المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 18 من ربيع الثاني 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 040 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 21 تشرين الأول/أكتوبر 2024 م |
بيان صحفي
ميثاق الأمة ينبع من عقيدتها الصافية وليس من الديمقراطية الزائفة!
تحت عنوان "العهد الديمقراطي العربي... خارطة طريق للديمقراطية العربية" يعقد ثلة من الموصوفين بأنهم من المثقفين العرب مؤتمراً مشبوهاً في سراييفو، يتناولون فيه ما يصفونه بأنه حلول عملية لأزمات الاستبداد والقمع وغياب (العدالة الاجتماعية)، ويبحثون التحديات الفكرية والسياسية التي طرحتها الحرب على غزة. [قناة الجزيرة 19/10/2024م]
أيها السادة المثقفون:
قيل في المثل العربي القديم "من جرب المُجرَّب حلت به الندامة"، ونقول إنه آن الأوان لأصحاب العقول أن يطبقوا القاعدة العامة "المُجرب لا يُجرَّب". نقول هذا ابتداء للداعي لهذا المؤتمر وهو الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الذي جرَّب الديمقراطية مباشرة في فترة رئاسته لتونس بعد ثورة الياسمين عام 2011 وما تبعها من ويلات على تونس آلت إلى انتخاب الرئيس الحالي قيس سعيد انتخاباً ديمقراطياً، ونسأله ليجيب بصدق: هل أصلحت الديمقراطية وضع البلاد أم زادته سوءاً وانحطاطاً؟ كذلك حال مصر واليمن وسوريا والعراق وجاكارتا وماليزيا والأردن وغيرها...
ربما يقول المرزوقي ومن معه من المثقفين إنهم لم يمارسوا الديمقراطية الصحيحة، ولم تكن لهم الفرصة لتطبيقها والحكم على فشلها أو نجاحها، وهنا نذكر هؤلاء المجتمعين وهم يشهدون على الجرائم التي يرتكبها كيان يهود (الديمقراطي) في غزة ولبنان أنه الكيان الذي يفخر الغرب بأنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، فماذا جلبت هذه الديمقراطية غير الخراب والدمار والهلاك؟
ألم يشهد هؤلاء المثقفون وقد بان لكل ذي عقل عوار وزيف الأنظمة السائدة وما انبثق عنها من منظمات أممية، وبات واضحاً للعيان أن هذه الدول الديمقراطية لا همَّ لها إلا محاربة الشعوب التي تسعى للتحرر من الظلم والاستعمار وعلى وجه الخصوص الشعوب الإسلامية؟
يدعي المثقفون المجتمعون في هذا المؤتمر المشبوه أن الحل هو "الابتعاد عن أوهام الماضي، ومواصلة التفكير في حلول واقعية تلبي تطلعات الشعوب إلى الديمقراطية والعدالة والتحرر الوطني"، ولنا أن نسأل هنا: من الذي نصبكم ووكلكم لتتحدثوا باسم الشعوب وتضللوها بالقول إنها تتطلع للديمقراطية؟! فهذه الشعوب هي شعوب مسلمة تحمل عقيدة نقية ينبثق عنها نظام حياة كامل شامل أنزله الله رحمة للعالمين وهدى للناس أجمعين، وليس أوهام ديمقراطية مضللة شهد العالم على فشلها وجلبها الشر والفساد في فترة قرن من الزمن سادت فيه وحكمت العالم بقوانين من صنع البشر نشرت الذعر والرعب في أنحاء الأرض وأشعلت الحروب وهجرت الشعوب وجوعت الخلق لتنعم هي بخيرات الأرض على حساب المستضعفين؟! قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
نلفت انتباهكم أيها السادة أن متاجرتكم بتضحيات الأمة الإسلامية سواء في فلسطين أو غيرها لا يؤهلكم للتحدث باسم هذه الشعوب لأنكم فصلتم دينها وعقيدتها عن شؤون حياتها بتبنيكم للديمقراطية ونبذكم للإسلام وراء ظهوركم، واعلموا أن هؤلاء المجاهدين في غزة لا يحتاجون قلائد زائفة تحت شعار: "رجل العام للديمقراطية والعيش المشترك"! فهؤلاء ضحوا بأرواحهم لتكون كلمة الله هي العليا وليس للديمقراطية البغيضة التي كشفت هذه الحرب المدمرة في غزة للعالم أجمع تواطؤ الديمقراطيين وتكالب أنظمتهم على المسلمين ووقوفهم في صف يهود في عدوانهم وظلمهم.
أيها المثقفون الكرام:
إنكم تشهدون على أنفسكم بتضليل الشعوب حيث تقرون كما قال المرزوقي نفسه: "إن تواطؤ الأنظمة الغربية في هذه الإبادة أسهم في مزيد من فقدان الثقة لدى الشعوب العربية تجاه الديمقراطية التي باتوا يرونها أيديولوجية غربية فقدت كل مصداقية"، وكذلك كما وصفت توكل كرمان: "أن هشاشة تلك الأنظمة الغربية قد انكشفت مع صعود موجات الكراهية والعنصرية ومعاداة اللاجئين، كما أنها أخفقت إزاء اختبار الحريات حين قمعت وسجنت الطلاب المناصرين لغزة وفلسطين". وكفى بهذه شاهداً على ضلالكم، وشاهداً على انفصالكم عن الأمة الإسلامية، وكاشفاً لأوهامكم.
فعن أي ديمقراطية تتحدثون؟! وأي ديمقراطية تريدون تطبيقها؟!
الديمقراطية باختصار هي نظام كفر ولا تمت للإسلام بصلة، وكل من ينادي بها أو يطالب بتطبيقها مشبوه ومضلل، لأن الأمة تتطلع إلى عودة كرامتها وعزها بالإسلام وبنصر الله حين ننصره وننصر دينه بالعودة لوحدتنا في نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ولهذا ندعوكم للعودة إلى رشدكم بتبني الإسلام ونظامه، فهو الحق وما دونه باطل.
﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾
المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |