الأحد، 11 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فشل تركيا في حماية المرأة (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فشل تركيا في حماية المرأة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

خرجت العشرات من النساء في إسطنبول يوم السبت للاحتجاج والتنديد بالعنف المتزايد ضد النساء وفشل الحكومة في وقف الهجمات الوحشية عليهن في جميع أنحاء البلاد.

 

تجمعت النساء في حي كاديكوي على الجانب الآسيوي من إسطنبول، يروين قصصاً مروعة عن نساء قُتلن مؤخراً في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك إمين بولوت، التي أثار مقتلها على يد زوجها السابق في آب/أغسطس غضباً عارما.

 

وهتفن "أوقفوا قتل النساء!"، و"أوقفوا عنف الذكور" "لا تقفوا موقف المتفرج افعلوا شيئا". (وكالة الصحافة الفرنسية، إسطنبول الأحد، 29 أيلول/سبتمبر 2019)

 

التعليق:

 

على الرغم من قانون حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة والذي تم إقراره عام 2012 وعلى الرغم من مصادقة تركيا على اتفاقية إسطنبول لمجلس أوروبا لعام 2011 بشأن منع العنف العائلي، فقد ازداد تعرض النساء للعنف والقتل في تركيا سنة بعد سنة.

 

ذكرت صحيفة حريات ديلي نيوز في أيار/مايو 2019، أن المحاكم التركية منحت 856،020 أمراً لحماية ضحايا العنف العائلي خلال الـ27 شهراً الماضية، وفقاً لرئيس أول غرفة مدنية لمحاكم العدل الإقليمية في أنقرة.

 

وقالت زينب أوكزوغلو خلال محاضرة أمام لجنة البرلمان التركي حول تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل: "تتعرض حوالي 38 إلى 39 في المائة من النساء للعنف في تركيا في وقت ما خلال حياتهن".

 

تشكل النساء 82 في المائة من جميع ضحايا العنف المنزلي.

 

تتاح الإحصاءات بشكل رئيسي من مصادر تابعة لمنظمات غير حكومية لا مصادر حكومية، وتوجه معظم المجموعات النسائية أصابع الاتهام إلى الآراء السلبية للحكومة بشأن دور المرأة في الأسرة والمجتمع وتعد ذلك عاملا مساهما في تصاعد العنف.

 

تركيا مجتمع تغلب فيه نسبة المسلمين، وهي تصارع في ظل الممارسات الثقافية الممزوجة بالأفكار الإسلامية من جهة والنفوذ الغربي من جهة أخرى. هذا التحدي يمكن أن يؤدي إلى العزلة عن الإسلام وإلى تدمير الحياة الأسرية والعائلية للمتضررين من العنف بالكامل. وقد أدى رد الفعل على العنف ضد المرأة إلى ارتفاع عدد الجماعات النسائية التي تتحدث وتخرج في احتجاجات. وعلى الرغم من أن هذه الجرائم لا بد من القضاء عليها، كما يجب إدانة إخفاق الحكومة في حماية النساء وبشدة، إلا أنه من الخطير تفويت عيوب النظام الحالي.

 

عندما نرى تصاعد الجرائم ضد النساء، فإننا نملك فرصة لدراسة أسس النظام الحالي ودراسة البدائل الأكثر ملاءمة له والأقدر على حل المشاكل في المجتمع.

 

ونظراً لكون تركيا بلدا مسلما ولكون من يرتكب هذه الجرائم رجالا مسلمين، فإن علينا أن ننظر في الكيفية التي يمكن للإسلام فيها أن يقدم حلولاً لهذا الأمر وأن يكون واضحاً أيضاً أن الإسلام ليس سبب المشكلة.

 

يأتي الانسجام بين القوانين والفرد عندما يكون الأفراد واضحين بشأن هدفهم في الحياة أولاً، فهدفهم هو عبادة الله سبحانه وتعالى. هذه العلاقة، حيث التقوى هي الجهة المنظمة لأعمال الأفراد، تكون ذات تأثير أقوى عندما يكون للمجتمع بأسره الأساس نفسه. ومن شأن هذا أن يحدد الأدوار والمسؤوليات لكل من الذكور والإناث بطريقة واضحة، وليس ملوثة بالأفكار أو الثقافة الغربية. يمكن للفرد الذي تحركه التقوى أن ينضبط في تصرفاته دون الحاجة لتهديده بطريقة معينة.

 

إن الواجب أن يستند التعليم أو التربية والثقافة أيضاً (بما في ذلك نظرتنا إلى جميع الأمور) إلى هدفنا بإنتاج أفراد يربطون أفعالهم بالمساءلة. وعندما يرتكب الفرد معصية، تُستخدم حينها القوانين، لكن الواجب أيضاً أن تستند هذه القوانين والأحكام إلى عقيدة الأمة المستمدة من الشريعة، لأن هذا وحده ما سيوفر العدالة كونه لا يخضع لرغبات الإنسان ونزواته. يجب أن تسن هذه القوانين أيضاً باعتبارها أوامر من الله سبحانه وتعالى وليس خياراً. وبهذه الطريقة، تعمل القوانين على ردع الانتهاكات قبل معاقبة فاعليها.

 

قبل الإسلام، عانت النساء من نواح كثيرة بسبب الممارسات التي تجذرت بعمق في نفوس الناس حينها، ولكن بعد تطبيق الإسلام كنظام، لا باعتبارها مجموعة من الطقوس كما هو الحال هو كل بلاد المسلمين اليوم، علا شأن المرأة.

 

كان حال المرأة في الإسلام، عندما طبق باعتباره نظاما، معروفا. لم يكن هذا لتحقيق المساواة للمرأة أو لإضعاف شأن الرجال، ولكن لتحقيق الوئام بين الجنسين. روى ابن عباس رضي الله عنه أن النبي r قال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» (ابن ماجه).

 

هناك بالتأكيد فشل من جانب الحكومة في حماية المرأة في تركيا، لكن هذا الفشل لا يعني أن سببه تجاهل تطبيق القوانين الحالية، بل يعني الفشل في تطبيق الإسلام كاملا شاملا، في خلافة على منهاج النبوة. عندما نبحث عن حلول، فلنسأل أنفسنا؛ هل أدى الإسلام إلى مثل هذه المستويات العالية من الجرائم ضد المرأة؟ وهل لا تزال الجرائم ضد المرأة موجودة في المجتمعات التي تتبع المعايير الغربية؟

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمن

آخر تعديل علىالثلاثاء, 01 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع