بيان صحفي

التغيير الجذري الحقيقي هو خلع النظام الحالي برمته وليس ترقيعه!

أعلن عبد الملك الحوثي في خطابه بالذكرى التاسعة لـ21 أيلول/سبتمبر 2014م عن إجراء تغييرات جذرية، سيتم الإعلان عنها في المولد النبوي.

ترقب الناس في اليمن عناء ست ليال وسبعة أيام، وأُجْبِرَتْ مختلف الجهات والهيئات السياسية على القبول بالتغييرات المرتقبة ومباركتها، ولاكتها وسائل الإعلام طوال تلك المدة، ليصدموا في آخرها بعناوين التغيير الجديدة القديمة التي تحدث عنها عبد الملك الحوثي!

الصدمة تلقاها الناس عصر الأربعاء 12 ربيع الأول الجاري، حين تم الإعلان عن إقالة حكومة الإنقاذ، ومعالجة المشاكل الاقتصادية، ومعالجة اختلالات القضاء، والشراكة الوطنية. كل ذلك تم تحت مسمى المرحلة الأولى من التغيير الجذري! وهم بهذا لم يستطيعوا التخلص من خصومهم حزب المؤتمر الذي يفعل بهم الأفاعيل بعدما ركبوا موجتهم.

أي تغيير جذري يا هؤلاء؟! إننا موقنون بأن أتباع عبد الملك مصدومون كغيرهم من الناس الذين تحملوا مرارة وويلات الحرب على مدى تسع سنوات عجاف، لعل المشهدين السياسي والاقتصادي بدرجة رئيسية سيختلفان عن سابقيهما لكن دون جدوى. والأنكى من ذلك هو الإفساح والترحيب بـ"المرتزقة" تحت عنوان الشراكة الوطنية وإفساح المجال لمشاركتهم في حكومة كفايات! وهو البند الرئيسي في التغييرات الجذرية، وهو يعكس ما تم الاتفاق عليه في الرياض بينها وبين وفد صنعاء خلال الزيارة التي سبقت 21 أيلول/سبتمبر الفائت بأسبوع واحد. إن الحركة الحوثية هي حركة علمانية تتدثر بالمسيرة القرآنية، وهي مثلها مثل سابقيها من الحكام ولكنها تفوقت عليهم بإذكاء الطائفية المقيتة والوقاحة والمجاهرة بالجرم والسوء.

وهكذا تستمر معاناة الناس على المشهد الاقتصادي؛ فدبّة البترول والديزل بلغت الضعف، فيما بلغ سعر أسطوانة الغاز أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل 21 أيلول/سبتمبر 2014م!! في الوقت الذي تستمر جباية الأموال من الناس طوال العام بمسميات مختلفة.

إن الحوثيين منذ اليوم الأول لـ21 أيلول/سبتمبر وهم يحافظون على النظام القائم، ولا يسعون لاجتثاثه وتغييره تغييراً جذرياً كما يزعمون، وكذلك كانت تغييراتهم تصب في ترقيع النظام والمحافظة عليه. وهم في ذلك يخشون الناس خارج اليمن قبل داخلها، ويوهمون الناس بإجراء تغييرات جذرية، أتخشون الناس ولا تخشون الله؟! إن الوضع في شمال اليمن يشهد صراعا محموماً بين الحوثيين وحزب المؤتمر، خصوصا منذ سريان الهدنة، ينتج عنه مزيد من المعاناة لأهل اليمن.

إن التغيير الحقيقي الواجب في اليمن، الذي لم تجرؤ عليه 21 أيلول/سبتمبر من يومها الأول، رغم أنها أطلقت على نفسها "المسيرة القرآنية"، هو إقامة حكم الإسلام بديلاً عن النظام الرأسمالي القائم الجائر.

إن التغيير الحقيقي الواجب على أهل الإيمان والحكمة الذي يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض هو إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فالخلافة والتمكين في الأرض وعد ربنا سبحانه القائل: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾، وبشرى رسوله ﷺ القائل: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية اليمن