الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

28 رجب 1342هـ - إلغاء الخلافة:

 

واجب على المسلمين إعادة إقامتها

 

(مترجم)

 

الانتخابات البرلمانية العامة الرابعة عشرة والتي ستجري في 9 أيار/مايو 2018 سوف تحدد ما إذا كانت حكومة تحالف (باريسان الوطني) ستستمر في حكمها أم أن التاريخ سيشهد تحولا من خلال تشكيل الحكومة من قبل المعارضة. كما يمكن أن نشهد تشكيل حكومة وحدة من الأحزاب المتنافسة في حال لم يتمكن تحالف باريسان الوطني أو تحالف جبهة الأمل المعارضة من الفوز بأغلبية الأصوات؛ وستتم  الإجابة عن كل شيء بعد انتهاء الانتخابات. إن هذه الانتخابات ونتائجها ما هي إلا جزء من الممارسة الانتخابية الديمقراطية. حيث يتم انتخاب حكومة جديدة عندما تنتهي فترة حكم الحكومة السابقة. ثم يقوم أولئك الذين يتم انتخابهم بالوظيفة التشريعية التي تتمثل في تشريع القوانين ضمن الإطار الديمقراطي العلماني.

 

ما يتوجب علينا فهمه هو أن هذه العملية الانتخابية ليست مصممة كآلية لتغيير النظام العلماني الديمقراطي لنظام إسلامي أو أي نظام آخر. بل على العكس، فهذه الانتخابات تعمل على ضمان استمرارية النظام الديمقراطي العلماني. إن تطبيق هذا النظام هو أحد أكبر الانتصارات للقوى الاستعمارية الغربية في منع إعادة نظام الإسلام. إن نظام الخلافة قد وفر الحماية وجلب الرخاء للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء لما يقرب من 1300 سنة قبل أن يلغى رسمياً من قبل الخائن مصطفى كمال في 28 رجب 1342هـ أو الثالث من آذار/مارس 1924م في تركيا العثمانية. فمنذ أن فقد المسلمون درعهم الحامي، بدأ المسلمون يقعون ضحايا في العديد من الصراعات الدولية، «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

ومن بين المصائب التي أصابت المسلمين بسبب فقدانهم خلافتهم، مصيبة احتلال الأرض المباركة فلسطين. فالأقصي الذي شهد حادثة الإسراء والمعراج التي حصلت لرسول الله e في السابع والعشرين من رجب هو الآن مغتصب من قبل يهود. لقد سفكت دماء المسلمين على الأرض المباركة والآن الملايين من أهل فلسطين يعيشون كلاجئين بسبب الفظائع التي يرتكبها يهود. بالإضافة لذلك فالمسلمون في جميع أنحاء العالم مستهدفون، بل هم وقود الصراعات؛ حيث تتم ملاحقة المسلمين في أراكان وقتلهم بلا رحمة من قبل نظام ميانمار. والمسلمون في سوريا يتم ذبحهم بدون رحمة، وقصفهم وخنقهم بالغاز السام من قبل نظام المجرم بشار بمساعدة روسيا وحلفائها. والمصير نفسه يحدث للمسلمين في أفغانستان والعراق وكشمير وجنوب تايلاند وجنوب الفلبين وشينجيانغ والشيشان.

 

يا أمة رسول الله e، أيها المسلمون، هل فكرتم يوماً في سبب هذه الكارثة التي أصابتنا؟ أليس المسلمون في جميع أنحاء العالم هم إخواننا وأخواتنا في الإسلام؟ هم في الواقع إخواننا وأخواتنا الموحدون لكلمة الله سبحانه وتعالى، هم بالفعل إخواننا وأخواتنا الناطقون بالشهادة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. للأسف، فإن قيود حدود الدولة القومية التي أوجدها الغرب المستعمر تذيب رابطة الأخوة بيننا. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.

 

أيها المسلمون! علينا أن ندرك أن حكامنا الحاليين لا يدافعون عنا مثلما فعل الخليفة المعتصم. لم نعد نرى مثل صلاح الدين الأيوبي الذي سيخوض الجهاد لتحرير الأرض المباركة فلسطين. فاليوم، يتعاون حكام المسلمين من دون خجل أو شعور بالذنب مع الكفار الغربيين لشن حرب ضد إخوانهم المسلمين. قبل الانتخابات، ألقوا الخطب النارية متظاهرين بالدفاع عن الأمة، ولكن في اليوم التالي كانوا يصافحون بحرارة أيدي أعداء الإسلام التي لا تزال ملطخةً بدماء المسلمين. إن هذا هو النفاق والخيانة من قبل الحكام الذين هم في الواقع مجرد عملاء للغرب لا يمكن الوثوق بهم.

 

أيها المسلمون!

 

يجب أن تبدأ الجهود لإعادة إقامة نظام الخلافة بالوعي بأن القوانين والأحكام التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى يجب أن تحمل إلى أعلى منصب في أنظمة الأمم. فقد أوحى الله لنا من خلال القرآن الكريم وسنة رسول الله e طريقة تطبيق هذه القوانين والأحكام من الله بطريقة شمولية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإقامة دولة تطبق نظام الحكم الإسلامي بكامله، أي دولة الخلافة. دولة الخلافة هي الأم التي تطبق مختلف الأحكام الشرعية في حياتنا. وعندما ألغيت دولة الخلافة في 28 من رجب 1342هـ، لم يعد بالإمكان تطبيق جزء كبير من أحكام الشريعة. أجزاء بسيطة فقط من الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأخلاق والعبادات ومنطقة محدودة من المعاملات لا تزال تمارس. من المؤسف أنه بعد سقوط دولة الخلافة، الأم التي تضم جميع الواجبات، اختفت الحياة الإسلامية التي كانت موجودة لأكثر من 1300 سنة عملياً من الأمة. إن إعادة إقامة الخلافة هو واجب ومهمة سياسية مشرفة؛ لأنه بدون الخلافة لا يمكن تطبيق الشريعة بشكل شامل. وهذا يتفق مع قاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". لقد بيّن لنا النبي e، وهو قدوتنا، طريقة إقامة نظام حكم الخلافة. هذه هي الطريقة التي يجب علينا اتباعها في إقامة دولة الخلافة. هذه هي المنهجية التي ستحدث تغييرًا حقيقيًا؛ حيث يتم استبدال أحكام الله سبحانه وتعالى بقوانين الإنسان تمامًا. وبلا ريب، وبغض النظر عن الجهة التي فازت بالانتخابات، إذا ظل النظام على حاله - النظام الديمقراطي العلماني - فإن التغيير الحقيقي لم ولن يتحقق بعد.

 

أيها المسلمون! بلا ريب، لا يمكن تحقيق الشرف والازدهار والتغيير الحقيقي في الأمة الإسلامية إلا من خلال عودة دولة الخلافة، النظام السياسي للمسلمين. كانت هذه تجربة الأجيال السابقة عندما عاشوا تحت ظل الخلافة. وإن شاء الله، هذا أيضاً ما نرغب في تجربته مع إعادة إقامة هذا النظام السياسي النبيل الذي يوحد جميع المسلمين. سوف يكون القرآن والسنة مرة أخرى المنظّمين لشؤون الحياة والدولة. والمجد الذي فُقد، سيعود إلينا بالتأكيد بمشيئة الله سبحانه وتعالى. وسوف تضيء شمس الخير بنورها إلى كل ركن من أركان العالم، وستملأ رحمة الله وبركاته هذا العالم.

 

أيها الإخوة والأخوات، وضع الله عز وجل السلطان بأيديكم لإعطاء النصرة للخليفة الذي سيحكم هذا العالم بأوامر الله ونواهيه، وبالتالي يجلب النصر والمجد لكم. لذلك، استيقظوا أيها الإخوة والأخوات! دعونا نحيي أنفسنا وننضم إلى شباب "حزب التحرير" في جهوده لإعادة تطبيق الإسلام. في الواقع حزب التحرير هو بينكم ومعكم. لقد عاهد حزب التحرير الله ورسوله أن يبذل قصارى جهده ويكرس عمله لنشر رسالة الله وطلب النصرة، حتى يتم إحياء طريقة الحياة الإسلامية من خلال إعادة إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ندعو الله طالبين نصره قريباً بإذن الله.

 

 

التاريخ الهجري :26 من رجب 1439هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 13 نيسان/ابريل 2018م

حزب التحرير
ماليزيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع