العَلمانيةُ وازدِواجُ المَعايير
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 355 مرات
---------------------------------------------------------
أيها الحكام في روسيا!
اعلموا أنكم مسؤولون أمام الشعب عما يحدث في البلاد
لقد كان العام 2013م عاما أسود على الإسلام والمسلمين في روسيا. فإن الحرب على الإسلام والمسلمين قد استعرت جذوتها وزادت حدتها في هذا العام، وخصوصا في 16 من كانون الثاني/يناير؛ حيث تم إغلاق مسجد (الإخلاص) في قازان، وبعد ذلك تم هدمه من الأساس بحجة إعادة بنائه، واعتبر القائمون عليه إرهابيين ومتطرفين.
وفي الـ 15 من تموز/يوليو، وبقرار من المحكمة العليا في ستافروبل، تم حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية، ونتيجة لهذا القرار الجائر طردت الفتيات المسلمات من المدارس. ومما لا شك فيه أن تطبيق هذا القرار في تتارستان أو داغستان ما هو إلا مسألة وقت لا غير. فقرار المحكمة العليا قانون لكل روسيا، وداغستان وتتارستان تعتبرهما روسيا جزءًا منها.
خلال السنوات الطويلة الماضية تم منع الكثير من المؤلفات الإسلامية من مثل كتاب السيرة (سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم) لابن هشام و(صحيح البخاري)، وحتى كتاب الأدعية (حصن المسلم) قد تم منعه.
وفي الـ 17 من أيلول/سبتمبر 2013م، وبقرار من محكمة نوفاروسيسك، اعتبر القرآن المترجم (ترجمة معاني القرآن) من قبل أي. كولييفا كتابا يحض على التطرف، إن هذا هو بحد ذاته منعٌ للإسلام، وهو إعلان للحرب على الله عز وجل.
وفي الـ 16 من أيلول/سبتمبر 2013م قُتل حامل الدعوة المعروف غباييف عبد الله العضو في حزب التحرير أمام باب بيته في مدينة كزلار؛ لأنه كان يدعو مخلصا لله وبشكل علني ودون استخدام الأساليب المادية، فلماذا تم قتله؟ ومن أجل ماذا؟!
في كل يوم يتم في روسيا اختطاف واعتقال وقتل المسلمين، وما ذلك إلا لأنهم ملتزمون بدينهم حريصون عليه، ويجري كل ذلك بدون محاكمات، والمحققون يعتبرون المسلمين معارضة مسلحة فيقتلونهم ويقضون عليهم.
وفي الخامس من آب/أغسطس 2013م قامت فرقة (الامون) في (خاسافورت) بالاعتداء بالهراوات على النساء اللواتي خرجن للاعتصام والسؤال عن أولادهن وإخوانهن.
إن في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم فهل تعتقدون أنهم سيسكتون عن كل هذا؟ إن المسلمين يؤمنون بالله الواحد الأحد عز وجل وحده، وإن كتابهم واحد وقبلتهم واحدة! ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تجبركم هذا.
أيها الحكام في روسيا
أوقفوا ملاحقتكم للمسلمين، أوقفوا الحرب على الإسلام دين رب العالمين الذي نواصيكم بيده! يقول الله تعالى: ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)).
الخبر:
بدأت في عاصمة تتارستان في 2 تشرين الأول/أكتوبر أعمال قمة قازان 2013، وهي قمة اقتصادية دولية تضم روسيا وبلدان منظمة المؤتمر الإسلامي.
وقد أعرب رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، عند ترحيبه بالضيوف خلال وجبة إفطار رجال الأعمال التي افتتح بها المنتدى، أعرب عن رأيه في أن قمة قازان تمثل المنبر الذي يجمع بين بلادنا وبلدان العالم الإسلامي، حيث قال "هناك فيما يبدو منبر جديد في روسيا، حيث يمكننا مناقشة مواقفنا، للجمع بين روسيا والعالم الإسلامي. ينبغي للعالم أن يكون متكاملًا. وأود أن أشكر شركاءنا على اهتمامهم بالمنتدى" - "روسيسكايا غازيتا" - نقلا عن رئيس الجمهورية.
التعليق:
هذه هي قمة قازان الخامسة، والغرض منها هو تشجيع الاستثمار الاقتصادي في روسيا من قبل دول منظمة المؤتمر الإسلامي ومواصلة توسيع التعاون في مجال الأعمال. إن قمة قازان هذه تعمل بالتوازي مع منتدى اقتصادي آخر تحت مسمى "روسيا تنادي"، والذي ينظمه مصرف "في تي بي كابيتال" في موسكو.
يعقد كلا المنتديين للمرة الخامسة، وكلاهما أيضا تم تصميمه لإقناع المشاركين في تحسين مناخ الاستثمار في روسيا وإلى ضخ أموال إضافية في اقتصاد البلد.
وقد جمع منتدى "في تي بي كابيتال"، "روسيا تنادي"، المستثمرين المحتملين الذين يمثلون العالم الغربي وأيديولوجيته الرأسمالية. لهذا السبب، فإن الضيوف والمشاركين كانوا على قناعة تامة ليس فقط من نمو الناتج المحلي الإجمالي وصلابة الاقتصاد الروسي، ولكن أيضا في حقيقة أن روسيا هي دولة سيادة القانون، وتحترم فيها حقوق الإنسان. لذلك، كان على بوتين وهو يتحدث في المنتدى، الرد على الأسئلة التي لا تنطبق مباشرةً على الاقتصاد مثل سؤال مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" حول السجناء السياسيين في روسيا.
وجمع منتدى قازان أيضًا المستثمرين المحتملين الذين يمثلون العالم الإسلامي، ورغم حديث مينيخانوف عن التقارب مع بلدان العالم الإسلامي، إلا أن الحقيقة هي أن هذه الدول لا تمثل الإسلام. وعلى الرغم من هذا الاسم الفخم لمنظمة التعاون الإسلامي، إلا أنها لا تمثل بأي حال من الأحوال مصالح العالم الإسلامي وخاصةً الإسلام كأيديولوجية. فبلدان هذه المنظمة وكذلك الدول الغربية لا تمثل سوى الرأسمالية والمصالح الاقتصادية. ولو كانت منظمة المؤتمر الإسلامي تهتم بمصالح الأمة الإسلامية لرفضت بالتأكيد الفوائد الاقتصادية الربوية، وأعربت عن دعمها للمسلمين في روسيا التي يحظر فيها القرآن الكريم ويعاقب فيها حملة الدعوة ليس بالسجن فحسب، بل بالقتل أيضًا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف
الخبر:
استضافت القناة التركية مساء الجمعة 4-10-2013 في برنامج "لقاءات تركية" وزير العدل التركي سعد الله أرغين للحديث عن الإصلاحات الديمقراطية التي أعلنها أردوغان وقد صرح الوزير بالتالي:
1- لا يوجد بالدستور والقانون مواد تمنع ارتداء الحجاب، ولكن كانت تطبيقات حكومية انقلابية.
2- كوني تركيًّا فذلك لا يعطيني إيجابية تفضيل أو تمييز على الآخرين، وذلك بإرادة من الله.
3- الدولة العثمانية كانت تدير 50 دولة بتسامح وتكامل وتعاضد ولم يكن هناك تمييز أو عنصرية.
التعليق:
لعل ما سبق أعلاه لا يحتاج لمزيد شرح أو تفصيل ولو فكر السيد أرغين للحظة في ما قاله لخر ساجداً للواحد القهار واستغفر الله العلي العظيم على ما اقترفه في حق نفسه والإسلام والمسلمين، ولكن أخذته العزة بالإثم، واستمر في الدفاع عن جمهوريته ومنطق ساستها الأعوج. عجيب أمر وزير العدل هذا الذي أقام الحجة على نفسه ولم يترك مجالاً لمدافع، إذاً لا يوجد في الدستور ما يجرم ارتداء الحجاب! وبالرغم من هذا ناضلت الدولة التركية لتطبيق هذا القانون حتى بعد هجرة عشرات الآلاف من الفتيات التركيات للدراسة في الخارج، ولم تكتف بتهجيرهن بل إنها سلطت سفاراتها للتضييق عليهن وعدم تمكينهن من إكمال دراستهن. وإذا كان الخطأ من نظام انقلابي، فلماذا حرصت الحكومات من بعده على تطبيق قانون حظر الحجاب؟!
لم يكن هذا التضييق مستنداً لتطبيقات حكومة انقلابية عام 1980 بل سبقه بعقود وتزامن مع صعود مصطفى كمال المدعي الذي حارب الإسلام وأمر بالمنكرات والسفور وأراد أن يجعل من زوجته لطيفة هانم قدوة للمرأة التركية. قضت المرأة التركية تسعين عاماً في صراعٍ مرير للحفاظ على هويتها الإسلامية والوقوف ضد شبح لطيفة والتغريب بالإكراه، بينما تفرض الدولة طوقًا محكمًا من العلمانية العمياء التي تركها صنم الدولة التركية الحديثة مصطفى الذي غدر بالأمة الإسلامية وزعم أنه حرر نساء تركيا العفيفات القانتات اللواتي أبين إلا أن يتمسكن بالزي الشرعي واتخذن سيدات الدنيا من آل بيت النبوة والصحابيات قدوة لهن.
رغبة المرأة المسلمة في إلغاء القانون المجحف بحظر الحجاب ليس وليدة اللحظة لكي يدعي النظام الحاكم على لسان أردوغان أنه انصاع لرغبة الشعب؛ فقد أظهر استطلاع للرأي العام بتركيا في 2007، أن غالبية الشعب التركي يؤيدون رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات. الحياة الثلاثاء 1-10-2013 فلماذا تأخر هذا القرار بالرغم من قدرة الدولة وإدعائها أنها تؤيد رفع الحظر؟ وليت الأمر اقتصر على التأخر بل إنكم أفسدتم عملكم بسوء مقصدكم؛ فقدمتم الإصلاحات على أنها إكمال للديمقراطية لا إحقاقًا للحق واتباعًا لشريعة الواحد الديان، والحق أحق أن يتبع. لقد رفعتم الحظر الذي لم يستند لشيء وطال استخدامه لمآرب سياسية دنيئة لتُواروا به سوءات نظامكم العلماني، وتكسبوا ود الشارع للتهيئة للانتخابات المقبلة، ومن أجل التعايش مع الفشل المزري في طمس معالم الإسلام.
إنها مناورة وجولة في صراع طويل بدأه صنمكم بهدمه للدولة الإسلامية وإقامة جمهورية علمانية للترك، ولن ينتهي إلا بطمس كل معالم ذلك الصنم في تركيا وإقامة الخلافة الإسلامية، شاء من شاء وأبى من أبى. أما المرأة المسلمة التي تتاجرون بقضيتها فقد حافظت على إسلامها ولم يُثنِها سلبُكم لحقوقها من أن تتحدى بحجابها هذه الجمهورية التي تعبد صنمًا رجلاً مدّعيًا، وتضيق على الناس من أجل الحفاظ على إرثه العلماني، بل وتسوّف حتى تحافظ على قانون حمايته. إن الخطورة تكمن في الحجاب الذي وُضع على عقول الناس لا في حظر الحجاب، والخطورة تكمن في عبادة صنم رجل دمر شعبه وضيع حقوق العباد وهدم دولة الإسلام ليقيم دولة علمانية هجينة أساسها التفرقة والهدم لا البناء.
نبشرك يا وزير الجمهورية العلمانية أن الخلافة قد أظل زمانها وعدل الإسلام سيخترق طريقه بين ركام الأضاليل ليعم أرجاء الأرض ويشق النورُ أبصارَ من شبّوا على عبادة الصنم ليدركوا أنه لا ينفع ولا يضر. لعل الوقت آن (بإذن الله) لأن تتبادل المقاعد مع المخلصين من أبناء هذه الأمة لترى بأم عينيك، إن كان في العمر بقية، هذه الدولة التي تتغزل فيها تارة وتحارب من يدعو لها تارة أخرى، وهي تعيد للأمة مجدها وعزتها. لن يقبل أهل تركيا بالترقيع، ولا يعقل أن نعود لأسلمة الدولة عبر خطوات بالكاد تكون محسوسة، مغلفة بعبارات وشعارات مبهمة، بعد أن ذقنا طعم الثورات وأدرك الناس أن إزالة الأنظمة ليست من المستحيلات. ها قد أدركتم أن الأمة تريد شرع الله وغيره رُدّ، فلا يظنن أي منكم أن تطبيق شرع الله مزية من أحد، إنما هو فرض مثبت وقدر مكتوب ويوم موعود يجزي الله به العاملين ويمتحن به سواهم.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد
الخبر:
تزامنا مع زيارة نائب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (فلافيا بانسيري) لليمن، أقر ما يسمى مؤتمر الحوار الوطني قانونا يمنع زواج الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عاما.
فقد أعلنت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية ومنها القناة الفضائية الرسمية الأربعاء 2 تشرين الأول/أكتوبر 2013م عن قرار مؤتمر الحوار الوطني بمنع زواج الفتيات ممن تقل أعمارهن عن 18 عاما. ويأتي هذا الإعلان في نفس الوقت الذي تزور فيه المسئولة الأممية لحقوق الإنسان اليمن، وقد التقت (بانسيري) في تلك الزيارة كبار المسئولين اليمنيين منهم رئيس الدولة عبد ربه منصور، ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي ووزير الخارجية أبو بكر القربي، وأوصت في لقاءاتها تلك على إعطاء المرأة حقوقها في اليمن وشددت على عدم تزويج الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عاما. جاء ذلك في صحيفة الثورة الرسمية في عدديها الصادرين الخميس والجمعة - العدد الإلكتروني - 3 و 4 تشرين الأول/أكتوبر 2013م.
التعليق:
يأتي هذا القانون بمثابة قربانٍ يقدمه المسئولون اليمنيون لإلههم (الأمم المتحدة)، التي تخضع اليمن لوصايتها في ما يسمى المرحلة الانتقالية.
إن الإسلام شدد على الزواج المبكر للشباب والشابات، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ»، بينما يشدد المسئولون الغربيون في حربهم الحضارية على الإسلام، على موضوع حقوق المرأة وعلى تأخير الزواج وتحديد النسل واختيار الزوج وغيرها من المفاهيم التي تخالف الإسلام بل تتناقض مع عقيدته.
ولا بد من الإشارة هنا أن مؤتمر الحوار هذا يتم برعاية أممية وجميع مخرجاته تصب باتجاه إقصاء الإسلام عن الحكم والحياة، إذ إن على رأس مخرجاته دولة مدنية ديمقراطية حديثة، توافق عليها المؤتمرون المتآمرون على الإسلام وعلى أهل اليمن، بجميع أحزابهم الإسلامية منها والعلمانية.
وليس أدل على تلك الحرب الحضارية بين الإسلام والغرب، ودأب الغرب على تغيير نمط عيش المسلمين إلى النمط الغربي، ليس أدل على ذلك من إقحام زواج الصغيرات ضمن مخرجات مؤتمر الحوار وإصداره قرارا بذلك يتقربون به إلى (هبل) العصر الحديث الأمم المتحدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب - اليمن
قال الحسن البصري رحمه الله، نعم الله أكثر من أن يؤدى شكرها، إلا ما أعان الله تعالى عليه، وذنوب ابن آدم أكثر من أن يسلمَ منها إلا ما عفا الله عنه.
آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه
لأبي الفرج ابن الجوزي
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته