الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية السودان

التاريخ الهجري    20 من جمادى الأولى 1441هـ رقم الإصدار: ح/ت/س/ 1441 / 26
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 15 كانون الثاني/يناير 2020 م

 

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
في مؤتمر فتح القسطنطينية

 


الحمد لله العالي في الخلق حمده، والغالب جنده، والمتعالي جده، قاصم الجبارين، ومذل المستكبرين، وناصر المؤمنين ولو بعد حين...


والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، إمام المجاهدين، وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين...


أيها الجمع الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


إننا حينما نُحيي هذه الذكرى العظيمة؛ ذكرى فتح القسطنطينية، إحدى بشارات الحبيب محمد e القائل: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ»، ليس من باب اجترار الذكرى، والبكاء على الماضي التليد الذي ضاع، وإنما من أجل رفع الهمم، واستنهاض الرجال، وبخاصة أهل الحزم والعزم الذين يؤرقهم حال المسلمين، والذل الذي وصلوا إليه، بعد العز والتمكين، الذي كان في ظل دولة الإسلام الخلافة؛ حافظة الدين، وصائنة بيضة الإسلام والمسلمين، وناشرة العدل والرحمة بين الخلائق أجمعين، تسعى لإخراج الناس من ظلمات الشرك والكفر، إلى نور الإسلام المبين. والذين يعرفون الواقع السيئ الذي صار المسلمون إليه بعد هدم الخلافة، وتقسيم بلاد المسلمين، وحكمها بالأنظمة العلمانية الرأسمالية، بعد أن كان كتاب الله وسنة رسوله e، وما أرشدا إليه هو المرجع والأساس في أنظمة الحكم، والسياسة، والاقتصاد، وغيرها، بل صار الكافر المستعمر هو المتحكم في مصائر المسلمين، في ظل حكام رويبضات، سلموا أمرهم، وأمر بلاد المسلمين بالكامل للكافر المستعمر، فصار حال المسلمين في ذل وصغار، بعد العز والتمكين.


وحتى نعود كما كنا في عهد النبي e والخلفاء من بعده، لا بد من إقامة سلطاننا على أساس الإسلام، وتوحيد بلادنا تحت راية واحدة، هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله e، لأن الإسلام لا يمكن أن يُطبق في ظل هذه الدويلات الوطنية الوظيفية، التي صنعها المستعمر للتحكم في الإسلام والمسلمين. فشرعاً دولة الخلافة هي دولة للمسلمين جميعاً، وهي ليست دولة وطنية أو قومية أو غير ذلك، ثم إن الواقع المشاهد يؤكد استحالة تطبيق الإسلام بكامل أنظمته في هذه الدويلات، وقد جرّبت بعض الحركات الإسلامية ذلك، فكان الفشل حليفها، لأنها خالفت طريقة النبي e في إقامة سلطان الإسلام.


وطريقة إقامة دولة الإسلام الخلافة هي طريقة واحدة، وليست طرقاً متعددة، وهي الكيفية التي أقام بها النبي e الدولة الأولى في المدينة المنورة، حيث سار في مراحل محددة، ولم يقل إنه يمكن للمسلمين أن يتخذوا طرقاً أخرى للقيام بهذا الفرض الغائب، لذلك التزم حزب التحرير منذ يومه الأول وإلى يومنا هذا بهذا الطريق، ولم يحد عنه قيد أنملة مهما تغيرت الظروف والأحوال، فالحزب ثابت على هذه الطريقة حتى يصل مع الأمة إلى مبتغاها في استئناف الحياة الإسلامية التي انقطعت بهدم الخلافة، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.


إن حزب التحرير، وهو يسير على المراحل نفسها التي سار فيها الحبيب e، فبحمد الله وفضله قد استكمل المراحل التي سار فيها الحبيب e، وهو الآن يقف على نهاية المرحلة الثالثة والأخيرة؛ وهي استلام الحكم من أهل القوة والمنعة، بعد أن صارت الخلافة رأياً عاماً، بل إن أبصار الأمة ترنو لانبلاج الفجر الصادق بإقامتها راشدة على منهاج النبوة.


وإننا من هذا المنبر نوجه الدعوة لجميع المسلمين، وبخاصة العلماء، والعاملين في حقل الدعوة الإسلامية، أن ضعوا أيديكم بأيدينا، حتى يرى أهل القوة والمنعة أن أهل الإسلام جميعهم قد تواثقوا، وتعاهدوا على استئناف الحياة الإسلامية، التي لن تكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.


كما نتوجه لأهل القوة والمنعة في هذه البلاد، أن أعطوا النصرة لحزب التحرير حتى يخلصكم والأمة معكم، من التبعية للكافر المستعمر، فتفوزوا برضا الله سبحانه الذي رضي عن الأنصار، الذين بايعوا رسول الله e وأعطوه النصرة فأقام فيهم دولة الإسلام الأولى، التي كانت سبباً في سعادة البشرية جمعاء. ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. فإلى عز الدنيا، وكرامة الآخرة ندعوكم، عسى الله سبحانه أن يحقق بشارة النبي e بقيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أيديكم، فتنالوا هذا الشرف العظيم. فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي الطريقة الشرعية والوحيدة لاستئناف الحياة الإسلامية لتطبيق الإسلام في الداخل، وحمله للعالم، وهي الطريقة الشرعية لتحقيق بقية البشارات؛ من إجلاء يهود من الأرض المباركة، وفتح روما.


﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية السودان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر
تلفون: 0912240143- 0912377707
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع