الخميس، 22 محرّم 1447هـ| 2025/07/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق بل إن نظام الأسد استفاد بشكل مباشر من التحالف ضد تنظيم الدولة

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 438 مرات


الخبر:


واشنطن/ إركان أفجي/ الأناضول 20/11/2014م قال وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل"، إن نظام الأسد استفاد بشكل غير مباشر من التحالف الدولي؛ الذي شُكّل لمحاربة تنظيم داعش. جاء ذلك خلال استضافة هيغل في برنامج "تشارلي روز" على قناة PBS الأميركية.

 

التعليق:


منذ اللحظة الأولى التي قامت أمريكا فيها بتشكيل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بل منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها أمريكا عن عزمها تشكيل هذا التحالف، أدرك كل ذي بصر وبصيرة أن هذا التحالف ليس لمحاربة الإرهاب، بل هو لمحاربة الإسلام ومنعا لوصوله إلى سدة الحكم، ولمحاربة المسلمين والاستيلاء على ثرواتهم ومقدراتهم، وقد قال يومها حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، مبينا حقيقة أمريكا ومبينا كذبها: "إن الحُجّة التي ساقتها أمريكا لذاك الحلف هي حجة داحضة... فالذي يكافح الإرهاب يجب أن تكون يده نظيفة منه، لا أن يكون هو أصل شجرة الإرهاب والمغذي له وصانعه على عينه! فمَنْ وراء القتل الفظيع والتعذيب الشنيع في أفغانستان والعراق وباغرام وأبي غريب وغوانتنامو؟ أليست هي أمريكا؟ ثم أليس قتل المسلمين في بورما وأفريقيا الوسطى قتلاً وحشياً تنأى عنه وحوش الغاب، أليس ذلك إرهاباً تراه أمريكا وتسمعه بل وتدعمه، فقد تصاعد التعاون الاقتصادي بين بورما وأمريكا مع تصاعد هجمات سلطة بورما على المسلمين فيها..." ثم كشف عن طبيعة العلاقة بين أمريكا ونظام بشار التي طالما ذكرها الحزب وبينها للمسلمين، فقال: "ثم لماذا نبتعد؟ فمن وراء مجازر طاغية الشام؟ أليست أمريكا هي التي تحرك جرائم بشار بستار أو دون ستار؟ فمَنْ لا يعلم أن بشار صناعة أمريكية هو ووالده من قبل؟! إنها تترك له المجال للجرائم التي تجاوزت البشر إلى الشجر والحجر، وذلك إلى أن تفرغ أمريكا من إعداد عميلٍ بديل بوجه أقل سواداً من عميلها الحالي بشار الذي أوشك على استنفاد دوره..."، أما عن زعم أمريكا أن هذا التحالف هو من أجل محاربة تنظيم الدولة، فإن حزب التحرير أيضا قال داحضا هذه الحجة: "ثم هل هناك من عاقل صاحب بصر وبصيرة يمكن أن يرى شيئاً من شيء من مصداقية لأمريكا في إنشائها حلفاً من أربعين دولة لقتال تنظيم مسلح إلا أن يكون وراء الأكمة ما وراءها، بل ومن أمامها أيضا؟ إن الأمور لم تعد تتوارى بل هي تحاك جهاراً نهاراً...!"


وأما عن حقيقة هذا التحالف الشيطاني والغاية التي من أجلها أنشئ، فقد قال حزب التحرير: "إن حلف أوباما الاستعماري القاتل للمنطقة هو من أجل دخول النفوذ الأمريكي من باب عريض يُفتح له بأيدي حكام طغاة لا يستحيون من الله ولا من رسوله والمؤمنين. لقد كان النفوذ الأمريكي يتسلق ليدخل من فتحات يدلُّه عليها الحكام في الخفاء، والآن يدخل من باب يفتحه الحكام بأيديهم دون حياء...! إن حلف أوباما ليس لمكافحة الإرهاب بل للهيمنة على المنطقة لهدفين اثنين: ضمان نهب ذهب المنطقة الأسود، وتيسير تدفقه إلى مخازن أمريكا، والثاني أن تحول بين البلاد الإسلامية وبين عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ظناً من أمريكا وأعوانها أنهم قادرون على ذلك بكيدهم ومكرهم ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾، هذان هما الهدفان اللذان تسعى لهما أمريكا، وما مكافحة الإرهاب إلا غطاء لم تتقن أمريكا نسجه فيخفي ما تحته!"


وقد سبق وأن أوضح حزب التحرير أن أمريكا وحلفاءها من الغرب الكافر وعملاءهم حكام المسلمين لا يجتمعون على خير، بل هو الشر كل الشر للأمة الإسلامية وثورتها المباركة في الشام، فقال: "إنهم اجتمعوا على أهل الشام فقط لمحاربة التكبيرات الهادرة، والهتافات الصارخة التي تعلن عدمَ الركوعِ إلا لله، وأن الشعب يريد الخلافة والحكم بما أنزل الله... هذه الهتافات كانت تصب في آذان تلك الدول، فجمعتهم الخشيةُ من الخلافة، ومن ثم ألقوا وراء ظهورهم ما كانوا يتشدقون به من ألفاظ الجرائم في حق الإنسانية، الإبادة الجماعية، المجازر الوحشية، حقوق الإنسان... كل هذه نُزِعت من قواميسهم، فكل ذلك جائز عندهم، بل هو واجب لديهم للحيلولة دون عودة الخلافة إن استطاعوا... هكذا هم اليوم، وقبل اليوم، في كيدهم وحقدهم على الإسلام وأهله ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر﴾."


من هذا كله، ومن غارات التحالف التي تصب حممها على المدنيين وتفتك بهم، والتي تقصف مواقع الجماعات الإسلامية الأخرى غير تنظيم الدولة - الذي ادعت أمريكا أن هذا التحالف من أجل القضاء عليه -، ومن الأسلحة والذخيرة التي تسقط على تنظيم الدولة (بالخطأ) فتمد بعمره وتزيد من قوته، ومن مبادرة الأمم المتحدة الأخيرة التي جاء بها دي ميستورا، ومن المبادرة الروسية المصرية، ومن محاربة تنظيم الدولة للجماعات المسلحة في سوريا وعدم سعيه لإسقاط نظام بشار، وبالتالي إشغالهم به من ناحية وانشغالهم عن محاربة بشار من ناحية ثانية، ومن اقتتال الجماعات المسلحة فيما بينها، بعد أن أغرتها أمريكا بالمال السياسي القذر من خلال قطر والسعودية وغيرهما، ومن عدم محاربة أمريكا وحلفها لبشار وتركه يستفرد بأهل سوريا فيوغل فيهم قصفا وقتلا وذبحا، دون حسيب أو رقيب، بعد أن أوعز الغرب الحاقد للإعلام المأجور بتسليط الأضواء على تنظيم الدولة وعلى أعمال التحالف، وغض الطرف عن مجازر بشار ضد أهل الشام؛ من هذا كله ومن غيره، يتضح للقاصي والداني أن بشار لم يستفد من التحالف ضد تنظيم الدولة بشكل غير مباشر كما قال هيغل، بل استفاد منه بشكل مباشر، وأن أمريكا حافظت على بشار لتبقيه في الحكم ما دام حيا كما فعلت مع المجحوم أبيه من قبلُ إن استطاعت، أو تبقيه في سدة الحكم إلى أن تفرغ من إعداد عميلٍ بديل له بوجه أقل سواداً من وجهه القبيح.


أخيرا أقول ما قاله رب العزة تبارك وتعالى في محكم تنزيله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق بوش الابن يرشح بوش الأخ

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 374 مرات


الخبر:


قال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إن فكرة ترشح شقيقه الجمهوري جيب بوش في انتخابات الرئاسة أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون تروق له.


وفي مقابلة تمت في إطار حملة الترويج لكتاب كتبه بوش عن أبيه الرئيس السابق جورج اتش دبليو بوش قال إنه يحث شقيقه على السعي ليكون ثالث الرؤساء من عائلة بوش.


وسبق أن شغل جيب بوش (61 عاما) منصب حاكم فلوريدا فترتين وهو يفكر في خوض السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2016 ويقول إنه سيبت في الأمر بنهاية العام الجاري. (رويترز 2014/11/11)


التعليق:


إن أمريكا لديها مصالح دائمة ثابتة، أما الأساليب والوسائل والسياسات فتتغير بحسب مصالحها، ولهذا فإن كان من مصلحتها أن يحكم أمريكا مجموعة من أفراد عائلة واحدة لسنوات وسنوات، أو كان من مصلحتها أن يحكم أي بلد آخر يتبع لها مثل سوريا أفراد عائلة أو طائفة واحدة سيقومون ويؤيدون ذلك... وعليه فليس مستغربا أن يحكم أمريكا الأب ومن بعده الابن، والآن يُراد ترشيح الابن الآخر لرئاستها، طالما أنهم يرون في ذلك مصلحة لهم.


إن أصحاب القرار في أمريكا إن رأوا بأن سياسة أوباما وحزبه وإدارته تضعفهم في قيادة العالم، فسُيبرزون غيره للترشح والفوز بغض النظر من عائلة بوش أو غيره...


إن أمريكا رغم تتالي الأزمات عليها ورغم اهتراء بنيتها الفكرية والفعلية إلا إنها ما زالت تتحكم في المشهد مع بعض التشويش عليها هنا أو هناك... ومحاولات لإفشال خططها والصراع على بعض مصالحها هنا وهناك... إلا أن هذا التحكم في المشهد ليس نتيجة قوة، وإنما لغياب البديل الحقيقي عن الساحة، وإنه وبمجرد أن ينهض هذا البديل الحقيقي من غيبوبته فستسقط العصا التي تتوكأ عليها أمريكا فيظهر للعالم حينها أنها ليست على قيد الحياة وأنها ميتة...


ما لا تدركه أمريكا بأنها ورغم أنها تمكر بالعالم والمسلمين كي يبقى جسدها في غيبوبة فتستمر في نهب هذه الأمة وسلبها وتمزيقها، ولكن الله أيضاً يمكر، والله خير الماكرين. إننا متيقنون بأن وعد الله سيتحقق لا محالة، فوعد الله حق ولن يخلف الله وعده.


﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق الإسلام هو القادر على محو العبودية الحديثة (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 927 مرات


الخبر:


يعيش نحو 36 مليون من الرجال والنساء والأطفال هذا العام تحت رحمة العبودية حول العالم، وذلك حسب الإصدار الثاني من مجلة Global Slavery Index التابعة لمنظمة المسير الحر Walk Free واصفة الأمر بالجريمة المخفية والأعمال الكبيرة، وقد أرجعت المنظمة سبب هذه العبودية إلى عملية استغلال مبدأ الحرية الفردية، أما العبودية الحديثة فيقع تحت مسماها الكثير من الأعمال كالاتجار بالبشر والديون والعمالة القسرية والزواج الإجباري والدعارة وبيع واستغلال الأطفال.


التعليق:


أشار الاستطلاع بأن العبودية الحديثة موجودة في الدول الـ167 التي أجري فيها، حيث تتصدر الهند (أكبر دولة ديمقراطية في العالم) بـ14 مليون من أصل 1.2 مليار شخص يتبعون نظام العبودية الحديثة، وتتبعها الصين بـ3.2 مليون والباكستان بـ2.1 مليون وأوزبكستان بـ1.2 مليون وروسيا بـ1.05 مليون ونيجيريا بـ834.200 والكونغو الديمقراطية بـ762.200 وإندونيسيا بـ714.100 وبنغلادش بـ680.900 وتايلاند بـ475.300 شخص، حيث إن الدول العشر السابقة تشكل 71% من مجموع الأشخاص الذين يعيشون تحت ظل العبودية والبالغ عددهم 35.8 مليون، أما أعلى معدل انتشار من العبودية الحديثة كنسبة سكان فيوجد في موريتانيا، ولأوروبا نصيبها في هذا النظام بـ566.000 شخص، وفي مقدمتها تركيا بـ185.000 شخص، وفي الوقت نفسه تثبت هذه الأرقام أن العبودية لا علاقة لها بالفقر.


إن تجريد الملايين من البشر من النساء والأطفال من إنسانيتهم في مواجهة الاستغلال الاقتصادي والجنسي هو من نتائج المبدأ الرأسمالي، وقد أنتج هذا المبدأ من خلال قيمه الوضعية في الاقتصاد والفائدة أنانية واستغلالية الحكام وأرباب العمل والأقليات الغنية بتحويل هذا العالم إلى جنة لهم بينما تذهب حقوق وقيم الآخرين سدى، وعلى النقيض من الرأسمالية، فإن مبدأ الإسلام ليس من صنع البشر، بل هو من صنع الله خالق البشر، فالإسلام يهدف إلى منع الطغيان في أي شكل من الأشكال، بما في ذلك القضاء على استعباد الأفراد، فقد قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ».


إن الهدف من فهم الاقتصاد في الإسلام وفهم السياسات الاقتصادية هو فعالية توزيع الثروة، حيث يتم الوفاء بالاحتياجات الأساسية لجميع الأفراد، بينما هو في الوقت نفسه أيضا تمكينٌ لكل شخص من توفير السلع الكمالية، أما الزنا والبغاء ولا سيما مما اضطر إلى ممارسة البغاء فالعقاب شديد، وذلك لردع أولئك الذين يتوقون للحصول على الربح من خلال الاستغلال الجنسي للنساء والأطفال، وقد حثّ الإسلام المسلمين على العناية بمن حولهم، من أقارب وجيران وآخرين، وكذلك إلزام الدولة بسداد الديون عن الشخص الذي لا يستطيع القيام بذلك، فهذه المبادئ من طريقة الإسلام في معالجة الفقر، وأي شكل من أشكال القمع، بما في ذلك العبودية، فالإسلام يهدف إلى توفير السلام والعدالة مرة أخرى في أي مكان في العالم في أي وقت - بمجرد تنفيذ أحكامه مرة أخرى ضمن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم خالد

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أكبر مصدر للنفط في العالم يعجز عن مواجهة الأمطار!!

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 710 مرات


الخبر:


أمطار العاصمة تخلف 102 حادث مروري وتعطل 12 إشارة ضوئية (صحيفة الرياض 2014/11/23 )


أمطار الرياض تُغرق السيارات في حي السويدي (صحيفة الواقع الإلكترونية 2014/11/23)

 

أمطار جدة تغرق الشوارع وتتسبب في التماسات وتلفيات (صحيفة الرياض 2014/11/23)


أمانة جدة تقوم بإغلاق نفق "السبعين" مع فلسطين بعد ان غرق بالأمطار (صحيفة قبس الإلكترونية 2014/11/22)


شوراع المدينة المنورة تغرق بالأمطار..ومواطنين يستنجدون (صحيفة يوميات الإلكترونية 2014/11/23)


أمطار الباحة.. حوادث واحتجازات وتنبيهات "الأرصاد" تتوالى (صحيفة سبق الإلكترونية 2014/11/23)

 

التعليق:


ما زالت الجهات الحكومية السعودية تتفاجأ كل عام بمواسم المطر وكأنها المرة الأولى، وكأن المطر حادث طارئ لا يمكن توقعه أو التحوط منه!!.. وما زالت مواسم الخير في كل عام تتحول أتراحا في بلاد الحرمين بسبب فساد البنية التحتية في كل بقاع البلاد وفساد القائمين عليها..


كلنا يعلم حجم المشاريع الضخمة التي تقر كل عام لعلاج هذه المشكلة منذ عشرات السنوات...


وكلنا يعلم الميزانيات الضخمة التي تخصص كل عام لمثل هذه المشاريع...


وكلنا يعلم أن هذه المشاريع لا تنفذ، وكلنا يكتشف مع أول عاصفة أمطار أنها إن نفذت فقد نفذت بغير المواصفات التي وضعت لها وبغش وخداع واضحين يدل على استهتار واضح في حياة الناس وإهمال متعمد في رعاية شؤونهم...


كلنا يذكر أيضا مآسي جدة وتبوك وغيرهما قبل سنوات.. وكلنا يعلم أنه لم يتغير شيء منذ ذلك الحين، وأن ما حصل بالأمس يتكرر اليوم - إلا أن يتداركنا الله بلطفه ورحمته - دون أن يرف طرف لأصحاب الصلاحية والمسؤولية...


كلنا يذكر أيضا تأسيس هيئة نزاهة على إثر كوارث جدة، بحجة مكافحة الفساد.. ولكننا نعلم أيضا أن كل تحقيقات نزاهة وغيرها كانت تتوقف عند حد معين لا تستطيع تجاوزه.. ثم لا تحقق شيئا يذكر.. والدليل ما نراه من تكرار للمآسي دون حساب أو عقاب...


وكلنا يعلم أن إمكانيات الدولة قادرة على حل كل هذه المشاكل وإيقاف كل هذه المآسي في شهور قليلة لو وجدت القيادة المخلصة التي تحرص على شؤون رعيتها...


واهمٌ من يظن أن هذا الفساد سببه مقتصر على مقاول أو مهندس أو حتى محافظ أمين محافظة.. بل إنه فساد منظومة كاملة، رأسها وأطرافها، منظومة لا ترعى شؤون رعيتها كما أمر الله، بل همها جمع المال وإنفاقه على مصالحها، ومصالح أسيادها الأمريكان والإنجليز وعلى مخططاتهم ومؤامرتهم.. هي منظومة لا تعي «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ولا تفقه سيرة من كان يخشى أن يسأل عن بغلة إذا لم يمهد لها الطريق...


إن هذه الكوارث والأحداث تزيدنا يقينا أن علينا حث الخُطا لرفع هذا الأذى المتمثل بهذه المنظومة الجائرة عن رقاب المسلمين المستضعفين، وإنقاذ دنياهم وآخرتهم بدولة الإسلام الحقيقية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ترعى شؤون الناس بحق، فتطهر بلادهم من الفساد وتقطع دابر المفسدين وتكشف زيف مدعي تطبيق الإسلام، فتقيم فينا ما يرضي الله ورسوله، إسلاماً حقيقياً كاملاً شاملاً في الرعاية الداخلية وفي السياسة الخارجية، ترحم الناس وترعى شؤونهم وترفع كل أذى عنهم وتتبنى مصالحهم، فتقودهم إلى راحة الدنيا والآخرة.. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾...

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني - بلاد الحرمين الشريفين

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف عرض الفتن على القلوب

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 893 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ؟ فَقَالَ قَوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ، فَقَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ، قَالُوا: أَجَلْ، قَالَ: تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ، قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هواه"


رواه مسلم


قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا مَالِكٍ مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا؟ قَالَ: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا؟ قَالَ: مَنْكُوسًا


ومعنى تعرض الفتن: أنها تلصق بعرض القلوب، أي جانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصاقها به، وقيل معنى عودا عودا: أي تعاد وتكرر شيئا بعد شيء، وقوله كالحصير: أي كما ينسج الحصير عودا عودا وشظية بعد أخرى


وقال الخطابي معناه : تظهر على القلوب أي تظهر بها فتنة بعد أخرى، كما ينسج الحصير عودا عودا وشظية بعد أخرى.


وقال القاضي عياض: وذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودا أخذ آخر ونسجه فشبه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدا بعد واحد وقوله صلى الله عليه وسلم: فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، معنى أشربها:

 

دخلت فيه دخولا تاما وألزمها وحلت منه محل الشراب، ومعنى نكت نكتة: نقط نقطة


أما قوله صلى الله عليه وسلم: (حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)

 

أي تصير قلوب أهل ذلك الزمان، أو يصير الإنسان باعتبار قلبه، أو يصير قلبه على قلبين أو صنفين أحدهما أبيض مثل (الصفا) أي : مثل الحجر المرمر الأملس من غاية البياض والصفا، والآخر (أسود مرباد) أي: صار كلون الر‌‌ماد، من الربدة لون بين السواد والغبرة شبهه ب (كوزا مجخيا) أي: مشبها من هو خال من العلوم والمعارف بكوز مائل لا يثبت فيه شيء ولا يستقر، فلم يبق فيه عرفان ما هو معروف ولا إنكار ما هو منكر إلا (ما أشرب) أي القلب (من هواه) أي : فيتبعه طبعا من غير ملاحظة كونه معروفا أو منكرا شرعا.


قال القاضي عياض رحمه الله: ليس تشبيهه بالصفا بيانا لبياضه لكن صفة أخرى لشدته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل، وأن الفتن لم تلصق به ولم تؤثر فيه كالصفا وهو الحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء، قال القاضي - رحمه الله - شبه القلب الذي لا يعي خيرا بالكوز المنحرف الذي لا يثبت الماء فيه، وقال صاحب التحرير معنى الحديث: أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصي دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة وإذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام والقلب، مثل الكوز فإذا انكب انصب ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك

 

ومما ر واه الترمذي


(إِنَّ الْمُؤمِنَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَعْتَبَ صَقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذلِكَ الرَّانُ الَّذِي قَالَ اللهُ تَعَالى: [كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُون])


ومعنى الران:-


قال مجاهد: هو الرجل يذنب الذنب، فيحيط الذنب بقلبه، ثم يذنب الذنب فيحيط الذنب بقلبه، حتى تغشي الذنوب قلبه .. ونحوه عن الفراء; قال: يقول كثرت المعاصي منهم والذنوب، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها. وروي عن مجاهد أيضا قال: القلب مثل الكف ورفع كفه، فإذا أذنب العبد الذنب انقبض، وضم إصبعه، فإذا أذنب الذنب انقبض، وضم أخرى، حتى ضم أصابعه كلها، حتى يطبع على قلبه.


يا خير أمة أخرجت للناس: كونوا صابرين محتسبين راضين بأمر الله مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، اجعلوا قلوبكم متعلقة بما عند الله وبلقاء الأحبة محمد وصحبه وغير متعلق بهذة الفانية الزائلة فلسوف يعطيكم ربكم فترضون والعاقبة للتقوى، اشحذوا هممكم وشمروا عن سواعدكم لتقفوا في وجه النظم الظالمة الباغية، فقد تكفل الله بحفظكم ومؤازرتكم، إن جند الله امتطوا ظهور الخيل لنصرة أتباع الحق، لا تحزنوا لما أصابكم ولا تحزنوا لما فاتكم، آن الأوان أن نتتطلع إلى الفردوس الأعلى


اللهم عمِّر قلوبنا بالإيمان وثبت قلبنا على دينك وحسبنا الله ونعم الوكيل


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

تلخيص كتاب التفكير 4

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 2050 مرات

 

أما التفكير في الكون والإنسان والحياة فهو ليس تفكيرا في الطبيعة؛ لأن الطبيعة أكبر من ذلك، وليست تفكيرا في العالم؛ لأن العالم كل ما سوّى الله تبارك وتعالى، وبحث العالم يشمل الشياطين فهو لا يعنيه، وبحث الطبيعة لا يغني الإنسان عن البحث في كونه وماهيته. إن الكون والإنسان والحياة هو مما يقع عليه الحس، وذلك أن الإنسان يدرك وجوده ويدرك الكون الذي يعيش فيه، فيبدأ بالتساؤل عما قبل هذا الكون وعما بعده، وتوجد عنده العقدة الكبرى، فهو إن لم يحلها حلا قطعيا تظل التساؤلات ترجع عنده. وهذا التفكير أمر حتمي، لأن الإحساس بالكون والإنسان والحياة أمر حتمي، ومن الناس من يتجاهل حل العقدة الكبرى ومنهم من يحلها، وبالعادة فإن الإنسان يقوم بطرح الأسئلة على أهله، ولثقته فيهم يوقن بأن إجابتهم هي الصواب، ولكن من الناس بعد البلوغ من لا يطمئن لهذه الإجابات فيحاول التوصل إلى الإجابة بنفسه. ذلك أن الحل إن لم يكن موافقا للفطرة تبقى التساؤلات تراود الإنسان، وإن حلها حلا لا يوافق الفطرة تبقى هذه التساؤلات تزعجه.


إن الشيوعية قد تجنبت التفكير في الكون والإنسان والحياة إلى التفكير في المادة، فأرجعت أصل هذه الثلاثة إلى المادة، والمادة جرتهم إلى المختبر، وأما الكون والإنسان والحياة فلا يخضع لها، فالتساؤلات تحتاج إلى تفكير عقلي وهم ينتقلون إلى التفكير العلمي، وبذلك يبقى الحل حلا لأفراد وليس لأمة، ولا دخل له بالحياة. إن حل العقدة الكبرى فيه جانب عقلي وجانب إشباع الطاقة الحيوية، والتفكير يجب أن يشبع الطاقة الحيوية، وإشباع الطاقة الحيوية لا بد أن يكون موافقا للعقل، وبهذا يكون الحل صحيحا وليس تخيلات، ولا بد أن يكون جازما حتى لا تعود التساؤلات للإنسان. صحيح أن الطاقة الحيوية تدفع الإنسان للإشباع وحل العقدة الكبرى، ولكن هذه الطريقة غير مأمونة العواقب، إذ قد تؤدي إلى الإشباع بالفروض والتخيلات، ولا يكون الحل صحيحا، فلا بد أن تحل العقدة الكبرى بالتفكير الذي يتوافق مع الغريزة.


أما إشباع الحاجات الأخرى فإنه يتطلب التفكير في العيش، ولكن هذا التفكير إن لم يكن مبنيا على النظرة إلى الحياة (لأن الإنسان يعيش في الحياة، فلا بد أن يكون تفكيره في العيش مبنيا على التفكير في الحياة)، فإنه لا يكون راقيا. صحيح أن التفكير في العيش يسبق التفكير في الكون والإنسان والحياة، ولكن حتى يكون الإشباع والتفكير في العيش راقيا لا بد أن يكون مبنيا على التفكير في الكون والإنسان والحياة. وصحيح أن ترك التفكير في العيش يؤدي بالإنسان من التفكير في عيش نفسه إلى عيش عائلته، ومن عيش عائلته إلى قومه ولكنه يبقى تفكيرا أنانيا لا راقيا. ولا بد أن يكون التفكير في العيش يؤدي الغاية من العيش، وأن يكون تفكيراً مسئولا، أي أن يفكر رب الأسرة مثلا في أهله، وبهذا يمكن أن يرتفع التفكير عن مستوى تفكير الحيوان، وهذا أقل ما يمكن اشتراطه وهو لا يعني بالضرورة أن يكون التفكير راقياً.


إن التفكير في العيش هو الذي يصوغ شكل الحياة، ونظرة إلى المبدأ الرأسمالي، الذي وإن صاغ تفكيره بالعيش بناء على الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة، وإن كان قد حقق نهضة للشعوب التي اعتنقته، إلا أنه جلب لهم الشقاء والبؤس، وجعلهم في حالة شقاق ونزاع على رغيف الخبز، فالرأسمالية تخلو من المسئولية ومن التفكير بشكل مسئول. أما الاشتراكية فهي وإن كانت قد جاءت لتوجد المسئولية، إلا أنها لم تصمد أمام الحياة وتحولت إلى الرأسمالية، فنظرة العيش حاليا رأسمالية غير مسئولة بحتة في كل العالم ولا بد من التحول عنها. صحيح أن التفكير بالعيش هو تفكير في إشباع الطاقة الحيوية، ولكن بدلاً من أن تكون هذه العلاقة بالرغيف بين الإنسان والإنسان هي علاقة أثرة، يجب أن تكون علاقة إيثار، فيفرح الإنسان عندما يعطي كما يفرح بالأخذ. وهذا لا يعني التفكير بإشباع الطاقة الحيوية للغير، ولكن يجب أن يتم التفكير بإشباع الطاقة الحيوية للنفس مع التفكير بالغير بشكل مسئول.


إن الحقيقة تعني مطابقة الفكر بواقع، فبعد نقل الواقع عن طريق الإحساس إلى الدماغ، وإصدار الحكم، إن كان الحكم مطابقا للواقع (مثل القول أن المجتمع مجموعة أفكار ومشاعر وأنظمة) كان هذا الحكم حقيقة، وإن كان غير مطابق للواقع (كالقول بأن المجتمع أفراد) فليس بحقيقة، بدليل أن مجموعة الأفراد في الباخرة لا يشكلون مجتمعا لعدم وجود علاقات بينهم، وعندما يكون الفكر مطابقا للواقع فإنه يكون متجاوبا مع الفطرة. ولا يقال أن الأشياء التي لا يقع عليها الحس لا يمكن الحكم عليها أنها حقيقة لأن شرط العملية العقلية هو الإحساس بواقع، لأن الإحساس بأثر الشيء يدل على وجوده ويكون حقيقة مثل وجود الله، ولكن ذات الله لا تقع تحت الحس وبالتالي لا نستطيع الحكم عليها.


يجب الانتباه إلى المغالطات في الحقائق، مثل محاولة طمس حقيقة بحقيقة أخرى، أو محاولة خلط فكر بحقيقة، أو التشكيك في حقيقة، مثلا أن اليهود أعداء للمسلمين حقيقة وأنهم أعداء لأهل فلسطين حقيقة، ولكن الحقيقة الثانية هي الظاهرة، فاتخذت أداة لطمس الحقيقة الأولى. هناك مغالطات تصرف عن الحقائق بإيجاد أعمال تصرف عن الحقيقة، فمثلا كون الأمة لا تنهض إلا بالفكر قام الغرب بصرف الناس عنها، بتشجيع الأعمال المادية مثل الإضرابات، وإيهامهم بأن النهضة تحصل بالأخلاق.


لا بد من التمسك بالحقائق والتمييز بينها وبين الوقائع، فهناك أمور أو آراء وليدة ظروف وهي خاصة بتلك الظروف، فلا يجب الخلط بينها وبين الوقائع، كحقيقة أن الساحل ثغرة ينفذ منها الغرب إلى البلاد الإسلامية، وكواقع أن الصليبيين قد هزموا المسلمين وقتها، فأهملت حقيقة أن الساحل ثغرة يجب سدها إلى واقع أن الصليبيين قد هزموا المسلمين. لا يصح تجريد الفكر من الظروف الخاصة به، ولكن الحقيقة لا يصح أن ينظر فيها إلى الظروف، لا سيما أن الحقائق تؤخذ بالطريقة العقلية وبالجانب اليقيني منها، وليس بالطريقة العلمية الظنية.

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع