الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

نـداءٌ من حزب التحرير

إلى الأمّـة الإسـلامية وبخـاصة أهـلُ القـوة فيها

 

 

أيها المسلمون


في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من رجب سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وأربعين للهجرة الموافق للثالث من آذار سنة ألف وتسعمائة وأربع وعشرين للميلاد، تمكـن الكفار المستعمرون بزعامة بريطانيا آنذاك، بالتعاون مع خونة العرب والترك من القضاء على دولة الخـلافة، وأعلن مجرم العصر مصطفى كمال إلغاء الخـلافة في استانبول ومحاصرة الخليفة وإخراجه في سحر ذلك اليوم، وكان ذلك ثمناً أمرته بريطـانيـا بتقديمه، ومن ثم تنصيبه مقابل ذلك رئيساً سقيماً للجمهورية التركية العلمانية.

 

وهكذا كان، حيث حدث هذا الزلزال الفظيع في بلاد المسلمين بالقضاء على الخـلافة مبعث عزهم ومرضاة ربهم.

 

بعد ذلك، أيها المسلمون، حلَّ نفوذ الكفار المستعمرين في بلاد المسلمين، فجزأوا البلاد، ومزقوها عدة مِزَق حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين مِزقةً، نَصَّبوا على كل منها عميلاً لهم حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، ورسموا سياسةً لهم مصيريةً أن يبذلوا الوسع بكل وسيلة مهما بلغت من السوء ليمنعوا عودة الخـلافة من جديد، وجعلوا الحكام العملاء خطاً متقدماً لتنفيذ هذه السياسة الخبيثة الحاقدة على الإسلام والمسلمين.

 

ثم أضافوا إلى الزلزال الفظيع زلزالاً آخر فأعطوا اليهود دولةً في الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وزودوها بأسباب البقاء. وأول تلك الأسباب حماية أمنها بواسطة الحكام العملاء المحيطين بها، ليس هذا فحسب بل كان هؤلاء الحكام ينهزمون أمام يهود في كل حرب تنشب حتى أَعْطَوْا دولة يهود حجماً فوق حجمها وصورةً غير صورتها. ولَم يكتف هؤلاء العملاء بهذا، بل بذلوا الوسع في أن يحاربوا الله ورسوله لينقلوا القضية من إزالة كيان يهود من فلسطين من جذوره إلى التفاوض مع كيان يهود لعله ينسحب من شيء مما احتله في 1967!

 

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية تَرَبَّعَتْ أمريكا على عرش الغرب وصارت تُزاحِم أوروبا على مستعمراتها معتبرةً نفسها وريثة الغرب في مناطق نفوذه بحجة أنها هي التي أنقذت الغرب في الحرب العالمية الثانية. ولَم تستكن أوروبا وبخـاصة بريطانيا للأمر بسـهولة، وصارت بلاد المسلمين ميداناً لصراع الدول الكافرة المستعمرة، صـاحبه صراع أكثر سخونةً بين الغرب، وبخـاصة أمريكا، وبين الاتحاد السوفيتي السابق. لقد كان المسلمون هم وقود الصراع نتيجة خيانة هؤلاء الحكام العـملاء، وأما المكاسـب والمغانم من ثروة وهيمنة فهي للدول الغالبة المتصارعة. ثم بعد طول عناء بين الفريقين انتهى الأمر إلى وفاق بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، من حيث تقاسم المصالح في السياسة الدولية، صاحبته تشويشات أوروبية بريطانية الطابع. ثم انهار الاتحاد السوفيتي، ولَم تستطع أوروبا أن تملأ مكانه في مزاحمة أمريكا.

 

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وعدم تماسك أوروبا ووهنها أمام أمريكا، صارت أمريكا أقرب إلى التحكم المنفرد في السياسة الدولية، وأخذتها عنجهية الطغيان وصارت تضرب هنا وتضرب هناك، فأذكت حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، وباشرت حرب الخليج الثانية في إخراج العراق من الكويت، وكانت تصريحات بوش الأب الصليبية تكشف ما في قلوبهم من حقد على الإسلام والمسلمين، وبقيت تصول وتجول إلى أن كانت أحداث 11 أيلول التي لَم تنكشف كل أسرارها بعد.

 

بعد ذلك تطاولت أمريكا على العالم، كلِّ العالم وجعلته قسمين: إما أن يكون خاضعاً لها أو مُعَرَّضاً لعدوانها وحربها، وهكذا كانت أعمالُها الوحشية في أفغانستان، ومن بعدُ أعمالُها الوحشية في العراق، حتى إنها ضربت عرض الحائط بكل الشكليات القانونية للأمم المتحدة، وأسقطت حتى المجاملات الدولية من الاعتبار، فَتَنَدَّرَتْ على أوروبا بالقديمة والجديدة، وركبت رأسها في العدوان غير عابئة لا بعدو ولا صديق.

 

أيها المسلمون


لقد ارتكبت أمريكا من الأعمال الوحشية ما تنأى عنه وحوش الغاب، وما نشر عن جرائمها في سجن القلعة في جانجي شمال أفغانستان عندما جمعت الأسرى فيه وقتلتهم بالمدافع والدبابات والطائرات، وما حدث ويحدث في سجن باغرام في أفغانستان، ثم ما تسرب من جرائم في غوانتينامو، كل هذا وهو قليل بالنسبة لما لَم يكشف عنه، بالإضافة إلى ما هو جارٍ باستمرار في أفغانستان، كل ذلك يبين كم هي أمريكا خزان شرور، ومبعث فساد وإفساد.

 

ثم ما صنعته في العراق من جرائم في أبي غريب، فظيعةٍ في وحشيتها، وفي الفلوجة، وانتهاكها لحرمات البيوت وأعراض الحرائر وقتل الشيوخ والنساء والأطفال بالجملة، وما هو جارٍ في العراق، كل ذلك يبيِّن أن أمريكا قد فقدت كلَّ صفات البشر، وأنها قد بلغت من السوء الحيواني كل مبلغ.

 

لقد تكاثرت المآسي وتقاطرت المصائب على بلاد المسلمين، وتصاعدت بعد زوال الخـلافة، فبريطانيا رأس الكفر آنذاك كان لها الدور الرئيس في القضاء على الخـلافة، والدور الرئيس في زرع كيان يهود في الأرض المباركة. وكانت قد استولت على الهند من حكام المسلمين، ومن بعدُ أعطت معظمها إلى الهندوس، والقسمَ الأصغرَ والأفقرَ إلى المسلمين، ثم جعلت جرح كشمير ينـزف في الجسد الإسلامي، فقد سلَّمت كشمير إلى الحكم الهندوسي على الرغم من غالبية سكانها المسلمين، وقد كانت ولا زالت كشمير تعاني من الجرائم الهندوسية التي فاقت الآلاف. ثم إن كشمير بعد أن كانت قضية المسلمين وبخاصة مسلمو باكستان، وأن لا حل لها سوى تحريرها من سيطرة الهندوس، أصبح الحكم العميل في باكستان يعلن صراحةً حرباً على الله ورسوله بالموافقة على التسليم للهند بمعظمها، إن لَم يكن بكلها، عبر تفاوض واهٍ ذليل.

ثم إن دولة يهود كانت ولا زالت تمارس أبشع الجرائم في فلسطين، ومجزرة بل ملحمة جنين شاهدة على ذلك، ولَم يسلم من جرائمها لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، قتلت الشيوخ والنساء والأطفال، ودمرت البيوت واقتلعت الأشجار يدعمها الغرب الكافر بزعامة أمريكا اليوم ويحاربون من أجلها كل قوة تنشأ في بلاد المسلمين، بل هم يُضَيِّقُون الخناق على بلاد المسلمين في امتلاك أسباب القوة وبخاصة السلاح النووي مع أنهم يدركون امتلاك يهود لهذا السلاح منذ سنين بل إنهم يدعمونها في صنعه وفي تحصينها من أي ضغط أو حتى إزعاج في الوقت الذي يقفون بالمرصاد لبلاد المسلمين حتى في استعمال الطاقة الذرية للأغراض السلمية.

 

ثم إن الاتحاد السوفيتي شتَّت مسلمي القرم، وأكثرَ القتلَ في مسلمي القوقاز، وضَيَّقَ الخناق بالنفي والاعتقال لمسلمي تتارستان، ولا زال وريثه الاتحاد الروسي يمارس القتل الوحشي في الشيشان، ويدمر القرى والمدن ويستعمل سياسة الأرض المحروقة، وغروزني ماثلة شاهدة تنطق بذلك.

 

ثم ما فعلته فرنسا من دور سياسي حاقد للحيلولة دون أن يكون للمسلمين كيان في البوسنة على غرار الصرب والكروات بعد تفكك يوغسلافيا. هذا بالإضافة إلى تصاعد جرائمها الوحشية في الجزائر خلال النصف الأول من القرن الماضي.

 

والغرب الكافر يرسم سياسةً لتقسيم بلاد المسلمين فوق تقسيمها، وجعلها مقطَّعةَ الأوصال، مهشمة الجوانب، قطعةً هنا وأخرى هناك، وما يحدث في العراق من تجزئة وفيدرالية عرقية، وما يتم في السودان من فصل الجنوب وتمهيد الطريق لتتبعها دارفور بل وشرق السودان وشماله الشرقي ثم ما تم من اقتطاع تيمور الشرقية من إندونيسيا وما يجري في أتشيه من تمهيد للانفصال، وما يحدث في الجزائر في المنطقة الشرقية (الأمازيغ)، وما حدث في باكستان من فصل الشرقية عن الغربية، وما يخطط له من إثارة النعرات العرقية بل والجغرافية والعشائرية في البلد الواحد، حتى أصبحت بلاد المسلمين المجزأة سائرةً على طريق المزيد من التجزئة والشرذمة.

 

أيها المسلمون


إن حقد الغرب الصليـبي على الإسلام والمسلمين قد برز من أفواههم وما تخـفي صـدورهم أكبر، ونُذَكِّرُكم بأحقادهم فإن الذكرى تنفع المؤمنين:

 

• في نهايات الحرب العالمية الأولى عندما وصل القائد الإنجليزي ألمبي إلى القدس واحتلها قال (الآن انتهت الحروب الصليبية) فهذا القائد كان يعتبر أن الدولة العثمانية هي استمرار للدولة الإسلامية فلما هزمت اعتبر أن دولة المسلمين قد انتهت ولن تعود دولة، وبالتالي فإن سيطرتهم على بلاد المسلمين لن يقف بزعمهم في وجهها أحد، والغريب العجيب المحزن بل المزري أن فيصل قائد الجيش العربي الذي تمرد على الجيش العثماني، وانضم إلى الإنجليز في حرب الدولة الإسلامية، كان يقف إلى جانبه، فلم يراعِ ألمبي ولو شكلياً كون فيصل يظهر إسلامه، بل قالها على مسامعه واضحة الدلالة: بأن الدولة الإسـلامية هي الدولة العثمانية وقد انهزمت فانتصر الغرب الكافر في الحروب الصليبية، ولو كان لدى فيصل بقية من حياء لاحتج على الأقل، لكنه كان قد فقد الحياء بسيره مع الإنجليز ضد دولته منذ إطلاق والده حسين بن علي رصاصته بالتمرد على الدولة الإسـلامية (الدولة العثمانية) ودخـول الحرب موالياً الإنجليز ضد المسلمين.

 

• ووقف القائد الفرنسي غورو على قبر صلاح الدين قائلاً: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)، مشيراً إلى فوزهم في الحرب الصليبية من جديد، الحرب العالمية الأولى.

 

• وفي الخمسينات من القرن الماضي صرح مسئول في وزارة الخارجية الفرنسية قائلاً: إن العالم الإسلامي عملاق مقيد فلنبذل كل جهدنا حتى لا ينهض.

 

• وفي الستينات صرح (يوجين روستو) رئيس قسم التخطيط آنذاك بوزارة الخارجية الأمريكية وكان أيضاً مستشاراً للرئيس جونسون، قائلاً: (إن هدف العالم الغربي في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية وإن قيام إسرائيل هو جزء من هذا المخطط وإن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية).

 

• وفي أوائل عام 1990 ذكر الصحفي دافيد هاول في مقاله الذي نشرته صحيفة واشنطن تايمز وصحيفة جابان تايمز بعنوان تحول في مسار التاريخ أن العدو الآن بعد اندحار الشيوعية هو الإسلام وحضارته.

 

• وفي منتصف عام 1990 صرح صليـبي آخر (ميشال دوبريه) رئيس وزراء فرنسي سابق في مقاله المنشور في صحيفة لوكوثيديان دوباري بأن الإسلام أصبح الآن عدو أوروبا وعدو فرنسا الأول وأن الخطر يمكن أن يأتي من الجنوب أي من المنطقة الإسلامية.

 

• ونشـرت مجـلة ديرشبيغل الألمانية بحثاً عن الصراع بين الحضارة الإسلامية وبين الغرب في عددها الثامن لعام 1991 تقول فيه «مترجَماً»: (خلال الحرب العالمية الأولى وجَّهت القوى الغربية «ضربتين» جديدتين إلى الوعي الإسلامي) ثم بيَّنت المجلة في البحث أن «الضربة» الأولى كانت هزيمة الدولة العثمانية والقضاء على الخـلافة واستعمار ولاياتها العربية وفق اتفاقية سايكس بيكو 1916، وأن «الضربة» الثانية كانت إعطاء بلفور وعداً لليهود في 1917 ومساندتهم في إيجاد دولة لهم في فلسطين.

 

• وألقى بوش الأب خطاباً في جنوده في أوائل شهر آب 1990 وهو يرسلهم إلى الكويت يستحثهم فيه باسم النصرانية للقـتال، ويدعو جميع الكنائس في الولايات المتحدة للصلاة من أجلهم. وكان خطابه المذكور بداية الغزو الصليـبي الجديد لبلاد المسلمين في الجزيرة والخليج.

 

• صرح بوش الابن بعد أحداث 11 أيلول في 16/9/2001 قائلاً إنه يعد لحرب صليبية في أفغانستان.

 

• ثم إنهم أصبحوا يحاربون الإسلام بكل الوسائل في التعليم والإعلام ونشر المفاهيم المضللة، فقد صعَّدوا تبشيرهم بالديمقراطية وزيَّنوها ببعض الرتوش ليسوِّقوها بين المسلمين، فبدل وصف حقيقتها بأنها تحلل وتحرم بدل الله سبحانه قالوا إنها آلية انتخاب الحاكم، كل ذلك ليوجدوا ترويضاً للمسلمين أن يقبلوا بأن يؤخذ الحكم الشرعي، الحلال والحرام من البشر باسم الديمقراطية وليس من رب البشر.

 

• ثم إنَّ أحقادهم على المسلمين تظهر {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}عند كل شاردة وواردة، فها هي قوانينهم، بحجة مكافحة (الإرهاب) قد أعطتهم (حق) الاعتقال (الوقائي) لكل مسلم، أي أن المسلم أصبح عندهم متهماً حتى تثبت براءته، فظهر كذب تشدقهم بمقولات حقوق الإنسان، و(حرية) الرأي ... ودِيستْ أية حقوق ما دام الأمر متعلقاً بالمسلمين.

 

• وأخيراً وصلت جرأتهم إلى أن (يُدنِّسوا القرآن الكريم) في سجون أمريكا وسجون يهود، ورغم أعداد المسلمين التي تفوق المليار ونصف، إلا أنها لَم تعبأ بهم لا أمريكا ولا دولة يهود، فلم تقدِّما حتى أدنى كلمات الاعتذار لأنهم يدركون أن خلافة المسلمين غير موجودة، وأن خليفة المسلمين الذي يحكم بما أنزل الله ويجاهد في سبيل الله غير موجود، ولأنهم مطمئنون أن الحكام في بلاد المسلمين عملاء لهم، يحاربون الإسلام ويهينون القرآن كما يفعل الكفار المستعمرون.

 

أيها المسلمون


لقد تداعت عليكم الأمم بعد زوال الخـلافة وأصبحنا نهباً لكل طامع، وأصبحت بلادنا ميداناً لكل متصارع، وأصبح المسلم غريباً في بلده، يُلاحق ويُعتقل بل ويُستشهد تحت التعذيب لأنه يقول ربنا الله. وصارت الدعوة للخـلافة جريمة كبرى تُلاحق في بلاد المسلمين، وفي غير بلاد المسلمين.

 

ولأن حزب التحرير يعمل لها ويدعو لها، فقد لاحقه الحكام في بلاد المسلمين كونهم الخطَّ المتقدم للغرب الكافر في بلاد المسلمين، لاحقوه بالاعتقال والأحكام الطويلة بل إنهم، في بعض البلاد، لا يُخرجونهم بعد إكمال أحكامهم، فضلاً عن التعذيب الذي يتعرضون له في سجونهم والذي يفضي أحياناً إلى الاستشهاد كما حدث في السبعينات في سوريا وكما حدث في الثمانينات في ليبيا والعراق، وكما هو جارٍ في أوزبكستان حالياً، كل ذلك وهؤلاء الظلمة يدركون أن حزب التحرير لا يقوم بأعمال مادية في مرحلة الدعوة بل بالنصرة وكلمة الحق، بالصراع الفكري والكفاح السياسي وقول الحق دون أن يخشى في الله لومة لائم.

 

وأما في بلاد الغرب فإن دعوة الحزب للخـلافة جعلته موضعَ درس وبحث في دوائر الغرب لدرجة أن تلك الدول خالفت قوانينها في منعها للحزب على الرغم من أنه حزب سياسي لا يقوم بأعمال مادية: فمن دول الغرب من اعتبرت دعوة الحزب للخـلافة إرهاباً فأدخلت الحزب في قوائم الإرهاب كما صنعت روسيا، ومنها من اعتبرته يحرض على إزالة كيان يهود المغتصب لفلسطين فحظرته كما فعلت ألمانيا، ومنها ما تدرس إمكان منعه بناءً على دعوى المنظمات اليهودية كما في هولندا، ومنها ما أضافت لدعوى المنظمات اليهودية، التحريض على إخراج جيوش الاحتلال من العراق كما في الدانمارك، ومنها ما تعقد المؤتمرات والمؤامرات لرسم الخطط ضد الحزب وضد الخـلافة كما فعلت أمريكا في مؤتمر أنقرة، وتقارير معهد نيكسون ومؤسسة هيريتاج ومجموعة الأزمات الدولية في منتصف 2003 وتقرير المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية في ولاية فرجينيا أوائل هذه العام، ومنها ما تعتقل شباب الحزب لأنهم يشاركون في مسيرة احتجاجية على أوزبكستان بسبب مجزرة أنديجان في الوقت الذي لا تعتقل أعضاء أية مسيرة حتى للشواذ كما صنعت بريطانيا ... ليس ذلك فحسب بل إن رئيس وزراء بريطانيا هذه، وهو يتحدث في المؤتمر العام لحزب العمال في 16/7/2005 حول تفجيرات لندن في 7/7/2005، تصبح الخـلافةُ مركزَ تنبُّهِه وليس التفجيرات فهو يقول (إننا نجابه حركةً تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحكِّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخـلافة لكل الأمة الإسلامية)، فهو في خضم أحداث التفجيرات لا يفارقه هاجس الخـلافة في بلاد المسلمين، ثم إنه أخيراً في 5/8/2005 يعلن أنه سيحظر حزب التحرير وليس من سبب إلا الخـلافة التي تقض مضجع بريطانيا و(بليرها). وقد سارت أستراليا على خطا بريطانيا في حظر الحزب.

 

أيها المسلمون


هـذا هـو حالكم بعـد زوال الخـلافة، ذل وهـوان وتداعٍ للأمم عليكم، يهيمن عليكم نفوذ الدول الكافرة المستعمرة، الذي مُهِّدت له الطريق على يد حكامكم المنَصَّبين من الغرب على رقابكم.

 

وهذا هو حال العاملين لإعادة الخـلافة، يلاحقهم الكفار والمنافقون في الشرق والغرب، وحيث وصل جواسيس الغرب وعيونه، وذلك لأن الكفار يعلمون ما هي الخـلافة، وماذا تشكل لهم من خطر ماحق صاعق نتيجة طغيانهم وفسادهم وإفسادهم.


هذا الحال، أيها المسلمون هو حالكم بعد زوال الخـلافة، فكيف كنتم وأنتم تستظلون بالخـلافة؟


كنتم خير أمة أخرجت للناس، أتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، خاتمِ النبيين وإمامِ المجاهدين،


أجدادكم الخلفاء الراشدون والقادة الفاتحون،


أنتم أحفاد الأتقياء الأقوياء الذين جاهدوا في الله حق جهاده،


أحفاد فاتحي الأندلس وناشري الحضارة الإسلامية فيها،


أحفـاد المعـتصم الذي قـاد جيشاً لجباً لإغاثة امرأة ظلمها رومي فقالت وامعتصماه،


أحفاد الرشـيد الذي أجـاب ملك الـروم لنقض عهده مع المسلمين، والعـدوان عليهم، أجابه مخاطباً (من هارون أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم، الجواب ما تراه دون ما تسمعه) وهكذا كان فقد وصل الجيش ثغور الروم قبل وصول الرسالة إلى ملكهم،


أحفاد الذي كان يخاطب السحاب، أمطري حيث شئت فإن ماءك حيث وقع سيكون في بلاد المسلمين،


أحفاد الناصر صلاح الدين قاهر الصليبيين،


أحفاد قطز وبيبرس قاهرَيِ التتار،


أحفاد محمد الفاتح الأمير الشاب الذي لَم يجاوز الثالثة والعشرين، الذي شرفه الله بمدح رسول لفاتح القسطنطينية (نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها)، حيث فتحها، رحمه الله وأنعم عليه، في السنة السابعة والخمسين بعد المئة الثامنة للهجرة الموافق للسنة الثالثة والخمسين بعد المئة الرابعة عشرة للميلاد،

 

أحفاد الخليفة سليمان القانوني الذي استغاثت به فرنسا في القرن السادس عشر الميلادي عندما أُسر ملكها فلم تجد قوة عادلةً تجـيرها إلا الخـلافة الإسلامية فاستجارت بخليفتها سنة ألف وخمس مئة وخمس وعشرين للميلاد،

 

أحفاد الخليفة سليم الثالث، الذي في عهده دفعت الولايات المتحدة الأمريكية ضريبةً سنويةً لواليه في الجزائر مقدارها ستة ماية واثنان وأربعون ألف (642 ألف) دولار ذهباً بالإضافة إلى اثني عشر ألف (12 ألف) ليرة عثمانية ذهبية في مقابل إطلاق الأسرى الأمريكيين الموجودين في الجزائر والسماح للسفن الأمريكية أن تمر بأمان في المحيط الأطلسي والبحر المتوسط دون تعرض البحرية العثمانية في ولاية الجزائر للسفن الأمريكية،

 

ولأول مرة تجبر أمريكا أن توقع معاهدةً بغير لغتها بل بلغة دولة أخرى (الدولة العثمانية) في الواحد والعشرين من صفر الخير سنة ألف ومئتين وعشر للهجرة - الموافق للخامس من أيلول سنة ألف وسبع مئة وخمس وتسعين للميلاد،

 

أحفاد الخليفة عبد الحميد الذي لَم تغره الملايين الذهبية التي عرضها اليهود لخزينة الدولة، ولَم تُخِفْه الضغوط الدولية التي استقطبوها ضده للسماح لهم بالاستيطان في فلسطين وقال قولته المشهورة (إن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخـلافة)، الذي كان بعـيد النظـر حـيث يقول (... فليحتفظ اليهود بملايينهم ... وإذا مزقت دولة الخـلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن) وهذا ما حدث حيث أضاع الحكام العملاء فلسطين وسلموها لليهود بل وحافظوا على أمنهم وحراستهم وبالهزيمة أمام يهود فأعطوا دولة يهود هالةً أكبر من حجمها، ووزناً فوق وزنها،

 

هذا الخليفة رغم شدة تآمر الكفار عليه وعلى الدولة الإسلامية، فقد اضطرت بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك، أن تقدم اعتذاراً رسمياً لسفارته في لندن لأن أحد المواطنين الإنجليز نشر شيئاً اعتُبر عدائياً للإسلام في أواخر القرن التاسع عشر (1890م)، في حين أن القرآن الكريم، كلام رب العالمين، (يُدنَّس) الآن بأيدي الغرب الكافر ويهود فلا أي اعتذار بل لا أي شيء من الاعتذار، لأنْ لا خليفة للمسلمين يتخذ القرآن دستوراً فيحرك الدولة بكل ما تملك في وجه الكفار الذين يسيئون ولو بقليل إلى القرآن الكريم،

 

أحفاد الفاتحين الذين نشروا الحضارة في الأندلس حيث شعَّت حضارتهم من هناك إلى أوروبا، أحفاد الذين اخترعوا السـاعـة فأهـدوا واحدةً منها إلى شارلمان أعظم ملوك أوروبا في ذلك الوقـت فظـنـتها حاشيته، علية القوم عنده، ظنوها ملأى بالعفاريت والجن!،


أحفاد الذين اخترعوا المدفع العملاق، فدكوا به أسوار القسطنطينية، في الوقت الذي رفض فيه بابا روما فكرة صنعه التي قدمها له أحد المهندسين النمساويين ظناً من بابا روما (الإمبراطور) أن اختراع المدفع هرطقة وعمل فيه جن وعفاريت. هذه كانت حضـارتكم وعقـليتكم، أيهـا المسـلمون، وتلك كانت حضـارة الغرب الكافر وعقليته!

 

أولئك أجدادكم أيهـا المسـلمون وتلك فعالهم، وأنتم أحفادهم، فهلم إلى الحق الذي اتبعوا فاتبعوه، وإلى العز الذي صنعوا فاصنعوه، وها هو حزب التحرير بينكم فآزروه، فإنه يعمل ليل نهار لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخـلافة الراشدة، يتقدم الأمة ويقودها لهذا العمل العظيم، ويقض مضاجع الكفار المستعمرين بدعوته للخـلافة فكيف إذا أصبحت الخـلافة قائمةً ماثلةً للعيان تنسي الكفار وساوس الشيطان؟

 

أيها المسلمون


إن الدول الكافرة المستعمرة ضخمة المظهر واهنة المخبر، إن لديها أسلحة كبيرة ولكنها لا تملك الرجال الكبار، والسلاح دون رجال ضعيف الأثر أمام فئة مؤمنة تتسـلح دون سلاح العدو. والمأزق الخانق والمسـتنقع العميق الذي سقطت فيه أمريكا في أفغانستان والعراق رغم أسلحتها المتطورة ينطق بذلك، لدرجة أن أعضـاء في الكونجـرس من الحـزب الجمهوري الحاكم أصبحوا يطالبون بتنظيم خروج من العراق، حتى إن أصواتاً رسميةً في وزارة الدفاع وقيادة الجيش، أصبحت تبحث جدياً كيفية سحب فرق من قواتها من العراق، لكثرة قتلى الأمريكان وجرحاهم، وكل هذا من مقاومة بإمكانيات متواضعة لا تصل عشر معشار الأسلحة المدججة عند قوات الاحتلال، ما جعل أمريكا تبحث عن كل وسيلة تمكنها من الخـروج بشيء من حفظ ماء الوجه، وعادت تلتفت إلى أوروبا تمد يدها إليها بعـد أن ألقت بها جانباً عندما اعتدت على العراق معتدةً بعنجهيتها واستكبارها.

 

إن الوضع الدولي في صالحكم، أيها المسلمون، فروسيا شاخت أو كادت. وأوروبا بين رأسين أحدهما بريطانيا، خبيثة داهية، الشَّرُّ عندها خَيْرٌ، ما دام يحقق لها امتصاص دماء الآخرين، والآخر فرنسا، تتطلع للزعامة دون وعي وحكمة، وترنو إلى دور متصاعد في مواجهة أمريكا وبريطانيا دون أن تحسن استعمال أدواته. والرأسان لا يلتقيان، وعدم اللقاء موهن كيدهما، وبالتالي موهن أوروبا. وأمريكا، أعظم هذه الدول قوةً، تقتلها عنجهيتها، فتُفقدها التفكير وتَهلك بقلة التدبير، وهذا شأن الطواغيت الذين يظنون أنفسهم آلهةً، هكذا كان فرعون فلحق بنبي الله موسى يخوض البحر ماشياً، فعنجهيته منعته من التفكير ليرى أن البحر لا يخاض مشياً إلا بقوة الإله الذي ينكره فرعون، فاقتحم البحر فهلك وأهلك قومه، وهكذا كان هتلر فظن نفسه من غير جنس البشر فبدأ يضرب يمنةً ويسرةً، فمنعته عنجهيته من التفكير ليبصر تجمع الدول عليه، فأقحم جيشه في مغامرات غير محسوبة، فهلك وأذل قومه بعده سنين طوالاً. ثم ها هي أمريكا تمنعها عنجـهـيتها من التفكير فتظن العالم مزرعةً لها تخترقه في أي مكان كأنها في نزهة، وكان فقدان التفكير أن منعها من إدراك أن الأمة الإسلامية تمتلك سلاحاً قوياً في الأعالي لو مدت أمريكا عنقها بكل العمليات الطبية لتصل إليه فإن عنقها تتمزق قبل أن تصل إليه، فَتَفَوُّقُ السلاح المادي وحده لا يحسم الحرب مع المسلمين حتى وإن قَلَّ سلاحهم المادي، لأن لديهم عقيدةً حيةً صادقةً توفر لهم طاقةً قتاليةً لا يدركها الطغاة وعلى رأسهم اليوم أمريكا. إن أمريكا لَم تدرك مسارعة المؤمن للجهاد والاستشهاد بل تعتبره ضرباً من الجنون وتسميه انتحاراً! فدخلت مأزقاً خانقاً ومستنقعاً عميقاً في أفغانستان والعراق لن تنجو منه بإذن الله. فهي كناطح صخرة ليكسرها فيُكسر قبل أن يكسرها.


ولذلك فإن أمريكا بطغيانها تحمل مقتلها معها وسيكون على أيديكم، أيها المسلمون، هي، والدول الأخرى الطاغية التي تتجرأ على بلاد المسلمين، فأنتم الأحق بتـهشيمها، وأنـتم أهله، وإنَّ الخـلافة لقـادرة على كل ذلك بإذن الله. { وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.

 

هذا هو شـأن الدول الكبرى في عالم اليوم. أما دولة يهود فهي أقل شأناً، حيث إنها لا تعيش إلا متطفلةً على الآخرين، ولولا مساندة الغرب لها، بل والأهم، لولا خيانة الحكام في بلاد المسلمين، العملاء للغرب، لانتهى أمرها منذ زمن، ولأصبحتْ أثراً بعد عين، وهذا ما سيكون بإذن الله.

 

أيها المسلمون


إن الأرض دارت كما كانت في عهد الرسالة حيث الروم والفرس قد خالطهم هرم وشيخوخة، وغرور بالنفس وعنجهية، فلَم يحسبوا حساباً لقوة. لقد كانوا لا يرون للإسلام الذي دخل صدور العرب أي وزن، بل نظروا للعرب كما كانوا في الجاهلية، واستهانوا برسالة الإسلام لدرجة أن كسرى أرسل لعامله في اليمن يقول له سمعت رجلاً في مكة يرى نفسه نبياً اذهب إليه وأحضره لي!، ثم هو بعد ذلك بسنين، وعند قيام الدولة، وإرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى الملوك، فإن كسرى قد مزَّق الرسالة التي أرسلها له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك إيذاناً بتمزيق ملك كسرى، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «مزّق الله ملكه».


إن العنجـهـية تقتل صاحبها مهما بلغ من قوة، وهذا واقع أقوى دولة في عالم اليوم، فاستبشروا، أيها المسلمون، بظهور الغلبة عليهم، وعـودة الخـلافة على منهاج النبوة، فتعودوا كما كنتم خير أمة أخرجت للناس، وتعود دولتكم، الدولة الأولى في العالم، تطبق الإسـلام بينكم وتحـمـله للعالم بالدعوة والجهاد، ناشرةً الحق والعدل في ربوع العالم.

 

أيها المسلمون


إن حزب التحرير يتوجه إليكم بهذا النداء:


1 - مذكراً لكم بعزتكم وقوتكم يوم كنتم تستظلون بظل الخـلافة عندما كانت قائمةً، فكنتم بيضة القبَّان في العالم، يستجير بكم المظلومون ليس عامة الناس فحسب بل خاصتها وملوكها، يخـافكم العـدو ويحترمكم الصديق، تفتحون الفتوح وتنشرون العدل في ربوع العالم.

 

2 - وواضعاً إصبعكم على مواطن الذل والهوان في أجسامكم يوم زالت الخـلافة التي كانت تظلكم، استحوذ الكافر المسـتعـمر على مقـدراتكم، نهب خيراتِكم، وامتلك ثرواتِكم، ونصَّب عليكم عملاء يحفظون مصالحه لا مصالحكم، ويرعون شئون زبانيته لا شـئـونكم، فـصـرتم مطمعاً لكل طامع، وصارت بلادكم ميداناً لكل متصارع.

 

3 - ومبيناً لكم أن الكفار المستعمرين وعلى رأسهم أمريكا أضعف مما تظنون وأوهن بيتاً مما تتصورون، ومآزق أمريكا التي تقودهم، ودولة يهود ربيبتهم، شهود على ذلك، تنطق بهذا ملحمة الفلوجة في العراق، وملحمة جنين في فلسطين، هذا والمسلمون ليس لهم دولة تستنفرهم وتقاتل بهم في سبيل الله أعداءهم، فكيف لو انتظم أمرهم، وتوحد صفهم، وقادهم خليفتهم؟

 

4 - ومؤكداً لكم أنكم قادرون بإذن الله على هزيمة الكفار المستعمرين ويهود، فأنتم من أمة، خيرِ أمة خير أمة أخرجت للناس. إنكم أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين، أجدادكم الخلفاء الراشدون والقادة المجاهدون، ولا زال الإسلام الذي حملوه، ونصرهم الله سبحانه به، لا زال بين أظهركم محفوظاً بحفظ الله وعنايته، لَم يصبه ولن يصيبه بإذن الله تبديل ولا تحريف. وقد وعد الله نصرَ من نصره، ووعدُه الحق، وهو ليس فقط للأنبياء بل كذلك للمـؤمنين، وهو ليس في الآخـرة فحسب بالشهادة والرضوان والجنة، بل كذلك في الدنيا بأن تكون لكم الغلبة على عدوكم والفوز عليه والنصر والفتح المبين {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} .

 

5 - ثم إن حزب التحرير بينكم ومعكم وقد عاهد الله ورسوله والمؤمنين لَيستمرُّ في بذل الوسع، والعمل الجاد الـمُجِدُّ، مع الأمة ومن خلالها، في حمل الدعوة وطلب النصرة، لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخـلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الملك الجبري بقوله صلوات الله وسلامه عليه: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة»، وكأنَّ الحزب يرى أنه قد آن أوانُها، وأن الزمان زمانُها، وإنه لمطمئن بتحقيق هذه البشرى على يديه فينال بذلك عز الدنيا والآخرة، وذلك الفضل العظيم.


ولحبه الخيرَ لكم بالتحرك معه لإقامة الخـلافة فتشاركوه هذا الفضلَ العظيم، فإن حزب التحرير يدعوكم، عامةَ الناس وأهلَ القوة، أن تلتحقوا بصفوفه منذ اليوم، وقبل أن يفوتكم ذلك اليوم المشهود. وطريق الالتحاق به ليست صعبةً ولا عسيرةً، فقط تحتاج قوةً من البصر والبصيرة، لتستدلوا بها على المكاتب الإعلامية للحزب ولشبابه وممثليه، ولا تخشوا عيون الدول وأزلامها، فهم أضعف من أن يردوا مؤمناً يطلب الخير، وأوهن من أن يعوقوا ساعياً إلى الحق جاداً في السير، فالأجر كبير، والفوز عظيم، والمشاركة في صنع الخـلافة تستحق أن تطوى إليها المسافة.

 

فسارعـوا أيها المسلمون، سارعوا يا أهل القـوة، التحـقوا بالـدعوة والنصـرة، وسـارعوا إلى إقامة الخـلافة مع الحـزب، لا أن تشـهدوها منه فحسـب، والخـير والأجـر الذي تنـالون في التحاقكم بالصفوف اليوم لا يدنو منه الخير والأجر في التحاقكم بالصفوف بعد اليوم حـتى وإن كان في كلٍّ خـير { لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } .

 

أيها المسلمون


هذا نداؤنا إليكم، تبصرةً وتذكرةً وتبشرةً:


تبصرةً لكم بالعز الذي كنتم فيه يوم كانت الخـلافة قائمةً، وبالذل الذي صرتم إليه بعد زوال الخـلافة،

 

وتذكرةً لكم بأنكم قادرون على هزيمة الكفار المستعمرين وربيبتهم دولة يهود، بل وتكونون بإذن الله الأقوى والأعز في هذا العالم، فقط إذا أقمتم خلافتكم فأرضيتم ربكم وأعدتم أمجادكم.

 

وأما التبشرة فإن حزب التحرير يعاهد الله ورسوله والمؤمنين أنه مستمر في عمله لإقامة الخـلافة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشركم بعودتها خلافةً راشدةً، والحزب مطمئن بإقامتها، فقد أظل زمانها بإذن الله.

 

فشاركوه إقامتها تنالوا الخير والأجر معه، فالمشاركة في إقامة الخـلافة ليست كالتصفيق لها بعد قيامها، ولا يفوتنكم ذلك اليوم المشهود، فالعمل مع الحزب قبله ليس كالعمل معه بعده.

 

{ هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الجمعة 28 رجب 1426 هـ
الموافق 02/09/2005م

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع