الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Al Raya sahafa

 

2024-10-09

 

جريدة الراية : 

نصرة غزة لا تكون بالخطابات والمهرجانات أيها العلماء!

 

 

انطلقت يوم الخميس 26 أيلول/سبتمبر فعاليات "مبادرة علماء الأمة لنصرة الطوفان" بمناسبة مرور عام هجري على معركة طوفان الأقصى، عبر مهرجان جماهيري حاشد في مدينة إسطنبول. وشهد المهرجان مشاركة عدد كبير من علماء المسلمين بحضور شخصي أو بكلمات مسجلة، بجانب مئات الأتراك وأبناء الجاليات العربية المقيمين في إسطنبول. وصلى الحاضرون ركعتين ودعوا دعاء القنوت، حيث رفعوا أكفهم تضرعا لله، داعين لنصرة أهل غزة وفك الحصار عنهم.

 

إننا على يقين أن مصاب أهلنا في غزة قد حرك مشاعر أبناء الأمة كافة على جميع الأصعدة ولم يبق أحد منهم إلا وجاد بما في نفسه من ألوان التضامن وتعابير الحزن ومشاعر الأسى على حال أهلنا المستضعفين في غزة، الذي يذيب القلوب كمدا وألما. والمتابع للحراكات الشعبية في كافة أنحاء البلاد الإسلامية يكتشف ويدرك مدى تلاحم الأمة وتواصلها وتآزرها ووقوف أبنائها بما تيسر من وسائل للتعبير عن غضبهم ومواساة أهلنا في غزة والضفة الغربية، والآن في لبنان.

 

وكذلك ما شهدته شوارع أوروبا وأمريكا من تظاهرات احتجاجا على الإبادة الجماعية وأعمال القتل والعنف الفظيعة التي يمارسها كيان يهود بكل صلافة وعنجهية، لا يثنيه عن ذلك محكمة دولية ولا قرار لمجلس الأمن ولا تؤثر فيه مقاطعة ولا يردعه تهديد أو استنكار.

 

لقد بات ظاهرا للعيان أن الأمة بما تحشده من مظاهرات وتجمعات ومن مهرجانات وخطابات لم ينصر غزة قيد أنملة، ولم يردع الغاشم أن يوقف عدوانه ويتراجع عن عزمه التدمير والتهجير والقتل والتشريد، وقد مضت الآن سنة كاملة لم يخل فيها يوم من مظاهرات أو مهرجانات، والعجيب أن كل هذه الشواهد لم تثن علماء المسلمين حول العالم عن عقد مثل هذا المؤتمر والمبادرة بالتنسيق مع هيئة علماء فلسطين، بهدف براق لامع، إلا أنه غامض مفرغ من طريقة لتحقيقه وهو "توحيد الجهود الإسلامية لدعم القضية الفلسطينية"! ومما يزيد الطين بلة أنهم لا يزالون يستجدون ويدعون لتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، ولم تخل خطاباتهم من أشكال التنديد بالمعاناة التي لا يزال يعيشها أهل فلسطين في غزة منذ قرابة العام. ومنهم من تجرأ في كلمته وركز على ضرورة استمرار النضال ضد الاحتلال، وشدد بعضهم على أهمية توسيع دائرة الدعم والمقاومة!

 

أيها العلماء الأفاضل: إذا كان الوهن الذي أصاب الناس بجهلهم ورماهم في الحضيض من حب الدنيا وكراهية الموت، ومع ذلك خرج منهم من خرج وتظاهر واحتج ورفع صوته وأظهر تضامنه، وربما يكون هذا أقصى ما يمكن أن يفعله بعض الناس من العمال والموظفين والمهندسين والأطباء وربات البيوت والأمهات، فإن هذا الوضع الذي وصلوا له هو نتيجة سياسة تكميم الأفواه التي سبقتها سياسة التجهيل ورافقتها سياسة التعتيم والتضليل، وعلى ذلك انتشر الخوف والضعف بين الناس، فلا تراهم يتحركون الحركة اللازمة المؤثرة في المجتمع وعلى المستوى الدولي.

 

لا شك أن هذا العمل المؤثر منوط بالعلماء والفقهاء، وهو واجب التوعية على كيفية التحرك المؤثر والمؤدي للنتيجة المطلوبة وهي تغيير الحال ونصرة المستضعفين ورفع الظلم عن المظلومين. ومن هنا كان الاستغراب أن مهرجانكم الخطابي لم يتجاوز ما هو معلوم من ضرورة النصرة والعون لغزة، وكان الاستهجان أن يقتصر المهرجان على فعاليات معنوية لا تسمن ولا تغني من جوع ومطالبات لا تقدم ولا تؤخر وتصريحات تنديد واستنكار أصبحت ممجوجة حيث تعود الناس عليها من الأنظمة الفاسدة!

 

أيها العلماء الأفاضل: إنكم ورثة الأنبياء، والأمة تضع ثقتها بكم وتنتظر منكم أفعالا لا أقوالا فحسب، وأن تقودوها إلى الصلاح وتنهضوا بها بما وهبكم الله من علم وفقه، ومخافة الله وتقواه، فحري بكم أن تقولوا الحق لا تخشوا في الله لومة لائم ولا جبروت ظالم. فأنتم تعلمون أن ما فرضه الله من جهاد ليس فرضا على أهل غزة والضفة أو لبنان فحسب؛ بل هو منوط بالأمة الإسلامية كافة حتى يتحقق فرض الكفاية، وأن الأمة تأثم بقضها وقضيضها - إلا من تلبس بالعمل الجاد - وأنتم تتحملون العبء الأكبر والمسؤولية فلا تكونوا كالذي آتاه الله آياته فانسلخ منها، ولا كمن حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها! ولا يغيبن عن أذهانكم أن الله سائلكم عما أعطاكم من علم وأنتم تقرؤون قوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾.

 

كان ينبغي عليكم أيها العلماء:

 

-      أن تبينوا من كان سببا في احتلال فلسطين وتهجير أهلها وتكشفوا تعاون المنظمات الدولية والأممية على استمرار الاحتلال وأن لا فائدة مرجوة من مخاطبتهم لرفع الظلم عن أهل غزة.

 

-      أن تفضحوا حكام المسلمين وغيرهم من المتواطئين والمتآمرين وتكشفوا للأمة خيانتهم وتواطؤهم، بل فرحتهم بانتصار يهود والتخلص من المجاهدين.

 

-      أن تبينوا للأمة أن الحركة المؤثرة هي تلك التي تؤدي إلى قلب الأوضاع السياسية واقتلاع الحكام وتوحيد الأمة في وحدة سياسية تعيد لها مجدها وليس وحدة الجهود لدعم قضية فلسطين فحسب.

 

-      أن تكونوا قادة للأمة في مواجهة الظالمين الداعمين لكيان يهود وأولئك الذين كبلوا الأمة وكمموا أفواهها وضربوا عليها طوق الهوان والاستكانة، فتنهض الأمة معكم وتري الله ما يرضيه، وهي متشوقة لذلك تواقة.

 

-      أن تعلنوا الجهاد، ولا تكتفوا بالإعلان حتى تباشروه مع جيوش المسلمين الباسلة، ولا تكتفوا بدعوة الشباب للنضال كما تقولون، فالشباب مهيؤون لكنهم غير مجهزين، بينما الجيوش الرابضة في الثكنات أولى أن تخاطبوها لأنهم مدربون مستعدون، ولا شك أن كثيرا منهم جاهزون جسديا وروحيا وماديا ومعنويا للتضحية والفداء، ولكن العقبة الكأداء هي النظام الفاسد الذي يأتمرون له، والذي يحول دون تحركهم، فكان حرياً بكم أن تضعوهم أمام مسؤولياتهم وتطالبوهم بالنصرة.

 

-      لكم عبرة أيها العلماء بالعالم الجليل العز بن عبد السلام والإمام الفضيل أحمد بن حنبل، وغيرهما من علماء المسلمين المجاهدين الذين لم يسكتوا عن الظلم والفساد، وجاهدوا في الله حق جهاده، وأنتم تقرؤون سيرهم وتعلمون فضائلهم في نصرة الإسلام والانتصار للمسلمين.

 

ونذكركم بما قال رب العزة في سورة الصف: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع