الأربعاء، 25 شوال 1446هـ| 2025/04/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-03-12

 

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 538

 

 

أيها المسلمون: إننا كما يجب أن نحرص على الصيام ليرضى الله عنا ويغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا، فيجب أن نحرص كذلك على العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة لنكون من الفائزين في الدنيا بتطبيق أحكام الله، المستظلين براية رسول الله ﷺ، راية العُقاب، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونكون من الفائزين في الآخرة كذلك بإذنه سبحانه، المستظلين بظله يوم لا ظل إلا ظله، فنفوز في الدارين، وذلك الفوز العظيم.

 

 

===

 

قمة القاهرة

قمة خيانة وتخاذل

 

 

في ختام القمة العربية الطارئة التي عقدت الثلاثاء 2025/3/4م في القاهرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتماد القمة العربية "خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي تتيح للشعب الفلسطيني البقاء على أرضه دون تهجير"، وشدد البيان الختامي على "ضرورة التزام (إسرائيل) بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي ترفض محاولات تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية"، وأدان البيان قرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وغلق المعابر.

 

ولم ينس المجتمعون كالعادة أن يؤكدوا على "ثبات الموقف العربي فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة".

 

وبهذا الصدد قال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، بعنوان "قمة القاهرة كسابقاتها تجسد خيانة الحكام العرب وخذلانهم لغزة وأهلها!": وهكذا عقدت القمة وانفضت دون أن تحرك ساكنا حيال ما يحل بأهلنا في غزة من قتل وتجويع وعقاب جماعي، وقفزت بل تعامت عن تهديد يهود وأمريكا لهم بالجحيم، لتتحدث عن اليوم التالي للحرب على غزة وكأن الحرب انتهت والعدوان قد توقف!

 

وقال البيان: إن موقف الحكام العرب هذا مرده إلى أن التفكير بنصرة غزة أو التصدي لعدوان يهود هو أمر غير وارد عندهم، وما اجتماعهم إلا لوضع خطة بديلة لخطة ترامب في تهجير أهل غزة بعد أن أذن هو لهم أن يقترحوا خطة تلبي شروطه باستبعاد حركة حماس من الحكم وإقصائها من المشهد بالكامل لضمان أمن يهود وعدم تكرار أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهذا ما أكدوا عليه في قمتهم حيث نصت الخطة المصرية على تشكيل لجنة لتتولى إدارة شؤون قطاع غزة في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط) تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، ولتسلم غزة في نهاية المطاف للسلطة الفلسطينية.

 

وأضاف البيان الصحفي: وزادوا على تخاذلهم وتآمرهم المتوقع، تأكيدهم كالعادة على أنهم سيبقون الأوفياء لمشروع التنازل والتفريط المسمى بمشروع السلام وحل الدولتين، ليشهدوا على أنفسهم في هذه الأيام الفضيلة من الشهر المبارك بأن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم فهم لا يذكرون، ليصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾.

 

وخلص البيان إلى أنه: وبذلك يبرهن هؤلاء الحكام على أنهم مجرد أدوات رخيصة لتنفيذ مخططات أمريكا والغرب ويهود، وهم لا يبحثون ولو مجرد بحث المسائل التي لا يؤذن لهم بها، لذلك لم تكن مستغربة تلك التسريبات التي تحدثت عن توسط الوسطاء لدى يهود لعدم القيام بعمل عسكري تجاه غزة قبل انعقاد القمة، حتى يحفظوا شيئا من ماء وجوههم!

 

وختم البيان الصحفي مؤكدا على: إن غزة بحاجة إلى تحرك جاد من الأمة وجيوشها لنصرتها وتحريرها من براثن يهود وأمريكا، لا إلى خطط تبقيها تحت الاحتلال وسيادة يهود. وبدون ذلك سنبقى نحصي الشهداء والجرحى ونشهد التدنيس وغطرسة يهود في ظل بقاء حكام المسلمين الذين أبوا إلا مواصلة العمالة لأمريكا وخيانة الأمة وقضاياها.

 

 

===

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

أيها المسلمون: يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾، لذلك فإن مسؤولية الأمة الإسلامية هي تحرير العالم من ظلم النظام الرأسمالي العلماني وجعله ينعم في ظل الإسلام بإقامة الخلافة، الدولة الرائدة.

 

يا محبي الإسلام: قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» هذه البشرى السارة من رسول الله ﷺ هي وعد من الله ﷻ، وهو وعد لا بد أن يتحقق. ولكن لن يتحقق بملائكة من السماء، بل سينصر الله جهودكم بالملائكة. وكما تعلمون، فإنه تحت قيادة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، يعمل الحزب في كل بلاد المسلمين وفي البلاد غير الإسلامية بما في ذلك أمريكا وبريطانيا والهند لتوحيد الأمة الإسلامية بإقامة الخلافة. لقد دعا حزب التحرير الضباط المخلصين العاملين في القوات العسكرية في البلاد الإسلامية لإعطاء النصرة، والضباط العسكريون مدعوون للاستجابة لهذا النداء، ولتعزيز المطالبة بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

===

 

إلى ضباط وجنود الجيش الباكستاني الباسل

 

يا ضباط وجنود جيش باكستان: إن العدو يخاف من روح الجهاد فيكم، ويريد أن يقيدكم بقيود مختلفة، وأخطرها قيادتكم أنتم. يجب أن تحرروا أنفسكم من هذه القيادات العميلة. اقتلعوا أولئك الذين يدعمون الاستعمار العسكري الأمريكي لباكستان، مستخدمين قوتكم. تعالوا وأعطوا النصرة لحزب التحرير، الذي لطالما حذركم من المخاطر، وأرشدكم وفقاً للدين، وهو مستعد تماماً لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

إن حزب التحرير سيضمن تحرير البلاد الإسلامية من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري. وسيقودكم الخليفة الراشد في ضربات على الأعداء. لذا استعدوا الآن، قبل فوات الأوان، فهذا هو الأمر الوحيد الذي سينفعكم في الآخرة ولا شيء غيره. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

 

 

===

 

السودان بين وثيقتين إلى أين؟!

 

أقام حزب التحرير/ ولاية السودان، بمكتبه بمدينة بورتسودان، يوم السبت غرة رمضان 1446هـ، الموافق 2025/3/1م، منتداه الشهري بعنوان: "السودان بين وثيقتين إلى أين؟!"، تحدث في الورقة الأولى الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن) في ورقة بعنوان المنتدى، مبينا أن من أهم ما ورد في هاتين الوثيقتين، هو علمانية الدولة! بالإضافة إلى الفيدرالية، التي تعني تمزيق البلاد، وأن وثيقة نيروبي هذه تحدثت عن العلمانية بشكل صريح، لكن الوثيقة الثانية أدخلت الإسلام مع الأديان الباطلة، والعقائد الفاسدة، ما يعني أنها لم تجعل الإسلام مصدراً وحيداً للتشريع.

 

كما أوضح أبو أيمن أن السودان أصلا، ومنذ زمن بعيد يحكم بالعلمانية، بجعلها أساساً للتشريع، وأن كل الوثائق والدساتير التي جاءت بعد نيفاشا، أو حتى قبلها، كلها تتحدث عن الفيدرالية. وأن الفيدرالية تعني تمزيق السودان، ما في ذلك شك، وأن أمريكا تريد تقسيم السودان، وإقامة دول علمانية، وتريد نهب الثروات. ثم تحدث عن وثيقة قوات الدعم السريع في نيروبي، وقال إن دولة كينيا تحديدا دائما لم يأت منها إلا الشر، فهي التي مزقت السودان في منتجع نيفاشا، بفصل جنوبه عن شماله، وهي التي تتآمر الآن لفصل دارفور عن جسم السودان.

 

وفي الورقة الثانية، تحدث الأستاذ النذير مختار، مبينا قواعد الحكم في الإسلام، وهي أن السيادة للشرع لا للشعب، وأن السلطان للأمة، فهي التي تختار حاكمها بالبيعة، وأن نصب خليفة واحد واجب على الأمة وفرض عليها، كذلك أن الخليفة وحده هو الذي يتبنى الدستور، ويسن القوانين، وهنا لا بد من الانتباه إلى أنه، أي الخليفة، يتبنى ولا يشرع كما في الأنظمة الديمقراطية.

 

 

===

 

جميع حكام العالم اليوم لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة

 

آن للعالم أن يدرك أن جميع الساسة المتحكمين في رقاب الناس اليوم لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة، وأنهم لا ينظرون إلى أي اعتبارات إنسانية أو عدالة ولا يبحثون عن الحق، بل يزورون الحقائق ويدوسون على القوانين والأعراف التي وضعوها ومارسوا التضليل لفرضها على البشرية وإظهارها بمظاهر الصدق والثقة رغم ضيمها وتحيزها وانحرافها، بل إن تاريخ حضاراتهم بكل ما فيه من ظلم وتعسف وقتل وترويع، يشهد على زيفهم وضحالة حضارتهم التي لم تجلب للبشرية إلا الفقر والعوز والعبودية والاستبداد على مدار القرنين الأخيرين منذ صعود هذه الدول إلى سدة الدول العظمى بعد هدم دولة الإسلام التي عرفت باحترامها للإنسانية، والتزامها بالمعاهدات، والعقود والقانون؛ امتثالا لأوامر الله وتحقيقا لمرضاته وليس لمصالح دنيئة أو مكاسب دنيوية.

 

والشاهد على ذلك أن الله تعالى قد شدد على الوفاء بالعهد في العديد من الآيات مؤكدا على أنه صنو الإيمان ومحل التقوى ومحك الصدق حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾، وقوله: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾.

 

 

===

 

فليشمر كل مخلص لهذا الدين عن ساعده

وليعمل جاهدا لعودة دولة الخلافة

 

إن الإسلام دين الله الذي رضيه للناس وأوجبه قيادة فكرية تسير حياتهم بأمن وطمأنينة، ومن تطبق عليه أحكامه سواء أكان مسلما أو غير مسلم يحيا راضيا آمنا ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾. وممّا تجدر الإشارة إليه أن تطبيق الإسلام لا يكون إلّا كاملا وشاملا فلا تنازل عن أي حكم فيه ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾. ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة إذ لم يفرط ﷺ بأي حكم من أحكام الله رغم ما لاقى هو وأصحابه من ظلم قريش وتعذيبها، ولم يداهن ولم يماطل رغم الإغراءات، فوضّح لنا كيف ندعو لهذا النور الذي أرسله الله هدى ورحمة للعالمين.

 

فليشمر كل مخلص لهذا الدين عن ساعده وليعمل جاهدا لعودة دولة الخلافة التي ستجمع شتات المسلمين وتستأنف الحياة بهذا النور وتحكمهم به ويبذل ما في وسعه ليعيده إلى الحياة بعد أن أقصاه عنها النظام الرأسمالي ورمى بالناس إلى الظلمات وقد أخرجهم هو منها ليشع من جديد فيعود للأمة مجدها وعزها وتتبوأ مكانتها التي حباها بها خالقها وكرمها بها.

 

 

===

 

قوة الأمة الإسلامية تكمن بتمسكها بدينها

وتطبيق شرع ربها

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وعد الله تبارك وتعالى المسلمين بالاستخلاف والتمكين في الأرض، وأن يبدل خوفهم أمنا، ما داموا متمسكين بدينهم وطاعة ربهم ورسولهم ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾.

 

والعبادة ليست مقصورة على الشعائر بل تحكيم الشريعة وتنظيم شؤون حياة الناس بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ عبادة. ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ فإن أطعتم الله ورسوله ﷺ واستقمتم على دينه وحكمتم بشريعته، فلا عليكم من الكفار فما هم بمعجزين الله في الأرض، إن قوة الأمة الإسلامية تكمن بتمسكها بدينها وطاعة ربها وتطبيق شرعه والالتزام بمنهجه في الحياة، فإذا خالفت أمر الله وأمر رسوله ﷺ واتبعت كلام البشر كما هي حالها هذه الأيام فقد أوردت نفسها درب الهلاك والذل والمهانة ونكل بها شرذمة الخلق واستبد بها الخوف والجوع وتخطفها أعداؤها.

 

===

 

الإيمان بالله يقتضي تفرده سبحانه وتعالى بالتشريع

 

 

إن الاعتقاد بوجود الخالق مقرون بالاعتقاد بتفرده سبحانه وتعالى بالتشريع، فله الخلق والأمر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.

 

لهذا فالدستور والقوانين التفصيلية التي تنظم شؤون الناس لا يجوز أن تؤخذ إلا من الوحي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي، قال تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾.

 

فالمسلمون يتعبدون الله تبارك وتعالى بهذا الدستور وهذه القوانين، وغير المسلمين يتبعونها قوانين تضمن لهم الرعاية تماما مثلهم مثل المسلمين، لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما عليهم من الانتصاف، ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً﴾.

 

أما الدولة المدنية الديمقراطية فهي تقوم على العقيدة العلمانية التي تزعم أن الله خالق لكنه ليس مشرعا، إنما التشريع للبشر من خلال ممثلين لهم يشرعون من دون الله، ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾.

 

 

===

 

ما كان لأمريكا أن تتحكم بمصائرنا

لولا خيانة وعمالة حكامنا

 

 

ما كان للتفرد الأمريكي الذي يغذي الاستعمار العالمي، أن يستمر لولا خيانة حكام المسلمين، فلقد كانوا مجرد أدوات في يد الغرب، فعملوا على ضمان بقاء بلاد المسلمين ضعيفة ومقسمة تحت السيطرة الأجنبية، فمن تطبيع العلاقات مع كيان يهود رغم جرائمه المستمرة، إلى السماح بوجود القواعد العسكرية الغربية على الأراضي الإسلامية، كرّس هؤلاء الحكام الهيمنة الأمريكية على حساب مصالح أمتنا، لقد تحولوا إلى أذرع تسهل الاحتلال، حيث يجرّمون حركات المقاومة بينما يسمحون للشركات الغربية بنهب مواردنا، إن تمكين هؤلاء الحكام النفوذ الأمريكي يكشف حقيقتهم كوكلاء لحماية المصالح الغربية في بلاد المسلمين.

 

إنه واجبنا الشرعي نحن المسلمين مقاومة التمدد الأمريكي في بلادنا وقلعه من جذوره، ورفض الرأسمالية الغربية ونماذج الحكم المستوردة، ومواجهة الحكام المتعاونين مع المستعمرين والمتخاذلين في الدفاع عن شعوبهم، فنتحرر من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الغربية. لقد أصبح واجبا علينا رفض النموذج العلماني الكافر، واستعادة نظامنا الإسلامي المستمد من الوحي والذي يعطي الأولوية لوحدة الأمة وعدالة رب العالمين من خلال أمة موحدة ناهضة مستقلة في قرارها غير خاضعة للمصالح الاستعمارية، فلا حق لأي قوة أجنبية أن تفرض علينا أمرنا، والطريق أمامنا واضح وهو: كسر قيود التبعية، ورفض الهيمنة الغربية، واستعادة سيادة الأمة من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج نبينا محمد ﷺ.

 

 

===

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع