المكتب الإعــلامي
قرغيزستان
التاريخ الهجري | 10 من ربيع الثاني 1440هـ | رقم الإصدار: : 1440 / 01 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 17 كانون الأول/ديسمبر 2018 م |
بيان صحفي
التوتر بين الرئيسين الحالي والسابق أصبح صراعاً سياسياً وإعلامياً واضحاً
والنخبة القرغيزية اختارت الرئيس الحالي
في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي كان الرئيس السابق لقرغيزستان ألمازبيك أتامباييف رشح سورونباي جينبيكوف نيابة عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وكان جينبيكوف صديقاً حميماً لأتامباييف عندما عمل لمدة عام تقريباً كرئيس للوزراء حتى أصبح رئيساً. ولكن عندما أصبح رئيساً، بدأ في اتباع سياساته الخاصة، وتجنب الانتحار بوصفه سياسة التنسيق غير الرسمية للرئيس السابق. ونتيجة لذلك، حصل هناك توتر بين الرئيس الحالي والرئيس السابق، ولم يبق أمام القيادة السابقة للرئيس السابق إلا اختيار واحد من هذيْن السياسييْن وحدث التقسيم. في نيسان/أبريل، أعلن أتامباييف عودته لمباشرة السياسة وانتُخب زعيما للحزب الاجتماعي الديمقراطي، كما تم تقسيم الحزب إلى قسمين ولم يتحدا بعد.
استخدم الرئيس جينبيكوف إمكانياته الرئاسية لإقالة العديد من المسؤولين الذين يعتمد أتامباييف عليهم واعتقال بعضهم. حتى الآن، كشف عن عدد من جرائم الفساد الكبرى التي حدثت خلال فترة رئيس الوزراء سفر إيزاكوف، ثم اعتقل سفر إيزاكوف نفسه. وفي وقت لاحق في موسكو اعتُقل إكرام إيلميانوف، الذي كان ترفع من عمله كقائد سيارة الرئيس أتامباييف في زمنه إلى منصب القيادة في إدارة رئاسة أتامباييف، وبعد الاعتقال اقتيد إلى قرغيزستان.
اعتبارا من أيلول/سبتمبر هذا العام، تم إضفاء الشرعية على اقتراح إلغاء الحصانة عن الرؤساء السابقين، فاضطر أتامباييف للرد لأن جميع هذه الأعمال نفذت ضد الرئيس السابق أي ضده. في تشرين الثاني الماضي أجرى أتامباييف مقابلة خاصة على قناة «أبريل»، وقال إنه من المعارضين للسلطات. وعليه دعا الرئيس جينبيكوف رؤساء وزراء سابقين في قرغيزستان إلى الطاولة المستديرة للمفاوضة وقام بترغيبهم إلى تقييم العمليات الجارية والقيام بدور نشط في الحياة السياسية للبلاد. أي أن الرئيس جينبيكوف يدرك أنه في غضون عام، لم يكن بإمكانه تشكيل مجموعة قيادية مع إخوانه وأقاربه الآخرين، ولذلك أعلن قراره بالاتحاد مع النخبة وتقوية سلطته من خلالهم. وتم تحويل مؤتمر الشعب الذي تم الإعلان عنه في 24 تشرين الثاني الماضي، إلى مصالح النخبة في السلطة، وليس إلى مصالح المعارضة. لقد أظهر النخبة نفسها كأنها معارضة بناءة، لكنها في الواقع أظهرت قوة مخالبها ونفوذها على الرئيس. وقد صنف مؤتمر الشعب أداء الرئيس لعام واحد على أنه مُرضٍ، ولكنه اعتبر جميع أنشطة الرئيس السابق غير مرضية. ومن أجل إثبات أنها نخبة بناءة، تم الإعلان عن فترة اختبار للرئيس الحالي جينبيكوف حتى نيسان/أبريل 2019، وخلال هذا الوقت، يجب على الرئيس إنشاء آلية لمعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والمالية في البلاد. كما يتعين على النخبة أن تتأكد من تأمين بقاء ممتلكاتها الشخصية ونفوها في البلد بعيدا عن التحقيق. بعبارة أخرى إن النخبة هي مجموعة متبقية من الاتحاد السوفيتي، والذين أصبحوا أغنياء من خلال نهب ثروات البلاد. في تصريحاته حاول أتامباييف إثبات أنه كسب كل ما انكشف من ممتلكاته بطريقة شرعية من خلال شركات خاصة، والتي تقدر بمليارات الدولارات. يبدو أن عملية التنظيف ستبدأ من المسؤولين السياسيين القدامى بعد اكتشاف المخالفات الاقتصادية الواضحة التي ارتكبوها، وبالتالي مع سحب الحصانة من الرؤساء السابقين من المتوقع أن يكون الهدف الأساسي هو فريق أتامباييف.
باختصار، إن النخبة السياسية في البلاد أخذت تُظهر نفسها كأنها تدافع عن مصالح الشعب. إنهم يحاولون تعزيز قدراتهم في المجتمع من خلال بناء الثقة في الرئيس الحالي بين الناس. لن يتمكن الرئيس الحالي ولا القادم من تحسين وضع البلاد والشعب؛ لأن السياسة لا تمارسها إلا مجموعات كبيرة من ممثلي النخبة، وليس الرؤساء. أما النخبة أنفسهم فيطالبون من الرئيس أن يدافع عن مصالحهم. هذه هي طبيعة النظام الرأسمالي، وستظل الدولة دائماً أداة لخدمة مصالح المجموعة القيادية (الرأسماليين)، ولا يمكن أن يتعارض مع مصالح مجموعة قيادية رغم كونها تحارب الفساد أو جرائم أخرى، لأن المجموعة الرائدة ستحاول ضربها بمساعدة الناس إن أمكن، من الرئيس أو السلطات. لذلك فإن أي رئيس هو مسؤول أيضا عن التعامل مع هذه المجموعة الفاسدة، والتصرف فيها، وخدمتها.
إذن، لن يتم حل الإصلاحات في قرغيزستان من خلال القضاء على الخلافات بين الرؤساء، بل من خلال التغيير الجذري للنظام؛ وهذا يعني أنه يجب استبدال نظام الكفر العالمي (المبدأ الرأسمالي) برمته. تعد قرغيزستان واحدة من أضعف الدول في السياسة الدولية، وهي دولة مستعمَرة تتبع السياسة الخارجية تحت سيطرة نظام الكفر العالمي ومعاييره. ولن ينجح أيّ منا إلا من خلال النضال المبدئي الإسلامي، والقوة الوحيدة التي يمكن أن تحدث ثورات سياسية داخلية من بلدنا؛ لأنه من الأهمية أن نحمل الإسلام كمبدأ ضد مبدأ الكفر. من المهم أن نوضح للجمهور أننا قادرون أن نملأ كل فجوة بالأحكام الإسلامية، وإلا فإن الأمة لن تكون واعية على قوة الإسلام لتحل محل الكفر، وبالتالي لن تثق الأمة بقوة الإسلام. بالنظر إلى أن الأمة هي القوة الأساسية في تحول المجتمع، فمن المؤكد أن إيمانها قوة حاسمة وحاسمة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في قرغيزستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير قرغيزستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://hizb-turkiston.net |
E-Mail: webmaster@hizb-turkiston.net |