بيان صحفي

نعي الأخ عبد الرزاق كوفاتف - رحمه الله - من حملة الدعوة في طاجيكستان

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾

(مترجم)

انتقل إلى رحمة الله تعالى في طاجيكستان الأخ عبد الرزاق كوفاتف عن عمر يناهز ٤٧ عاما قضاها في طاعة الله، بعد صراع قصير مع المرض، وذلك يوم الأحد ٢١ رجب ١٤٣٦هـ الموافق ١٠/٥/٢٠١٥م في سجن المجرم رحمون، طاغية طاجيكستان، في مدينة دوشانبيه.

لقد اعتقل الأخ عبد الرزاق في ٩/٩/٢٠٠٢م وحكم ظلماً بالسجن مدة ١٣ عامًا بسبب حمله للدعوة إلى الله في صفوف حزب التحرير. كان من المنتظر أن يخرج عبد الرزاق في 9/9/2015 لانتهاء فترة محكوميته، ولكن أجله لم يمهله، قال ﷺ «تحفة المؤمن الموت» فالموت هو فراق لعالم الدنيا وانتقال لعالم الآخرة، فانتقل أخونا إلى رحمة الله ورضوانه وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ولا نزكيه على الله، لقد كان الأخ عبد الرزاق قدوة لحملة الدعوة من شباب حزب التحرير، وللعاملين لإقامة الدين وتحكيم شرع الله بإقامة الخلافة، وكان رحمه الله متواضعاً ومتفانياً ومخلصاً لله رب العالمين. لقد صدع بالحق غير هيّاب متمثلا قول الرسول ﷺ «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله».

ابتلي الأخ عبد الرزاق في صباح يوم الخميس بمرض في بطنه وبعد ٣ أيام مات مبطوناً، وفي الحديث: قَالَ رسول الله ﷺ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ»، و«مَنْ سَأَلَ الله الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ الله مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». لم يخف على أحد من الأخوة تمني الأخ عبد الرزاق للشهادة، فالله نسأل أن يتقبله في الشهداء، في الفردوس الأعلى وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان.

وليفرغ الله الصبر على زوجته التي تقضي هي الأخرى حكماً بالسجن مدة ١٠ سنوات في سجن الطاغية رحمون في مدينة نوركا، بسبب عضويتها في حزب التحرير، فليصبرها الله وأطفالها وليفك أسرها، ويكسر قيدها. إن الأخ عبد الرزاق وأسرته المجاهدة في نصرة الدين ليذكروننا بالصحابة البررة، يذكروننا بآل ياسر وسائر الصحابة رضوان الله عليهم.

اللهم اجعل أخانا مع سيد الشهداء ومع من سبقه بالإيمان الذين استشهدوا صابرين محتسبين وأجرهم وثوابهم على الله، ونسأله تعالى أن يضاعف له الثواب على ما قاسى وعانى في سجون الطغاة المجرمين.

 إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا عبد الرزاق لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله. اللهم تقبله بقبول حسن، ونقه من ذنوبه واجمعه في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نسأل الله سبحانه أن يتقبل طاعاتنا وتضحياتنا في نصرة دينه وإعلاء كلمته، وأن يكرمنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشّر بها عبده ورسوله ﷺ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت.

المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير