الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الصراع على السيادة العسكرية والمدنية أوصل باكستان إلى حافة الهاوية

ملاذنا الوحيد هو الإسلام بإقامة الخلافة على منهاج النبوة

 

 

على مدار الأسابيع العديدة الماضية، عصفت الفوضى والتوترات والسياسات المدمرة بباكستان، وسبب عدم الاستقرار السياسي هذا هو الصراع الداخلي النخبوي بين القضاة والجنرالات والسياسيين، الذين لا يهتمون بالمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الناس، فيتصارعون فيما بينهم على سلطة لا ناقة لأهل باكستان فيها ولا بعير، تاركين الناس يعانون من ضائقة اقتصادية عميقة وبؤس شديد.

 

خلال صراعهم على السلطة، أحدث القضاة والجنرالات والسياسيون شرخاً عميقاً بين الناس، حيث انقلب عامة المسلمين على أبنائهم في القوات المسلحة، وتم تخريب الممتلكات وانتهاك المقدسات وسفك دماء المسلمين المعصومة. معلوم أن تأليب القوات المسلحة على الناس يضعف المسلمين كوحدة واحدة، فهي فتنة مثل فتنة "الحرب على الإرهاب"، فعندما حارب المسلمون بعضهم لتأمين المصالح الاستعمارية الأمريكية على الحدود مع أفغانستان، أدى ذلك إلى إضعاف باكستان على الجبهة الهندية، وفي النهاية تمكنت الهند من اغتصاب أراضي كشمير الإسلامية. قال الله تعالى: ﴿وَأَطِیْعُوا اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَلَا تَنَازَعُوْا فَتَفْشَلُوْا وَتَذْهَبَ رِیْحُكُمْ﴾.

 

على الرغم من تنازع الفرق على السلطة، إلا أنّ القضاة والجنرالات والسياسيين متفقون تماماً على الإطار العلماني الليبرالي للدولة، الذي تم تطبيق مبادئه من قبل النخبة الحاكمة في باكستان لأكثر من سبعة عقود، خدمة للنظام العالمي الأمريكي، وفي ظل هذا الإطار العلماني، استمرت الفصائل العسكرية والمدنية في تنفيذ السياسات الاقتصادية الرأسمالية، ما أدى إلى استمرار انخفاض قيمة العملة الباكستانية، وبسبب إملاءات صندوق النقد الدولي الاستعماري، يعيش الناس في طاحونة الفقر والتضخم والحرمان، بينما تتعاظم ثروات المستثمرين الربويين وتتركّز الموارد الهائلة في أيدي القلة. لقد أكّدت الفصائل العسكرية والمدنية أن باكستان كانت وما زالت بيدقاً للمصالح الأمريكية، ويتم استغلال جيشها كقوات مرتزقة.

 

تتفق هذه الفصائل النخبوية الحاكمة أيضاً على أن لا يكون للإسلام رأي في الحكم والاقتصاد والقضاء والسياسة الخارجية، وإنما يستخدمون اسم الإسلام لكسب تأييد أهل باكستان المحبّين للإسلام. بينما تلتزم الفصائل بالقرارات والقوانين الوضعية التي تُحكّم دون الشريعة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، وتؤكد على أن الإسلام لن يكون أبداً أساساً للدولة والسياسة عندها، وهي تفعل ذلك رجاء الحصول على رضا الغرب واعترافه بها وثنائه عليها، فضلاً عن الدعم الأمريكي الثابت لحكمها.

 

إن الصراع بين الفصائل الحاكمة مستمر منذ 76 عاما، يخبو أحياناً، ويفور أحياناً أخرى على شكل أزمات سياسية حادة، وأحياناً يكون على شكل صراع بين القيادات المدنية والعسكرية، وأحياناً على شكل صراع داخل الجيش نفسه على منصب قيادة الجيش، وتستمر هذه الصراعات لأن الديمقراطية نفسها تضمن وجود صراعات مهلكة على السلطة. كما تسمح السلطة التشريعية البشرية في الديمقراطية للفصائل الجشعة والقوية بسنّ القوانين التي تضمن مصالحها وبقاءها في السلطة وسيطرتها على موارد الدولة. لذلك فإنه طالما ظلّت الديمقراطية قائمة، فإن النزاع السياسي على السلطة سيظل قائماً.

 

أيها المسلمون في باكستان! إن نجاح المؤسسة العسكرية وحلفائها السياسيين، الحركة الشعبية الديمقراطية الآن أو حركة إنصاف والمصالحة قبلها، وحلفائها من القضاة، لن يجلب لنا أي خير، فكل من القيادة المدنية والعسكرية تريد فرض النظام الديمقراطي الرأسمالي نفسه، السبب الجذري لمشاكلنا، وكلاهما تضمن سيادة النظام الاستعماري العالمي للولايات المتحدة، والصراع على "التفوق العسكري والمدني" هو مضيعة لجهودنا.

 

لقد حان الوقت لإنهاء هذه السياسة الأنانية والنظام الديمقراطي العلماني، حان الوقت لإرساء أسس سياسة جديدة تشكل حياتنا وفقاً لما جاء به الوحي، لقد حان الوقت لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ففي الخلافة الراشدة تُعطى الطاعة والولاء للخليفة فقط لا لشيء إلا ليحكم بالشرع الذي أنزله الله على المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي الخلافة الراشدة يحاسب جميع المسلمين الخليفةَ إن قصّر في رعاية شؤون الناس من خلال التطبيق الكامل والشامل للإسلام، كما يتخذ القضاء في الخلافة الراشدة قراراته على أساس الشريعة الإسلامية، وجميع مؤسسات الدولة تخضع بالكامل للأحكام الشرعية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

 

أيها المسلمون في باكستان! إن حزب التحرير هو الحزب الوحيد الذي يمكن أن يقودكم إلى الخلافة على منهاج النبوة، فهو الحزب الذي سيهديكم إلى سبيل الرشاد بالإسلام وحده، وهو لا يساوم على فكرته وغايته؛ لأن مصدر فكره هو الإسلام، ومنهجه من النصوص الشرعية، وموقفه المبدئي على مدى عقود من النضال هو انعكاس لجوهره الداخلي النقي، والذي مبعثه الإيمان، كما أن قيادته العالمية قادرة تماماً على رعاية شؤونكم، بناءً على التعاليم الإسلامية التي ذكرها الحزب في منشوراته، فقوموا بواجبكم في إقامة الخلافة على منهاج النبوة يداً بيد مع شباب حزب التحرير، واعزموا أمركم على ألا ترتاحوا حتى تشرق شمس الخلافة الراشدة على الأمة مرة أخرى.

 

أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية! إن الديمقراطية في باكستان تطحنكم وتقسمكم إلى فصيلين، فمن ناحية تستغلكم القيادة العسكرية وتستخدمكم ضد أهليكم، ومن ناحية أخرى، هناك مطالبون زائفون بالسيادة المدنية يستهدفونكم من أجل الوصول إلى السلطة والبقاء فيها. إنها الديمقراطية نفسها التي حرّضت المسلمين على المسلمين في حرب أمريكا على (الإرهاب) على مدار عقدين من الزمن. يجب عليكم أن تضعوا حداً لهدر دمائكم لصالح القيادات الأنانية، ضعوا حداً لاستغلالكم ضد شعبكم، أفلا تتمنون أن تُبذل دماؤكم في سبيل دين الله؟ ألا تتوقون إلى النفير ورفع تكبيرات النصر لتحرير كشمير والمسجد الأقصى؟! كيف يكون التفوق العسكري مصدر شرف لكم وهو يدعم نظاماً غربياً يشنّ حربا على ديننا؟ بل لا يُنال الشرف إلا بطاعة الله سبحانه وتعالى، فأعطوا نصرتكم لقيادة حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهي التي ستشفي قلوب المؤمنين، وهي التي ستجمع القلوب المنقسمة بنور الإسلام، كما وحد الإسلام قلوب قبائل وفصائل المدينة المنورة.

 

﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

 

 

 

التاريخ الهجري :29 من شوال 1444هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 19 أيار/مايو 2023م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع