دعوة لحضور وتغطية مسيرة جماهيرية لحزب التحرير في مدينة غزة في ذكرى هدم الخلافة
- نشر في فلسطين
- قيم الموضوع
- قراءة: 1373 مرات
\n
عانت الأمة الإسلامية بغياب دولتها ويلات الحروب والتقسيم وتمكّن منها عدوّها بعد أن خطّط لذلك سنوات طوالًا.
\n
فحلّت القوانين الوضعية مكان حكم الله رغم تحذير ربّنا منها بأنّها أحكام جاهلية ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. وأنّها أحكام طاغوت علينا اجتنابها ولفظها كما تلفظ النواة ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾.
حلّت هذه القوانين البشرية فضمنت للأقليّة نسبة كبيرة من الثروات وتركت الأغلبية تحيا في فاقة وفقر: حصتها فتات ضئيل حقير لا يغني ولا يسمن من جوع.
لقد ساد النظام الرأسمالي العالم وقاده وعمل على النيل من الإسلام بعد سقوط دولته وتمزيق جسد أمته وتفنّن في ذلك بنشر ثقافته وفرض مفاهيمه الفاسدة حتى صارت الأمّة ضعيفة مريضة منهكة لا تقوى على الحراك، مكبّلة بقيود التبعية وبحكم طغاة جبابرة، وصارت تقاد من طرف عدوّ حذّرها منه ربّها في آيات عديدة وأوجب عليها البراءة منه.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ﴾.
إنّ ما خُطِّط ودُبِّر لهذه الأمّة العظيمة التي لم يعرف التاريخ حضارة أعرق ولا أطول من حضارتها لتشيب منه الولدان وتجفّ له دموع المقل لهول ما حيك من مؤامرات حتى يُقضَى على دولتها حاضنة دينها وحامية أعراضها.
ولم يهنأ بال أعدائها بل يسعون دائمًا لإحكام قبضتهم حتى يحولوا دونها ودون عودتها لما كانت عليه من عزّ وأنفة وسيادة؛ لأنّهم يعلمون علمًا لا شك فيه أنّها مارد لن يطول نومه وأنّها ستضحّي بكل غالٍ ونفيس من أجل دينها؛ لذلك هم يبحثون ويدرسون أحوال الشعوب ويحاولون السيطرة على الأوضاع التي بدأت تنذرهم بخطر الإسلام وعودته إلى الحياة.
فقد أصدرت مؤسسة \"راند\" الأمريكية - إحدى أهم المراكز البحثية - التابعة للقوات الجوية الأمريكية، تقريرًا يؤكد على فكرة أساسية مفادها أنّ الصراع القادم بين العالم الغربي والإسلامي ليس صراعا عسكريا أو أمنيا، بل هو صراع فكري.. له أدوات وأسلحة جديدة!
هؤلاء هم أعداء عودة الإسلام كنظام للحياة؛ يكيدون له وينكّلون بكلّ من يسعى لإعادته فيحاربونه لأنه يعمل ضدّ مآربهم ونواياهم ويفشل مخططاتهم.
لقد لاحت بشائر الفجر وأشرقت الشمس بعد مغيب وحان وقت العودة ولا بدّ للأمّة الخيّرة أن تستعيد مكانها وتعيد للبشرية الأمن والعيش الكريم، آن الأوان للإسراع إلى تغيير هذه الأنظمة الوضعية البشرية التي ألغت أحكام شرع الله وأذاقت الناس الذّل والهوان، ولمّ شتات الكتاب والسلطان: «الإِسْلامُ وَالسُّلْطَانُ أَخَوَانِ تَوْأَمٌ، لا يَصْلُحُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلا بِصَاحِبِهِ، فَالإِسْلامُ أُسُّ وَالسُّلْطَانِ حَارِسٌ، وَمَا لا أُسَّ لَهُ مُنْهَدِمٌ، وَمَا لا حَارِسَ لَهُ ضَائِعٌ» رواه ابن عباس مرفوعا.
من أعظم ما فرضه الإسلام على المسلمين هو العمل لإقامة دولته ولأنّ هذه الفريضة غائبة مغيّبة ولأنها تاج يوضع على رأس جميع الفروض الأخرى بقيامها على الوجه الصحيح تقام على أكمل وجه وبغيابها تضيع.
فهذا الفرض وما له من مكانة عظيمة في الإسلام تفطّن إليها العدو وضرب الأمّة في مقتل، ولهذا لا بدّ لأمّة الإسلام حتّى تنجح في معركة وجودها وتفوز في قضيتها المصيرية أن تعمل مع الصادقين من أبنائها والمحبّين لله ولدينه حتى تعود دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتحكم العالم بشرع ربّها وتخرج العالمين من ظلمات الأحكام الوضعية الفاسدة إلى نور حكم رب السماوات والأرض.
لقد آن أوانه وصار قاب قوسين أو أدنى بمشيئة ربّ رحيم، وعد: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ وهو ناصر المستضعفين ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
فلا تتخلّفي أمّة الإسلام واعملي على نصرة دين ربّك واستعيدي دورك وشهادتك حتى ترضي ربّك وحبيبك محمداً ﷺ وتقيمي الأحكام كاملة غير منقوصة في ظل دولة واحدة يؤمّها خليفة واحد.
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت
\n
\n
إن الرأسمالية هي مبدأ: نظام منبثق عن عقيدة. له وجهة نظره الخاصة عن الأفعال والأشياء والمفاهيم. وهي قطعًا مناقضة للمبدأ الإسلامي، ابتداءً بمصدر المبدأ ومرورًا بنظرته للعقدة الكبرى عن الكون والإنسان والحياة، وما قبلها وما بعدها وعلاقتها بكليهما.
\n
فالمبدأ الرأسمالي هو مبدأ وضعي منبثق عن عقيدة فصل الدين عن الحياة التي نتجت كردَّةِ فعلٍ على سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى وتزمُّتِها. وبالتالي فإن النظام الرأسمالي يقوم على فكرٍ يخدم هذه العقيدة؛ فكل مفهوم في الرأسمالية يقوم على إبعاد الدين، وتقديس البشر وآرائهم، فالمجتمع الرأسمالي مجتمع فرديٌ يقدِّس الفردَ ويرى أن المجتمع يدور حول الفرد، أو هو مجموع أفراد إن وُفِّرت لمجموعهم الخدمات سعد المجتمع، وأنَّ السعادة تكون في الحصول على أكبر قدرٍ من المُتع الجسدية. والطريقة كذلك هي من جنس الفكرة وتخدم توظيفها التوظيف الذي يضمن بقاءها وسيطرتها في المجتمع.
وهو بذلك يناقض الإسلام رسالة الله الخالدة للبشر، القائم على توحيد الله سبحانه، وتعبيد البشر لربِّ البشر. وأنَّ هذه الحياة الدُّنيا حياةُ ممر لا مقر، وأن وجود الإنسان فيها إنما هو لعبادة الله، ليحقق الاستخلاف في هذه الأرض بطاعته لله سبحانه. فتوحيد الله وعبادته هو الرابط بين أفراد المجتمع، ومقياس السعادة فيه تكون بالالتزام بأوامر الله والانتهاء عن نواهيه.
أما المبدأ الرأسمالي فلا يجيب على تساؤل الفرد عن سبب وجوده في الحياة الدنيا وما مصيره بعد هذه الحياة الدُّنيا، بل إنَّ الحياة عنده لهوٌ ولعبٌ وتحصيل متعٍ بالقدر الأكبر، فيظلُّ الفرد يدور في دوامة الجوعات وإشباعها بأي طريقةٍ ممكنة.
بهذا يتَّضِحُ تناقض الرأسمالية مع الإسلام، في الأصل والفروع، وبالتأكيد التناقض التام في النظرة لكلٍ من الرجل والمرأة: دورهما في المجتمع، والعلاقة بينهما: ماهيتها وكيف يجب أن تكون، وما علاقتها بالمجتمع كَكُّل.
فالنظرة للإنسان بداية في الرأسمالية كانت من زاوية تقديسه، وإعطائه المجال لإشباع كل غرائزه - إضافةً لخلطهم بين الحاجات العضوية والغرائز - ولا عجب أن تنتشر أمثال كالغاية تبرر الوسيلة، والقانون لا يحمي المغفلين، وغيرهما مما تشجع على الجشع وترسم للنفس البشرية حافزًا كبيرًا يجعلها تسعى خلف الشهوات لإشباع جوعات الجسد دون أي مبالاة بأي قاعدة أو حدود تُرسم لتنظيم الأمر، حيث لا يُنظر للحياة الأخرى بمنظار الحساب والعقاب، ولا يُحسب لها حساب.
لذلك فإن الطريقة في المبدأ الرأسمالي تخدم مثل هذه الأفكار وتضمن تطبيقها، حيث يُعمل على انتشار الفواحش والسفور والتَّعري لأنها حسب نظرتهم للحياة السبيل للسعادة وإشباع الشهوات. فانتشار نوادي الرقص والفجور وتجارة الجنس والتجارة بالبشر أمرٌ طبيعيٌ في الرأسمالية، رغم القوانين التي يزعمون أنَّها تقنن هذه الأفعال أو تجَرِّمها، فمثل هذه القوانين فاشلة من ناحيتين؛ الأولى كونها تأتي بعد وقوع الفأس بالرأس، فعقيدة الفرد والمجتمع كلُّه والنظم الحاكمة تجعل الفاحشة أمراً طبيعياً وتسمح بالزنا واللواط والسُّحاق وتنظر للأمر على أنه حرية فردية، فكيف بعد ذلك تُجرِّمُها القوانين؟ أليس في هذا تناقض مع المبدأ ذاته؟
والثانية كونُها لا تشكِّل عقابًا رادعًا لمثل هذه الجرائم، بل إنها أقل من القليل الواجب فعله لمنع مثل هذه الجرائم إن كانوا حقًا يريدون منعها. لكنَّهم فتحوا الباب واسعًا أمام الفرد ليبطش ويُفسد باسم الحريَّات، وأتلفوا بذلك فطرة الفرد، وطُهر المجتمعات، ولن يستطيعوا بقوانينهم ومبادئهم الوضعية أن يوقفوا هذا الفساد المنتشر كالنار في الهشيم.
فوسائل الإعلام، وسياساتها المتَّبعة مثلاً في اختيار العاملات الأكثر جمالاً، وبرامجها القائمة على الفكر الحيواني الذي يجعل من إعلان صابون الحلاقة الرِّجاليّ غير ناجح إلا بظهور امرأة عارية متمايلة معه! ومسلسلاتها التي لا تخلو مشاهدها من الاختلاط والعرُيِّ والفجور تحت مُسمَّيات الحب والصداقة والعمل والزمالة وغيرها مما يذِرُّ الرَّماد في العيون. إضافة لمناهج التعليم التي بُنيت على الفكر الرأسمالي الغربي، فكانت في كل تفاصيلها تربي النشءَ على استسهال الفاحشة واستحلال الحرُمات حيث تزرع فيهم الفكر الذي يقدِّس الحريَّات ويجعل الخيانة الزوجية أمراً طبيعياً بينما يهاجم تعدد الزوجات والزواج المبكر بحجج واهية عقيمة. فضلاً عن القوانين الوضعية التي تبيح التعري والاختلاط والسُّكر.
هذا أمرٌ خجلت منه المبادئ الأخرى، ولم يُجاهر به إلا في ظل الرأسمالية البغيضة حيث كان الزنا والفواحش محرمة قبل ظهورها، إذ يُذكر أن الزنا والتَّعري والاختلاط كانا من الأمور المشينة في القرون الوسطى قبل الثورة الصناعية وظهور المبدأ الرأسمالي! إذ ينحطُّ بالفطرة السليمة لمكانة ينأى عنها العقلاء وترفضها القيم السامية السليمة. ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾.
وما حوادث ولادة توأم كلٌّ منهما لأب، أو مسيرات علنية لزواج الشواذ والمطالبة بسن قوانين تحميهم، أو قصة أصغر أم في العالم التي حملت سفاحاً من صديقها، إلا نماذج تدلل على جرائم الرأسمالية بحق البشرية، وانتهاكها لمفاهيم العفة والطهر والنقاء. أفما آن لنا أن نتخلص من شرور الرأسمالية وعفنها؟؟
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال
\n
\n
دعا الرئيس أوباما في الثالث من شهر آذار/مارس الفائت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست وهي السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان إلى قمة بمنتجع كامب ديفيد خلال الربيع الحالي تبحث سبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والمجلس، وقد بدأت اللقاءات يوم 2015/05/14م.
\n
أمريكا تنفق الكثير وخاصة على جيوشها في كل بقاع العالم وهي تركز على العالم الإسلامي لأنها ترى أن الخطر على المبدأ الرأسمالي وعليها لا يأتي إلا من المسلمين لتطلعهم إلى دولة على أساس الإسلام.
إلا أنها بعد حربها على أفغانستان والعراق أصبحت تعتمد في الحروب على أهل البلاد أنفسهم وأبقت على جيوشها في الثكنات، وهذا يتطلب أيضًا نفقات وأموالاً للسلاح وشراء الذمم كما هو حاصل في اليمن وسوريا والعراق الآن. فأين ستجد أمريكا الأموال؟
لقد صنعت أمريكا آلة الخوف الإيرانية لدول الخليج من قبلُ، ولكنها هذه المرة بشكل أبرز حيث إن إيران تبسط نفوذها على كل من العراق بشكل كامل وعلى سوريا واليمن بشكل جزئي استجابة لطموحاتها وخدمة لمصالح أمريكا.
وقد ظهر القلق والخوف على دول الخليج من هذا الجار المزعج وهذا ما تريده أمريكا لطرح مشاريع الحماية بما تقتضيه من بيع سلاح وإشراك هذه الدول في النفقات على الترسانة الحربية والقواعد الأمريكية البرية منها والبحرية بحجة أن من مهماتها حماية دول الخليج.
فقد صرح أوباما قبل هذه القمة في واشنطن وكامب ديفيد \"للشرق الأوسط\": \"أن بلاده مستعدة لاستعمال كل عناصر القوة لحماية أمن دول الخليج العربية من التهديدات ضمن حماية مصالح واشنطن في الشرق الأوسط\". وقال أيضًا: \"إن الاجتماعات مع المسؤولين الخليجيين اليوم وغدًا (14 و15) فرصة للتأكيد على التعاون بشكل وثيق من أجل مواجهة تصرفات إيران التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط\". وقال \"يجب أن لا يكون هناك أي شك في التزامات الولايات المتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي\".
وقد شجع أمريكا في هذا الاتجاه سرعة استجابة أغلب دول المنطقة للانخراط في حلفها الأول ضد تنظيم الدولة وانخراطها في حلفها الثاني ضد الحوثيين وهي أحلاف تناولها حزب التحرير بالشرح والتحليل السياسي وحكم الشرع فيها وأنها مخططات أمريكية لقتل المسلمين بأيدي المسلمين. ولكن الركيزة الأولى لأمريكا في محاولتها هذه لجرّ دول مجلس التعاون من العمالة البريطانية إلى العمالة الأمريكية هي وصول سلمان بن عبد العزيز إلى السلطة في السعودية.
لقد انكشف للعموم دور إيران في خدمة المصالح الأمريكية وانكشف التعاون العسكري بينهما خاصة الأخير منه في العراق وسوريا واليمن، وظهرت إيران بمظهر البلد المتمدد والمهدد لأمن دول الخليج. فاستغلت أمريكا ذلك وروجت بأحقية تخوف دول الخليج من تهديدات إيران وعرضت الحماية والسلاح وإرسال الخبراء والمدربين.
فقد أوردت \"الحياة\" في 2015/05/13م تحت عنوان: \"إصرار خليجي على تفعيل الضمانات الدفاعية الأمريكية\" تصريحاً لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية: \"إن واشنطن ملتزمة بالكامل بأمن الخليج وأن حماية الأمن البحري والدفاعي لدول مجلس التعاون جزء حيوي من القمة\"، وأضاف: \"لن تقبل واشنطن بتهديد أي طرف خارجي أمن حلفائها وأن الوجود الأمني والبحري من خلال حاملة الطائرات روزفلت وحاملة الصواريخ نورماندي هو لحماية أمن الخليج\". وذكر وجود \"سبع سفن حربية في المنطقة والفيلق الخامس\". وإن كانت هذه التصريحات شبيهة أو تكرارًا لما قاله أوباما إلا أنها تعني مشاركة دول الخليج في تمويل وصيانة هذه الترسانة الحربية.
كما قالت مصادر دبلوماسية عربية \"للحياة\" أن الجانب الخليجي يريد \"ضمانات دفاعية أقوى قادرة على التصدي لصواريخ 300 التي تنتظرها إيران من روسيا\". وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في واشنطن أن القمة ستركز على \"التحركات العدوانية من جانب إيران\" في المنطقة.
كما نقلت في هذه الأثناء وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين وخليجيين أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الخليج سيناقشون سبل تسريع صفقات السلاح. وفي هذا السياق أضاف الجبير أن دول المجلس حصلت بالفعل على أسلحة أمريكية متقدمة كثيرة، لكن نقل الأسلحة يمكن أن يصبح أسهل عن طريق رفع وضع الدول الخليجية إلى \"حلفاء كبار من خارج حلف شمال الأطلسي\".
هذا الوكر المشؤوم كامب ديفيد وهؤلاء الأشرار المجتمعون فيه لا يأتي منهم إلا الشر، وما يخططونه كله وبال على المنطقة وعلى أهلها.
أمريكا تخوف دول الخليج بإيران من جهة ومن الجهة الأخرى تتعهد لهذه الدول بالحماية والضمانات لاستخدام أموال الخليج وسلاحه وجيوشه ضد المسلمين كما هو حاصل في العراق وسوريا واليمن. لقد تعطل تفكير هؤلاء الملوك والسلاطين وانحسر في حماية وضمان الكرسي وتبًا للبلاد والعباد، فلم يبق ما يمكن أن نخاطبه أو نثيره فيهم من خوف من الله أو شهامة أو رجولة.
إلا أن أمريكا ليست قدرنا، والأمة الإسلامية بوصفها أمةً قادرةً وأكثر على التخلص من هيمنتها واستعمارها وغطرستها هي وغيرها من الدول الاستعمارية، بل وتخليص كل العالم من النظام الرأسمالي بوضع نظام الحكم في الإسلام موضع التطبيق مكانه ابتداءً في بلاد المسلمين ثم يبدأ بالانتشار بعد ذلك بالدعوة والجهاد.
فإذا ابتلى الله الأمة من جهة بهؤلاء الحكام فإنه سبحانه وتعالى أوجد فيها من جهة أخرى ثلة من الواعين المخلصين، وأوجد في الأمة إلى حد الآن القدر الكافي من الوعي والاستعداد للتضحية من أجل العقيدة ومن أجل رفع راية رسول الله ﷺ ومن أجل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهذه هي سنة الله في التغيير وسنته في التدافع. وإن كانت الآن السطوة والغلبة للطبقة العلمانية الحاكمة بالاستناد إلى الحماية الغربية وجيوش المسلمين، إلا أن الوعي الذي دبَّ في الأمة سينتقل إلى ضباط الجيوش باعتبارهم جزءاً منها وستنتقل حمايتهم للحكام والمصالح الغربية الآن إلى حماية أمتهم ودينهم بعد قليل. وسيقفون حتما مع الثلة الواعية ومع مشروعها التحرري وسينصرونها نصرًا يصل فيه الإسلام إلى الحكم بإذن الله.
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي
\n
دعا الرئيس أوباما في الثالث من شهر آذار/مارس الفائت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست وهي السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان إلى قمة بمنتجع كامب ديفيد خلال الربيع الحالي تبحث سبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والمجلس، وقد بدأت اللقاءات يوم 2015/05/14م.
إن الرأسمالية هي مبدأ: نظام منبثق عن عقيدة. له وجهة نظره الخاصة عن الأفعال والأشياء والمفاهيم. وهي قطعًا مناقضة للمبدأ الإسلامي، ابتداءً بمصدر المبدأ ومرورًا بنظرته للعقدة الكبرى عن الكون والإنسان والحياة، وما قبلها وما بعدها وعلاقتها بكليهما.
عانت الأمة الإسلامية بغياب دولتها ويلات الحروب والتقسيم وتمكّن منها عدوّها بعد أن خطّط لذلك سنوات طوالًا.
فحلّت القوانين الوضعية مكان حكم الله رغم تحذير ربّنا منها بأنّها أحكام جاهلية ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. وأنّها أحكام طاغوت علينا اجتنابها ولفظها كما تلفظ النواة ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾.