المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 25 من ذي القعدة 1444هـ | رقم الإصدار: 1444 / 22 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 14 حزيران/يونيو 2023 م |
بيان صحفي
العقيدة الإسلامية متجذرة في شعوب الأمة الإسلامية
ويعرفون أعداءهم مهما ادعى الحكام غير ذلك
جاء على موقع معهد واشنطن في تعريفه عن نفسه ما يلي: "معهد واشنطن يسعى إلى تعزيز فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والنهوض بالسياسات التي تؤمّنها"، وتأمين المصالح الأمريكية للحفاظ على مركزها كدولة أولى في العالم يقتضي بالنسبة لهم ضرورة الهيمنة والسيطرة بالمناورات السياسية والعمليات الحربية والتفوق العسكري والاقتصادي ونهب الثروات إما مباشرة أو عن طريق عملائها من الحكام وأشياعهم، ولعل في هذا بياناً لغايات هذه المؤسسات ومراكز الفكر والسياسة المنتشرة في الدول المستعمرة الكبرى في عموم الغرب عامة وفي أمريكا خاصة.
فقد أفاد تحليل موجز لنتائج استطلاع جديد للرأي العام بتاريخ 2023/6/9 أجرته شركة إقليمية مستقلة في آذار ونيسان بتكليف من معهد واشنطن في الأردن، أن الأردنيين أظهروا نفوراً قوياً من كيان يهود، وأُرفق التحليل ببعض البيانات وبعضها بتعليقات ملتوية غير مباشرة من دون نشر البيانات لكاتب التحليل لإبراز التوجه الذي يريد لتحقيق صورة مصالح سياسية مضللة، ولم ينشر نتائج الاستطلاع كاملة.
وهذه الاستطلاعات خصوصاً في الدول الاستعمارية الطامعة التي تهتم في صنع قراراتها على ضوء التوجه الفكري والمشاعري للناس في بلاد المسلمين ومنها الأردن، مصمَّمة للحصول على نتائج معينة ومرغوبة مسبقاً، هدفها الحقيقي ليس معرفة رأي الناس حول قضية ما وإنما نشر نتائج تؤثر على صانع القرار، فهي للإسناد والتضليل وليست للاستنارة، تكشفها الأسئلة التي صيغت بطريقة إيحائية أو متحيزة، وخيارات الاستجابة مصممة للمساعدة على ضمان استجابة معينة تسعى إليها استطلاعات الرأي المزعومة، والغريب أنها تجري تحت عين النظام وأجهزته دورياً، مستبيحة ما يسمى بسيادة الدولة، علما أن جمع المعلومات الإحصائية يعتبر من المحظورات محليا، بدون إذن رسمي.
فقد ورد في نتائج الاستطلاع على موقع معهد واشنطن أن أغلبية كبيرة (84 في المئة) من الأردنيين من الفئات العمرية كافة تعارض عقد صفقات تجارية مع شركات تابعة لكيان يهود، حتى لو كان ذلك سيساعد اقتصادهم بما في ذلك تلقي المساعدات الإنسانية من كيان يهود حتى في ظل الظروف الصعبة، وهذا الطرح يبدو من الأهمية للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالاتصالات التي تجريها حكومة النظام في الأردن وكيان يهود، بهدف التوصل إلى اتفاق "الكهرباء مقابل الماء" بشكل نهائي قبل نهاية العام الحالي، حيث أجرى جون كيري، مسؤول ملف المناخ في إدارة جو بايدن، وعراب الاتفاق مطلع الشهر الحالي محادثات مع وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس، في سبيل التوصل إلى الاتفاق، بحضور سفير أمريكا في كيان يهود توماس نايدز. علما أنه كان هناك رفض شعبي عارم لتوقيع الاتفاقية بشكلها الأولي (إعلان نوايا)، من ناحية مبدئية باعتبار كيان يهود عدوا ولأنها خاسرة اقتصاديا.
أما عن علاقة الأردن بالدول الكبرى وتحديدا أمريكا وروسيا، كما اختار الاستطلاع هذا السؤال، سجّلت أمريكا وروسيا نسبتين متقاربتين، وقال 24% إن واشنطن هي دولة صديقة، بينما قال 22% الأمر عينه عن موسكو، وهذه القراءة التي اختارها المحلل معكوسة، حيث كان يمكن القول إن 76% من الأردنيين لا يعتبرون أمريكا دولة صديقة أو أنها عدوة حيث لا نعرف صيغة السؤال، كما أشارت استطلاعات دولية أخرى سابقة إلى ذلك، لبيان من هي الدول العدوة والتي تؤثر على الاستقرار السلمي في المنطقة، ويشير ذلك إلى أن الرأي العام في الأردن يتخذ أمريكا دولة عدوة في تباين واضح عن موقف النظام في الأردن والإدارة الأمريكية اللذين يصفان علاقتهما بالصداقة والشراكة الاستراتيجية.
أما عن الإسلام، القضية التي تؤرق الدول الكبرى التي تسهر استخباراتها ومراكزها للأمن الاستراتيجي على متابعته الحثيثة وخصوصاً متابعة العاملين المخلصين والواعين سياسياً على قضيته المصيرية، والمتنبهين لمؤامرات الكافر المستعمر لتقويض توجه الأمة الإسلامية، وإبعادها عن مشروعها النهضوي بإقامة الدولة الإسلامية، عن طريق تشويه الأفكار المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، والأحكام الشرعية، وإبعاد هذه الفكرة عن عقليات شبابها وثنيهم بشتى الوسائل عنها، فقد خاب أملهم من نتيجة هذا الاستطلاع بهذا الخصوص والسؤال الدقيق المتعلق به.
فحين سُئل أهل الأردن عما إذا كان "علينا الاستماع إلى الذين يريدون منا تفسير الإسلام على نحوٍ أكثر اعتدالاً وتسامحاً وحداثةً"، وافق ثلثهم فقط على هذه الفكرة، وهذه أدنى نقطة تُسجَّل منذ طرح هذا السؤال للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2017، ولم يوافق 63% إلى حدٍ ما على الأقل عليها، على اعتبار صدق النتائج.
فأمريكا ودول الغرب عملت على مدى عقود من الزمن على تشويه صورة الإسلام، بل ودمرت بلداناً إسلامية مباشرة وقتلت أهلها وشردت الملايين، وأنفقت المليارات في سبيل إحلال ما يسمى بالإسلام الأمريكي المعتدل، الذي يجعل الإسلام طقوسا فردية بعيدا عن التطبيق العملي السياسي حسب ما يقتضي الإسلام من الأمة، وعملت على ما يسمى بالحداثة العصرية والحريات، ونشر الشذوذ المخالف للفطرة، مستعينة بحكام المسلمين وأعوانهم وأشياعهم من علماء السلاطين، والكُتّاب المأجورين وعن طريق ما يسمى بالمنظمات غير الحكومية، وها هي تنكفئ على وجهها وتنكص على عقبيها، وخصوصا عندما يبين لها معهد واشنطن أن 12% من الأردنيين فقط ينظرون بإيجابية لما يسمى باتفاقيات إبراهيم.
يا أهل الأردن، أيها المسلمون:
لا تحتاجون لاستطلاع للرأي لبيان إخلاصكم لدينكم ووعيكم على كنه أعدائكم، فهم أمريكا والغرب الكافر وكيان يهود، كما أنكم واعون على عقيدتكم وما يشوبها من شوائب تحاول المس بمفاهيمكم الصحيحة عنها، ولكن لتحذروا من مكر جديد لهم بعد علمهم بما تكرهون، ولبيان المدى الذي يعملون عليه لثنيكم عن دينكم وعن طريقة الرسول ﷺ في إقامة دولتكم دولة الخلافة، فأروا ربكم ما يُرضيه عنكم، ويفشل مخططات أعدائكم وينصركم عليهم؛ وذلك بالمسارعة لنصرة الإسلام والعمل لإقامة دولته، ودحر أعدائكم وتحرير بلادكم، وجعل كلمتكم هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |