بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كنتم ترمون النظام الإنجليزي العفن في سلة المهملات فلماذا لا تتوجهون إلى نظام الإسلام؟!
للمرة الثانية يقوم عضو البرلمان لحزب العدالة والتنمية ورئيس هيئة دستور المجلس البروفسور "برهان قوزو" بإماطة اللثام عن الوجه القبيح لنظام الجمهورية التركية من خلال تصريحاته اللاذعة التي أدلى بها إلى قنوات البث المتلفزة بخصوص النظام الرئاسي الذي يدور الجدل حوله في الأيام الأخيرة. وإن جاءت هذه العملية كنتاج قذر لإبراز النظام الرئاسي على حق وعلى ضرورته، إلا أنها تصريحات معبرة بينت بكل وضوح كيف تم خداع الشعب لسنوات طويلة بتطبيقهم للنظام الإنجليزي العفن!
يقول السيد قوزو أثناء حضوره لبرنامج بثته قناة (CNNTürk): "في عالمنا اليوم لا يوجد أية رقابة في نموذج الحكم هذا. فلا وجود للبرلمان في النظام البرلماني، فوجوده مجرد حبر على ورق، وكذلك لا وجود للنواب فوجودهم مجرد حبر على ورق، ولا وجود لِلِّجان فوجودها كذلك مجرد حبر على ورق، إنني أقول ذلك عن قناعة." إن هذا النائب يقول الصدق وإن لم يرد الحق! ولكن ماذا عن الأكاذيب التي قيلت للناس وستقال لهم في المستقبل عن أعضاء البرلمان واللجان والبرلمان ونظام الجمهورية العلماني الديمقراطي؟ يضيف "قوزو" في حديثة قائلا: "اضطُررنا لأن نضع في هذا النموذج سقفا لا يزيد عن نسبة 10% حيث لا يقبلها العقل بسبب العجز عن توفير العدل والاستقرار. أقول لا يقبله العقل لأنني كنتُ دائما من الداعين إلى ذلك. لماذا؟ لأنه لا بديل آخر عن ذلك. إذ إنك لو أزلته فإنك ستخسر." فإذا كان العدل والاستقرار غير موجودين فهذا يعني أن لا مشروعية للحكومة والمعارضة معا، أليس كذلك؟ كما عبر السيد "قوزو" عن ذلك بقوله: "والآن أسألكم فبالله عليكم، الآن يوجد 6 نواب طالتهم 7 عمليات مساءلة واستجواب، نعم 7 عمليات استجواب، من هنا وبصفتي رئيس لجنة الدستور أقول بأنه سيتم رفض كل هذه الدعاوى التي سيتم مناقشتها يومي الثلاثاء والأربعاء. أتدرون لماذا؟ لأنه في النظام البرلماني يوجد سلطة مطلقة، إذ لا بديل آخر عن ذلك. فالمعارضة ستصوت بالموافقة أما الحكومة فستصوت بالرفض وهكذا دائما. فلا أحد يستطيع أن يعطي مثلا عن إلغاء قضية مساءلة لأحد الوزراء في النظام البرلماني سواءٌ، أكان في تركيا أم في الدول الأخرى، إذ لا يوجد أي مثال على ذلك. وكما أسلفنا فهو حبر على ورق. ثم أية رقابة هذه؟! فنحن من نصنع الحكومة وهي جزء منا. فلماذا أصوت ضد ذلك الوزير وقد اتبعت المعارضة طريقا كمن يتبع الشيطان، ولماذا أقوم بتنحية وزيري حتى ولو كان مخطئا."!
أما أكثر التصريحات قوة وإصابة فهي تلك التي أدلى بها السيد "قوزو" على قناة (Habertürk) أثناء حضوره لأحد البرامج حيث قال: "إن النظام البرلماني في تركيا هو نظام إنجليزي فاسد." بينما يراد الآن الإتيان بنظام رئاسي ديمقراطي علماني جمهوري على النمط الأمريكي وهو فاسد أيضا مثل نظيره الإنجليزي، بل ربما أكثر فسادا.
إن الاعترافات التي أدلى بها "برهان قوزو" باعتباره شخصية لها ثقلها في الحكومة هي أوضح دليل على أنه لا يوجد أي ميزة تذكر للنظام الرئاسي الفاسد الأمريكي الصنع باستثناء الشكل والمصدر. ولكن النظام البرلماني الإنجليزي الذي تم تبنيه لمدة 80 سنة وقد قام أصحابه خلال هذه الفترة بالقضاء على حياة كثير من الناس من أجل الحفاظ على وجوده وأجبر أهل البلد المسلمين لعقود من الزمن على الخضوع له، وقد عمل حزب العدالة والتنمية خلال السنوات العشر الماضية على تلميعه.
وإننا نسأل: ألا يوجد نظام حكم خاص بالمسلمين حتى يتم استيراد نظام عفن من المستعمر، سواءٌ أكان إنجليزيا أم أمريكيا، مع أن فساد الاثنين ظاهر للعيان؟!
ولكن أهل السلطة قد اعتادوا الفساد، فيعلنون فساد الأول ويتشبثون بالآخر رغم فساده كسابقه!!
فإلى متى سيظل هؤلاء يصغون إلى اعترافات جديدة حتى يدركوا أن أصح وأفضل نظام هو نظام الإسلام الذي يصلح ليس فقط لشعب تركيا بل لكل المسلمين، لا بل لكل البشرية، وإن طريق الخلاص الوحيد هو استئناف الحياة الإسلامية من جديد بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ قال تعالى: (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ))
التاريخ الهجري :2 من محرم 1434هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2012م
حزب التحرير
ولاية تركيا