المكتب الإعــلامي
ولاية تركيا
التاريخ الهجري | 14 من محرم 1444هـ | رقم الإصدار: 1444 / 02 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 12 آب/أغسطس 2022 م |
بيان صحفي
التطبيع مع نظام الأسد مشاركة له في جرائمه
(مترجم)
على سؤال حول ما إذا كان الرئيس أردوغان سيلتقي بشار الأسد، أجاب وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو: "لا يوجد مثل هذا الاتصال في الوقت الحالي... منذ فترة طويلة، أراد بوتين والمسؤولون الروس لقاء الأسد ورئيسنا. أما رئيس جمهوريتنا فقد قال إن اجتماع المخابرات سيكون مفيداً". وفي اجتماع عدم الانحياز الذي عقد في بلغراد، صرح تشاووش أوغلو بأن المخرج الوحيد لسوريا هو المصالحة السياسية، وأنه ينبغي تطهير الإرهابيين بغض النظر عن هويتهم، وينبغي إقامة سلام بين المعارضة المعتدلة والنظام، وأن تركيا نقلت إلى نظيره السوري أنه يمكنهم دعم النظام في هذا الوضع. وقد تم التأكيد بالفعل في البيان المشترك للقمة الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران التي عقدت في طهران في 19 تموز/يوليو، وفي البيان الختامي لاجتماع أردوغان مع بوتين في سوتشي في 5 آب/أغسطس، وفي العديد من البيانات الأخرى التي أدلى بها في الماضي، على حماية وحدة أراضي سوريا ومكافحة جميع المنظمات الإرهابية والحل السياسي. ومن المقرر أن تتطور المحادثات التي أجريت على مستوى المخابرات في الماضي وحاليا على مستوى الشؤون الخارجية، إلى محادثات مباشرة بين أردوغان والأسد في المستقبل القريب. كل هذا يعني دفن الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان وإعطاء الشرعية والسيادة لنظام الأسد الذي شرد وذبح وقمع الملايين من شعبه بوحشية. كما أن الأدوار التي تولتها هذه البلدان الثلاثة طوال هذه العملية برمتها والمكاسب التي حققتها هي بالفعل مؤشر واضح على ذلك. وقد كشف وزير الخارجية تشاووش أوغلو عن هذه النية الخبيثة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس حيث قال: "لمنع تقسيم سوريا، يجب أن تكون هناك إدارة قوية في سوريا. لا يمكن تحقيق الإرادة التي يمكن أن تسيطر على كل ركن من أراضيها إلا من خلال الوحدة".
ومن المعروف أن دول المنطقة، ولا سيما ثلاثي أستانة، لعبت دوراً واضحاً في بقاء النظام السوري على قيد الحياة، الذي رعته أمريكا ونمته وأعادت إحياءه عندما كان على وشك الفناء. أما دور تركيا على طاولة الذئاب الجائعة فهو التسلل والاستيلاء على مجموعات المعارضة من خلال احتضان اللاجئين وكسب التعاطف باستخدام خطاب الأنصار والمهاجرين، وتشتيت انتباههم عن محاربة النظام تحت مسمى نقاط المراقبة. وبذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، قامت بكسب فصائل المعارضة إلى جانبها وتسليم مناطق مثل حلب التي تركوها دون حماية إلى النظام، بل حتى قامت بغض البصر عن تسلطهم على الشعب المنهك في إدلب، ما أدى في النهاية إلى ضمان جلوسهم على طاولة النظام في ردهات الفنادق وقاعات الاجتماعات على حساب حياة مئات الآلاف ودمائهم وأرواحهم، فهذا ليس إلا ضمان بقاء النظام المجرم.
وللأسف، فإن الحكومة التركية، التي تعاني من ضعف وعجز لا نظير لهما في سبيل المصالح السياسية والتوقعات الاقتصادية، خاصة في الفترة الأخيرة، تهذي بمصالحة الشعب السوري والتطبيع مع النظام العدو لشعبه الذي دمره بالكامل، وعدو الأطفال الذين قتلوا بالتعذيب في درعا، والأطفال الذين تم قتلهم وذبحهم وتقطيعهم على أيدي الشبيحة في حمص، والمدنيين المدفونين في حفر الإعدام في دمشق، والنساء اللواتي هوجمت عفتهن، والذين فقدوا حياتهم تحت التعذيب في السجون، والأطفال الذين ماتوا بالقنابل الكيميائية، والمدن التي دمرت، واللاجئين الذين طردوا من أراضيهم. بالتأكيد هذه لعبة خطيرة ومؤامرة مهينة تشهد عليها العديد من الأمثلة في التاريخ، لم ولن يفلح القائمون عليها أبداً، ومن الواجب على أصحاب العقل والفهم والإيمان أن يتصرفوا بوعي تجاه العواقب الوخيمة في الدنيا والمصير في الآخرة، لأن الله بكل شيء عليم خبير.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللّٰهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تركيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تركيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-turkiye.com |
E-Mail: bilgi@hizb-turkiye.org : |