بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة أراكان لظل الخلافة هو السبيل الوحيد لتحرير المسلمين الروهينجا
أيها المسلمون! أيها الضباط المخلصون في الجيش!
سارعوا لإعادة إقامة الخلافة على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير لإنقاذ المسلمين الروهينجا
كم هي مصيبتنا عظيمة، وكم هو ذنبنا كبير، وإخوتنا الروهينجا يبادون ويقتلون بشكل وحشي وتنتهك أعراضهم أمام أعين العالم كله، وخصوصًا أمامنا نحن المسلمين في بنغلادش، فنسمع صرخاتهم وأنينهم، ونشاهد جروحهم النازفة والدخان المتصاعد من حرائق منازلهم، ونشهد الرعب الذي أُصيبوا به، ولا مغيث!
أيها المسلمون! نودّ أن نذكّركم بأن الإسلام دخل بورما (أي ميانمار) وانتشر في جميع أنحائها في عام 788م، في زمن الخليفة هارون الرشيد، عندما كانت الخلافة الإسلامية الدولة الرائدة في العالم، واستمرت كذلك لقرون عديدة بسبب عدالة الإسلام... لقد حكم المسلمون مقاطعة أراكان لأكثر من 350 عامًا (ما بين 1430م و1784م)، ثم احتلها البوذيون الجاهلون، وبسبب كراهيتهم للإسلام أفسدوا في المقاطعة وأجرموا بحق المسلمين، حيث قتّلوا منهم الكثير وخصوصًا العلماء وحملة الدعوة للإسلام، وإلى جانب ذلك، نهبوا أموال المسلمين، ودمروا البُنى التحتية فيها مثل المساجد والمدارس. ثم قدم المستعمرون الغربيون (وبشكل خاص بريطانيا) إلى هذه البلاد الاستراتيجية والغنية بثرواتها، فتعرض المسلمون مرة أخرى للمذابح على أيدي الرهبان البوذيين الذين دعمتهم بريطانيا، والتي أودت بحياة الكثير من المسلمين وطردتهم خارج بلادهم. بعد منح "الاستقلال" الرسمي لبورما، ظلت بريطانيا مسيطرة عليها من خلال عملائها في الهند، وأصبحت بلاد أراكان مهمة "للزعيم العالمي" أمريكا بسبب سياساتها في حربها على الإسلام وسياستها لاحتواء الصين، وتعمل أمريكا الآن مع حليفتها الهند (عدوة الإسلام والمسلمين منافسة الصين) وخاصة في ظل حكومة مودي، تعمل على توسيع نفوذها في هذه المنطقة باستخدام (أونغ سان سو كي) الحائزة على جائزة نوبل، التي قتل والدها بسبب موقفه المناهض لبريطانيا.
هكذا كان المسلمون الروهينجا ضحية الرهبان البوذيين وضحية تضارب مصالح القوى الكافرة الإمبريالية (أمريكا والهند وبريطانيا). إن أراكان بلاد إسلامية، وتحرير كل شبر منها واجب على المسلمين، لذلك كانت إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وضم أراكان لها هو السبيل الوحيد لتحرير المسلمين هناك من براثن العلمانيين والمشركين.
أيها المسلمون!
إنّ تشدق الشيخة حسينة "بحقوق الانسان" وسماحها المتأخر للمسلمين الروهينجا بدخول بنغلادش كلاجئين ليس حلًا حقيقيًا؛ بل هو جزء من المؤامرة الغربية، وطلبها للحصول على مساعدة من الهند وأمريكا (عدوتا الإسلام والمسلمين) في حل هذه القضية، هو كالطلب من الذئب حماية الغنم، ولا عجب، فهي أداة للعلمانية من دول الكفر والمشركين من الولايات المتحدة والهند وبريطانيا، وهي بالتأكيد ليست المحرر للمسلمين الروهينجا. في حين قال النبي الحبيب e: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ» رواه مسلم، تخلت الشيخ حسينة عنهم، وأعربت بدلًا من ذلك عن مخاوفها بشأن أمن ميانمار، وأرسلت اقتراحًا رسميًا لحكومة ميانمار من أجل القيام بعمليات "مكافحة الإرهاب" مشتركة مع جيش ميانمار الذي يرتكب جريمة الإبادة الجماعية، تمامًا كما اتخذت الهند جانب ميانمار ضد "الإرهابيين الروهينجا"! ومثل الولايات المتحدة التي ستزيد من التعاون العسكري مع ميانمار. ما الذي يمكن أن نتوقعه من حسينة عدوة الإسلام التي تقف مع المشركين الهندوس ضد المسلمين في كشمير، ومع من تلطخت أيديهم بدماء المسلمين في بنغلادش، ومع الذين يبذلون الجهود الجبارة في محاربة الإسلام مع أسيادهم العلمانيين ومنع قيام دولة الخلافة على منهاج النبوة من جديد؟!
أيها المسلمون!
ماذا يمكننا أن نتوقع من الحكام في العالم الإسلامي، أو مما تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي؟ الذين انضموا إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والمشكّل من 34 دولة لمحاربة الإسلام والمسلمين ومن دون أي تردد انصياعًا لأوامر الأمريكيين، بينما لم يحركوا ساكنًا لإنقاذ إخواننا في فلسطين وسوريا وأفغانستان وكشمير وأراكان، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، كما أنهم يرسلون جيوشنا في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة لإدامة الهيمنة الغربية غير المشروعة واستغلال موارد البلاد الإسلامية، بينما لا يرسلونها لنصرة المضطهدين من المسلمين، حتى في البلدان المجاورة لهم. هل هؤلاء الحكام الرويبضات لا يدركون أن الجهاد لنصرة المظلومين واجب؟ بلى يعرفون ذلك، لكنهم يتجاهلون أمر الله سبحانه وتعالى ويتبعون أوامر أسيادهم الاستعماريين الذين نصّبوهم على رقاب المسلمين للحفاظ على مصالحهم، ولا يفكرون برعاية شئون المسلمين، وعندما كان يتوجب على باكستان صاحبة السلاح النووي استخدام قوتها العسكرية القوية لنصرة المسلمين الروهينجا، باع حكام باكستان المقاتلات من طراز (JF-17) لبورما لتعزيز القوات العسكرية الميانمارية، ووقعوا معها عقد بناء الجيل الثالث من المقاتلات. أيها المسلمون! إن شؤوننا بأيدي حكام هذا حالهم، يحاربون الإسلام والمسلمين تمامًا كاليهود والنصارى والمشركين من الذين اتخذوا دين الله عدواً لهم.
أيها المسلمون!
إن المجتمع الدولي لن يحل هذه الأزمة، بل على العكس من ذلك، المجتمع الدولي هو السبب الحقيقي لأزمة الروهينجا، والحكام العسكريون في ميانمار ما زالوا موالين للبريطانيين الذين دعموا البوذيين المتعصبين بشكل مباشر وغير مباشر في قتل المسلمين وتعذيبهم، ليس فقط في الآونة الأخيرة، ولكن منذ غياب الحكم بالإسلام على الأرض. وسيرًا وراء خداع بريطانيا السياسي المعتاد، قرّب البريطانيون النظام العسكري في بورما من روسيا والصين، من أجل الحصول على دعمهم لمنع توسع النفوذ الأمريكي في ميانمار، وتقوم الصين الآن ببناء منطقة اقتصادية خاصة بها في مقاطعة راخين على حساب طرد المسلمين منها، وتدعم روسيا ميانمار من خلال إدانة التدخل في شؤونها الداخلية، لذلك فإن طلب العون وحل مشكلة المسلمين الروهينجا من الصين وروسيا والهند المتورطين في القتل الوحشي وقمع المسلمين في تركستان الشرقية والشيشان وكشمير على التوالي، هذا الطلب ليس إلا الغباء المطبق أو الخداع. كما تعمل أمريكا الصليبية (قاتلة المسلمين في العراق وأفغانستان وسوريا وفي جميع أنحاء العالم) مع حليفتها حكومة (مودي) من خلال استخدام الفتاة الذهبية للديمقراطية الحائزة على جائزة نوبل (أونغ سان سو كيي) لكسب سيطرتها الإقليمية على هذه المنطقة الاستراتيجية. من الجدير بالذكر أن الهند واليابان والولايات المتحدة عقدت تدريبات بحرية مشتركة ثلاثية تحت اسم "مالابار 2017" في 16 من تموز/يوليو 2017م في خليج البنغال. عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فإن ما يسمى بالأمم المتحدة و"المجتمع الدولي" يقفون دائمًا عند حد الإدانات الجوفاء دون اتخاذ إجراءات عملية، وإن قاموا بأي إجراء فهو لخدمة مصالحهم الاستعمارية القذرة لمواصلة إخضاع الأمة الإسلامية لهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾.
أيها المسلمون!
إن أمة محمد e ليست أمة لاجئين حتى يتكرر مسلسل مأساة الروهينجا كل بضع سنوات، الذين هربوا إلى جهات مجهولة سعيًا للنجاة، من خلال رحلات يائسة، فمنهم من غرق في خليج من البنغال ونهر الناف، أو ظل دون جنسية يعيش حياة بائسة مفترشًا الأرض وملتحفًا السماء وهم بانتظار الإغاثة. إنّ الحل العملي الحقيقي لهم يكمن في إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فهي الجنّة التي ستعيد شرف وكرامة المسلمين. المطلوب لإنقاذ المسلمين الروهينجا وحمايتهم هو تعبئة الجيش البنغالي للجهاد تحت قيادة الخليفة من أجل تحرير أراكان من جبروت نظام ميانمار والرهبان البوذيين الوحشيين، وأما الحصول على مساعدة النظام في بنغلادش فهو حلم وليس حقيقة، فبدلًا من طلب العون منه أو من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي، فإنه يجب علينا جميعا مطالبة ضباط الجيش للإطاحة بهذا النظام وتسليم السلطة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، هذا هو المطلب الذي يجب أن تجعلوه محور حديثكم في التجمعات والاجتماعات الخاصة بكم، يجب أن يكون خطابكم موجهًا إلى الثكنات العسكرية وليس للحكومة، وعليكم أيضًا مطالبة الضباط الذين تعرفونهم، من أفراد عائلاتكم وأصدقائكم، ومن يمكنكم اللقاء بهم، والضغط عليهم وزيادة الضغط عليهم لفعل ما يتوجب عليهم، فإقامة الخلافة على منهاج النبوة هو الذي سيحل المشكلة من جذورها وهو الحل الفعال والدائم، قال رسول الله e: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» صحيح مسلم.
أيها الضباط الرجال الفرسان في الجيش!
إننا نعلم أن دمكم يغلي في عروقكم من هول ما تشهدونه من اضطهاد ومعاناة لإخوانكم المسلمين الروهينجا، ونعلم أنكم تدركون بكل وضوح أن قضية الروهينجا يجب أن تحل عن طريق الرد العسكري المناسب، وليس بالتفاوض مع هذه الدولة المارقة، ونعلم أن الذي يجعلكم مترددين هو الظن بأن المسمى بالمجتمع الدولي سيحل المشكلة، وربما خوفكم من الشيخة حسينة التي قيدتكم في الثكنات العسكرية ولم تسمح لكم بالاستنفار للقتال لإنقاذ إخوتكم. ينبغي ألا تهتموا بالنظام الدولي أو الشيخة حسينة، فأنتم ملزمون بطاعة الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾. إن الحالة البائسة للمسلمين الروهينجا بلا حول ولا قوة لهم إلا بالله تؤكد لنا مرارًا وتكرارًا كيف أصبحت دماء المسلمين رخيصة بعد غياب الراعي الذي يرعى شئون المسلمين في العالم الإسلامي، دولة الخلافة، وكان ذلك في عام 1924م. إن فرض نظام الدولة القومية الملعون والذي نحكم به قصرًا جعل صراخ الروهينجا يصل إلى آذان صماء، وقد آن الآن الأوان لأحفاد محمد بن قاسم منكم أن يهبوا لإنقاذ المسلمين في أراكان. ما نريد منكم أن تدركوه هو أن القوة بأيديكم، وأن عليكم استغلالها للإطاحة بالشيخة حسينة وتسليم السلطة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وحينها سوف يقودكم الخليفة إلى الجهاد لإنقاذ إخوتكم الروهينجا كما أمر الله سبحانه وتعالى وتحرير أراكان وإعادتها تحت ظلال الخلافة، وحذار من عدم الاستجابة لهذا النداء والعمل لنصرة المضطهدين في أراكان، فإن في ذلك خزياً في الحياة الدنيا وسيكونون شهودًا عليكم يوم القيامة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. اعلموا أنكم لستم وحدكم في هذا الأمر، فشباب حزب التحرير يعملون بلا كلل أو ملل في جميع أنحاء العالم الإسلامي لإيجاد الرأي العام للخلافة الراشدة، والأمة تنتظر بفارغ الصبر لقيام دولة الخلافة العتيدة. إلى جانب ذلك، فإن هناك ضباطًا مخلصين في هذه البلدان الإسلامية، من الذين سينضمون إليكم مع الأمة لكسر سلاسل العلمانية. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
التاريخ الهجري :26 من ذي الحجة 1438هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2017م
حزب التحرير
ولاية بنغلادش