الإثنين، 19 محرّم 1447هـ| 2025/07/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أحداث فلسطين تكشف عن حجم الهوة بين الأمة وحكامها الطواغيت فتنثر بذلك بذور الخير

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 621 مرات


الخبر:


دانت رئاسة السلطة الفلسطينية الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني الهجوم على كنيس يهودي بالقدس والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 5 "إسرائيليين"، ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية أنّ الرئاسة تدين أيضا "كل أعمال العنف أيا كان مصدرها، وتطالب بوقف اقتحامات المسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين". هذا وأكدت حكومة رامي الحمد الله في رام الله على بيان الرئاسة الفلسطينية بإدانة عملية القدس وبشأن ما جرى ويجري فيها. ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، إنه "لا يمكن قبول الهجمات المستهدفة للأماكن المقدسة أياً كان مصدرها". وفي المقابل وزّع شبان في قطاع غزة الحلويات على المواطنين، ابتهاجًا بتنفيذ العملية.

 

التعليق:


من الواضح مدى اتساع الهوة بين أهل فلسطين والأمة الإسلامية من جانب، وبين السلطة الفلسطينية والحكام من جانب آخر، فالسلطة الفلسطينية وكما اعتادت في أكثر من مناسبة أن تساوي بين دماء الشهداء الذين يقتلهم يهود سواء من خلال الجيش أو المستوطنين، وبين قتلى يهود المجرمين، بوقاحة منقطعة النظير ودونما خجل أو حياء من الله ولا من عباده، وعمليا، فالسلطة تعتبر دم يهود مصونا وخطا أحمر تستنفر من أجله قواتها وأجهزتها الأمنية على طول الضفة الغربية وعرضها، بينما لا تحرك ساكنا أو تخطو خطوة في اتجاه حماية دم المسلمين في فلسطين، بل وجردت أهل فلسطين من كل مقومات الدفاع عن النفس ولاحقت كل من يفكر بإيذاء يهود.


ومثل السلطة في السوء حكام المسلمين، لا سيما حكام الجوار وتركيا، الذين يشاهدون المجازر تُرتكب بحق أهل فلسطين وغزة والمسجد الأقصى والمرابطات فيه، فلا يتحرك لدى أمثلهم طريقة سوى شفاههم للإدانة أو لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، بينما يغط الباقون في صمت مريب.


والآن يخرج هؤلاء وهؤلاء لإدانة عملية قام بها من ثارت لديهم الحمية والدماء على المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها أهاليهم والمسجد الأقصى المبارك، بأبسط الأدوات التي يمتلكونها بعد أن ترك الحكام أهل فلسطين عزلا مجردين من أدنى وسائل المقاومة.


نعم، أحداث جسام عظام تعصف بالأمة الإسلامية، في فلسطين والشام، وفي العراق وأفغانستان، وفي بورما وأفريقيا الوسطى، وكلها تكشف عن حجم الهوة الكبير بينها وبين حكامها العملاء، وحال الحكام فيها كحال المنافقين الذين يحلفون بالله أنهم منا وما هم منا، ﴿وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ﴾.


وهذا بلا شك هو بشرى خير، إذ يُعدُ الأمة للتخلص من هؤلاء الطواغيت، حتى إذا ما حان وقت الخلاص منهم وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، رأيت الأمة تلفظهم ومن معهم ومن شايعهم لفظ النواة، مدحورين غير مأسوف عليهم.


فهي حالة انفصال بين الأمة وحكامها تعجل من تلك اللحظة التي تهترئ فيها عروش الحكام فتخر صعقا، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف التصرف في الأرض

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 899 مرات

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن الحارثِ بنِ بلالِ بنِ الحارثِ، عن أبيهِ، «أنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ أخَذَ في المعادنِ القِبْلِيّةِ الصّدَقَة، وأنّه قَطَعَ لِبلالِ بنِ الحارِثِ العَقيقَ أجْمَعَ»، فلمّا كانَ عُمرُ رضي اللهُ عنه قالَ لِبلال: إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ لَمْ يُقْطِعْكَ لِتُحْجِرَهُ عنِ الناس، لَمْ يُقطعْكَ إلاّ لِتَعْمَلَ. قال: فَأَقْطَعَ عُمَرُ بنُ الخطّابِ للنّاسِ العَقيق «وهذا حديثٌ صحيح، ولَمْ يُخَرِّجاه» المستدْرَكُ على الصحيحين للحاكم


يُجبَرُ كلُّ مَنْ مَلَكَ أرضاً على استغلالِها، ويُعطَى المُحتاجُ من بيتِ المالِ ما يُمكِّنُهُ من هذا الاستغلال، ولكنْ إذا أَهْمَلَ ذلكَ ثَلاثَ سِنينَ تُؤخَذُ منه وتُعطَى لِغَيْرِه، فقد انعقدَ إجماعُ الصحابةِ على أنّ مَنْ عَطَّلَ أرْضَهُ ثلاثَ سنينَ تُؤخَذُ منه وتُعطَى لِغَيْرِه.


فَلِمالِكِ الأرضِ أنْ يَزْرَعَ أرضَهُ بِآلَتِهِ وبِذْرِهِ وحَيَوانِهِ وعُمّالِهِ وأنْ يَستخْدِمَ لِزِراعَتِها عُمّالاً يستأجِرُهُمْ للعملِ بها، وإذا لم يَقْدِرْ على ذلك تُعِينُهُ الدولة، وإنْ لم يَزْرَعْها المالكُ أعطاها لِغَيْرِهِ لِيَزْرَعَها مِنْحَةً دونَ مُقابل، فإنْ لم يفعلْ وأمسكَها يُمْهَلْ مُدّةَ ثلاثِ سنوات، فإن أهمَلَها مدةَ ثلاثِ سنواتٍ أخَذَتْها الدولةُ منه وأقْطَعَتْها لِغَيْرِه، فقد حدَّثَ يونُسُ عن محمدِ بنِ إسحاقٍ عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ قال: {جاء بِلالُ بنُ الحارثِ المُزْنِيُّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فاسْتَقْطَعَهُ أرضاً فأَقْطَعَها له طويلةً عريضة، فلمّا وُلّيَ عُمَرُ قال له: يا بلالُ، إنّكَ استَقْطَعْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلمَ أرضاً طويلةً عريضةً فَقَطَعَها لك، وإنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ لم يَكُنْ يَمنَعُ شيئاً يُسأَلُه، وأنتَ لا تُطيقُ ما في يديْكَ، فقال: أجَلْ، فقال: فانظُرْ ما قَوِيْتَ عليها منه فأمْسِكْهُ، وما لم تُطِقْ وما لم تَقْوَ عليه فادْفَعْهُ إلينا نُقَسِّمُهُ بين المسلمين، فقال: لا أفعلُ واللهِ شيئاً أَقْطَعَنِيهِ رسولُ الله، فقال عمرُ: والله لَتَفْعَلَنّ، فأخَذَ منه ما عَجِزَ عن عِمارَتِه فقسّمهُ بين المسلمين}، رواه يحيي بنُ آدمَ في كتابِ الخَراج. فهذا صريحٌ في أنّ الأرضَ إذا لم يُطِقْ صاحِبُها زَرْعَها وأهمَلَها ثلاثَ سنواتٍ أخذَتْها الدولةُ منه وأعْطَتْها لغيرِه كما فعل عمرُ بنُ الخطابِ مع بلالٍ المُزنيِّ في معادِنِ القِبْلِيّة.


وعليه فإنّ كلَّ مالكٍ للأرضِ إذا عَطَّلَها ثلاثَ سنينَ تُؤخَذُ منهُ وتُعطَى لغيرِهِ مهما كان سببُ مِلْكِهِ للأرض، إذِ العِبْرَةُ بتعطيلِ الأرض لا بسببِ مِلْكِيَّتِها، ولا يقالُ إنّ هذا أخْذٌ لأموالِ الناسِ بِغَيْرِ حقّ، لأنّ الشرعَ جعلَ لِمِلْكِيَّةِ الأرضِ معنىً غيرَ معنى مِلكيّةِ الأموالِ المنقولة، وغيرَ معنى مِلكيّةِ العَقار، فجعل ملكيَّتَها لِزِراعَتِها، فإذا عُطِّلَتِ الُمدَّةَ التي نصَّ الشرعُ عليها ذهب معنى مِلكيَّتِها عن مالِكِها، وقد جعلَ الشرعُ تمليكَ الأرضِ للزّراعةِ بالاعْتِمارِ وتمليكَها بالإقطاعِ والميراثِ والشراءِ وغيرِ ذلك، وجعل تجريدَها من صاحبِها بالإهمال، كلُّ ذلكَ مِنْ أجْلِ دوامِ زراعةِ الأرض واستغلالِها.


احبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

نداءات القرآن الكريم ح62 الطهارة بالوضوء والغسل والتيمم ج1

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1422 مرات

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَ‌افِقِ وَامْسَحُوا بِرُ‌ءُوسِكُمْ وَأَرْ‌جُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُ‌وا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْ‌ضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ ‌أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِ‌يدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَ‌جٍ وَلَٰكِن يُرِ‌يدُ لِيُطَهِّرَ‌كُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ).


الحمد لله الذي أنزل القرآن رحمة للعالمين، ومنارا للسالكين، ومنهاجا للمؤمنين، وحجة على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وآله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نصغي وإياكم إلى نداء من نداءات الحق جل وعلا للذين آمنوا, ومع النداء الثلاثين نتناول فيه الآية الكريمة السادسة من سورة المائدة التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَ‌افِقِ وَامْسَحُوا بِرُ‌ءُوسِكُمْ وَأَرْ‌جُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُ‌وا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْ‌ضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ‌ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِ‌يدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَ‌جٍ وَلَٰكِن يُرِ‌يدُ لِيُطَهِّرَ‌كُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ).. نقول وبالله التوفيق:


أيها المؤمنون:


يقول صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: "إن الحديث عن الصلاة والطهارة إلى جانب الحديث عن الطيبات من الطعام والطيبات من النساء. وإن ذكر حكم الطهارة إلى جانب أحكام الصيد والإحرام والتعامل مع الذين صدوا المسلمين عن المسجد الحرام .. إن هذا لا يجيء اتفاقا ومصادفة لمجرد السرد، ولا يجيء كذلك بعيدا عن جو السياق وأهدافه .. إنما هو يجيء في موضعه من السياق، ولحكمته في نظم القرآن .. إنها أولا لفتة إلى لون آخر من الطيبات .. طيبات الروح الخالصة .. إلى جانب طيبات الطعام والنساء .. لون يجد فيه قلب المؤمن ما لا يجده في سائر المتاع. إنه متاع اللقاء مع الله، في جو من الطهر والخشوع والنقاء .. فلما فرغ من الحديث عن متاع الطعام والزواج ارتقى إلى متاع الطهارة والصلاة استكمالا لألوان المتاع الطيبة في حياة الإنسان .. والتي بها يتكامل وجود «الإنسان». ثم اللفتة الثانية .. إن أحكام الطهارة والصلاة كأحكام الطعام والنكاح, كأحكام الصيد في الحل والحرمة, كأحكام التعامل مع الناس في السلم والحرب ... كبقية الأحكام التالية في السورة ... كلها عبادة لله. وكلها دين الله. فلا انفصام في هذا الدين بين ما اصطلح أخيرا - في الفقه - على تسميته «بأحكام العبادات»، وما اصطلح على تسميته «بأحكام المعاملات» ..


أيها المؤمنون:


هذه التفرقة التي اصطنعها «الفقه» حسب مقتضيات «التصنيف» و«التبويب» لا وجود لها في أصل المنهج الرباني، ولا في أصل الشريعة الإسلامية .. إن هذا المنهج يتألف من هذه وتلك على السواء. وحكم هذه كحكم تلك في أنها تؤلف دين الله وشريعته ومنهجه, وليست هذه بأولى من تلك في الطاعة والاتباع. لا، بل إن أحد الشطرين لا يقوم بغير الآخر. والدين لا يستقيم إلا بتحققهما في حياة الجماعة المسلمة على السواء. كلها «عقود» من التي أمر الله المؤمنين في شأنها بالوفاء. وكلها «عبادات» يؤديها المسلم بنية القربى إلى الله. وكلها «إسلام» وإقرار من المسلم بعبوديته لله. ليس هنالك «عبادات» وحدها و«معاملات» وحدها .. إلا في «التصنيف الفقهي» .. وكلتا العبادات والمعاملات بمعناها هذا الاصطلاحي ..كلها «عبادات» و«فرائض» و«عقود» مع الله. والإخلال بشيء منها إخلال بعقد الإيمان مع الله! وهذه هي اللفتة التي يشير إليها النسق القرآني وهو يوالي عرض هذه الأحكام المتنوعة في السياق. «يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ...» .. إن الصلاة لقاء مع الله، ووقوف بين يديه سبحانه ودعاء مرفوع إليه، ونجوى وإسرار. فلا بد لهذا الموقف من استعداد. لا بد من تطهر جسدي يصاحبه تهيؤ روحي.


أيها المؤمنون:


ومن هنا كان الوضوء- فيما نحسب والعلم لله- وهذه هي فرائضه المنصوص عليها في هذه الآية: غسل الوجه. وغسل الأيدي إلى المرافق. ومسح الرأس. وغسل الرجلين إلى الكعبين .. وحول هذه الفرائض خلافات فقهية يسيرة .. أهمها هل هذه الفرائض على الترتيب الذي ذكرت به؟ أم هي تجزئ على غير ترتيب؟ قولان .. هذا في الحدث الأصغر .. أما الجنابة سواء بالمباشرة أو الاحتلام فتوجب الاغتسال .. ولما فرغ من بيان فرائض الوضوء، والغسل، أخذ في بيان حكم التيمم. وذلك في الحالات الآتية: حالة عدم وجود الماء للمحدث على الإطلاق .. وحالة المريض المحدث حدثا أصغر يقتضي الوضوء، أو حدثا أكبر يقتضي الغسل والماء يؤذيه .. وحالة المسافر المحدث حدثا أصغر أو أكبر ..


أيها المؤمنون:


وقد عبر عن الحدث الأصغر بقوله: «أو جاء أحد منكم من الغائط» .. والغائط مكان منخفض كانوا يقضون حاجتهم فيه .. والمجيء من الغائط كناية عن قضاء الحاجة تبولا أو تبرزا. وعبر عن الحدث الأكبر بقوله: «أو لامستم النساء» .. لأن هذا التعبير الرقيق يكفي في الكناية عن المباشرة .. ففي هذه الحالات لا يقرب المحدث حدثا أصغر أو أكبر الصلاة، حتى يتيمم .. فيقصد صعيدا طيبا .. أي شيئا من جنس الأرض طاهرا- يعبر عن الطهارة بالطيبة- ولو كان ترابا على ظهر الدابة، أو الحائط. فيضرب بكفيه، ثم ينفضهما، ثم يمسح بهما وجهه، ثم يمسح بهما يديه إلى المرفقين .. ضربة للوجه واليدين. أو ضربتين .. قولان .. وهناك خلافات فقهية حول المقصود بقوله تعالى: «أو لامستم النساء» .. أهو مجرد الملامسة؟ أم هي المباشرة؟ وهل كل ملامسة بشهوة ولذة أم بغير شهوة ولذة؟ خلاف .. كذلك هل المرض بإطلاقه يجيز التيمم؟ أم المرض الذي يؤذيه الماء؟ خلاف .. ثم .. هل برودة الماء من غير مرض وخوف المرض والأذى يجيز التيمم .. الأرجح نعم ..


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا, وشفاء صدورنا, ونور أبصارنا, وجلاء أحزاننا, وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم ذكرنا منه ما نسينا, وعلمنا منه ما جهلنا, وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار, على الوجه الذي يرضيك عنا, واجعله اللهم حجة لنا لا علينا.. آمين آمين آمين برحمتك يا أرحم الراحمين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

محمد أحمد النادي

إقرأ المزيد...

صنعاء نيوز:السفير الامريكي يدغدغ مشاعر اهل اليمن لينسيهم جرائم السفارة وطائراتها

  • نشر في مع الإعلام
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 559 مرات

 

 

2014-11-19


عبر السفير الأمريكي بالعاصمة صنعاء ماثيوتويلر وأعضاء السفارة عن تشجيعهم ومساندتهم للمنتخب اليمني في مباراته اليوم أمام المنتخب السعودي ضمن بطولة خليجي 22.


جاء ذالك من خلال نشر صفحه السفارة الأمريكية بصنعاء على الفيس بوك صورة للسفير الأمريكي وأعضاء السفارة وهم يرتدون فانيله المنتخب اليمني وبمصاحبه الصورة عبارة " ‏معكم يا شباب السفير ماثيو ومشجعيكم من السفارة #حيوا_ اليماني_حيوا‏ ".


ويلعب اليوم الأربعاء منتخبنا الوطني أمام المنتخب السعودي في بطولة كاس خليجي 22 المقامة حاليا بالرياض . ( نقلا عن المشهد اليمني )
اقول:


هكذا تخدع أمريكا أهل اليمن وتدغدغ مشاعرهم وخاصة جيل الشباب المشغوفين بمتابعة خليجي 22 لكرة القدم , كل ذلك لصرف أذهان أهل اليمن عن الضربات التي تقوم بها أمريكا عبر طائراتها من دون طيار والتي تسرح وتمرح في اليمن لتقتل من تشاء وكيفما تشاء , فمتى يعي أهل اليمن حقيقة أمريكا ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين وخاصة وهي التي تنشر القلاقل والفوضى لتصيغ المنطقة ومنها اليمن ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد , فهي من تدعم الانفصال وهي التي تعطي إيران الضوء الأخضر للعب في اليمن لصالح مشروعها الطائفي البغيض الذي يخدم أمريكا , إن السفارة الأمريكية في اليمن ليست نادي رياضي لتشجيع المنتخبات وإنما هي وكر للخديعة والمؤامرات , فإياكم أن تخدعوا يا أهل اليمن بهذه الأعمال القذرة والله سبحانه وتعالى يقول : ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ )) فهل تعقلون ؟!!.

 

عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير في اليمن

 

المصادر: صنعاء نيوز/ الخبر

 

 

إقرأ المزيد...

بل إن الخلافة الراشدة تحقق الرفاه  

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 925 مرات

 

الأخ الكريم/ رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رداً على تصريحات النائب الأول السابق لرئيس جمهورية السودان (علي عثمان محمد طه)؛ التي أدلى بها في 2014/11/6م قائلاً: "إقامة الدولة الإسلامية لا يعني نهاية الجوع والوصول لحالة الرفاه، وأن طرح الخلافة الإسلامية وكأنها المسيح المنقذ طرح خاطئ..."!


ورداً على كل تلك المقولات نقول مستعينين بالله:


بل إن الخـلافة الراشدة تحقق الرفاه،


إن السودان مليء بثرواته الباطنة والظاهرة، فالخلل ليس في عدم وجود ثروات في البلاد، وإنما الخلل كامنٌ في نظام الحكم الرأسمالي الجبائي؛ الذي يطبق على العباد والبلاد فيكون البؤس والظلم والحرمان.


إن دولة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة بتطبيقها للإسلام العظيم؛ هي القادرُ الوحيدُ على تحقيق الرفاه لرعاياها والقضاء على الجوع والفقر بالضربة القاضية، وذلك عبر جملة أمور أهمها:


1/ تنص المادة (153) من دستور دولة الخلافة الذي يتبناه حزب التحرير، ويعمل مع الأمة لوضعه موضع التطبيق والتنفيذ ينص على: "تضمن الدولة إيجاد الأعمال لكل من يحمل التابعية".

 

إن الإسـلام العظيم نص على أن الأصل في سد الحاجات وإيجاد الرفاهية للإنسان هو الإنسان نفسه، وذلك بقيامه بعمل، فإن لم يجد عملاً وكان قادراً عليه، وجب على دولة الخـلافة أن توفره له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته» [رواه مسلم]، وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً درهمين وقال له: «كل بأحدهما واشتر بالآخر فأساً واعمل به». وجاء أيضاً: «أن رجلاً طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر في أمره لأنه خال من وسائل الكسب ولا شيء عنده يستعين به على القوت فدعا صلى الله عليه وسلم بقدوم ودعا بيد من خشب قد سوّاها بنفسه ووضعها فيها، ودفعها للرجل وأمره أن يذهب إلى مكان عينه له وكلفه أن يعمل هناك، وطلب إليه أن يعود بعد أيام ليخبره بحاله، فجاء الرجل يشكر لرسول الله صنيعه وذكر له ما صار إليه من يسر الحال» [رواه البخاري]. ودخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسجد في غير وقت صلاة مكتوبة، فوجد رجلين يدعوان الله تعالى، وليس معهما مال أو أداة إنتاج، فأعطاهما كيلاً - مقداراً - من الحنطة وقال لهما: ازرعا... وقد أوجب الإمام الغزالي رحمه الله، في كتابه الإحياء: "على ولي الأمر أن يزوّد العامل بآلة العمل". لذلك كان إيجاد العمل لمن لا عمل له، من واجبات دولة الخـلافة الراشدة ولا كلام.


2/ إذا عجز أحد رعايا الدولة (مسلماً أو غير مسلم) عن العمل، وعجز عن توفير النفقة له ولأهله الذين تلزمه نفقتهم، وجبت النفقة على أقاربه ومحارمه إن كانوا قادرين.


3/ أما إذا عجز أقاربه ذوي الرحم المحرم الذين تجب عليهم النفقة - حسب أحكام النفقة شرعاً - عن تقديم النفقة له، أو لم يكن له أقارب وذوو الرحم المحرم، انتقلت نفقته حينئذٍ على (بيت المال)، فيجب على (بيت المال) أن يقوم بتوفير جميع الحاجات الأساسية له ليشبعها جميعها إشباعاً كلياً. لأن بيت المال كافل للمحتاجين والعاجزين، ولأن خليفة المسلمين راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، سواء أكان هذا الإنفاق من باب الزكاة الفريضة الشرعية التي تأخذها الدولة الإسلامية من الأغنياء لقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.


4/ إن لم يكن في بيت المال مال يكفي في باب الصدقات (الزكاة)، فينفق عليه الخليفة من أبواب الملكية العامة، وهذا الإنفاق فرض على الدولة وليس مناً منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلا أَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمُ: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. َأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلاهُ» [رواه أصحاب الصحاح الست].


5/ تعطي الدولة من باب (ملكية الدولة) التي تمتلكها منقولة وغير منقولة لمن قصرت به الحاجة أو لحاجة الجماعة من الانتفاع بملكية الفرد. أما سدّ حاجة الفرد كإعطاء الدولة له أموالاً لزراعة أرضه أو لسدّ ديونه، فقد أعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيت المال للفلاحين في العراق أموالاً أعانهم بها على الزراعة، دون أن يستردها منهم... أما حاجة الجماعة للانتفاع بملكية الفرد، فتكون في تمليك الدولة لأفراد الرعية من أملاكها وأموالها المعطلة، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أعطى لأبي بكر وعمر أرضاً. وكما أعطى الخلفاء الراشدون للمسلمين أرضاً ليحيوها بكافة أشكال الإحياء المشروعة.


6/ حرَّم الإسـلام كنز المال ولو أُخرجت زكاته، وأوجب تشغيل المال في المجتمع ليتداول بين الناس وينتفعوا به. والكنز هو جمع المال بعضه فوق بعض لغير حاجة، أما الادخار فهو مباح، وهو خزن المال لحاجة من الحاجات كأن يشتري مصنعاً أو قصراً أو يدّخره من أجل الحج. فأوجب الإسلام تداول المال بين الناس ومنع حصر تداوله، قال تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}.

 

7/ يجب على الخليفة أن يقارب بين الناس في مستوى المعيشة لا أن يساوي!، لأن المساواة في المعيشة مما تنكرها الفطرة، وهذا النوع من المساواة مستحيل الوقوع في أي مجتمع، وهذه المساواة في المعيشة تقتل العبقريات الكامنة في النفوس وتضعف المواهب ما دام الجميع متساوين. وهذا مدرك حسّاً، وواقع فعلاً، فمساواتهم جميعاً في المعيشة أمر غير واقع، ولا يصح أن يقع حتى لو فرض وقوعه عند الخياليين!، وهو فوق ذاك مخالف لصريح القرآن الكريم قال تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}، وقوله: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}. ويجب أن يدرك أن ذلك لا يعني أن وجود الفقراء أمر طبيعي، لا!، وإنما فرضَ الإسلام على الدولة أن تعمل لتحقيق استغناء كل إنسان عن غيره - وهذا ممكن بل حصل كثيراً في تاريخ الخـلافة - في حاجاته المعروفة بالنسبة لحاله وحال أمثاله، وجعلها مضمونة من قبل دولة الخـلافة وجوباً!... فيصبح هنالك من هو مستغنٍ عن الغير، فيسد حاجاته دون استجداء ويسمى (المستغني)، وهنالك (الثري الغني) الذي استغنى عن الغير بل صار معه ما هو أكثر من حالة الاستغناء بكثير. لذلك فالإسلام يُقارب في المعيشة ولا يساوي، فلم يخفض مستوى عيش الأغنياء ليصيروا قريباً من عيش الفقراء، بل رفع الإسـلام عيش الفقراء فأخرجهم من حالة (الفقر) لحالة (الاستغناء)، ليصبحوا في وضع طيّبٍ من العيش ورفاه الحياة.


8/ جعل الإسلام من أسباب التملك الشرعية أخذ الفقراء المساكين المالَ لأجل الحاجة للحياة، والسبب في ذلك أنّ العيش حقّ لكل إنسان فيجب أن ينال هذا العيش حقاً لا منحة ولا عطفاً، وفي هذه الحال من الحاجة الملحّة لا يباح للجائع أن يأكل لحم الميتة ما دام هناك أكل عند إنسان في المجتمع، لأنه لا يعد مضطراً شرعاً حتى يباح له أكل الميتة، وهذه الحالة وإن كانت نادرة الحدوث كما حصلت في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه في فترة محددة، إلا أن الإسلام لعظمته وروعته فقد شّرعَ لها هذا الحكم المتميز... ولهذا لم يقطع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة - المجاعة - يدَ مَنْ أخذ لسد حاجته لأجل حياته، لأنه لم يعتبر سارقاً لعدم توافر شروط قطع اليد بالسرقة، التي منها أخذ المال لغير حاجة الحياة. لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا قطع في مجاعة مضطر»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا قطع في الطعام المهيأ للأكل».


9/ أما إذا حصل طارئ في اقتصاد دولة الخـلافة وعجز بيت المال عن سد حاجات الرعايا (مسلمين وغير مسلمين) لخلوه من المال، فإن الإسـلام العظيم قد احتاطَ لذلك أيضاً عبر تشريع إسلامي متميز يحقق العدل لكل الرعايا... فينتقل وجوب الإنفاق لإشباع الحاجات إلى كافة المسلمين، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن في المال لحقاً سوى الزكاة» [رواه الترمذي]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِلا إِذَا جَاعُوا وَعُرُّوا مِمَّا يَصْنَعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ، أَلا وَإِنَّ اللَّهَ مُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا شَدِيدًا، وَمُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا نُكْرًا» [الطبراني في المعجم]... لهذا كان على الدولة أن تجمع المال من أغنياء المسلمين، بأن تأخذ من فضول أموالهم مما زاد عن حاجتهم الأساسية والكمالية، بقدر ما تحتاج إليه لإنفاقه على الفقراء والمساكين لسدّ حاجاتهم ورعاية شؤونهم. قال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء". يجب أن يدرك أن الحالة السابقة هي حالة طارئة لا يجب أن تستمر، وما تشريع الله سبحانه للحالة السابقة، إلا دليل دامغ على كمال الإسـلام ودقته وروعته... فإذا ذهب العجز المالي من بيت المال، فلا يجوز شرعاً للدولة أن تأخذ من فضول أموال الأغنياء، وما زاد عن حاجاتهم؛ إذ إن بيت المال صار قادراً على الكفاية والرعاية: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ}.


10/ إن دولة الخـلافة هي وحدها القادرة على إنهاء الجوع وسد رمق الفقراء والمساكين والبؤساء!، ومن غير الخـلافة طوال التاريخ البشري استطاعت القضاء على الفقر، فلم يبقَ فقير أو مسكين ليُعطى من مال الزكاة؛ من غير الخـلافة؟!... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤسس الدولة الإسلامية الأولى منذ فجر التاريخ؛ قد فرض للأعزب حصة وللمتزوج حصتين من بيت المال لسد حاجاتهم، وكذلك فعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فرض لكل مولود منذ ولادته رزقاً من بيت المال!... بل وصل الحال من الرقي بالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اتخذ داراً سمي بـ(دار الدقيق) جعل فيه الدقيق والسويق والتمر والزبيب وما يُحتاجُ إليه، ليستعين به المنقطع والمحتاج لإسعاف حاجته إلى أن يُنظر في أمره، ووضع فيما بين مكة والمدينة ما يصلح للمنقطع، كما فعل ذلك بين الشام والحجاز... وهذه الرعاية من قبل دولة الخـلافة ليست خاصة بالمسلمين وحدهم!، وإنما تشمل كل من يحمل التابعية الإسلامية، أي (الولاء للدولة) سواء أكان مسلماً أم غير مسلم، فقد نعم غير المسلمين بهذه الرعاية والضمانة في ظل دولة الخـلافة لقوله صلى الله عليه وسلم: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

 

جاء في كتاب (الخراج للإمام أبي يوسف): "أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأى شيخاً يهودياً على الباب فسأله عن ذلك فأجاب: إنها الحاجة والجزية والسن، فقال: ما أنصفناك أكلنا شيبتك وتركناك عند الهرم، فطرح جزيته وأمر أن يعال من بيت المال هو ومن يعوله... وجاء في عهد سيدنا خالد بن الوليد، لأهل الحيرة، وهم من النصارى الآتي: وجعلت لأهل الذمة أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين وعياله ما أقام بدار الهجرة ودار الإسلام"... وقد وصلت كفالة بيت المال أن فرض الخليفة (عبد الملك بن مروان)، راتباً لخادم المُقْعَد، وراتباً لقائدِ الأعمى! فلله دره من خليفة. بل أصبح الناس في دولة الخـلافة، لا يحتاجون إلى مساعدة بيت المال لتوفّر حاجاتهم ورفاهيتهم، فقد حدَّث يحيى بن سعد عامل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز؛ قال: "بعثني أمير المؤمنين على صدقات أفريقيا فاقتضيتها، وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيراً يقبل الزكاة ولم نجد من يأخذها منا، وقد سمعت الناس يقولون: لقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس" [المصدر: كتاب الخراج لأبي يوسف].


وختاماً فإن التشريع الإسلامي المُنفذ في دولة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة هو القادرُ الوحيد على القضاء على الفقر والجوع بالضربة القاضية!... فيعيش كل إنسان (مسلماً أو غير مسلم) متمتعاً بالرفاهية، مشبعاً لحاجاته الأساسية بيسر وسهولة شاكراً لأنعم الله رب العالمين.


وبهذه الأحكام الشرعية. كانت طريقة إشباع الحاجات وتوفير الرفاهية لكل فرد طريقة كريمة وعزيزة أبت أن يكون الفرد المحتاج ساعياً لتحقيقها بطريقة الاستجداء والتسول... فنحن أمة لا تستجدي ولا تتسول حقوقها، بل إن دولة الخـلافة الراشدة على منهاج النبوة ستُوصِلُ الحق لصاحبه معززاً مكرماً، فلا يهانُ المسلم المسكين الفقير ولا يصب ماء وجهه، فالخليفة راعٍ للناس وخادمٌ أمين لكل رعاياه!.


فمن الهدى رص الصفوف وضبطها              وصفوفنا ضعفٌ بل استقداء
ومن الهدى أخـذُ الحقوق بقـوةٍ                    وحقوقنا مّـنٌ أو استجداء!


وخاتمة الختام، فنقول:


أولاً/ هذه عشر كاملة تكفي كل واحدة منها لإزالة الغشاوة التي علقت في الأذهان جراء حملة الغرب الكافر المستعمر لتغريب الفئة المسماة "المثقفين" عن أمتهم وفكرهم التشريعي الإسلامي. إننا ندرك حجم الهجمة الغربية على الإسلام، مما أضعف فهم الإسلام في أذهان بعض أبناء المسلمين، لكنّ حزب التحرير قد آلى على نفسه وأقسم أن يكون حارساً أميناً للإسلام والمسلمين، وأن يتصدر رأس الحربة في خوض غمار الصراع الفكري والكفاح السياسي، وها هو يقودُ حرب الأفكار ضد امبراطوريات الشر الغربية المستعمرة!، فنكسب كل الجولات ضد أفكار الشر والتضليل... وإن حـزب التحرير لقادر بإذن الله على كسب كل الجولات بجدارة واقتدار.


ثانيا/ إن حـزب التحـرير يمد يده بيضاء لكل من يبتغي الحق!، ليساعده في الوعي على أفكار الإسلام العظيم، فمن كان باحثاً عن الحقيقة بحقٍ فأبوابنا مفتوحة بحق، فأقبلوا ولن تُرَدّوا، إنا بالانتظار...!.


{هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}.

 


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس محمد هاشم

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع