بسم الله الرحمن الرحيم
للتحرّر من العبودية لأمريكا يجب رفض الديمقراطية وإقامة الخلافة على منهاج النبوة
لن نشهد أبداً التحرّر من العبودية لأمريكا - وهو ما نرغب فيه بشدة - طالما نُحكم بالديمقراطية، فالديمقراطية هي التي تسمح لمجالسها النيابية بتمرير الإملاءات والمطالب والسياسات والقوانين التي يضعها المستعمرون الغربيون من أجل إخضاعنا، وهي التي أخضعت الاقتصادَ الباكستاني لإملاءات صندوق النقد الدولي ومجموعة العمل المالي، وجيشَها لمطالب القيادة المركزية الأمريكية والأمم المتحدة، وتَخضع مناهجُ التعليم لسياسات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و"اليونسكو"، ونظام القضاء يخضع لقوانين محكمة العدل الدولية والمستعمر البريطاني. إنّ الديمقراطية هي التي تسمح بالعبودية لأمريكا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.
إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر اقتصادنا من خلال الانقياد لسياسات صندوق النقد الدولي، والديمقراطية هي التي حوّلت باكستان إلى بقرة نقدية حلوب للدائنين المحليّين والدوليّين، الذين يستثمرون في الدين الوطني لباكستان، وعلى حساب الناس. إنّ الديمقراطية هي التي تضمن أن ينفق حكام باكستان أكثر من ثلاثة تريليونات روبية - أي أكثر من نصف عائدات الضرائب الباكستانية! - على مدفوعات الفوائد الربوية على القروض. كما أنّ الديمقراطية هي التي تضمن دائماً سدادَ مدفوعات الفوائد الربوية، دون أي تقصير أو تأخر على الإطلاق، عن طريق تجفيف الضرع من الضرائب، ومع أخذ المزيد من القروض الربوية، فإن الأجيال القادمة ستواجه مستقبلاً أسوأ من واقعنا الآن. إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر اقتصادنا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.
إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا من خلال الخضوع لمطالب وإملاءات وزارة الخارجية الأمريكية والقيادة المركزية الأمريكية والأداة الاستعمارية لأمريكا والأمم المتحدة، والديمقراطية هي التي تسمح لحكام باكستان الآن بمتابعة السير في سياسة التهدئة تجاه الهند، محافظين بذلك على تواصل ودّيّ قوي مع الهنود من خلال القنوات الخلفية، حتى في الوقت الذي يضطهد فيه مودي بوحشية المسلمين في الهند وكشمير المحتلة، وتسعى مخابراته لإحداث فوضى عارمة داخل باكستان. كما أنّ الديمقراطية هي التي تسمح لنظام باجوا/ شريف بإزاحة باكستان كعقبة أمام صعود الهند، بحيث يصبح مودي الشرطيّ الأمريكي على الصين والمسلمين في المنطقة، والديمقراطية هي التي تسمح لأمريكا باستخدام الممر الجوي "البوليفارد" فوق رؤوسنا بشكل دائم، ما يسمح للطائرات الأمريكية بدون طيار القتالية المتمركزة في قاعدة القيادة المركزية الأمريكية في الخليج بإشعال نيران الفتنة على طول خط "دوراند". إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا. إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.
أيّها المسلمون في باكستان!
إنّ الخلافة على منهاج النبوة، القائمة قريباً بإذن الله، هي وحدها التي ستحرّرنا من العبودية، وهي وحدها التي ستغلق الأبواب أمام نفوذ المستعمرين، لأنها ستحكمنا بما أنزل الله، وتستمدّ كل قوانينها وموادّها في الدستور من القرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً﴾.
إن دولة الخلافة هي وحدها التي ستحرّرنا من العبودية الاقتصادية لصندوق النقد الدولي وتنعش اقتصادنا، والخلافة هي وحدها التي ستضع الربا تحت أقدامكم وترفض دفعه، لأن الربا مدعاة لحرب من الله سبحانه ورسوله ﷺ، والخلافة هي وحدها التي ستُعفي الفقراء والمدينين من جميع الضرائب، وتتكفّل بحاجاتهم الأساسية من أموال الزكاة، والخلافة هي التي ستجمع الضرائبَ إذا لزمت شرعاً من الأغنياء بحسب قدرتهم المالية، والخراجَ من صاحب الأرض الزراعية، والزكاةَ على التجارة والصناعة إن بلغت حدّ النصاب، كما أن الخلافة هي التي ستكفل أن تكون مواردُ الطاقة والمعادن الوفيرة في العالم الإسلامي ملكيةً عامة، تُنفَق عائداتها بالكامل على احتياجات المسلمين، بدلاً من حشو جيوب الملّاك في القطاع الخاص بعد خصخصتها، والخلافة هي التي ستدعم عملتنا بالذهب والفضة، وتسحق هيمنة الدولار العالمية، وتحدث استقراراً في الأسعار، وتقضي على التضخم المهلك.
إنّ دولة الخلافة هي وحدها التي ستوحّد العالم الإسلامي في أكبر دولة في العالم، وتثير الرعب في نفوس القوى الاستعمارية، حتى قبل أن تحشد جيوشها، وهي التي ستحشد قوات الأمة المسلّحة لتحرير المسجد الأقصى وكشمير المحتلة وإعادة الهند إلى كنف الأمة، كما أنّ الخلافة هي التي ستنشر نور الإسلام وعدله بالدعوة والجهاد، كما قامت بذلك لقرون من قبل، وهي التي ستحرّر دولاً بأكملها من العبودية للقوانين الوضعيّة، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجاً، وهي التي ستكرّس أرواح جنودها العسكريين للدفاع عن شرف رسول الله ﷺ، فتسكِت الألسنة الشريرة وتقطع الأيدي الآثمة، سواء أفي فرنسا أم السويد أم أمريكا...
كفى ديمقراطية وعبودية لأمريكا أيّها المسلمون! كافحوا الآن مع شباب حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
أيّها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!
إن سخطكم على العبودية لأمريكا ليس كافياً، فهذا وقت العمل، هذا وقت الرجال، غضبكم لم يكن كافياً عندما أحرق الجنرال مشرف باكستانَ بنيران الحملة الصليبية الأمريكية على الإسلام، ولم يكن كافياً عندما سمح الجنرال كياني للصليبيين الأمريكيين بتدنيس أراضينا، وأغرقنا في الذلّ، ولم يكن غضبكم كافياً عندما أشعل اللواء رحيل حربَ الفتنة في المناطق القبلية، بينما منح الهند الإغاثة على خط السيطرة، وغضبكم ليس كافياً الآن، حيث أسلم الجنرال باجوا كشميرَ المحتلة للهند، وأصبح قريباً من مودي، يحافظ على نفوذ أمريكا في أفغانستان، وينصّب الظالمين واللصوص حكاماً فوق رؤوسنا.
إن الغضب لا يكفي عندما يحين وقت العمل وتُحتاج همّة الرجال، فتحركوا الآن ولتؤز أيديكم رقاب الظالمين، بإعطاء نصرتكم لحزب التحرير بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، من أجل إقامة دولة الخلافة فوراً على منهاج النبوة، فأعطوا نصرتكم الآن لترضوا الله، وتنجوا من سخطه، بإعادة الأمن والسلطة والحكم والكرامة والشرف لأمة سيدنا محمد المصطفى ﷺ.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.
التاريخ الهجري :28 من رمــضان المبارك 1443هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 29 نيسان/ابريل 2022م
حزب التحرير
ولاية باكستان