المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 8 من جمادى الثانية 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 14 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 10 كانون الأول/ديسمبر 2024 م |
بيان صحفي
إلى ثوار الشام الأحرار، حماة الإسلام وحملة لواء كرامة الأمة
أيها الأبطال، يا من صمدتم في وجه الطغاة وتحملتم العذابات في سبيل الله، نخاطبكم اليوم لنحذركم من فخ خطير، فخ ينصبه لكم أعداء الإسلام، وعلى رأسهم أمريكا وعملاؤها في المنطقة.
إننا في مصر نتابع ما يجري في الشام المباركة، وما يحاك لها في الكواليس الدولية. أمريكا رأس الكفر والاستعمار، تعمل ليل نهار لقطف ثمرة ثورتكم بإسقاط نظام بشار لمصلحتها عبر خونة تركيا ومصر والأردن، وقيادات الفصائل. ألا وإن رأس الشر والأخطر عليكم هو أردوغان الذي يتمسح بمسوح الإسلام ليخدعكم، بينما هو خادم مخلص لأمريكا، راع لمصالحها، منفذ لمشروعها، وليكن الإسلام مقياسكم وتطبيقه كاملا غايتكم، وزنوا عليه أعمال الرجال وأقوالهم حتى لا تنخدعوا بكل خب معسول اللسان يحمل في جوفه خداع الثعالب.
يا أهل الشام: لتنظروا إلى حال إخوانكم في مصر، فقد ثاروا وأسقطوا طاغيةً ظنوا أنه آخر عهدهم بالظلم، لكنهم لم يحذروا مكر أمريكا، ولم يتخلصوا من نفوذها وعملائها، فكانت النتيجة أن عادت القبضة الحديدية أشد وأقسى، وعادت مصر إلى حظيرة الهيمنة الغربية، فاقدةً لإرادتها، منهكةً بثقل الديون، مطحونةً بفقرها.
إن الثورة في مصر لم تفشل بسبب ضعف أهلها، بل لأنها لم تتحرر من قيود سايكس - بيكو التي صنعت الأنظمة العميلة وحبكت خيوط التبعية للغرب. واليوم، يحاولون تكرار السيناريو ذاته في الشام، عبر الحلول السياسية المزعومة، والمؤتمرات الدولية التي تشرف عليها أمريكا لتفرض عليكم حلاً يبقي نفوذها قائماً، ونظام الأسد العميل أو بديلاً مشابهاً قائماً، مع بعض التعديلات الشكلية لإيهامكم بالتغيير.
يا ثوار الشام: لا تكونوا مع الذين ظلموا أنفسهم فزاغوا فأزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الظالمين، واعلموا أن الله قد اختاركم لتكونوا رأس الحربة في معركة الأمة لاستعادة عزتها، فلا تخذلوا دينكم وأمتكم. احذروا من الركون إلى أمريكا أو التسليم لحلولها، فوالله ما أرادت لكم إلا الذل والهوان. قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾.
واعلموا أن التنازل عن مشروع الإسلام لصالح مشاريع الدول الكبرى هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. لا تظنوا أن في الاعتماد على أمريكا أو أدواتها خلاصاً لكم وخاصة أردوغان رأس الشر والخيانة؛ إنهم لا يريدون إلا سرقة ثورتكم وتكبيلكم بقيود جديدة باسم الديمقراطية أو الوحدة الوطنية.
أيها الأبطال: اعلموا أنه لا خلاص للشام إلا بتحكيم شرع الله، وإقامة الخلافة التي تجمعكم والأمة تحت راية واحدة، وتحقن دماءكم وتصون أعراضكم من كل معتدٍ أثيم، وإن حزب التحرير منكم حيث تعلمون الرائد الذي لا يكذب أهله، فأعطوه النصرة ليقيمها راشدة على منهاج النبوة فيتم الله عليكم فضله ونعمته.
يا أهل الشام: إن إخوانكم في حزب التحرير يدعونكم لقطع حبال الغرب كلها واقتلاع كل أدواته ومن لف لفيفهم، ويدعونكم إلى التمسك بحبل الله المتين، فاصبروا وصابروا، ولا تركنوا لأعدائكم مهما اشتد كيدهم. وتذكروا قول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» فاعملوا على توحيد فصائلكم وقوتكم وبايعوا معهم إماما يحكمكم بالإسلام، نسأل الله أن يثبت أقدامكم وينصر جهادكم، وأن يجعل الشام منطلق الخلافة وفتح الخير للأمة الإسلامية.
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |