الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بيان صحفي للرأي العام صـادر عن مجلة التغيير الجذري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في تمام الساعة 14:00 من ظهر يوم الأحد 23 جمادى الثانية 1431 هجري الموافق 06 حزيران/يونيو 2010 ميلادي، نظمت مجلة التغيير الجذري -التي يصدرها شباب حزب التحرير في ولاية تركيا- فعاليات قراءة بيان صحفي في كل من مدينة أنقرة وإسلامبول وبورصة حول آخر المستجدات السياسية المتعلقة بهجوم كيان يهود المسخ على قافلة سفن المساعدات الإنسانية المتوجهة لقطاع غزة، وقد حضر فعاليات المؤتمر الصحفي في مدينتي أنقرة وإسلامبول نحو 1500 وفي مدينة بورصة نحو 350 من أنصار ومؤيدي حزب التحرير وفيما يلي نص البيان الصحفي:

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صحفي للرأي العام

صـادر عن مجلة التغيير الجذري

 

          الحمد لله سبحانه وتعالى رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنام أحمد، محمود، محمد المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛

 

          فلسطين جزء لا يتجزأ من البلاد الإسلامية، فلسطين قبلة المسلمين الأولى، فلسطين انتهى إليها الإسراء وبدأ منها المعراج، فلسطين جرحنا النازف وقضيتنا التي توجب علينا إيجاد حل جذري لها...

 

          فلسطين فتحت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وطُهِّرت من الصليبيين في عهد القائد المنصور صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وقد توالت أجيال الأمة تتعاهدها أمانة مقدسة تحميها بالمال والأنفس، فالخليفة عبد الحميد خان بالرغم من توالي الإغراءات عليه فلم يلن بتاتاً بشأنها، هذا حجم قضية فلسطين وهكذا يتوجب أن تكون مكانتها...

 

          إلا أنه مما يؤسف له أن كيان يهود (إسرائيل) الذي أوجد على هذا التراب المقدس الذي اغتصبه الإنجليز من المسلمين والذي ترعرع واشتدّ عوده بدعم ومؤازرة أميركا يقيم ظلماً على ظلم ويرتكب مجزرة تلو المجزرة.. فلسطين بلد إسلامي احتله يهود ويتوجب استنقاذه من الأسر منذ عام 1948.. وحتى يتمكن من تنظيفه من كيان يهود الغاصب فلا بد لنا من خليفة كالخليفة عمر بن الخطاب ولا بد لنا من قائد كالقائد صلاح الدين الأيوبي ولا بد لنا من سياسيين ثاقبي البصيرة كالسلطان عبد الحميد خان...

 

          ولذلك فإننا في بياننا لا نشجب ولا نستنكر ما قام به كيان يهود الغاصب (إسرائيل)، ذلك أنه لا يتوجب أن يكون هنالك تجاه هذا الكيان المغتصب أي ردة فعل سوى واحدة هي: إعلان الجهاد في سبيل الله.

 

          نعم لم تخطئوا سمعنا.. إننا لا نشجب ولا نستنكر كيان يهود (إسرائيل)؛ لأننا نعلم يقيناً:

 

          - أن الضعاف والعاجزين هم الذين يشجبون ويستنكرون..

          - أن الخائفين الذين لا قوة لهم هم الذين يشجبون ويستنكرون..

          - أن الذين لا يستطيعون إيقاف العدو عند حده والذين لا يستطيعون الرد عليه الصاع صاعين هم الذين يشجبون ويستنكرون..

          - أن الذين صرحوا بأنهم سيرضون ويكتفون بالاعتذار هم الذين يشجبون ويستنكرون..

          - أن الذين لا يقفون موقف الشموخ والعزة الذين ارتضوا العيش في الأرذلين هم الذين يشجبون ويستنكرون..

 

         ولهذا فإننا من موضعنا هذا لن نشجب ولن نستنكر على الصهيونية وكيان يهود الغاصب، لأنه لا يتوجب أن يكون هنالك تجاههم سوى ردة فعل واحدة هي: إعلان الجهاد في سبيل الله.

 

          إننا لا نشجب ونستنكر على ذلك الكيان المجرم الذي ارتكب مجزرته علانية تجاه إخواننا المسلمين الذين كانوا على ظهر المركب في المياه الدولية حاملين المساعدات الإنسانية لإخواننا المسلمين المحاصرين في قطاع غزة، لا نستنكر ذلك على كيان يهود المسخ الملعون العابث في الشرق الأوسط فذلك من شيمه، وقتله للمسلمين وإيذاؤه الأرض والإنسان والسماء والشجر في كل فرصة من نهجه، فهذه ليست هجمته الوحشية الأولى ولن تكون الأخيرة... ولهذا فإننا نشجب ونستنكر على الذين لم يتخذوا التدابير اللازمة ولم يتخذوا الإجراءات العملية تجاه ذلك الكيان الغاصب المسخ...

 

          عند النظر إلى المجازر الوحشية التي ارتكبها كيان يهود الغاصب تجاه المسلمين منذ عام 1948 نجد أن هذه الهجمة الأخيرة تكاد تكون من أصغرها إجراماً... فالظلم والإجرام من شيم ذلك الكيان اليهودي المسخ، فيهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في قوله عز وجل:

 

((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ))

          ولهذا فإن يهود الذين لا يسمعون ولا يدركون القول، لا يُستنكر ولا يشجب عليهم! بل يتعامل معهم بالأسلوب الذي يفقهونه...

 

          أيها المسلمون؛

 

          إننا نشجب ونستنكر على الذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه الهجمات.. إننا نشجب ونستنكر على الذين حبسوا الجيوش في الثكنات ولم يحركوها.. إننا نشجب ونستنكر على الذين لم يتخذوا خطوات ملموسة على أرض الواقع.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يجعجعون ولا يطحنون طحناً.. إننا نشجب ونستنكر على الذين لا يستخدمون قوتهم الهائلة في الرد على كيان صغير.. إننا نشجب ونستنكر على الذين لم يبالوا في الذود عن دماء مواطنيهم.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يخافون من ردود فعل المسلمين الفردية فيتخذون التدابير الأمنية المشددة لحماية يهود.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يصرخون أنهم لا يفرقون بين السامية وغيرها.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يقيمون اتفاقيات استخبارية وأمنية مع كيان يهود الغاصب المحتل للمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى .. إننا نشجب ونستنكر على الذين يرحبون ويصافحون الأيدي الملطخة بدماء المسلمين.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يقيمون تعاوناً عسكرياً واقتصادياً معهم.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يطلقون الدعوات لاحترام يهود ولإقامة حوار أديان معهم.. إننا نشجب ونستنكر على الذين لا يتخذون أية إجراءات عملية تجاه الذين يقتلون إخوانكم المسلمين والذين انتقدوا الذين هبوا لحمل المساعدات الإنسانية قائلين لهم "لماذا لم تأخذوا إذناً من الظالم قبل توجهكم لمساعدة المظلومين"!

 

      إننا نشجب ونستنكر على الحكام القابعين على صدر الأمة في سائر بلاد المسلمين! ذلك أن واقع الحاكم يوجب عليه الذود عن حملة تابعيته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

 

      إننا نشجب ونستنكر على الذين يمتلكون القوة وهم أهل لها إلا أنهم لم يحركوا إصبعاً واحداً لنصرة الحق.. إننا نشجب ونستنكر على الذين يزعمون أن إظهار البغض القلبي هو أسمى مظاهر ردود الفعل، في الوقت الذي قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه هو بعينه "أضعف الإيمان":

 

"مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ"

 

      أيها المسلمون؛

 

      مما لا شك فيه أنكم قادرون على وضع حل جذري لقضية فلسطين، ومما لا شك فيه أنكم تدركون أن الحل الجذري لأي قضية هو الحل الشرعي الذي ارتضاه الله لنا المأخوذ من الكتاب والسنة دون حيد عنهما.

 

      إن قضية فلسطين هي قضية مصيرية بالنسبة لنا نحن المسلمين تستلزم الحياة بها أو الموت في سبيل نجدتها؛ وهذا يعني وجوب استرجاع تلك البلاد المغتصبة من قبل يهود ومن ورائهم الكفار الغربيين بإعلان الجهاد في سبيل الله عليهم. قال الله سبحانه وتعالى بخصوص ذلك:

 

((وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا))

 

          إننا نعلم أن النظام الإسلامي هو الجهة الوحيدة القادرة على اتخاذ إجراء عملي شرعي تجاه قضية فلسطين؛ ذلك أن همه تنفيذ أحكام الشرع دون حيد عنها ولا هوادة ومداهنة فيها.. فمن أشد الكبائر عنده إراقة دم امرئ مسلم أو ارتكاب ظلم تجاه أحد حملة تابعيته، والتاريخ الإسلامي يعج بالأمثلة التي تنطق بذلك، ويهود هم أشد الناس علماً بذلك؛ كيف لا وهم الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة المنورة لما اقترفوه بحق امرأة مسلمة.

 

          بعد هذه الهجمة الشرسة التي ارتكبها يهود وبعد ردود الفعل التي قابلهم بها الحكام القابعون على صدر الأمة في سائر بلاد الإسلام رُفعت الستائر وتعرى أولئك الحكام مجدداً فلم يبقَ لديهم ما يتسترون من ورائه، كيف لا وهم الذين اتخذوا الكافرين من الأميركان والإنجليز واليهود أولياء من دون المؤمنين، فصدق فيهم قول الله عز وجل:

 

((لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ))

 

          إننا في مجلة التغيير الجذري ندعو الله عز وجل أن يتقبل إخواننا الذي سقطوا في هذا الاعتداء الوحشي في عداد الشهداء، وأن يمن على إخواننا المصابين بعاجل الشفاء والمعافاة، وأن يقهر باسمه القهار يهود الأنجاس الذين ما انفكوا يريقون دماء إخواننا.. وندعو الله عز وجل أن يمن على المسلمين في القريب العاجل بخليفة عادل كعدل عمر بن الخطاب، منتصر للمستضعفين كنصرة المعتصم، ثاقب البصيرة كالسلطان عبد الحميد الثاني، يطبق أحكام الإسلام وحدها في الحياة.

 

          وفي الختام فإننا نتقدم بأحر التعازي للأمة الإسلامية قاطبة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

في 23 جمادى الثانية 1431هـ

06 حزيران/يونيو 2010م

مجلة التغيير الجذري

 -------------------------------------------------------

للتواصل مع مجلة التغيير الجذري:

G.M.K Bulvarı 31/12 Kızılay - ANKARA

Tel: 0 312 229 77 91    Fax: 0 312 229 77 92

E-Posta: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. / عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع