الأحد، 18 محرّم 1447هـ| 2025/07/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات عجبت من الجنة كيف نام طالبها

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1445 مرات


أورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن المعلي بن زياد قال: كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي وينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها وعجبت من النار كيف نام هاربها ثم يقول: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىَ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) [الأعراف: 97]

 

وأورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن أبي الجوزاء قال: "لو وليت من أمر الناس شيئا لاتخذت منارا على الطريق وأقمت عليها رجالا ينادون في الناس النار النار".

 

وأورد أيضا عن مالك بن دينار قال: لو وجدت أعوانا لناديت في منار البصرة بالليل النار النار، ثم قال: لو وجدت أعوانا لفرقتهم في منار الدنيا يا أيها الناس النار النار .

 

 

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب _ الجزء الثالث




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق ويبقى اللاجئون السوريون كالمستجير من الرمضاء بالنار

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 948 مرات


الخبر:


"في تقرير أذاعته قناة العربية اليوم الجمعة 14/11، أعلنت منظمتا إغاثة دوليتان أن دول الجوار قلصت بشدة من أعداد السوريين المسموح بدخولهم إلى أراضيها لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين، وقد انخفض عدد اللاجئين بنسبة 88% في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي مقارنة بالمتوسط الشهري لعام 2013 حيث انخفض إلى 18453 لاجئا من 150 ألف لاجئ، فقدرة الدول المضيفة وصلت إلى أقصاها والمجتمع الدولي تخلى عن أبسط التزاماته اتجاه اللاجئين كما قال الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي. وذكر التقرير أن ضخامة عدد اللاجئين تمنع تلك الدول من القيام بالخدمات الإنسانية تجاههم من تأمين المأكل والمسكن والمدارس للأطفال حيث لم تصل المساعدات المالية اللازمة لذلك مما وضعهم في عجز مالي وخصوصا لبنان.. وهذا أدى إلى كوارث عديدة في التعليم والغذاء وعلى المستوى الطبي والسكن خاصة مع حلول موسم الشتاء فمخيماتهم غير مجهزة لمواجهة البرد والمطر، مما خلق أزمات وصفها البعض بالعنصرية بين اللاجئين وأهل المنطقة".

 

التعليق:


أصبحت سوريا في الوقت الراهن - حسب وصف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة - أكبر حالة طوارئ إنسانية، حيث اضطر نحو نصف السكان للنزوح عن منازلهم، فقد فر واحد من بين ثمانية سوريين عبر الحدود، كما أن هناك 6.5 مليون نازح داخل سوريا، وتصل أعداد كبيرة من الأسر إلى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة وهي في حالة من الإرهاق والخوف، حيث أمضى بعضهم أكثر من عام في التنقل من قرية إلى أخرى داخل سوريا، بحسب الوكالة الأممية. وكما هو معلوم فإن معظم أولئك اللاجئين والنازحين من النساء والأطفال. وقد فرت غالبيتهم إلى دول مجاورة (لبنان والأردن وتركيا والعراق)، ويحتل لبنان الكثافة الأعلى بينهم (1.14 مليون شخص). وإن المأساة المستمرة في سوريا - في ظل التآمر والصمت الدولي والذي يحاول إجهاض هذه الثورة بكل الوسائل والسبل والحيل، وثبات أهل الشام وعدم خضوعهم لتلك المؤامرات - أطالت فترة الحرب وحمّلت هؤلاء الناس مزيدا من المصاعب والمآسي بمختلف أشكالها وصورها داخل سوريا وخارجها في هذه المخيمات.. وحتى الجهود والمساعدات الإنسانية التي يفترض من المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة القيام بها إنسانيا على الأقل لم ترتق للمستوى المطلوب إنسانيا..


إن تضخيم تصوير الأعباء الاقتصادية بسبب هؤلاء اللاجئين على دول الجوار وكأنها هي السبب في تلك الأوضاع المتردية أصلا ما هو إلا وسيلة أخرى لإثارة الرأي العام ضدهم ورفع وتيرة العداء لهم وأنهم السبب في هذا، ناهيكم عن التضخيم الإعلامي لهذا ولتأثيرهم حتى على الأوضاع الاجتماعية والسلوكية لسكان تلك البلاد.. بحيث أصبح عدد منهم ينفرون ويخافون منهم بدل تعاطفهم واستضافتهم لهم. ويتضح هذا في أقوال وزراء خارجية بعض هذه الدول في المؤتمر الذي عقد قبل حوالي أسبوعين في برلين في ألمانيا أواخر تشرين الثاني الماضي والذي اجتمع فيه وزراء خارجية وممثلو 40 دولة لتنسيق الدعم الدولي للاجئي الحرب في سوريا، والذي قال فيه جبران باسيل وزير خارجية لبنان أن وجود اللاجئين السوريين في لبنان يشكل مأساة يومية ليس فقط عليهم بل على حياة اللبنانيين، فلبنان يحتاج لاقتسام تلك الأعباء مع الدول الأخرى، وكذلك صرح ناصر جودة وزير الخارجية الأردني أن بلاده استنزفت قدراتها على مساعدة اللاجئين السوريين.. وكما ورد في مقابلة مع فاليري أموس منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة والتي قالت أن أوضاع اللاجئين السوريين تزداد تدهورا، فينبغي تقديم الدعم للدول المجاورة، وأن عمليات الإغاثة تواجه عراقيل كثيرة خاصة مع انتشار الجماعات المسلحة في العديد من مناطق سوريا حسب قولها، وتناقص تعاطف الناس المستضيفة لهم مما يتطلب حلا سياسيا عاجلا خاصة مع قدوم فصل الشتاء وما يعنيه هذا من أوضاع مأساوية للأطفال والنساء..


إن كل هذا استغلال من الأنظمة لمأساة هؤلاء السوريين والتسول على حسابهم.. وكذلك محاولة لتمرير المؤامرة ضد الثورة ومطالبها باستغلال مأساتهم وأوضاعهم كورقة ضغط عليهم لقبول الحلول التآمرية والرضوخ للإملاءات الغربية في إبقاء النظام نفسه مع تغيير الوجوه والتي رفضها أهل الشام طوال الأعوام الثلاثة الماضية ولا زالوا صابرين صامدين رغم كل التضحيات.. وإننا نسأل الله لهم الثبات في وجه كل مؤامرات الغرب وأعوانه وأدواته، ليتحرروا من دول الكفر وينهوا نفوذهم ولا يسمحوا لهم بالتدخل والتآمر على ثورتهم المباركة، وأن تستمر الثورة حتى يسقطوا النظام بكل رموزه وأشكاله وأركانه، وأن يثبتوا حتى يقيموا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إن شاء الله.. ليصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أتدرون ما يقول الله عز وجل بالشام؟ يقول: أنتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلادِي، فِيكِ خَيْرَتِي مِنْ عِبَادِي، وإليكِ المحشر».

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق لا عازل لبوتفليقة عن حكم الجزائر إلا الموت

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 661 مرات


الخبر:


ذكرت وكالة أنباء الأناضول يوم السبت 15 نوفمبر 2014 أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة غادر مستشفى في مدينة كرونوبل، جنوب شرق فرنسا، حسبما أفادت به صحيفة "لودوفان ليبيريه" المحلية الفرنسية نقلا عن أحد صحفييها المتواجد أمام مستشفى لامبار الخاص بجرونوبل، وكتبت: "الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة غادر الآن المستشفى بعد إجراء فحوصات".


ولم تصدر الرئاسة الجزائرية أي بيان رسمي حول هذه المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام فرنسية منذ أمس الجمعة، كما أن دائرة الإعلام بالرئاسة حرصت على الرد تجاه أسئلة الصحفيين بقولها في كل مرة "إن هناك بيانا حول الموضوع سيصدر لاحقا".


واكتفى التلفزيون الحكومي، أمس، ببث بيان للرئاسة جاء فيه أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعث برقية تهنئة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس،..."


التعليق:


مما هو معلوم من الدين بالضرورة، أن حاكم المسلمين الذي أناطت به الشريعة تنفيذ الأحكام ورعاية شؤون الناس بالإسلام إذا طرأ على حاله العجز عن القيام بأعباء الحكم، عزل ووضع مكانه حاكمٌ آخر يخلفه في رعاية شؤون الرّعية، ومما جاء في بيان الدليل للأمور التي يتغير بها حال الخليفة فيخرج بها عن الخلافة، العجز الذي يمنعه من القيام بمهامه، لأن عقد الخلافة إنما كان على القيام بأعبائها فإذا عجز عن القيام بما جرى العقد عليه وجب عزله لأنه صار كالمعدوم، وأيضاً فإنه بعجزه عن القيام بالعمل الذي نصب له خليفة تتعطل أمور الدين ومصالح المسلمين، وهذا منكر تجب إزالته، ولا يزول إلا بعزله حتى يتأتى إقامة غيره، فصار عزله في هذه الحال واجباً. إلا أنه ينبغي أن يعلم أن هذا غير مرتبط بسبب معين، بل كل ما يصاب به من شيء يجعله عاجزاً عن القيام بعمله يستوجب عزله، فإذا لم يجعله عاجزاً لا يعزل، كما لا يقال إن الإصابة بمرض معين يستوجب العزل أو لا يستوجب العزل، فإنه لم يرد نص بشيء منها مطلقاً، وإنما الحكم الشرعي أن العجز عن القيام بالعمل الذي نصب له هو الذي يستوجب عزله أياً كان سبب هذا العجز، وهذا ليس خاصاً بالخليفة، بل هو عام في كلٍ من نصب على عمل سواء أكان نصب حاكماً كالوالي أو نصب أجيراً كمدير الدائرة. فإن العجز يستوجب العزل.


فكم عدد السنين التي تحوّل فيها حاكم الجزائر عاجزا مقعدا لا يقدر على شيء ولم يعزل؟


وهل فعلا هي إرادة بوتفليقة في الاستمرار في منصب الحكم وقد شهده الناس، وشفق على حاله المتعب الكثير، أم هي يا ترى إملاءات من لا يمكن رفض طلبهم، حيث العمالة والتبعية والخيانة؟


إن وسائل القمع العديدة التي تسعى لكبح تحرك الشارع الجزائري للتغيير، وتمنعه من الفهم الصحيح للواقع، وتحاول عن سبق قصد وترصد تجبين تحرك الشعب الجزائري الشجاع، وتمنعه من حقه في معرفة ما يحيط به وتشغله بمتاهات وصراعات جانبية لا طائل منها غير الإلهاء وصرف النظر عن القضايا المصيرية، إن كل هذا المكر والخداع الذي تشتغل عليه أطراف دولية عديدة في الجزائر إنه بإذن الله إلى زوال، وسيأتي اليوم الذي تنقشع فيه الغمة عن أهلنا في بلد المليون شهيد فينعتقوا من قيدهم ويهبوا هبة رجل واحد فيروا الله من دينهم وعقيدتهم ما يغيظ الكفار والمنافقين ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أحمد

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الثورة الإسلامية لا تكون ولا تصح إلا على أساس إقامة الخلافة

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 368 مرات


الخبر:


الصحف ووكالات الأنباء وصفحات التواصل (الاجتماعي):


دعوات للتظاهر والنزول للشوارع في مصر من الجبهة السلفية في يوم الثامن والعشرين من نوفمبر والبدء بحراك ثوري تمهيداً للثورة الإسلامية والتي تهدف، كما تعلن الجبهة السلفية منظمة الحراك، إلى:


1- فرض الهوية الإسلامية.
2- رفض التبعية الأمريكية.
3- إسقاط حكم العسكر.

 

التعليق:


بادئ ذي بدء، نقرر أن حراك الأمة الإسلامية أو دعوتها للحركة من أجل الإسلام أمر حتمي، بل هو فرض في حالة غياب الحكم بما أنزل الله، وفرض آكد في حال الهيمنة الأمريكية والغربية على بلاد المسلمين، ومحاولاتهم المستمرة والدؤوبة في الحرب على الإسلام، وفرضهم هويتهم الرأسمالية الليبرالية العلمانية على المسلمين. فلا بد للأمة حينئذ، على الأقل، إن لم تعمل بمجموعها لتحقيق الحكم بالإسلام وتمكينه، فلا بد لها من أن تبدي أكثر من غضبها وامتعاضها على أساس الإسلام، والإسلام وحده ولا غير في كل وقت وحين.


وبتتبع هذه الدعوة من خلال أصحابها، وعلى صفحات التواصل (الاجتماعي)، فإنها يغلب عليها أنها ردة فعل لهذا السفور والفجور الحادث في محاربة الإسلام والعاملين لنصرته، وإيقاع الطغيان والظلم عليهم وعلى الناس من قبل النظام الحاكم الحالي في مصر، كما إنها في الوقت ذاته ردة فعل رافضة لما حدث من مداهنة وتنازل وتوافق بحجة التدرج وبحجة المحافظة على التوافق الوطني من قبل الإخوان المسلمين، أدت - كما يقررون - إلى هذا الوضع الكارثي المأساوي الذي طال الجميع وأجهض الثورة وأحبط المشروع الإسلامي واستغل لضرب الإسلام والمسلمين وتشويه حملة دعوته.


فمن الواضح أن هذه الدعوة للحراك، وهي محمودة ومطلوبة طالما أنها على أساس الإسلام، ولكنها انتقالٌ مباشرٌ من الإحساس بالواقع إلى العمل دون فكر، أي دون فهم للواقع ودراسته والتعامل معه بمقتضى الحكم الشرعي لتحقيق الغاية أو الغايات المطلوبة، والتي هي: تحقيق الهوية الإسلامية وإعلاؤها ومنع التبعية الغربية وبخاصة الأمريكية، وإبعاد العسكر عن الحكم وحصر عملهم في نصرة الإسلام والمسلمين، فبالفهم والدراسة للواقع المراد تغييره أو التعامل معه وربطه بالحكم الشرعي المتعلق به، يكون العمل مربوطاً بالفكر من أجل غاية، ولا يكون العمل مجرد ردة فعل على الواقع السيئ فيكون عملا سيئا من جنس هذا الواقع السيئ.


ففي الوقت الذي نريد فيه إفراد الهوية الإسلامية في معترك الحياة، لا بد من تحديد ما هو المقصود بالهوية الإسلامية وكيفية تحقيقها على أرض الواقع، فنجد أن الهوية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأنظمة التي تحكم العلاقات بين الناس من نظام حكم إلى اقتصاد واجتماع وسياسة خارجية ومناهج ثقافة وتعليم وإعلام، وهذا كله مرتبط ارتباطاً شرعياً وثيقاً بهوية الدولة وحتمية أن تكون دولة إسلامية عبر عنها الشارع وسمَّاها بالخلافة.


وكذلك منع التبعية الغربية بخاصة الأمريكية، لا يكون إلا بنظام حكم يرفض الفكرة الغربية بطريقتها الديمقراطية في الحكم ورأسماليتها في الاقتصاد. نظام يسعى إلى أن تكون له غاية في سياسته الخارجية وهي حمل الإسلام بالدعوة والجهاد رسالة للعالم وإدارة السياسة الدولية على هذا الأساس، وما تقتضيه هذه الإدارة من مواجهة ومنابذة لهذه القوى الغربية الدولية وعلى رأسها أمريكا ومحاولة انتزاع مركز الصدارة منها وتبوء هذا المركز، وهذا أيضاً لا يكون إلا بدولة الخلافة على منهاج النبوة.


أما إبعاد العسكر عن الحكم، وهم المتنفذون الحقيقيون حالياً في مصر ولكن من خلف ستار ادعاء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، فهذا الإبعاد أو الإسقاط، حيث لا مشاحة في الاصطلاح، فالمقصود به حتماً يجب أن لا يكون هدم الجيش في مصر، فالجيش هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين بالوقوف والانحياز إلى مطالبة المسلمين بإقامة الخلافة حينما تصير رأياً عاماً ومطلباً جماهيرياً نتيجة أعمال حمل الدعوة وما تقتضيه من صراع فكري وكفاح سياسي. فالجيش - كآلة عسكرية وهبة قتال - هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين ولإدارة الجهاد بإمرة خليفة المسلمين، ولمواجهة أعداء الإسلام من قوى غربية أو شرقية أو كيان يهود.


فالخلافة على منهاج النبوة هي التي توجد وتعلي الهوية الإسلامية، وهي التي تمنع وترفض التبعية الأمريكية، وهي التي تبعد العسكر عن الحكم وتجعل الجيش قوة ومنعة للإسلام والمسلمين، وتجعله بوتقة الجهاد والقتال دون شبهات من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض. هذه هي الخلافة، والتي إن لم نناد بها ونعمل لها، نكون ما زلنا نحاول المحافظةً على التوافق الوطني، وتجنب سوء الفهم والوقوع في الخشية من الناس وخوف التباس الأمور عليهم، ونكون ما زلنا نداهن بالإسلام، وما زلنا نتوافق مع غير الإسلام، وإن ادعينا الرفض للمداهنة والمهادنة والتنازل والتوافق والتدرج، بل نكون قد وقعنا في الإثم بمخالفة الإسلام في طريقته لتحقيق الهوية ومنع التبعية وعدم حصر الجيش في أعمال الجهاد والقتال لإعلاء كلمة الله في الأرض.


﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء الدين الزناتي
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية مصر

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف الجهاز الإداري أسلوب إدارة وليس حكما

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 837 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا غسان بن نصر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر قال: لما ولي عمر الخلاقة فرض الفرائض ودون الدواوين وعرف العرفاء قال جابر: فعرفني على أصحابي.

الدواوين هي أجهزة إدارة المصالح، أو الجهاز الإداري.


والجهاز الإداري هو أسلوب من أساليب القيام بالفعل، ووسيلة من وسائله،


والأسلوب هو الفعل الذي يكون فرعاً لفعل قد جاء له ـ أي للأصل ـ دليل عام، ولم يأت لهذا الفرع دليل خاص به فيكون دليل أصله العام دليلاً عليه ... ولذا فهو لا يحتاج إلى دليل خاص به، ويكفي الدليل العام الذي يدل على أصله، فيشمل كل ما يتفرع عنها من الأفعال. ولا يقال إن هذه الأساليب أفعال للعبد فلا يصح أن تجري إلا حسب الأحكام الشرعية، لا يقال ذلك لأن هذه الأفعال جاء الدليل الشرعي على أصلها عاماً، فشمل كل ما يتفرع عنها من أفعال إلا أن يأتي دليل شرعي على فعل متفرع عن الأصل فحينئذ يُتبع حسب الدليل، ومثالها: قوله تعالى: {وَآَتُوا الزَّكَاةَ} وهو دليل عام، وجاءت الأدلة على الأفعال المتفرعة عنها، لمقدار النصاب، وللعاملين وللأصناف التي تؤخذ منها الزكاة، وكلها أفعال متفرعة عن" وَآَتُوا الزَّكَاةَ " ... لكن قيام العمال بجمع الزكاة، هل يذهبون راكبين أم ماشين، هل يستأجرون معهم أجراء لمساعدتهم أم لا، وهل يحصونها بدفاتر؟ وهل يتخذون لهم مكاناً يجتمعون فيه؟ وهل يتخذون مخازن لوضع ما يجمعونه فيها؟ وهل توضع هذه المخازن تحت الأرض أم تبنى كالبيوت للحبوب؟ وهل زكاة النقد تجمع في أكياس أو بصناديق؟ فهذه وأمثالها أفعال متفرعة عن }وَآَتُوا الزَّكَاةَ{ لكن لم تأت أدلة لبيان كيفية القيام بها، لذا فإنه يستدل عليها بالدليل العام لأنه يشملها إذ لم يأت لها دليل خاص بها. وهكذا جميع الأساليب، فإنه يشملها الدليل العام الذي دل على أصلها، ما لم يأت لها دليل خاص بها.


وعليه فإن الأساليب الإدارية يمكن أخذها من أي نظام إلا إذا ورد نص خاص يمنع أسلوباً إدارياً معيناً، وما عدا ذلك فيجوز أخذ الأساليب الإدارية إن كانت مناسبة لتيسير عمل الأجهزة الإدارية، وقضاء مصالح الناس. لأن الأسلوب الإداري ليس حكماً يحتاج إلى دليل.


لذا فقد أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أسلوب الدواوين عن الفرس والروم، فقد روى عابد بن يحيى عن الحارث بن نُفَيْل أن عمر رضي الله عنه استشار المسلمين في تدوين الدواوين فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من المال، ولا تمسك منه شيئاً. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه أرى مالاً كثيراً يسع الناس، فإن لم يُحْصَوا حتى يُعْرَفَ من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن ينتشر الأمر، فقال الوليد بن هشام بن المغيرة: قد كنت بالشام، فرأيت ملوكها قد دَوَّنُوا ديواناً، وجندوا جنودا، فَدَوِّن ديواناً، وجند جنودا، فأخذ بقوله، ودعا عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل، وجبير بن مطعم، وكانوا من نُسَّابِ قريش، وقال: " اكتبوا الناس على منازلهم " ...


ثم بعد ظهور الإسلام في العراق جرت الدواوين على ما كانت عليه من قبل، فكان ديوان الشام بالرومية، لأنه كان من ممالك الروم، وكان ديوان العراق بالفارسية لأنه كان من ممالك الفرس. وفي زمن عبد الملك بن مروان نقل ديوان الشام إلى العربية، ثم تتابع إنشاء الدواوين حسب الحاجة وما تقتضيه مصالح الرعية. فكانت الدواوين التي تختص بالجيش من إثبات وعطاء، وكانت الدواوين التي تختص بالأعمال من رسوم وحقوق، وكان الديوان الذي يختص بالعمال والولاة من تقليد وعزل، وكانت الدواوين التي تختص ببيت المال، من دَخْلٍ وخَرْج، وهكذا. فكان إنشاء الديوان متعلقاً بالحاجة إليه، وكان أسلوبه يختلف من عصر إلى عصر، لاختلاف الأساليب والوسائل .وكان يعين للديوان رئيس ويعين له موظفون ، وكانت تسند لهذا الرئيس صلاحيات تعيين موظفيه في بعض الأحيان ويعينون له تعييناً في أحيان أخرى .


أما عن مسؤولية موظفيها فإنهم أجراء وفي نفس الوقت هم رعايا، فهم من حيث كونهم أجراء، أي من حيث قيامهم بعملهم مسؤولون أمام رئيسهم في الدائرة، أي أمام رئيس الدائرة. ومن حيث هم رعايا مسؤولون أمام الحكام من ولاة ومعاونين، ومسؤولون أمام الخليفة، وهم مقيدون بأحكام الشرع وبالأنظمة الإدارية.


والخلاصة.. فإن إدارة المصالح ليست حكماً بل هي من الأساليب، ويتبع في إنشائها: الحاجة، وما ينهض بأعباء هذه الحاجة من أساليب العمل ووسائل القيام بها ، فيجوز أن تختلف في كل عصر وأن تختلف في كل ولاية وأن تختلف في كل بلد وفق ما تستدعيه مصلحة الرعية.



احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

نداءات القرآن الكريم ح61 النهي عن تحليل شعائر الله وعن الاعتداء والأمر بالتعاون على البر والتقوى ج2

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1338 مرات


(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر‌ الله ولا الشهر ‌الحر‌ام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحر‌ام يبتغون فضلا من ر‌بهم ور‌ضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجر‌منكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحر‌ام أن تعتدوا وتعاونوا على البر ‌والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).


الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وآله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نتابع وإياكم النداء التاسع والعشرين من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا, نتناول فيه الآية الكريمة الثانية من سورة المائدة التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر‌ الله ولا الشهر‌ الحر‌ام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحر‌ام يبتغون فضلا من ر‌بهم ور‌ضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجر‌منكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحر‌ام أن تعتدوا وتعاونوا على البر ‌والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). نقول وبالله التوفيق:

 

أيها المؤمنون:


يسترسل صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة فيقول: "وفي جو الحرمات وفي منطقة الأمان، يدعو الله الذين آمنوا به، وتعاقدوا معه، أن يفوا بعقدهم وأن يرتفعوا إلى مستوى الدور الذي ناطه بهم .. دور القوامة على البشرية بلا تأثر بالمشاعر الشخصية، والعواطف الذاتية، والملابسات العارضة في الحياة .. يدعوهم ألا يعتدوا حتى على الذين صدوهم عن المسجد الحرام في عام الحديبية وقبله. كذلك وتركوا في نفوس المسلمين جروحا وندوبا من هذا الصد, وخلفوا في قلوبهم الكره والبغض. فهذا كله شيء, وواجب الأمة المسلمة شيء آخر. شيء يناسب دورها العظيم: (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. واتقوا الله ، إن الله شديد العقاب) .. إنها قمة في ضبط النفس وفي سماحة القلب .. ولكنها هي القمة التي لا بد أن ترقى إليها الأمة المكلفة من ربها أن تقوم على البشرية لتهديها وترتفع بها إلى هذا الأفق الكريم الوضيء.


أيها المؤمنون:


إنها تبعة القيادة والقوامة والشهادة على الناس .. التبعة التي لا بد أن ينسى فيها المؤمنون ما يقع على أشخاصهم من الأذى ليقدموا للناس نموذجا من السلوك الذي يحققه الإسلام، ومن التسامي الذي يصنعه الإسلام. وبهذا يؤدون للإسلام شهادة طيبة تجذب الناس إليه وتحببهم فيه. وهو تكليف ضخم ولكنه- في صورته هذه- لا يعنت النفس البشرية، ولا يحملها فوق طاقتها. فهو يعترف لها بأن من حقها أن تغضب، ومن حقها أن تكره. ولكن ليس من حقها أن تعتدي في فورة الغضب ودفعة الشنآن .. ثم يجعل تعاون الأمة المؤمنة في البر والتقوى لا في الإثم والعدوان ويخوفها عقاب الله، ويأمرها بتقواه؛ لتستعين بهذه المشاعر على الكبت والضبط، وعلى التسامي والتسامح، تقوى لله، وطلبا لرضاه. ولقد استطاعت التربية الإسلامية، بالمنهج الرباني، أن تروض نفوس العرب على الانقياد لهذه المشاعر القوية، والاعتياد لهذا السلوك الكريم .. وكانت أبعد ما تكون عن هذا المستوى وعن هذا الاتجاه .. كان المنهج العربي المسلوك والمبدأ العربي المشهور: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» .. كانت حمية الجاهلية، ونعرة العصبية. كان التعاون على الإثم والعدوان أقرب وأرجح من التعاون على البر والتقوى وكان الحلف على النصرة، في الباطل قبل الحق. وندر أن قام في الجاهلية حلف للحق. وذلك طبيعي في بيئة لا ترتبط بالله ولا تستمد تقاليدها ولا أخلاقها من منهج الله وميزان الله .. يمثل ذلك كله ذلك المبدأ الجاهلي المشهور: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» .. وهو المبدأ الذي يعبر عنه الشاعر الجاهلي في صورة أخرى، وهو يقول:


وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد!

 

أيها المؤمنون:


ثم جاء الإسلام .. جاء المنهج الرباني للتربية .. جاء ليقول للذين آمنوا: (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) .. جاء ليربط القلوب بالله وليربط موازين القيم والأخلاق بميزان الله. جاء ليخرج العرب ويخرج البشرية كلها من حمية الجاهلية، ونعرة العصبية، وضغط المشاعر والانفعالات الشخصية والعائلية والعشائرية في مجال التعامل مع الأصدقاء والأعداء ..

 

وولد «الإنسان» من جديد في الجزيرة العربية .. ولد الإنسان الذي يتخلق بأخلاق الله .. وكان هذا هو المولد الجديد للعرب كما كان هو المولد الجديد للإنسان في سائر الأرض .. ولم يكن قبل الإسلام في الجزيرة إلا الجاهلية المتعصبة العمياء: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما». كذلك لم يكن في الأرض كلها إلا هذه الجاهلية المتعصبة العمياء!


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا, وشفاء صدورنا, ونور أبصارنا, وجلاء أحزاننا, وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم ذكرنا منه ما نسينا, وعلمنا منه ما جهلنا, وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار, على الوجه الذي يرضيك عنا, واجعله اللهم حجة لنا لا علينا.. آمين آمين آمين برحمتك يا أرحم الراحمين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

محمد أحمد النادي

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع