- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
(سلسلة أجوبة العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك)
جواب سؤال: حول الزواج وشأنه
إلى Mysite Fantastica وإلى Абдуллах Ахъяров
سؤال: Mysite Fantastica
السلام عليكم، أخي الكريم:
هل يمكنك أن تجبني عن هذا السؤال لو سمحت؟
أنا شاب أعزب مسلم أحب الله تعالى والإسلام، وأحب تطبيق ما جاء به حبيبنا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام..
أعيش في بيئة لا دين فيها ولا أخلاق، الإسلام عندنا فقط اسم أو رمز يطلق علينا... مدارسنا تدرس المناهج المعادية للإسلام...
السؤال: لا أريد الزواج، لأني أعرف أنني لن أستطيع مسك أولادي وبناتي على ديني الإسلام "كأنني أمسك جمرة".
وأعلم أن أولادي سيتعلمون ما يضرهم ولا أملك وقتا لأعلمهم بسبب شغلي، وأيضا الظروف ستجبر امرأتي على العمل أيضا...
باختصار: هناك أحاديث تقول أن الزواج نصف الدين وقد قرأتها فعلا، وهناك حديث يقول بمعناه أن فساق الأمة هم العزاب، فهل هذا صحيح أنني إذا لم أتزوج فلن أكمل ديني؟...
أرجو أن أحصل على إجابة منك وأشكرك كل الشكر.
سؤال: Абдуллах Ахъяров
• Ассаламу алейкум ва рахматуллахи ва баракатух. Пусть Аллах вас хранит и воздаст вам раем.
У меня два вопроса.
1. Я хочу жениться и когда узнаю о какой то сестре нахожу ее опекуна, чтоб взять разрешение встретиться с его дочерью. Отец будучи соблюдающим, нашим братом, не зная меня лично, дает разрешение пообщаться с дочерью и обычно встреча проходит где то в парке или кафе(общественном месте). Не лучше ли, если эта встреча проходила бы у девушки дома, так как обычно при встрече вне дома девушка проявляет не решительность и просто отказывает?
2. У нас в Крыму много братьев желающих жениться, но многие сестры отдают предпочтение учебе, ссылаясь на то что это сунна. Хотелось бы узнать для девушки перед Аллахом лучше быть учащейся в светском заведении или выйти замуж?
ترجمة السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حفظكم الله وأدخلكم الجنة.
عندي سؤالان:
1- أريد أن أتزوج، وعندما أجد أختًا ما وأجد وليَّها لأخذ الإذن بلقاء ابنته، هذا الأب المحافظ والذي لا يعرفني شخصيا يعطيني الإذن بلقاء ابنته، وعادة هذا اللقاء يحصل في حديقة عامة أو في مقهى، أليس من الأفضل أن يحصل هذا اللقاء في بيتها؟ وخاصة أن الأخوات يشعرن بالتردد لشعورهن بعدم الجدية حين اللقاء بهن في المنتزهات أو المقاهي ما يؤدي إلى أن الأخت ترفض الزواج عادة.
2- الكثير من الإخوة هنا في القرم يعزمون على الزواج ولكن الكثير من الأخوات يتذرعن بعدم الزواج وتفضيل الدراسة بحجة أن الدراسة سُنة. وهنا أود أن أسأل أليس من الأفضل عند الله سبحانه وتعالى أن تتزوج الأخوات ويفضلن ويقدمن ذلك على الدراسة في هذه المؤسسات العلمانية؟
الجواب:
وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
سؤال "Mysite Fantastica" وسؤال "Эмиль Сайфуллаев" فيهما تشابه لعلاقتهما بالزواج وشأنه، ولذلك فإن جوابي أدناه هو لكليهما، هداهما الله سبحانه لأرشد أمرهما:
1- إن الله سبحانه خلق الإنسان، وجعل من آياته سبحانه أن خلق الزوجين الذكر والأنثى، وجعل بينهما مودة ورحمة من خلال الزواج وفق الأحكام الشرعية، قال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
2- إن الإسلام يحث على الزواج، فهو أغض للبصر وأحصن للفرج وأهدأ للنفس، وأحفظ للدين:
- أخرج البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
- وأخرج الحاكم في المستدرك عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ امْرَأَةً صَالِحَةً، فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي» قال الحاكم هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، ووافقه الذهبي.
3- ثم إن الساعي للزواج ليستعفف هو أحد الثلاثة الذين يعينهم الله سبحانه، أخرج أحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَوْنُهُ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالنَّاكِحُ لِيَسْتَعْفِفَ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ».
4- لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدم الزواج للقادر عليه. أخرج النسائي عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ».وأخرجه ابن ماجه كذلك.
5- وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الآباء إذا جاءهم من يرضون دينه وخلقه أن يزوجوه، أخرج الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ». وأخرجه ابن ماجه بلفظ «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».
6- وكذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أن تُختار المرأة الصالحة ذات الدين التي تحفظ زوجها وأولادها وبيتها، أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».
7- وأما قولك "وهناك حديث يقول بما معناه فساق الأمة هم العزاب"، فهذا الحديث ضعيف، وهو على النحو التالي: أخرج أحمد في مسنده عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عَكَّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَكَّافُ، هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟» قَالَ: لا... قَالَ: «إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ...». وهذا الحديث إسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي ذر، وللاضطراب الذي وقع في أسانيده. وأخرجه الطبراني في الكبير وغيره من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بُسْر - بالسين المهملة - المازني قال: جاء عكَّاف بن وَدَاعة الهِلالي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم... فذكره. وهذا إسناد ضعيف من أجل معاوية بن يحيى الصدفي، وبقية بن الوليد ضعيف أيضاً.
ولذلك فليس العزاب هم بالضرورة شرار الناس، بل قد يكون الأشرار من العزاب ومن غيرهم وفق سيرة كل منهم.
والخلاصة: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على الزواج للقادر عليه، فهو أحفظ لدين المرء، وأحصن للفرج، وأغض للبصر... وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم ينهى عن التبتل أي الانقطاع عن الزواج... وعليه فما دمت أيها السائل قادراً على الزواج، فإني أوصيك بالزواج وأن تختار امرأة صالحة، وأن تبذل الوسع في بناء أسرة صالحة، وأخلِص لله سبحانه، واصدُق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنك بإذن الله سبحانه ستكون قادراً على تنشئة أبنائك التنشئة الصالحة، والله سبحانه يتولى الصالحين.
8- أما ما ورد في سؤال الشاب الأوكراني، فجوابه كما يلي:
أ- إن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى من أراد أن يخطب امرأة أن يراها، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ، عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» وَفِي البَاب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي حُمَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»، وأخرجه الحاكم أيضا وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
فيمكن للخاطب أن يذهب إلى أهلها ويرى المباح منها الوجه والكفين، لكن لا يجوز أن يختلي بها، أو يخرج معها... لأنه أجنبي عنها، ولذلك عجبت مما ورد في السؤال أنك أحببت أن تراها في بيت أهلها، فقالوا لك لا بل اخرج أنت وإياها معاً، وانظرها! فكأن هناك التباساً في السؤال.
ب- أما ما ورد في السؤال: هل إكمال المرأة الدراسة الجامعية أولى من الزواج إن جاءها من ترضى دينه وخلقه، فالصحيح هو ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ». وأخرجه ابن ماجه بلفظ «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ». وواضح من القرينة النهي الجازم لأولياء المرأة عن أن يرفضوا الخاطب إذا كان لا شيء يُذمُّ في دينه وخلقه، أي ليس فقط صلاة الرجل وصيامه... بل معاملته للناس وحسن سلوكه والتزامه في كل ذلك بالأحكام الشرعية، فإن سأل الأهل عن دين الرجل ومعاملته الآخرين بالتزام أحكام الشرع، وثبت لهم أن دينه وخلقه مرضيٌّ عنهما بإذن الله، فيحرم على أولياء الأمور أن يرفضوا ويمنعوا زواج ابنتهم من هذا الخاطب بحجة إكمال البنت دراستها الجامعية، بل يوافقوا ولا يمنعوا ابنتهم من الزواج فهذا أحفظ للدين وأقوم بإذن الله.
وفي الختام، فإني أوصي كل قادر على الزواج أن يتزوج المرأة الصالحة، فهي حسنة الدنيا كما جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه أن "الْحَسَنَة فِي الدُّنْيَا الْمَرْأَة الصَّالِحَة، وَفِي الْآخِرَة الْجنَّة" الواردة في الآية الكريمة: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك
رابط الجواب من موقع الأمير
رابط الجواب من صفحة الأمير على الغوغل بلس