بيان صحفي

الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بمنح مواطني قرغيزستان تأشيرات مدتها 5 سنوات

كرم أخلاق أم ماذا؟!

(مترجم)

في الـ20 من آذار/مارس 2015م تم توقيع وثائق إعطاء التأشيرات متعددة السفرات لمدة 5 سنوات لأهل قرغيزستان والولايات المتحدة الأمريكية كمعاملة بالمثل بحسب هذه الوثائق، هذه التأشيرات ستعطى للناس للسفر بقصد السياحة والأعمال والعلاج والدراسة والبحث عن عمل. وسيبدأ العمل بهذا المشروع ابتداء من 28/04/2015م.

في 29 نيسان/أبريل منحت قنصلية الولايات المتحدة في بيشكيك أول فيزا إلى أمريكا لرجل قرغيزي. في وقت سابق من يوم المراسم في القسم القنصلي قام القائم بأعمال الولايات المتحدة الأمريكية المؤقت ريتشارد مايلز بإعطاء طالبة من الجامعة الأمريكية في آسيا الوسطى سينيل ديكانبايفا تأشيرة لخمس سنوات. بحسب المركز الإعلامي للسفارة فإن ديكانبايفا من حماة حقوق الإنسان المحدودي الإمكانيات المحترمين، وستقوم بالسفر إلى أمريكا للمشاركة باللقاءات المتصلة بعملها والتي يتم دعمها من الأمم المتحدة - بحسب الخبر.

شارك في المراسم أيضا مدير دائرة خدمات القنصلية القرغيزية أرسلان بيك أوميتاليف ورئيس دائرة الحقوق الدولية ديمتري لي والكثير من الدبلوماسيين.

ولبيان الهدف الذي تعنيه الولايات المتحدة من هذا المشروع فإننا نقول:

إلى يومنا هذا فإن الكثير من أهل قرغيزستان لا يوجد لديهم أي فكرة عن أنه من الممكن الحصول على فيزا إلى الولايات المتحدة وبسرعة كل الآراء تغيرت، لماذا؟

بدون أي شك وبحسب خطة دقيقة وضعتها الولايات المتحدة أو بحسب تجربة مع حكومات سابقة مثل أوكرانيا. والهدف – تحرير قرغيزستان من الهيمنة الروسية وإيجاد مؤيدين لها لكي تحقق أهدافها. إن الولايات المتحدة تحتاج إلى تشكيل فئة من المثقفين المؤيدين للثقافة الغربية ومن بعدها إنشاء جماعات من القرغيزيين المؤيدين لها.

الاتفاقية الموقعة لتسهيل إعطاء التأشيرات وتنفيذها ستقارب رعايا البلدين. وهذا المشروع يضرب المصالح الروسية التي تضغط على قرغيزستان في مسألة المهاجرين. أي أنه في حال تنفيذ الخطة فسيكون هذا ضربة لروسيا في طريقتها للضغط علينا، مثل تحجيم حقوق المهاجرين وإبعادهم ومنعهم من السفر لعدة سنوات إلى روسيا وتشديد ظروف العمل واستخراج الوثائق اللازمة.

بدون شك إن خطوات قرغيزستان هذه بالتقارب مع الولايات المتحدة ستغضب روسيا وذلك لأن قرغيزستان مربوطة بروسيا بسبب مشاكلها المتعلقة بالمهاجرين. حيث تعتبر روسيا المصدر الوحيد الأجنبي لنمو دخل قرغيزستان. مشروع أمريكا تم تنسيقه لتمزيق هذه العلاقة فسفر بعض أهالي قرغيزستان إلى أمريكا والأموال التي سيبعثونها ستقلل من حاجة قرغيزستان إلى روسيا.

بالإضافة لهذا فإن منح أول فيزا لشخص يعتبر من المدافعين عن حقوق الإنسان يدل على أنه سينمو بين أهل قرغيزستان الاهتمام بهذا المجال ومجالات أخرى، التي من شأنها أن تخدم المصالح الأمريكية. وذلك لأن ممثلي هذه الفئة من المثقفين سيعطون تأشيرات إلى أمريكا لمدة خمس سنوات بدون عوائق.

إلى جانب هذا فإن القادمين إلى قرغيزستان من الأمريكان سيقومون بالعمل بجد لنشر ثقافتهم. في البداية سيقيمون الندوات والمحاضرات في المدارس والمؤسسات التعليمية. وبعدها سيدخلون الاستثمارات وبعدها سيتم إنشاء مؤسسات متحدة. وبحجة حماية مواطنيهم وممتلكاتهم سيجعلون من قرغيزستان منطقة استراتيجية لهم. أي أن الولايات المتحدة ستقوم بالسيطرة على قرغيزستان بكامله بهدف حماية مصالحها في المنطقة.

هذا أسلوب أمريكا، لسعيها في تحويل الدول إلى مستعمرات لها وهذا أحد الأمثلة. ولكن ماذا ينتظر قرغيزستان من عملية نشر هذا المشروع الأمريكي؟ حاليا فبسبب هذه الدولة تعارضت مصالح روسيا وأمريكا في آسيا الوسطى. كيف سيكون صراعهم في قرغيزستان وما حجم الدماء التي ستراق، فإن ما يحصل في سوريا وأوكرانيا مؤشر لذلك. كيف سيسير هذا المشروع في قرغيزستان، من الصعب التنبؤ ولكن الأساليب والتصرفات لا تختلف عما سبق.

ليس من السهل التنبؤ بماذا ستفعل روسيا مسبقا، فهي تقوم بتصرفات غير متوقعة حتى بالنسبة لها فتصرفاتها همجية ولا تتضمن أي قواعد. لذلك فإن الفئة الحاكمة في روسيا قضت على النخب السياسية التي تبقت بعد الاتحاد السوفييتي. تصرفات تلك النخب كانت ذات أهداف وتتابعية. الآن تصرفات روسيا لا دائمية ولا تتابعية. ولا تملك لنفسها مكاناً في السياسة العالمية.

لذلك فإن حكومة قرغيزستان وهي مضطرة لتقوية علاقاتها مع أمريكا ستجد نفسها في وضعية مقلقة وهي تنتظر من أي جهة وما هي الطريقة التي ستضغط بها روسيا عليها.

الاتفاقية التي تم توقيعها بشأن التأشيرات يمكن أن تكون مربحة لقرغيزستان، إلا أن روسيا ستعتبر هذا التصرف كتدخل أمريكي في منطقتها وفي الدولة التي تعتقد أنها ملكها والحكومة التي تغرقها في الأزمات الاقتصادية عمدا لكي تبقى مستعمرة لها. وبغض النظر عن هذا كله فإن ضربة روسيا ستوجه إلى قرغيزستان وليس إلى أمريكا.

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في قرغيزستان