بسم الله الرحمن الرحيم
الإصلاحات السياسية في الجزائر تثبيت للفساد
بعد الطوفان الذي أخذ يُغرق الفراعنة في بلاد المسلمين بدأت الأنظمة المهترئة فيها تضع التدابير خشيةَ الغرق، ومنها النظام في الجزائر، فصارت تتحدث عن كذب جديد يسمى "الإصلاحات السياسية"، ولسان حال الأمة يقول لهم ما قال الله لفرعون الغريق التائب: { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } أين كنتم عن الإصلاح والناس تموت جوعا وترى الموت الزؤام أرحم من طغيانكم، أين كنتم عن الإصلاح والأمة تدعوكم لما أمر الله تعالى المسلمين أن يَدْعوا إليه أهلَ الكتاب { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } فأجاب بعض أهل الكتاب فعبدوا الله واستسلموا له وتولَّيتُم!! فلم تكُفّوا عن حكم الناس بالرأسمالية الكافرة، ولا اتخاذ بعضكم لبعض أربابا من دون الله تتخذون لأنفسكم شرعا من غير كتاب الله، بل حكّمتم الطاغوت وتركتم حكم الله واتخذتموها عِوَجا، وقلتم في شأن كل من يريد حكم الله { أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } وفعلتم كل ذلك كذبا وزورًا باسم الأمة أو باسم الشعب كما يحلو لكم أن تقولوا.
والعجيب أنكم تأملون دوما في وجود من يصدق أكاذيبكم، فإن كنتم تريدون الإصلاح فهذا إقرار صريح منكم بفسادكم، وإن كنتم تقرون بفسادكم عند خوف الغرق، فأي صاحب عقل يصدقكم أنكم مصلحون؟! وكيف تصلُح البلاد بالفاسدين والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}، لقد فقدت البلاد تحت حكمكم الأمن واستحرّ فيها القتل والظلم وعمَّها الضياع والفقر والفوضى وكثر فيها الفقراء والذين يعيشون دون عيش الكفاف، وصار بعض الناس يبتدعون لأنفسهم مخرجا بحرق أنفسهم حتى الموت ليفروا من طغيانكم وهم يرون أن الموت حرقا أسهل من العيش تحت فسادكم! فهل تكفونَ أيديكم عن البلاد التي تستعبدون أهلها وتسرقون مالها لتعود لحكم ربها حتى تتنزل رحمة الله على عباده، لأن التغيير لا يكون إلا بإزالة حكمكم لا بإصلاحه. فلا يصلح العطار ما أفسد الدهر.
أيها المسلمون في الجزائر:
إن الله العظيم لا يظلم أحدا، وإن الله رافعٌ عنكم ظلمَ هؤلاء المجرمين بقدر إقبالكم عليه واستعدادكم للخلاص من الفاسدين وإقبالكم على نصرة دين الله، فإن بقيت الدنيا في قلوبكم عظيمة، وكان خوفكم من الفاسدين يفوق خوفكم من الله دامت دولتهم عليكم، وإن تحركتم رفَع الله عنكم الأغلال، وتذكروا قول الله تعالى: { قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }. فلا تُطيلوا أمد بقائهم بخوفكم وترقّبكم بل اعملوا لإقامة حكم الله بإقامة دولة الخلافة التي تقيم فيكم أمر الله حتى يرفع الله عنكم الأغلال ويكرمكم ويعزكم بطاعته، ويخلّصكم من حكم الطاغوت.
التاريخ الهجري :10 من شـعبان 1432هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 11 تموز/يوليو 2011م
حزب التحرير
الجزائر