الحوار الحي ثورة الشام والسقوط السياسي لمحور المقاومة المزعوم ج2
- نشر في تسجيلات قاعة البث الحي
- قيم الموضوع
- قراءة: 1028 مرات
الخبر:
وفقا لتقارير في وسائل الإعلام الفرنسية (إيجنس فرانس) ووسائل الإعلام الدولية الأخرى، ففي يوم الثلاثاء 18 من يونيو 2013، اعتدي على امرأة مسلمة في شهرها الرابع من الحمل لارتدائها النقاب في ضاحية باريس ارغنتويل وبعد ذلك تعرضت للإجهاض وفقدت طفلها. وهاجم رجلان المرأة المسلمة الحامل والتي تبلغ من العمر 21 سنة وقاموا بسحب الخمار من رأسها، وتمزيق جزء من ملابسها، وقطع بعض من شعرها، وهم يهتفون بسخرية معادية للإسلام في وجهها ويركلون بطنها. وفي وقت سابق قبل ثلاثة أسابيع فقط تم استهداف امرأة أخرى مسلمة ترتدي الخمار بطريقة مماثلة في ارغنتويل. منذ أن صدر قانون حظر النقاب في فرنسا في أبريل 2011، ازداد عدد الاعتداءات ضد النساء المسلمات في البلاد بشكل ملحوظ. وحدثت هجمات مماثلة للنساء المسلمات في المملكة المتحدة ودول غربية أخرى على نحو أكثر تواترا في الآونة الأخيرة مثل الهجوم على امرأتين مسلمتين في إدنبرة من قبل اثنين من الأطفال القاصرين، اللذيْن اقتلعا خماريهما.
التعليق:
إن مثل هذه الحوادث تتغذى بشكل منتظم من قبل أيديولوجية الليبرالية العلمانية في تلك البلدان، والتي بموجبها يسمح للساسة ووسائل الإعلام لنشر الكراهية تجاه الجاليات المسلمة - إما لكسب أصوات الناخبين اليمينيين أو لأغراض سياسية أيديولوجية علمانية - من خلال تصوير المسلمين والإسلام وباستمرار بالعنف والتخلف، والقمعية وأنه تهديدٌ لنمط الحياة الغربي -وكل الذي يثير الهجمات ضد المرأة المسلمة. في فرنسا، بدأ الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بحظر النقاب بالقانون في أبريل 2011، وقال أن "الحضارة الفرنسية يجب أن تسود في فرنسا"، وفي الوقت نفسه صنف السلوك الإسلامي بأنه غير متحضر. وأعرب خلفه فرانسوا هولاند مؤخراً دعمه لفرض مزيد من القيود على ارتداء الخمار في الأماكن العامة. وساهم رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، توني بلير في التصريحات الأخيرة في تأجيج الكراهية ضد المسلمين بعد الهجوم في وولتش على جندي بريطاني، بالقول إن "...هناك مشكلة داخل الإسلام - من معتنقي الأيديولوجية وهذا هو سلالة في الإسلام...".
الأيديولوجية العلمانية تؤجج الهجمات على المسلمين، من خلال تشويه الصورة، وحظر، وخلق الشكوك تجاه النقاب، والخمار والمعتقدات الإسلامية الأخرى تحت راية أنهم يشكلون تهديداً لأسس الدول العلمانية. فإنه يسمح تحت مظلة حرية التعبير، وصم الجاليات من خلال قبول وحتى تشجيع السخرية وتشويه صورة ممارساتهم. في نهاية المطاف، أثبت النظام العلماني أنه غير قادر وغير مستعد لضمان الحقوق للجميع، واستيعاب جميع المعتقدات الدينية. بل الحقوق فيه هي حصراً لأولئك الذين يتبعون خط العلمانية الضيقة. وعلاوةً على ذلك، استراتيجيته الخاطئة للتماسك الاجتماعي التي تفرض بقوة قيمه على المسلمين من خلال سياسات الاستيعاب القمعية. وقد قال الله سبحانه وتعالى، ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) [سورة النساء: 89] ومع ذلك، إن الإسلام لا يجبر أحداً أو يقمع أحداً على تغيير معتقداتهم الدينية. الله سبحانه وتعالى يقول: ((لا إكراه في الدين)) [البقرة: 256]
في ظل النظام الإسلامي، يتمتع كل مواطن بنفس الحق في العيش وفقاً لمعتقداته الدينية مثل المسلمين داخل الدولة ويحظر إهانة أو ذم معتقدات الآخرين الدينية.
وعلاوةً على ذلك فمن واجب المسلمين ضمان المعاملة العادلة لكل ذمي (المواطن غير المسلم تحت حماية الدولة الإسلامية). روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة" [رواه أبو داود والبيهقي].
وروي أن عمر (رضي الله عنه) رأى رجلاً عجوزاً يتسول من أهل الذمة لأنه لا يملك المال لدفع الجزية، فأمر ولاته بعدم أخذ الجزية من كبار السن.
أيها المسلمون!
لن يحقق النظام العلماني أبداً العدالة لكم، ولن يمنع أي تعدٍّ ضد معتقداتكم، ولن يسمح لكم بالقيام بواجباتكم الإسلامية التي أمر بها الله سبحانه وتعالى. إن النظام الوحيد الذي في ظله يعيش المسلمون والمسلمات والأقليات معاً في سلام وكرامة واحترام، هو النظام الإسلامي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، وأثبت نجاحه عندما طبقته الخلافة. فلنقم بواجب العمل لإقامة النظام العادل من عند الله والتمتع بثمار نجاحه إن شاء الله.
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)).
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: أم خالد / عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الخبر:
نشرت بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية على استحياء وبدون تعليق خبر الحادث العنصري الذي تعرضت له مسلمة فرنسية وفقدت على أثره "جنينها". وذكرت صحيفة "توداي زمان" التركية" عن محامي المرأة التي تبلغ 21 عاما وحامل في الشهر الرابع، أن رجلين فرنسيين اعتديا على المرأة بالضرب في إحدى ضواحي باريس وحاولا خلع حجابها، وتمزيق ملابسها، مشيرا إلى أنها عندما صرخت بأنها حامل، قاما بضربها في منطقة البطن. وذكرت الأسوشيتد برس أن جهود الأطباء فشلت في إنقاذ الجنين وتعرضت المرأة للإجهاض في 18/6/2013. كما ذكرت الديلي ميل البريطانية أن المعتدين تلفظوا بألفاظ عنصرية نابية وهم يصيحون بأن الحجاب لم يعد مقبولا في فرنسا.
التعليق:
ذكر رفاعه رافع الطهطاوي (الملقب برائد التنوير) داعية التغريب المفتتن بفرنسا وأضوائها وحضارتها في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" في وصفه للفرنسيين: «ومن طباعهم الغالبة وفاء الوعد وعدم الغدر وقلة الخيانة.. والصدق، ويعتنون كثيرا بالمروءة الإنسانية». يقول أيضا عن ذوقهم ورقي طباعهم "والغالب أن الجلوس للنساء، ولا يجلس أحد من الرجال إلا إذا اكتفى النساء، وإذا دخلت امرأة على أهل المجلس ولم يكن ثم كرسي خال قام لها رجل وأجلسها، ولا تقوم لها امرأة لتجلسها، فالأنثى دائما في هذه المجالس معظمة أكثر من الرجل" كتب الطهطاوي هذا وهو لا يرى سوى بريق باريس ولا يسمع سوى أساتذته المستشرقين ويتنقل بشغف بين مؤلفات "فولتير"، و"جان جاك روسو"، و"مونتسكيو" وغيرهم ممن يدغدغون مشاعر السذج عبر حديث منمق عن الحريات وحقوق الإنسان كإنسان والاستبسال في الدفاع عن الرأي الآخر. كتب يتغزل بفرنسا ورقي حضارتها وثورتها على الظلم والاستبداد وكأنه نسي أو تناسى أن الحملة الفرنسية على مصر تلت هذه الثورة واحتل الفرنسيون مصر قبل أن يجف حبر مواثيقهم البراقة وأتى نابليون بجيش جرار يهدف للاستعمار والاحتلال الفكري والثقافي. ولو فكر لوهلة لرأى أن مشاريع فرنسا الاستعمارية لم تترك مجالا للشك في أن وعود الثورة الفرنسية مقتصرة على الرجل الفرنسي الأبيض وأما شعوب العالم فلا ينالهم إلا الاستعمار والتنكيل.
بالرغم من هذا فقد يضع المرء بعض العذر لفتى يافع من الصعيد غرر به وأخذ على حين غفلة فوقع كالصريع في أيديهم الماكرة، ثم صنع على أيديهم ليصبح منارة لأتباعهم عبر الأجيال. فماذا يقال عمن يستضيء بنار المشركين في يومنا هذا؟ ماذا يقال لمن شهد عداء الغرب للإسلام وحربه الغاشمة المسماة زورا وبهتانا "حربا على الإرهاب" والتي لم تسلم منها الأجنة في بطون أمهاتها ثم يتعشم في حل يأتي لسوريا من لندن وباريس وجنيف؟ لقد شاء الله أن تفقد أختنا الفرنسية جنينها في اليوم نفسه الذي تابع فيه العالم مسرحية مجموعة الثماني والبعض يتوقع منهم الوفاء "بالوعد والصدق والمروءة الإنسانية" ولكن هيهات إنما الغرب يتلون كالحرباء ويماطل لكي يعطي المجرم المزيد من الفرص لقنص الأجنة والتمادي في العدوان.
هذه الكراهية الهيستيرية تجاه الإسلام والمسلمين في الغرب هي انعكاس طبيعي للخطاب الرسمي الغربي الذي يصور الإسلام بكل رموزه كخطر حقيقي يهدد الأمن والحضارة الغربية، التي هي أوهن من بيت العنكبوت، كما أنها وسيلة خبيثة يستخدمها زعماء الغرب لتغطية عجزهم عن حل مشكلات المبدأ الرأسمالي الفاسد فهم يتنقلون بميزانياتهم من بند إلى بند ويغرقون في ديون وعجز لا حل له ثم يصورون العدو على أنه امرأة مسلمة محجبة تسير في شوارع مدنهم محتمية بحقوق لا وجود لها وقانون لا يحمي المسلمين. انتشر ذعر الغرب من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي في بلادهم المظلمة وهم بالمقابل يرون رؤية العين صحوة المارد الإسلامي ودنو الأمة من فجرها الموعود بإقامة الخلافة الراشدة الثانية قريبا إن شاء الله. يرون المسلمين وقد بدا نور الله يتوهج ويتأجج في قلوبهم ليعمهم بالسكينة والوقار. كيف لقلب ارتوى بحب الله أن يتطلع لمخلوق أو يتخذ غير شرع الله مقياسا أو يستضيء بنار أعداء الأمة!! حقا لقد احتمى المسلمون بالمحجة البيضاء ولم تعد أضواء الغرب تزغلل أعينهم بل لقد أصبحت أساطير الحضارة الغربية المهيمنة وقيمها العليا والحريات المكفولة للجميع تذكرهم بسذاجة قصص العنقاء والغول. الغرب يتابع بحسرة وكمد أحداث سوريا ويتوجس من مشاهد الرجال الرجال وهم يجابهون الصعاب في سوريا في ملحمة قل أن يأتي الزمان بمثلها فما لهم إلا أن يختبئوا بجبن وخسة لصيد ذراري المسلمين في ظل هيمنة الرويبضة وغياب الإمام الجنة.
اللهم عجل لنساء المسلمين في سوريا بفرجك واحم أخواتنا في بلاد الغرب من كراهية وكيد الكافرين وأظلنا وإياهن في القريب العاجل تحت ظل خليفة يهتدي بهدي سيد الأنام ويعيد الأمور لنصابها ويتقي الله في أمة الإسلام.
((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ))
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أختكم: أم يحيى بنت محمد
يا فرقة الأحباب لا بد لي منك | ويا دار دنيا إنني راحل عنك |
ويا قصر الأيام مالي وللمنى | ويا سكرات الموت مالي وللضحك |
فما لي لا أبكي لنفسي بعبرة | إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي |
ألا أي حي ليس بالموت موقناً | وأي يقين أشبه اليوم بالشك |
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته