقاومة الفلسطينية، وهو اليوم يغرق في مستنقع المذهبية ويحارب المسلمين؟ أم النظام الملكي السعودي الذي هو بعيد كل البعد عن خير الإسلام بالرغم من حكمه الأراضي المقدسة والذي يلعب دورا في أي مخطط تآمري ضد المسلمين ويقدم الدعم للكفار عندما تضيق الأمور بهم لينقذ اقتصادهم؟ أم دويلات الخليج التي أصبحت ثرية بثروات المسلمين ولم ينفعوا الإسلام والمسلمين إلا بإشباع رغباتهم الشخصية وهم يحتضنون كل مبادرات "السلام" التي يطرحها الكفار؟
أم الأمم المتحدة التي وافقت على إقامة دولة يهود الغاصبة في 1948 والتي سلمت مسلمي البوسنة في مدينة سربرينيتسا إلى الصرب لقتلهم والتي كانت دائما بمثابة كاتب العدل لكل المجازر التي ارتُكبت بحق المسلمين؟ أم الجامعة العربية تلك الهيئة العاجزة التي لم تحل حتى ولو مشكلة واحدة للعرب والتي لا تقوم إلا بعقد الاجتماعات فقط، ليت شعري لو تتأمل الأمة الإسلامية هذا؟ أم منظمة التعاون الإسلامي التي لا تملك حتى مقومات القوة والتي هي عبارة عن هيئة شكلية لا تقدم ولا تؤخر؟
أم تركيا أردوغان الذي يتهم كل هذه القوى الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودول الجوار وينتقدها على تقصيرها وهو يصرح بأن الوقت قد حان للتحرك والذي "يرعد ولا يمطر" وهو في موقع الدولة الإقليمية؟
أيها المسلمون!
كما في كل رمضان سالت دماء المسلمين في شهر رمضان هذا أيضا، فمقدسات المسلمين لا قيمة لها وكرامتهم تحت الاقدام. فالمسلمون أصحاب الـ 1,5 مليار نسمة يقتلون ببشاعة من قبل دولة يهود التي لا يتجاوز عدد سكانها بين 3-5 ملايين نسمة. فالدول الخمسون التي قامت في البلاد الإسلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تمتلك أي رادع أمام هذه المجازر، ولا تغيث المظلوم...
أيها المسلمون!
إن حكامكم ظالمون وأغبياء، أما ظلمهم فلأنهم ظلموا أنفسهم وشعوبهم بحكمهم بغير ما أنزل الله، بل إنهم لا يعبرون حتى عن حزنهم أمام هذا الظلم. وأما غباؤهم فلأنهم يدعون أنهم يبحثون عن حلول طوال هذه السنين ويقومون بالوساطة ويدعون إلى السلام ويلجأون إلى القرارات والعقوبات الدولية ويعقدون المؤتمرات والاجتماعات، بينما لا يستطيعون إيقاف دولة يهود، فلا سياساتهم نفعت، بل إنهم لم يجرؤوا حتى ولو على قطع العلاقات مع اليهود، ولا طردوا سفراءها وعملاءها من أراضيهم، ولا ألغوا الاتفاقيات العسكرية معها، ولا قطعوا العلاقات التجارية معها، ولا حرَّكوا جيوشهم تجاهها.
أيها المسلمون!
هناك من يكون شريكا في الجريمة، وهناك من يقف مكتوف اليدين وهناك من لا يقوم - بحكم دوره - إلا بإثارة مشاعر المسلمين أمثال هؤلاء الحكام، فتخلوا عن دعمكم لهؤلاء. فهؤلاء موجودون بوجودكم ومتواجدون بتواجدكم. فلقد رأيناهم في الربيع العربي كيف سقطوا بانصرافكم عنهم، وها نحن نراهم كم هم محتاجون إلى أصواتكم للحفاظ على كراسيهم ومواقعهم.
فادعموا وساندوا حزب التحرير الذي يعمل على إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستمحو أولا دولة يهود من الوجود وستقتص من الظالم بجيش عرمرم بدل الشجب والنحب والتي ستخرج ليس المسلمين فحسب بل كل البشرية من الظلمات إلى النور. فإن فعلتم ذلك فإن حكم الله قائم.
قال تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 14]
التاريخ الهجري :20 من رمــضان المبارك 1435هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 18 تموز/يوليو 2014م
حزب التحرير
ولاية تركيا