وشهد شاهد من اهلها ح3
- نشر في ثقافية
- قيم الموضوع
- قراءة: 345 مرات
حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملك بنِ أبي الشوارب وأبو إسحاقَ الْهَرَوِيُّ إبراهيمُ بنُ عبدِ الله بنُ حاتم قالا: حدثنا عبدُ الواحد بنُ زياد حدثنا الحسنُ بنُ عبيدِ الله عن إبراهيمَ النَّخْعِيِّ عن الأسودِ عن عائشةَ قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".
إن هذا الحديثَ يَدُلُّ على مشروعيةِ الاجتهادِ في العبادةِ في العَشْرِ الأواخرِ من رمضانَ، وعلى إحيائِها بالعبادة، بل وعلى إيقاظِ الأهلِ فيها، لِمَا في ذلك من خيرٍ وثوابٍ. كما جاء في روايةِ عائشةَ رضي الله عنها: "كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-إذا دخلَ العَشْر ُ أحيا الليلَ، وأيقظَ أهلَه وجَدَّ، وشَدَّ الْمِئْزَرَ". وهنا نَذْكُرُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يعتكفُ هذهِ العَشْرَ، ثم اعتكفَ أزواجُهُ من بعدِهِ. وهذه إشارةٌ إلى جوازِ اعتكافِ النساءِ بإذنِ أزواجِهِنَّ، لما في ذلك من خيرٍ عَميمٍ.
أيها المسلمون: لقد انقطع اعتكافُ النساءِ هذهِ الأيامَ في المساجدِ؛ بل انقطع اعتكافُ الرجالِ، فالمساجدُ تُغْلَقُ في كثيرٍ من بلادِ المسلمين بعد صلاةِ التراويحِ، فلا اعتكافَ ولا ثوابَ. وأصبحتِ العَشْرُ الأواخرُ عَشْراً للراحةِ بعدَ صِيامِ ثُلُثَيِ الشهرِ عند بعض الناس؛ بل أصبحت أياماً للبيعِ والشراء، ومداهمة الأسواق،. هكذا أراد الحكام في دنيا المسلمين، هذه العشرَ من رمضان، "قِسْطاً للراحةِ بعد عَناءِ الصيامِ". ولكن والحمد لله، فقد أدركت الأمةُ ما يُرادُ بها، وأصبح الإسلامُ هو المحركَ لها، وأدركت من هو عدوُّها. فوقفت في ساحات التغيير، تهتف بصوت واحد" الأمة تريد، خلافة من جديد"، فالحمد لله رب العالمين.
في بحار من الظلمات بعضها فوق بعض، وفي حشود من الشر يأتي بعضها إثر بعض، وفي أرسالٍ من الشك يردف بعضها بعضاً، في زمجرة الأعاصير، وفي تفجُّر البراكين، في أمواج البحر المتلاطمة.. يلجأ المؤمنون إلى إيمانهم فيملأ قلوبهم برداً وأمناً، ويفيئون إلى ربهم فيسبغ عليهم سلاماً منه ورضواناً، ويرجعون إلى كتاب هدايتهم فيملأ عقولهم حكمة وعلماً، ويلتفُّون حول رسولهم فيزيدهم بصيرة وثباتاً.. حينذاك.. يناجي المؤمنون ربهم وقد خضعت له جباههم، وخشعت له قلوبهم:{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ* رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
هنالك يستجيب لهم الحق بوعد الصدق: { فَاسْتَجَابَ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}. ثم تدفعهم يد الله إلى طريق المعركة مبينة لهم وسائل النصر: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. ويسير المؤمنون وهم يرفعون عقيرتهم بالدعاء: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }. ويخوضون معركة الحق وهم يرددون: { ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }.
ويسجل كتاب الخلود نتيجة المعركة بثلاث كلمات: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ}
هكذا علمتني الحياة
مصطفى السباعي
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
أيها المؤمنون:
إن إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى له طريقتان:
الأولى: طريقة سهلة ميسـرة, يفهمها كل إنسان, وهي الطريقة التي دعا القرآن إلى استخدامها, يهتدي بها كل من تفكر في مخلوقات الله, كطريقة الأعرابي الذي قال: "البعرة تدل على البعير, والأثر يدل على المسير, فسماء ذات أبراج, وأرض ذات فجاح, وبحار ذات أمواج, ألا تدل على الواحد القدير؟
والثانية: طريقة يحتاج فهمها إلى تركيز وإعمال عقل , تعرض فيها الأدلة والبراهين بشيء من التفصيل, يحتاجها كل من لم يقتنع بالطريقة السهلة الميسرة.
أولا: إثبات وجود الخالق بالطريقة السهلة الميسرة:
إن وجود الخالق حقيقة ملموسة, والبرهان عليه في منتهى البساطة, فإن الإنسان يحيا في الكون فهو يشاهد في نفسه وفي الحياة التي يحياها الأحياء, وفي كل شيء في الكون تغيرا وانتقالا من حال إلى أحوال, ويشاهد وجود أشياء وانعدام أشياء, ويشاهد دقة وانتظاما في كل ما يرى ويلمس, فيصل إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر قطعي وطبيعي جدا, فإن الإنسان يسمع دويا فيظن أنه دوي طائرة, أو سيارة, أو مطحنة, أو أي شيء آخر, ولكن يوقن أنه دوي ناتج عن شيء, فيوقن بوجود شيء ما خرج منه هذا الدوي, فكان وجود الشـيء الذي ينتج عنه الدوي أمرا قطعيا عند من سمعه, فقد قام البرهان الحسـي على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة, فيكون الاعتقاد بوجود شيء ينتج عنه الدوي اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه, ويكون هذا الاعتقاد أمرا طبيعيا ما دام البرهان الحسـي قد قام عليه, وكذلك فإن الإنسان يشاهد التغير في الأشياء, ويشاهد انعدام بعضها, ووجود غيرها, ويشاهد الدقة والتنظيم فيها, ويشاهد أن كل ذلك ليس منها, وأنها عاجزة عن إيجاده, وعاجزة عن دفعه, فيوقن أن هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء, ويوقن بوجود خالق خلق هذه الأشياء, وهو الذي يغيرها, ويعدمها, وينظمها, فكان وجود هذا الخالق الذي دل عليه وجود الأشياء وتغيرها وتنظيمها أمرا قطعيا عند من شاهد تغيرها ووجودها وانعدامها ودقة تنظيمها, فقد قام البرهان الحسي بالحس المباشر على وجوده, وهو برهان في منتهى البساطة. يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:
فيا عجبا كيف يعــــــصى الإله أم كيـــــــــــــــــــف يجحــــــده الجاحد
وفي كـــــــل شـــــيء لــــــــــــــــه آيـــــــــــــــــــــة تـــــــــــــــــــدل على أنـــــــــــــــــه الواحــــــــــد
ولله في كـل تحريكة وتسكينة فـــــــــــــــــــــي الـــــــــــــــــــــــــورى شاهــــــــــــــــد
فيكون الاعتقاد بوجود خالق لهذه الأشياء المخلوقة, والتي تنعدم وتتغير, ولا تملك إيجاد ذلك لها ولا دفعه عنها, اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه. ولذلك كان من الطبيعي جدا أن من يشاهد الأشياء المدركة المحسوسة, وما يحصل لها وفيها مما لا يستطيع إيجاده لها, ولا دفعه عنها, أن يصل من هذا عن طريق الإدراك الحسي إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس, وهذا أمر عام يشمل جميع البشـر, ولا يستثنى منهم أحد مطلقا؛ ولذلك كان الإقرار بوجود الخالق عاما عند جميع بني الإنسان في جميع العصور, والخلاف بينهم إنما كان في تعدد الآلهة أو توحيدها, ولكنهم مجمعون على وجود الخالق, لأن أدنى إعمال للعقل فيما يحسه من الموجودات يري أنها مخلوق لخالق؛ لهذا كان البرهان بسيطا في منتهى البساطة, لأنه لا يعدو لفت النظر إلى ما يقع تحت الحس من الموجودات, فإن مجرد النظر فيها مما لا تستطيع إيجاده لنفسها ولا دفعه عنها يوصل إلى أنها مخلوقة لخالق, وإلى أن هناك خالقا خلقها؛ ولذلك جاءت أكثر براهين القرآن الكريم لافتة النظر إلى ما يقع عليه حس الإنسان للاستدلال بذلك على وجود الخالق, فهذه براهين قاطعة على وجود الخالق, فلينظر الإنسان إلى كيفية خلق الإبل, ورفع السماء, ونصب الجبال, ليدرك وجود الله لا إله إلا هو؛ ولذلك فإن "تيتوف" رائد الفضاء الروسي حين قام برحلته الفضائية حول الأرض قال: "إنه رأى الأرض معلقة في الفضاء لا يمسكها شيء أبدا لا من فوقها ولا من تحتها ولا عن جوانبها, فهي معلقة بنفسها هكذا في الفضاء دون أن يمسكها شيء, وإنه تذكر ما تقوله الديانات". وصدق الله العظيم حيث قال: ]إن اللـه يمسك السماوات والأرض أن تزولا ? ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ? إنه كان حليما غفورا[. (فاطر41)
22-07-2012
حوار نورما أبو زيد خوند
رأى رئيس المكتب الإعلامي ل«حزب التحرير- ولاية لبنان» أحمد القصص، أن عملية دمشق التي استهدفت قادة أمنيين من الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد سوف يعقبها انهيار قريب للنظام السوري، مشيراً في هذا الإطار إلى أن النظام خسر أهم أوراقه.
ولفت القصص في حوار مع الوطن، إلى أن من يعتقد بأن النظام سيزداد قوة وصلابة بفعل ما حصل «غارق في أحلامه»، ورأى أن رحيل النظام أمر حتمي «والنظر الآن لمن ستكون العاقبة في سوريا، للسوريين أم لأميركا».
وميّز القصص بين جناحي المعارضة العسكري والسلمي، وفي حين رأى أن الأول يسعى لإقامة دولة إسلامية في سوريا تحكمها الشريعة، رأى أن الجناح المدني من «قادة المعارضة الذين يتكلمون من تركيا وفرنسا وبريطانيا ليسوا قادة حقيقيين، وقد اُبرزوا من اجل أن يكون هناك ممثلون مستوعبون من قبل الغرب، والثوار هم الأساس وهم الذين يعول عليهم لتحديد مصير الثورة».
وفي سياق متصل، اتهم القصص واشنطن بالتواطؤ مع النظام السوري منذ عهد الأسد الأب، وقال: إن الحديث عن صراع روسي أميركي على سوريا فيه مبالغة، شارحاً أن «أميركا منذ بداية الثورة السورية مستفيدة إلى أبعد حدود من الموقف الروسي وتتستر به حتى لا يظهر أنها تدعم نظام الأسد»، ومشدداً على أن «ما من صراع روسي أميركي حول سوريا والطرف الوحيد المستعجل على إسقاط النظام السوري هو الطرف الأوروبي».
ولفت الدكتور أحمد القصص إلى أن الولايات المتحدة الأميركية «لم تكن مرة جادة في إسقاط النظام السوري.. وقد أدركت اليوم انه ساقط ولكنها تحاول كسب المزيد من الوقت حتى تجهّز البديل».
واتهم القصص واشنطن بسرقة الثورات العربية، وقال: إنها تمكنت من أن تبقي الأوضاع السياسية على ما هي عليه في بلدان الربيع العربي «من حيث حفظ مصالحها ومن حيث استمرار العلاقة مع إسرائيل»، إلا انه رأى في مقابل ذلك أن «المعركة لم تنته لا في تونس ولا في مصر ولا في ليبيا؛ بل قد تكون هذه المعركة في بداياتها»، وتمنى على «قادة الثورة في سوريا الاّ يفتحوا الباب لا لرجال أميركا ولا للعلمانيين لأن هذا سيكون إحراقاً لكل منجزات الثورة».
وقد انتقد القصص في الحوار الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله على خلفية موقفه ممّا يجري في سوريا، وقال إنه «أضاع البوصلة ويمعن في القطيعة بينه وبين الأمة الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل».
وفي إطار متصل، رأى القصص أنه «كان الواجب على حسن نصر الله أن ينتهز فرصة الثورة السورية ليؤكد الانتماء إلى الأمة الإسلامية، ولكنه يؤكد الآن أنه مع الأقليات التي تريد استعباد الغالبية العظمى في هذه المنطقة، وهذا أمر لم نكن نحبه له ولا بشكل من الأشكال»، وفي ما يلي نص الحوار:
لا شك أن هذا الحدث هو منعطف في تاريخ الثورة السورية لأن الذين صُرعوا هم من أهم أركان النظام ونتوقع أن يكون هناك المزيد من الأسماء التي لم تعلن لأن القاعة التي حصل فيها الانفجار ضيقة ومن الصعب أن يخرج أحد منها سالماً أو حتى حياً، فهذه خلية إدارة أزمة لا تقتصر على الوجوه التي أعلن عنها ومن الطبيعي أن يكون هناك مزيد من الأشخاص الذين لا يقلون أهمية عن الذين ذُكروا، وبالتالي أرى أن هذا منعطف سوف يعقبه قريباً انهيار النظام.
تماماً.
النظام قد يقوم الآن بأعمال إجرامية ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أنه سيكون أكثر قوة وصلابة، فمن أين سيأتي النظام بمزيد من القوة والصلابة وهو يعجز منذ عام ونصف العام عن إخماد الثورة.
من يقول إن النظام سيزداد قوة وصلابة هو من أنصار هذا النظام وغارق في أحلامه، هذا النظام في حالة من الانهيار والتهاوي، والنظر الآن لمن ستكون العاقبة، لأهل سوريا أم لأميركا؟ فنحن نعرف أِن أميركا سارعت إلى سرقة الثورات العربية السابقة، أما في سوريا فقد تركت النظام يقتل في الناس لأنها لم تجد أوراقاً تمسك بها بقوة في سوريا لتحتفظ بنفوذها فيها، ولذلك تركت النظام يقتل على مدى سنة ونصف من اجل أن تبحث عن البديل ومن أجل أن توهن الثوار، ولذلك النظر الآن ليس فيما اذا كان النظام سيستمر ام لا يستمر، بل النظر الآن لمن ستكون العاقبة في سوريا، ونحن نأمل أن تكون العاقبة لأهل سوريا أِنفسهم، وأهل سوريا لن يرضوا إلا نظاماً إسلامياً يعيد الهوية الحقيقية لهم.
قادة المعارضة الذين يتكلمون من تركيا ومن فرنسا ومن بريطانيا وغيرها هؤلاء ليسوا قادة حقيقيين، وهؤلاء ليس لهم نصيب حقيقي في هذه الثورة وهم فقط اُبرزوا من أجل أن يكون هناك ممثلون مستوعَبون من قبل الغرب، وهؤلاء ليس لهم حضور داخل سوريا، والثوار داخل سوريا هم الأساس وهم الذين يعول عليهم لتحديد مصير هذه الثورة.
نعم وليس خافياً على أحد أن معظم الثوار في سوريا توافقوا في أكثر من ميثاق على قيام دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية في سوريا.
لا ارتباط إطلاقاً ما بين الفكر الإسلامي والطائفية، الطائفية هي من صنع الغرب ولا علاقة لها بالإسلام وإنما يراد أن يظهر كل عمل إسلامي على أنه طائفي، الطائفية هي عمل قبلي عصبي والإسلام شيء آخر، الإسلام هو نظام حياة والنظام الإسلامي يتجه إلى دولة إسلامية ترعى شؤون الناس بغض النظر عن انتمائهم الديني أو الطائفي، مشروع الدولة الإسلامية هو من أجل إيجاد نظام يرعى شؤون الناس جميعاً وفق الشريعة الإسلامية من دون التمييز في رعاية الشؤون بين مسلم وغير مسلم.
الدولة التي يعمل الثوار لإقامتها وفق النظام الإسلامي ليست ضد الطوائف، النظام الإسلامي ليس نظاما لرعاية شؤون المسلمين فقط، هو نظام يرعى شؤون الناس جميعاً من مسلمين وغير مسلمين دون تفريق بينهم، وهكذا هو التاريخ الإسلامي، إن الدولة الإسلامية كان فيها رعايا من جميع الطوائف والأديان ولم تقض عليهم ولم تغلق معابدهم ولم تتدخل في شؤونهم الدينية.
طبعاً النظام السوري طائفي بينما الثورة ليست طائفية ولكن من الطبيعي أن يكون هناك ردات فعل طائفية لدى عامة الناس، أما أبجديات الفكر الإسلامي الذي يحمله الثوار فهو خالٍ من التفكير الطائفي.
هذا النظام لا يُستبعد عنه أي شيء، ومن الظلم أن نصفه بأنه نظام، الآن هناك عصابة تتشبث بالسيطرة على سوريا، ولطالما تعاملت مع سوريا على أنها مزرعة ومع أهل سوريا على أنهم عبيد لدى هذه العصابة، هذه العصابة لا يستبعد عليها أي شيء لأنها عصابة، والنظر ليس في ما الذي ستفعله هذه العصابة ولكن كيف سيواجه أهل سوريا كل ما يمكن أن تقوم به هذه العصابة.
الواضح هو أن أهل سوريا حسموا أمرهم وقطعوا صلتهم بالماضي والتراجع والتعايش مع هذه العصابة صار أمراً خارج أبجديات الشعب السوري، وأهل سوريا مستعدون لأن يستشهدوا بعشرات ومئات الآلاف على ألاّ يعيشوا مع هذه العصابة مرة أخرى.
-طبعاً واضح من خلال التصريحات ومن خلال المعلومات التي تأتي من هنا ومن هناك أنها عملية قام بها الثوار وتبناها حسب ما سمعنا لواء الإسلام..
حالة الارتباك التي ظهرت على الدول الكبرى وخصوصاً على الأميركيين تنفي احتمال تنفيذ العملية من قبل جهاز مخابرات دولي، الأميركيون أعلنوا أن الوضع في سوريا يكاد ينفلت ويصبح خارج السيطرة مما يعني أنهم كانوا دائماً يشعرون أنه تحت سيطرتهم من خلال العصابة الأسدية في سوريا، وهذا يعني أنهم كانوا يمسكون الوضع في سوريا من خلال العصابة الأسدية. فبعد هذا الانفجار صرح وزير الدفاع بأن الأمور في سوريا باتت خطرة وتكاد تنفلت من أيدينا وتصريحات الروس وغيرهم كانت كذلك مماثلة، وهذه التصريحات تدل على استبعاد سيناريو الجهاز المخابراتي الدولي.
(مقاطعاً) النظام السوري منذ عهد الأسد الأب هو صنيعة للسياسة الأميركية في المنطقة..
هذا الكلام فيه مبالغة، أميركا منذ بداية الثورة السورية مستفيدة إلى أبعد حدود من الموقف الروسي وتتستر به حتى لا يظهر أنها تدعم نظام الأسد، لم تكن أميركا ولا مرة جادة في إسقاط النظام السوري وروسيا تريد أن تقبض ثمن أي موافقة على قرار في مجلس الأمن، وأميركا لم تعطها هذا الثمن لأنها أصلاً لا تريد إسقاط النظام السوري.
أميركا أدركت طبعاً أن النظام السوري ساقط لكنها تحاول كسب المزيد من الوقت حتى تجهّز البديل لهذا النظام البائد، ما من صراع روسي- أميركي فيما يتعلق بسوريا، والطرف الوحيد المستعجل على إسقاط النظام السوري هو الطرف الأوروبي لأن أوروبا لطالما تعارضت مصالحها مع سياسة النظام السوري ولكن الآن قد يكون آن الأوان لأن تعطي روسيا تنازلاً ما يريده الأميركيون وتجري مفاوضات حول هذا الأمر لأنه بدا واضحاً أن النظام لم يعد قادراً على الاستمرار.
لا لست مع هذه النظرية؛ لأن النظام الآن غير قادر على تصفية هذه المجموعات، لقد انتهى أمر النظام وانتهت قدرته على تصفية المجموعات، والآن هذه المجموعات هي التي تقوم بتصفية النظام، وقد صرح بعض ضباط الجيش الحر بأن أميركا تمنع وصول المساعدات إلى الثوار وتمنع وصول السلاح وتمنع حتى التمويل وضغطت على دول الخليج لمنع إرسال المساعدات المالية والعسكرية، وهنا في لبنان أيضاً أميركا أمرت الأجهزة التي تستمع إلى أوامرها بأن تلاحق الذين يمدون الثوار بالمساعدة..
أقصد بعض الأجهزة اللبنانية، وأساساً أحد مسؤولي الأجهزة صرّح للإعلام بأنه في بعض توقيفاته تلقى الإشارة من أميركا.
طبعاً.
«فرع المعلومات» يستمع إلى أميركا ولكن ارتباطه اكثر هو بالسعودية، صحيح أنه ليس لدي معلومات خاصة في هذا الأمر ولكن ما هو معلوم أن «فرع المعلومات» هو على اتصال وثيق بالسعودية ونعرف أن الموقف السعودي هو كالموقف الأوروبي يريد التخلص من النظام مع محاولة استيعاب الأمور في سوريا.
-الانفعال جعل حسن نصر الله لا يرى الأمور على حقيقتها وهو أضاع البوصلة ويمعن في القطيعة بينه وبين الأمة ألإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل، كان الواجب على حسن نصر الله أن ينتهز فرصة الثورة السورية ليؤكد الانتماء إلى الأمة الإسلامية ولكنه يؤكد الآن أنه مع الأقليات التي تريد استعباد الغالبية العظمى في هذه المنطقة، وهذا أمر لم نكن نحبه له ولا بشكل من الأشكال.
النظام السوري لطالما عمل على استيعاب البندقية المقاومة، لا على دعم البندقية المقاومة، واستوعبها من أجل أن تكون في خدمة السياسة الأميركية في المنطقة لأن أميركا العاجزة عن الضغط على إسرائيل بشكل مباشر وعلني بسبب اللوبي الصهيوني أوكلت إلى النظام السوري مهمة الضغط المعيّر أي الضغط المضبوط على إسرائيل، فقام النظام السوري بهذا الدور من خلال استيعاب البندقية سواء الفلسطينية أو الآن بندقية «حزب الله».
انقلبت حماس على النظام السوري لأن ورقته سقطت وليس لأي اعتبار آخر.
-نحن نرى أن مواقفه هي التي تثير هذه المخاوف. إمعانه في التحالف مع النظام الطائفي البغيض في سوريا هو الذي يزيد أسهم الصراع الطائفي في المنطقة، ومن واجبه أن يكون مع السواد الأعظم من المسلمين في مواجهة العصابات الحاكمة في هذه المنطقة لا أن يكون مع هذه العصابات في مواجهة الغالبية الساحقة، لذا موقفه هو الذي يغذي عوامل الفتنة الطائفية.
-هو أيضاً من جديد بموقفه في الذكرى السادسة لحرب تموز عقّد مشكلة المخطوفين لأن الذين قاموا بعملية الخطف يريدون الضغط عليه ليخفف من هذا التوجه فإذا به يزيد هذا التوجه. طبعاً نحن لسنا مع هذا الخطف الذي حصل، ولو كان هؤلاء ضالعين في مساعدة النظام لما اكترثنا لهم ولكن لا شيء يدل إطلاقاً على أن لهم علاقة بالنظام السوري، ولذلك لم يكن مقبولاً أن يتم أسرهم، ولكن ما يزيد المشكلة تعقيداً هي تصريحات السيد حسن نصر الله.
-ما أقوله هو أن الثورة السورية تعدنا بمشهد مخالف ومغاير لما حصل في الثورات الأخرى سواء في تونس أو في مصر أو في ليبيا، الثورة السورية فيها قدر كبير من النقاء من حيث أنه صعب على أميركا أن تجد أشخاصاً أقوياء يمسكون بمقاليد الأمور ويحافظون على مصالحها كما حصل في الثورات السابقة، وبالتالي نتمنى على قادة الثورة في سوريا ألاّ يفتحوا الباب لا لرجال أميركا ولا للعلمانيين لأن هذا سيكون إحراقاً لكل منجزات الثورة.
أساساً لم يحصل تغيير حقيقي في بلدان الثورات، طبعاً حصل تغيير أكثر من مهم في واقع الشارع حيث بات رقماً صعباً، والمعركة لم تنته لا في تونس ولا في مصر ولا في ليبيا، بل قد تكون هذه المعركة الآن في بداياتها لأن الغرب لا زال يمسك بمقاليد الأمور.
الذين وصلوا بالانتخابات إلى الحكم هؤلاء ليسوا الحكام الحقيقيين، فحاكم مصر الآن هو حسين طنطاوي وهو رجل أميركا بامتياز، وأيضاً في تونس حركة النهضة هي شريك في الحكم وليست هي الحاكمة وقد أعطت مواثيق بأن لا تطبق النظام الإسلامي وبأنها ستبقي النظام على ما هو عليه أي هي أعطت مواثيق بأن لا تغير شيئاً في تونس من الناحية السياسية لا داخلياً ولا خارجياً. وسواء أكانوا رجال أميركا أم لم يكونوا رجال أميركا، تمكنت واشنطن من أن تبقي الأوضاع السياسية على ما هي عليه في هذه البلاد من حيث حفظ مصالحها ومن حيث استمرار العلاقة مع إسرائيل ومن حيث المصالح الاقتصادية. كل هذا ما زال موجوداً، أما سوريا فهي شكلت عقدة إلى حد كبير لدى الأميركيين.