الأربعاء، 25 شوال 1446هـ| 2025/04/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-04-09

 

جريدة الراية: حزب إيران في لبنان وزعمه استعادة قدراته

"سَبَقَ السيف العَذَلَ"!

 

 

 

منذ توقيع ما سُمي وقفاً لإطلاق النار بين كيان يهود وحزب إيران في لبنان في 2024/11/27م، اتضح أن الاتفاق هو مجرد وقف للأعمال الحربية أو بتعبير أدق هو وقف لإطلاق النار المتبادل على جانبي الحدود، بينما يستمر يهود بالتحليق في أجواء لبنان بطائرات مسيرة عن بعد، ويستمر باستهداف ما يسميها ويصفها بالتحركات العسكرية للحزب أو حلفائه في لبنان، ليس فقط في القرى الحدودية المتاخمة لفلسطين، بل وصولاً إلى مدن كبرى مثل العاصمة بيروت، وعاصمة جنوب لبنان وبوابته مدينة صيدا! سواء باستهداف مبان بعد إرسال تحذير لها كما كان الأمر خلال تبادل إطلاق النار! أو باغتيالات مركزة لقيادات ميدانية عسكرية باستخدام الطائرات المسيرة عن بعد! ما يشي بأن الاتفاق ليس اتفاقاً منضبطاً بقواعد وأسس واضحة، بل هو ما فرضه يهود وفرضته أمريكا لإنهاء النفوذ العسكري لحزب إيران في لبنان، بعد أن قامت بتصفية سلم قيادته من أعلى رأس هرمه متمثلاً باغتيال أمينه العام، مروراً بقياداته الأمنية والعسكرية المستمر حتى الآن، وصولاً لضرب مجموعة كبيرة من عناصره سواء عبر ضربات البيجر أو أجهزة الاتصال اللاسلكي.

 

لقد أصيب حزب إيران في لبنان بإصابة بليغة في بنيته القيادية العسكرية، بعد أن تركته إيران يواجه مصيره وحيداً خلال ما يزيد على سنة منذ إطلاق الحزب أعماله العسكرية على الحدود في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023م، أي بعد يوم واحد من انطلاق عملية طوفان الأقصى، دون أن يدخل منطقة الجليل الأعلى، كما كان متوقعاً! بل الاكتفاء برشقات صاروخية على مواقع عسكرية محددة لا يتم تجاوزها، والقيام ببعض الضربات العميقة الخجولة في حينه، لإيصال رسائل سياسية دون تحويلها لناحية عملية تقلب موازين الصراع، بسبب ما كان متوقعاً من قوة الحزب والرقعة الجغرافية الواسعة التي يعمل بها، مقارنة بقوة حماس في غزة ورقعتها الجغرافية الضيقة! ويزيد على ذلك عدم تدخل إيران في حينه إلا كذلك ضمن سيناريوهات محددة بذريعة عدم إشعال المنطقة، بينما يهود يعيثون فساداً في غزة ولبنان وسوريا واليمن بل وحتى في الداخل الإيراني.

 

وإننا إذ نذكر ذلك، إنما لندلل على أنه في أوج الصراع وفي اللحظة التي كانت الأكثر مناسبةً لقلب الموازين وتغيير الحسابات، لم يقم حزب إيران في لبنان بذلك. بل سار في طريق أدى لخسارات فادحة في بنيته التنظيمية الحزبية، بل اضطر أن يذعن لوقف أعماله ضد يهود، واستمرار يهود كما أشرنا في مسلسل التصفيات والاغتيالات والقصف المركز. والأهم من ذلك أن الحزب برغم كل الخروقات التي يقوم بها كيان يهود المجرم منذ 2024/11/27 وحتى يومنا هذا، لم ينبس ببنت شفة إلا في خطابات يزعم فيها أنه استعاد قوته واتزانه، لكن - وهو الأهم - أنه يترك الأمر للدولة اللبنانية، فيطالبها بتحمل مسؤولياتها، سواء في إعادة الإعمار أو التدخل لدى النظام الدولي للحد من ضربات يهود التي تستهدف قيادييه ومخازن أسلحته! وهذا إن عكس شيئا فإنه يعكس ببساطة عجز الحزب عن الرد وإدراكه تكلفة أي تصعيد! فإن هو رد أعطى ذريعةً لكيان يهود لفتح باب العمليات الواسعة مرة أخرى، وسيقوم حينها بقصف المقصوف، ما سيورث الحزب ضغطاً شعبياً داخلياً لا سيما في حاضنته التي يظهر عليها التململ بسبب عدم بدء إعادة الإعمار التي لا يستطيع الحزب المباشرة بها إلا بالأموال الإيرانية كما حصل عام 2006م، لكن هذا ممنوع من السلطة اللبنانية ومن ورائها أمريكا.

 

فالقرار واضح لكل قارئ سياسي بإنهاء العمل العسكري للحزب - وإن كان مضى جزء كبير منه عبر الضربات التي أصابته - وتحوّله إلى العمل السياسي بوصفه حزباً من الأحزاب اللبنانية يمثل فئة من أهل لبنان، أي أن الحزب مستمر في نظام الطائفية والمحاصصة لكن هذه المرة بدون ضغط عسكري كان راعياه إيران ونظام بشار الهارب ومن ورائهم أمريكا التي ما إن استنفدت هذه الأدوار حتى كفت يد إيران فانكفأت، وتغيرت المعادلة في سوريا لصالح قوة أخرى تدور في فلك أمريكا هي تركيا وخرجت إيران وحزبها. ولعل التصريحات المسربة عبر بريطانيا على لسان مسؤول إيراني - ولم تقم إيران بنفيها - تظهر وضع أذرع إيران في المنطقة ونظرة إيران لها، فوفق ما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية، (قال مسؤول إيراني كبير إن طهران قلصت استراتيجيتها في دعم شبكة من الوكلاء الإقليميين، وأن طهران تقوم بإعادة تقييم سياستها تجاه "الجماعات الوكيلة" في المنطقة، للتركيز بدلا من ذلك على التهديدات المباشرة من الولايات المتحدة. وأشار إلى أن "كل اجتماع يهيمن عليه النقاش حول ترامب وسياساته، ولا تتم مناقشة أي من المجموعات الإقليمية التي دعمتها طهران سابقا". وأوضح المسؤول الإيراني الكبير للصحيفة: "يبدو أن الحوثيين لن يصمدوا في وجه الضربات الأمريكية وهذه أشهرهم الأخيرة أو حتى أيامهم الأخيرة، إنهم جزء من سلسلة اعتمدت على نصر الله والأسد، ولا منطق ولا جدوى من استمرار حمايتهم"). ولعلها تكون الرسالة الواضحة بأن إيران تشير إلى تحوّلات تحدث فيها بشأن علاقاتها مع أذرعها في المنطقة وهي قضية كان وزير الخارجية الروسي قد كشف، في 2025/3/12م، أنها من ضمن القضايا التي تريد واشنطن مناقشتها مع طهران إضافة إلى البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي.

 

ولعل في زيارة نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، ولقائها مع طائفة واسعة من المسؤولين اللبنانيين بدءا من رؤساء الدولة والحكومة والمجلس النيابي ووزير الخارجية وقائد الجيش ووزراء آخرين ورؤساء كتل نيابية، والحديث من السلطة اللبنانية عن استلهام تجربة هوكشتاين، أي الدبلوماسية المكوكية التي أدت لترسيم الحدود البحرية ووقف الأعمال الحربية في 2024/11/27م، ليدل على أن السلطة سائرةٌ في ترسيم الحدود البرية، بل سائرة  كغيرها من الدول في التطبيع مع كيان يهود، وأن سلاح الحزب لم يعد في الحسابات الأمريكية، وسقط من المعادلة، وأن أمريكا أعطت الدور للسلطة ممثلة بالجيش في بسط النفوذ على كل الحدود اللبنانية، وأن ما يصرح به الحزب عن قدراته وسلاحه ليس أكثر من جعجعة بلا طحن، وأنه كما يقال في المثل في إشارة لفوات الوقت: (سَبَقَ السيف العَذَلَ)!

 

بقلم: المهندس مجدي علي

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع