المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن
التاريخ الهجري | 13 من محرم 1440هـ | رقم الإصدار: ح.ت.ي 1440 / 01 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2018 م |
بيان صحفي
الثورة الصحيحة لا تعني تغيير أشخاص الحكام بل تعني تغيير النظام وإقامة نظام الإسلام
يحتفل الحوثيون في صنعاء ومناطق سيطرتهم بثورة 21 أيلول/سبتمبر في ذكراها الرابعة، تلك الثورة المزعومة التي خرجوا فيها ضد الجرعة التي قررتها حكومة الوفاق بقيادة رئيس الحكومة باسندوة عام 2014م، لكن هذه الثورة المزعومة لم تكن إلا فصلاً من فصول الصراع الأنجلو أمريكي في اليمن كسابقتها ثورة 26 أيلول/سبتمبر 1962م، التي وقفت أمريكا بجانبها واعترفت بها وساندت النظام الجمهوري الوليد عن طريق جمال عبد الناصر، وصدتها بريطانيا لأنها سعت لإخراجها من عدن وتبعا لذلك ساندت الملكيين وعلى رأسهم الإمام محمد البدر ضد الجمهوريين، مسخّرة السعودية آنذاك لدعمه حيث استمرت الحرب بين الملكيين والجمهوريين لما يقارب السبع سنوات.
واليوم ها هي قد تغيرت موازين العمالة حين ارتمى الحوثيون - أحفاد الملكيين - في حضن إيران ليصبحوا عملاء أمريكا الجدد، ورفعوا شعار إسقاط الجرعة التي اقترحها البنك الدولي ليستغلها الحوثيون ليستولوا على السلطة في اليمن ويقوموا بتصفية وطرد عملاء الإنجليز منها، وقد أدخل هذا الصراع الدولي بين أمريكا وبريطانيا اليمن في أتون الحرب الجارية منذ أربع سنوات حيث تسببت الحرب بإزهاق آلاف الأنفس البريئة وتجويع الملايين منها وتدمير البنى التحتية وتوقف الرواتب وانتشار الأمراض الفتاكة وتعطل الخدمات الأساسية وانعدام المشتقات النفطية وارتفاع الأسعار وانهيار الريال اليمني وغير ذلك من الكوارث والأزمات...
لقد هدفت أمريكا من خلال إعطائها الضوء الأخضر للسعودية في شن الحرب في اليمن لإضفاء مظلومية على الحوثيين بعد أن كانوا في نظر العالم والداخل ظالمين، وعملت للترويج لهذه المظلومية سواء من خلال مبادراتها للحل أو من خلال أممها المتحدة، وسعت لإنقاذهم من خلال هذه الحرب من تآمر عملاء بريطانيا عليهم وإنهاء نفوذهم تماماً، لكنها مع ذلك تريد أن تحجم دور إيران في المنطقة وتعطي السعودية دوراً في الملف اليمني فتضمن للحوثيين شراكة في السلطة تتجاوز حجمهم على الأرض، (بينما تعمل بريطانيا للحفاظ على ما تبقى لها من نفوذ في اليمن بإبعاد الحوثيين وتقليص سيطرتهم ما أمكن وتنفذ ذلك عن طريق الإمارات وعميلها هادي وغيره من عملائها المحليين داخل اليمن.
لم يعلن الحوثيون عن أهداف لثورتهم تخالف أهداف ثورة 1962م بل تم تغيير الأشخاص القائمين على النظام الموالين للإنجليز واستبدل بهم أشخاص منهم دون تغيير النظام كنظام، وهم سائرون على خُطا الثورة الإيرانية الخمينية التي قلعت نفوذ بريطانيا السياسي من إيران واستبدلت به نفوذ أمريكا وأقامت نظاما جمهوريا مستمدا من الثورة الفرنسية بعيداً كل البُعد عن نظام الإسلام. وهم مستمرون في تضليل أتباعهم باسم المسيرة القرآنية، فهل النظام الجمهوري هو من المسيرة القرآنية؟! ما لكم كيف تحكمون؟!)
يا أهل اليمن! إلى متى يظل هؤلاء المتصارعون يخدعونكم ويحرقونكم في حروبهم خدمة لأسيادهم الكفار المستعمرين من الدول الكبرى، إن الثورة الحقيقية هي الثورة التي تقتلع النظام من جذوره وتأتي بنظام صحيح، حيث لا يوجد نظام صحيح على وجه الأرض غير نظام الإسلام والذي ندعوكم اليوم لإقامة دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض هذا النظام الجمهوري، لا أن تغيروا الأشخاص فقط وتُبقوا على النظام الجمهوري المستمَدّ من الحضارة الغربية، فالنظام الجمهوري ليس من الإسلام في شيء، والعجب كل العجب ممن يرفعون إحدى أيديهم يهتفون بالموت لأمريكا - داعمة الجمهوريات في العالم - وهم يأخذون حضارتها وثقافتها باليد الأخرى، حيث يحسبهم الجاهل شهداء نزال وما هم إلا صرعى غفلة وضلال!
ألا فليعلم أهل اليمن علم اليقين أنه لن يخرجهم مما هم فيه من ضنك العيش والحروب والفتن والتعصب المناطقي والمذهبي والطائفي إلا دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام وتنفذ أحكامه العادلة النيرة التي تعالج مشاكل الإنسان بصفته إنساناً بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه، فإلى ذلك ندعوكم؛ ففيه رضوان ربكم وسعادتكم في الدنيا والآخرة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية اليمن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 735417068 http://www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: yetahrir@gmail.com |